رحلت مطربة تونس الكبيرة، السيدة نعمة،عن هذه الدنيا صبيحة يوم الأحد عن عمر ناهز 87 سنة وذلك بعد صراع طويل مع المرض نتج عنه اعتزال للفن لم يتحمله جمهورها الذي ظل يتابع أخبارها ويدفع لسماع صوتها كلما سنحت فرصة اللقاء بها من منزلها بقرية أزمور ـ الوطن القبلي.
السيد نعمة مطربة فرقة الرشيدية والإذاعة التونسية، لم تكن مطربة عادية تؤدي الأغاني بصوت شهد له كبار الفنانين التونسيين والعرب بالرقة والعذوبة، وإنما كانت محبوبة الجماهير و شعلة من الحيوية والتفاعل مع الجمهور الذي شاركته أفراحه من الشمال إلى الجنوب وظل إلى اليوم يردد أغانيها الجميلة.
“الليلة عيد” أغنية الأفراح التي لا تغيب عن مناسباتنا السعيدة … كما تألقت بأغنيات فنية على غرار “الليلة آه يا ليل” و “زعمة يصافي الدهر” و “إذا تغيبي عليّا” … و أغان وطنية منها “يا نجمنا الطالع” و “يا حبيب تونس” … و أغان شعبية (صالحة، ما عندي والي…) و غيرها من الأغاني الجميلة التي بلغت 360 أغنية من تلحين كبار الملحنين في تونس على غرار خميس ترنان و محمد التريكي و صالح المهدي و محمد رضا و قدور الصرارفي، و خاصة الشاذلي أنور الذي لحن لها أعذب ما غنّت.
برحيل السيدة نعمة، فقدت الأغنية التونسية واحدة من أهم و آخر أيقوناتها قبل أن يندثر فن الغناء من أصله في هذه البلاد.
رحم الله مطربتنا الكبيرة و خفف الله مصيبتنا في مشهد فني ما فتئ يقفر و يتصحّر.’