خليل حاوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَمْ تَرَ الغربةَ في وجهي
ولي رسمٌ بِعَينَيْها
طريٌّ ما تغَيَّرْ
آمِنٌ في مَطْرحٍ لا يعتريهْ
ما اعترى وجهي
الذي جارَتْ عليهِ
دمغَةُ العُمرِ السفيهْ
كيْفَ – ربي – لا تَرَى
ما زَوَّرَ العُمرُ وحفَّر,
كيفَ مرَّ العُمرُ من بعْدي,
وما مرَّ,
فظلَّتْ طفلةُ الأمسِ وأَصغَرْ
تغْزل الرسمَ على وجهي,
وتحكي ما حكته لي مِرَارْ
عن صبيٍّ غصَّ بالدمعَةِ
في مقهى المطَار
غِبْتَ عنِّي,
والثواني مَرِضَتْ,
ماتَتْ على قلبي,
فما دَارَ النَّهارْ,
… ليلُنَا في الأرْزِ من دهرٍ تُراهُ
أم تُراهُ البارحهْ?
… صدرُكَ الطَّيِّبُ
نفسُ الدفءِ والعُنْفِ,
ونفسُ الرائحَهْ,
وجهك الأسمرُ…”-
أدري أنَّ لي وجهًا طريًّا
أسمرًا لا يعْتريهْ
ما اعترى وجهي
الذي جارَتْ عليهِ
دمغَةُ العُمر السفيهْ
وجهيَ المنْسوجَ من شتَّى الوجوهْ
وجهَ مَنْ راح يتيهْ