اتصلت بي أم تشكو لي علاقتها بابنتها، وكان حديثنا طويلا، شكت خلاله وبكت حتى شبعت.لكن لم يلصق في ذهني منه إلا عبارة قالتها الأم:
(كلما اتصلت بابنتي لأسألها: -كيفك؟ تردّ: – لماذا تريدين أن تعرفي؟)
فتح لي هذا المقطع من حديثنا الباب إلى عالمتلك الصبية منذ ولادتها وحتى اليوم!
لا شكّ أنه عالم يخلو من لمسات الحنان والحب والشفقة، ولو تلقتها يوما من أمها لما سألتها لماذا تريدين أن تعرفي؟
أغلب الاضطرابات النفسية تتجذر في الطفولة،فكل مريض نفسي هو ضحية والديه.لذلك، لم اؤمن يوما بقدسية الآباء،
عندما ينجحون إنه واجبهم، وعندما يفشلون إنها مسؤوليتهم!
لم يسألك ابنك أن تنجبه، لقد كان قرارك وأنت مسؤول عن قراراتك!
عندما تتحمل مسؤولية ذلك القرار فتقوم بواجبك، عندها وعندها فقط تنال وسام الأبوة!
بنفس المقدار الذي يحتاجك في سنواته الأولى ستحتاجه في سنواتك الأخيرة، والقرار قرارك!لا تتأفف من مسؤوليتك وإلاّ تستحق منه كل أفٍّ.