جور نار
ورقات يتيم … الورقة 57
نشرت
قبل 4 أشهرفي
عبد الكريم قطاطة:
كيف لي ان انهي ورقاتي مع فرنسا دون ان اذكر محطات اخرى هامة في ما عشته هناك …لعلّ ابرز بصمة فيها الفخر بكوني تونسيا …
في جانفي 1978 عاشت تونس ثاني اكبر هزة في تاريخها مع بورقيبة… اولاها كانت فشل النظام التعاضدي في نهاية الستينات مع مهندسها احمد بن صالح… وثانيها احداث 26 جانفي 78 … لا ادّعي انّي مؤرخ مالك للحقيقة الكاملة حتى اجزم بموقف موضوعي في ما حدث، ولكن كانت ومازالت لديّ قناعة ان كلّ احداث العهد البورقيبي كان مأتاها سببان… اوّلهما تفرّد الزعيم بورقيبة بالرأي وثانيهما ما يجري انذاك في الكواليس السياسية داخل القصر وخارجه من اطماع انتهازية انتهت الى انقلاب السابع من نوفمبر … كانت الاطراف الفاعلة في كل ما حدث لتونس في عهد بورقيبة تعيش تطاحنا وتكالبا على: إما التقرّب لبورقيبة اي للمناصب ..او الطّمع في خلافته في آخر مراحل حكمه … وهذا الامر لم يختلف اطلاقا بعد 14 جانفي… التكالب على الحكم… ولهذه النقطة عودة بالتفاصيل في ورقات متقدمة …
في احداث جانفي 78 كنت موجودا في تونس وبالتحديد في صفاقس … لن ادّعي البطولة حتى ازعم انّي جئت خصّيصا لمواكبتها والمشاركة فيها ..بل كنت في اجازة قصيرة فكُتب لي ان اعيشها …ولكم ان تتصوروا مواطنا تونسيا يعيش في بلد الديموقراطية (فرنسا) بكل مفاصلها من حرية اعلام وحرية تظاهر والوان لا تُحصى من الاطباق الايديولوجية .. ويجد نفسه في واحد من اهم احداث تونس البورقيبية … انتفاضة 26 جانفي 78 …كانت صور ماي 68 بفرنسا تتخايل امامي وانا وسط الحشود امام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس …وكانت صور محمد علي الحامي وفرحات حشاد واحمد التليلي والحبيب عاشور تتمايل في زهو وخيلاء امام ناظريّ … وكانت ميولاتي اليسارية انذاك تُحيلني حتما لاكون الى جانب العمال والشغالين في تلك الاحداث …وذلك ما دفعني يومها لشراء بعض الدجاج المصلي لاقدّمه غداء للزملاء في اذاعة صفاقس والذين اشتغلوا يومها بالاذاعة الداخلية للاتحاد، كمساهمة منّي في حركتهم الاعلامية …
ذاك ما فعلته فقط … اقول هذا حتى لا ادّعي مرّة اخرى البطولة كما فعل العديد من زملائي في اذاعة صفاقس ليصبحوا كذبا ابطالا بعد مرور سنوات …والحال ان الابطال الحقيقيين كانوا لا يتجاوزون عدد الاصابع الواحدة وفي مقدمتهم عبدالمجيد شعبان ومختار اللواتي … اذن يومها شعرت بفخر غامر بأنني تونسي ..لم اغرق في تفاصيل ما حدث ومَن وراء ما حدث وكل الصراعات التي ولّدت تلك الاحداث ولكنّ مصدر نشوتي تلك الهبّة الشعبية الرافضة لما يحدث في تونس …هل كانت مصيبة في هبّتها ..؟؟؟ هل كانت واعية بما يحدث وراء الكواليس من صراعات ..؟؟؟ صدقا لا اظنّ … المهم انّي كنت ارى في تلك الهبّة لوحة مما يحدث في فرنسا بلد التظاهرات والمظاهرات اليوميّة …
