لأول مرة تقريبا منذ الهجوم الصهيوني النازي ضد المدنيين الفلسطينيين، تشير تصريحات وتحركات متلاحقة إلى ان الحرب على غزة لن تطول اكثر من اسبوع او اسبوعين قبل التوقف التام حسب بعض معطياتنا ..
لعل اهم هذه المعطيات ان اغتيال قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام بلبنان صالح العاروري يعدّ بالنسبة للكيان تنفيسا عن فشله أمام مقاومة صلبة بغزة اوقعت في جيش الاحتلال وقياداته خسائر جسيمة جدا … وذلك رغم مكابرتها وطمسها للحقائق أمام الإعلام ومنعه من الوصول إلى أخبار الحرب والاعداد الحقيقية الكبيرة التي سقطت من جنود صهاينة و ضباط وآليات حربية بصورة يومية.
أما المعطى الثاني فقد صرحت اسرائيل خلال يوم أمس بأنها بأن عدد المقاومين الذين قتلتهم منذ 8 ديسمبر إلى الآن يناهز 6000 ..في حين انهم لم يقدموا فعليا اي إثبات لوقوع أسرى او شهداء من مقاتلي المقاومة وإنما قد يدخل هذا التصريح مع ما جاء من اغتيال القائد الحمساوي صالح العاروري (كإحدى الحالات النادرة التي نجح الاحتلال في الوصول إليها) في خانة استعادة ماء الوجه و تلميع الصورة التي لطالما تباهى بها الجيش الصهيوني وقد يلبي نسبيا عطش نتنياهو النازي لحماية حكومته و بقائه في السلطة التي أوقع نفسه على شفا الطرد منها وحتى المحاكمة …
المعطي الاخر هو تضاعف كمّ ونوع الضربات الآتية من حزب الله و الفصائل الفلسطينية التي قامت امس السبت بضرب بعض القواعد الصهيونية كرد فعل اولي على اغتيال قياديها العاروري… ورغم صلفه المتواصل وسياسة النعامة التي ينتهجها، فإن الاحتلال ليس من مصلحته فتح جبهة واسعة على شمال الأرض المحتلة مع حزب الله و المقاومة الفلسطينية المتموقعة جنوبي لبنان … ثم إن الاتجاه العالمي المندد بالصهيونية لن يسمح للكيان بتنفيذ مزاعمه بتدمير لبنان …
لعله من الملاحظ أيضا زيارة “كاتب الدولة” الأمريكي أنتوني بلبنكن ولقاؤه مع الرئيس التركي أردوغان خلال يوم أمس وما قيل فيها من ضرورة وقف الحرب بغزة، رغم ما ردده بلينكن عن ضرورة الا يعاد هجوم 7 أكتوبر على الكيان الصهيوني … وهذه وغيرها مؤشرات تؤذن بأن حرب غزة تسير نحو الايقاف الإجباري خلال أيام قد لا تطول.