عندما عدت الى فرنسا زاد فخري واعتزازي بكوني تونسيا لأنّ الاخرين (فرنسيين وعربا وافارقة) كانوا ينظرون اليّ بعين التقدير والاحترام …تونس تثور على واقعها …هكذا هم يُقدّرون الشعوب التي لا تستكين لاوضاعها …وانا هنا اتحدّث عن الراي الشعبي العام لا عن مواقف الحكّام …اذ انّه متى كانت مواقف الحكّام في كلّ دول العالم متطابقة مع مواقف شعوبها؟؟؟… الامم في جلّ تاريخها منقسمة الى اربعة ألوية ..لواء الحكّام وهم في معظمهم طغاة ولصوص ..لواء الازلام وهم القطيع الذي لا يعرف في السياسة (كوعو من بوعو)، هم من فئة عاش الملك مات الملك…لواء الشياطين الذين هم الحكام الفعليون حيث يصبح حكام القصور مجرّد بيادق لتنفيذ الاجندات التي تتوافق ومصلحتهم… وهؤلاء من الفئة الميكيافللية تلك التي لا تهمّها اساليب وادوار مشبوهة حتى ولو وصلت الى اهدافها على طريق معبّدة بالجماجم …
اللواء الاخير الفئة التعيسة وهي الاقلية الواعية بهموم الشعب والتي آلت على نفسها ان تبقى دوما الشوكة في حلوق اللصوص …. قلت تعيسة لسببين اولهما الجانب الكمّي لأنها عادة ما تكون فئة ضئيلة عددا وثانيهما انّها لم تتجدّد في خطابها وفي اساليب عملها ومن لا يتجدّد يتبدّد … ولهذا السبب الاخير وعبر التاريخ ايضا لم ينجح هذا اللواء الاخير في حركات التغيير الا متى خرج عن منظومة المعارضة السائدة و قامت بتقديم بديل مقنع جماهيريا ..شكلا ومحتوى … ما تبقّى جعجعة فيها كلامولوجيا لا غير ..وهذا حال اغلب المعارضين في الوطن العربي …
اثر عودتي إلى فرنسا بعد احداث جانفي 78 ..كان الجميع من زملاء في الدراسة واساتذة ينظرون اليّ كتونسي وكما اسلفت نظرة غمرتني فخرا وسعادة .. ومازال للسعادة عناوين اخرى… سنة 78 لم تكن مقتصرة على جانفيها كيف لي ان انسى جوانها …؟؟؟ شهر جوان 78 هو ايضا كان بالنسبة لي ولكل التونسيين شهر السعادة حتى الثُّمالة …كيف لا واليوم الثاني منه تعزف تونس اوّل سمفونية ابداع عربي افريقي ..الملعب هو روزاريو والمناسبة مشاركة تونس في كأس العالم المُقامة بالارجنتين ..والمنافس منتخب نجم مدريد آنذاك، “هوغو سانشيز” المكسيكي …التونسيون قبل ذلك اليوم كانوا مزهوين بالانتصار العريض الذي حققه الفريق الوطني على حساب شقيقه المصري في مباراة العودة بملعب المنزة بتونس باربعة اهداف مقابل هدف والتي رشحته ليكون الممثل الوحيد لافريقيا بكأس العالم بالارجنتين … هذه الكأس التي لم يحقق فيها فريق عربي او افريقي اي انتصار …
كانت تطلعاتنا انذاك وبكلّ امانة ان نمثّل تونس والعرب والافارقة تمثيلا مشّرفا …على الاقلّ ان لا نتكبّد خسائر مُذلة كتلك التي تكبدتها بعض البلدان الافريقية الاخرى والتي سبقت تونس في تمثيل القارة الافريقية …يومها خرج جل التونسيين واشقاؤنا العرب واصدقاؤنا الافارقة الى الساحات العامة في باريس … لمشاهدة المباراة على الشاشات العملاقة …وازداد توتّرنا والفريق المكسيكي يضرب شباكنا …الهدف المكسيكي بالنسبة لنا نحن التونسيين كان شبيها بطعنة خنجر حاد …صمت رهيب ممزوج بخجل اكثر رهبة .. وملوّن بخوف باطني من (طبيخة) …. هكذا كان احساسنا …. يومها وعلى غير عادتي لزمت مكاني … لم ابرحه …اذ انّه من عاداتي كمتفرج على الفريق الوطني او على فريق السي اس اس ان اغادر الملعب او حتى التليفزيون عندما يكون فريقي منهزما ..وهذا يحدث معي لحد هذا اليوم ..اغادر اما الملعب او البيت وابقى سائحا مهموما في الشوارع والانهج المجاورة المزدحمة بالمقاهي… وكلّما سمعت صيحة اهرع بسرعة لمعرفة الجديد ..واحيانا اكلّف ابني الاكثر تعقّلا منّي حتى يهاتفني بأيّ تغيير في النتيجة …هل اكتشفتم مدى ضعفي في تحمّل ما لا استطيع تحمّله …الم اقل لكم منذ بداية كتابة ورقاتي هذه انّ عيوبي لا تُحصى ولا تُعدّ ….
دعوني اصارحكم بحقيقة اخرى …انا لحدّ يوم الناس هذا لم احضر ايّة مباراة لفريقي الابيض والاسود مع الترجّي …من عيوبي ايضا انّي اتقبّل الهزائم مع كل الفرق الاخرى واعتبرها طبيعية لاّن الفريق الذي لم يُهزم لم يُخلق ولن يُخلق بعد … الا اني مع الترجّي بالذات لا اقبل الهزيمة فكيف لي ان اكون شاهدا عليها … (صحّيتك يا سي الطلطول تدخل للستاد تتفرّج على السي اس اس والمكشّخة وتربحك المكشّخة بكل روح رياضية اللي يقولو عليها …,لا راجل وسيد الرجال انت!) … _ نعم مع المعذرة لأصدقائي من احبّاء المكشّخة …لا اطيق الخسارة امامكم …
اعود لذلك الـ 2 جوان 1978 بباريس وجموع غفيرة نتابع معا اوّل مباراة لتونس امام المكسيك ..كنت احس قبل الشوط الثاني وتونس منهزمة هدفا لصفر بأن اعين اصدقائي من الافارقة خاصة ترمقني ..وكان يُخيّل اليّ بانّها تتتغامز عليّ وكأنّ لسان حالها يقول (شنوّة سي كريم …فخفخت علينا برشة راك بالعقربي وعقيد وطارق وغمّيض وعتّوقة … تي وينو عتوقة متاعك ؟؟..اصلا موش موجود في التشكيلة) … صدقا لم اكن قادرا بعد ان سجّلت المكسيك هدفها الاول والوحيد ان انظر في اعين الاخرين بينما كنّا نحن التونسيين نتبادل نظرات فارغة… ما اشقى الواحد منّا وهو ينظر دون ان يرى ..و ما ابشع ان نرى دون ان ننظر … وانطلق الشوط الثاني …كنت احس بأن شيئا ما سيحدث ..تسمّرت بشراسة على الكرسي كمن يحاول من يثبّت رجله على الارض .. وهذه حركة يعرفها من لعب كرة القدم ..هو لا شعوريا يقوم بحركات عبر رجليه ..كم يريد اصلاح تصويبة ما او اعطاء الكرة للاعب في موقع افضل ودون حتى شعور منه يصيح (اوكة الكعبي اعطيه ..اعطيه) ..ويعطيه ويسجّل الكعبي …
يااااااااااااااااااااااه ..كيف لي ان افسّر لكم ماحدث لي ولكل التونسيين انذاك والكعبي يسجّل هدف التعادل ….دعوني ابحث عن صورة مقاربة لما عشناه ..عندما نغوص في البحر لمدّة ما حتى انتهاء الاوكسجين بداخلنا نًسرع في الخروج من عمق اليمّ الى سطح الماء ..هنالك لحظة فارقة وهامة جدا لا يتجاوز عمرها عًشر الثانية ..لحظة خروج الرأس من تحت الماء ….هو من جهة يضرب الماء حتى يتجاوزه ومن جهة ثانية لحظة التزاوج مجددا مع الاوكسيجين … هي الشهقة الجميلة بالعودة الى الحياة …هي تحدّي الموت والانتصار عليه ..هي لحظة الصراخ دون صوت بأن الواحد منّا مازال حيّا …الغطس تحت الماء عندي هو بمثابة تحدّي الموت… انا تحتك ايّها الماء ميّت ولكن اتحداك وساعود حيّا ..اقول هذا فقط من زاوية تقريب الصورة الى الاذهان …اذ انّي اجبن الناس في علاقتي بالبحر ..احبّ البحر بشكل خرافي ولكنّي اخافه جدّا ..في داخلي قناعة بأنه هو ايضا يحبّني جدا وابدا ان يتركني ابارحه لو جازفت يوما ودخلت الى يمّه …نعم في داخلي قناعة متجذّرة فيّ كأني به حينما ارمقه بعشق كبير يبادلني ذلك العشق ..والقناعة تتعمّق اكثر الى مستوى التخاطب ..اخاطبه بعشقي للجمال وهل هنالك امتع من جمال البحر بموجه صاخبا كان ام هادئا… فيخاطبني باسلوبه هامسا احيانا هادرا احيانا اخرى: (يا نهارت اللي نطرّف بيك ..والله لا نسيّبك)… سيضمّني الى سكّانه دون رجعة لذلك لم ولن اتجرّأ يوما على غزله او بعبارة ادق على مندافه …
حين سجّل “العقربي” هدف التعادل كانت الشهقة وقتها مُدوّية … طبعا انا تعمدّت قول العقربي اذ انّ المُسجّل كان علي الكعبي ..وتعمُّدي هذا مأتاه انّ الجميع (تونسيين عربا افارقة ..والمعلّق الفرنسي) كانوا منبهرين باللاعب رقم 8… انه المعلّم …ورغم الماكينة الاعلامية انذاك للمكشّخة كي يكون طارق هو نجم تونس الاوّل، فان الاجماع لمن يفهم سحر الكرة تونسيا عربيا وافريقيا واوروبيا كان حول العقربي ..وحتى اقف قليلا عند هذه النقطة ساحاول تفسير الفارق بين حمادي وطارق …في معاهد تعليم الموسيقى يتخرّج العديد من الطلاب بديبلومات في علم الموسيقى ولكنّ قليلين من يصبحوا ملحّنين مبدعين ..احمد فؤاد حسن هو من اهم قادة الاوركسترا في مصر الشقيقة ولكن ابدا ان لحّن اشياء تُذكر باستثناء بضع القطع الموسيقية ..فبقدر ما لا احد يُنكر حذقه لإدارة الفرقة الماسية … وهو فعل ذلك مع الكبار وردة عبدالحليم نجاة… بقدر ما لا ولم ولن يستطيع ان يصل الى مرتبة المبدعين في التلحين لأنّ التلحين موهبة والموهبة لا نتعلمها في المدارس …
من هذه الزاوية يبقى طارق قائد اوركسترا ممتازا ويبقى العقربي المبدع الساحر … وفعلا كان في الارجنتين الطائر الذي غرّد خارج السرب ولفت انظار عاشقي السحر والابداع واسألو كاسبرجاك عمّا فعله به ..(بعثو من روزاريو حتى لجنوب افريقيا) … بعثه الى حيث بقي التاريخ يضحك عليه بحركة واحدة لا يعرف سرّها الا المعلّم ..دعوني اختم كلامي عن حمادي وهو الذي يستحقّ مجلّدات …كان ذلك في بداية الثمانينات وكان الدربي بين السي اس اس والرالوي وكان ان كلّف مدرب الرالوي مدافعا اسمر اللون يُدعى الطرابلسي بالرقابة المشددة على حمّادي… قال له: (تلقاشي تسعة داخلين راسهم راس الڨول اش يهمّك فيهم سيّبهم و شدّ حمّادي اكاهو)… التزم هذا المدافع بتوصيات ممرنه وبكل شراسة …حمّادي فهم اللعبة وفي كرة وصلته اوهم ذلك المدافع بانّه سيعطيها لاحد زملائه في الفريق وبلغة يفهمها الكوارجية (قرص الكورة)… فذهبت سنتمترات وعادت اليه ليجد المدافع نفسه مذهولا امام هذه الحركة ويواصل حمادي طريقه ليسجل الهدف ..
المدرب استشاط غضبا من لاعبه واخذ يصيح في وجهه قائلا: (اش قلتلك … هكة تخلّيه يتعدّى منّك يا بهيم؟) … المدافع كان مازال في ذهوله عندما ردّ على مدرّبه: (اش نعملّو عمل واحد اثنين هو والشيطان) …ذاك هو حمّادي …وتواصلت شهقاتنا مع الثاني لغميض وانفجرنا مع الثالث لذويب …وقتها ذابت باريس نهائيا بالنسبة لنا نحن التونسيين ..اندثرت تماما ..لاننا حوّلناها الى ضواحي المنزة بتونس او شاطئ بوجعفر في سوسة او المائة متر، شارع الهادي شاكر بصفاقس… اختفت كل الاغاني الفرنسية وحضر النشيد الرسمي التونسي ويا ديني محلالي عرسو والله الله يا بابا سيدي منصور يا بابا …يومها كنّا فعلا افضل سفراء لتونس… الانتصار وتونس العزّة والفخر ..يومها كنّا افضل من اي خطاب سياسي ..افضل من ايّة نشرة اخبار وافضل من اي برنامج سياحي حول تونس … يومها لم نقم بتكسير بللور واحد ولا بتهشيم سيارة واحدة ولا بحرق ايّة عجلة واحدة …كنّا فعلا على درجة كبيرة من التحضّر وهو الامر الذي زاد في تلميع صورة تونس من خلال سلوكنا الحضاري …
و”امشي يا زمان وايجا يا زمان” …ليتحوّل التونسي الى ارهابي يدعس الناس بعربته المجرورة ويقتل ويذبح هنا وهنالك في بقاع متعددة من انحاء المعمورة …قال اشنوة قال ثورة الربيع العربي ..انها مهزلة التاريخ العربي، حيث نتحول دون وعي منّا الى قردة وببغاءات ننفّذ اجندات غربية تستعمل فيها احيانا اليسار واحيانا اخرى اليمين… يوهمونهم بأن العصر عصرهم وانّه حان الوقت ليكونوا الخلفاء … وبكلّ غباء نبتلع جميعا الحربوشة ولم نكبّد انفسنا حتى عناء التساؤل وبكل بساطة: متى كان الغرب يهتم لمصالحنا وهل يسمح لاية خلافة ان تقوم هنا وهنالك ؟؟؟ اهكذا بكل غباء ينتحر الغرب .؟؟…متى ندرك ان كل الدّول الغربية دون استثناء كان ومازال كل همّها تشتيتنا وتشريدنا… حتى تضمن لاسرائيل سلاما يمتد على قرون وتضمن لمصانعها الحربية ان تعمل لتسويق اسلحتها …؟؟؟؟.. السنا بعالم صايع من حيث الفاعل و خاصة المفعول به …؟؟؟؟
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
جور نار
العراق: هل يستبق الأخطار المحدقة، أم سيكتفي بتحديد الإخلالات؟
نشرت
قبل يوم واحدفي
22 نوفمبر 2024محمد الزمزاري:
ستنطلق الحكومة العراقية في تعداد السكان خلال هذه الأيام والذي سيأخذ مدى زمنيا طويلا وربما. تعطيلات ميدانية على مستوى الخارطة. العراقية.
ويعد هذا التعداد السكاني مهمّا ومتأخرا كثيرا عن الموعد الدوري لمثل هذه الإحصائيات بالنسبة لكل بلد… فالعراق لم يقم بتحيين عدد سكانه منذ ما يزيد عن ربع قرن، إذ عرف آخر تعداد له سنة 1997… ونظرا إلى عوامل عدة، فإن قرار القيام بهذا التعداد سيتجنب اي تلميح للانتماءات العرقية أو المذهبية عدا السؤال عن الديانة ان كانت إسلامية او مسيحية… وقد أكد رئيس الحكومة العراقية أن التعداد السكاني يهدف إلى تحديد أوضاع مواطني العراق قصد رصد الاخلالات و تحسين الخدمات وايضا لدعم العدالة الاجتماعية.
لعل اول مشكلة حادة تقف في وجه هذا التعداد العام، هو رفض الجانب الكردي الذي يضمر أهدافا و يسعى إلى التعتيم على أوضاع السكان في كردستان و في المنطقة المتنازع عليها بين العرب والأكراد و التركمان… خاصة أيضا ان اكثر من ثمانية أحياء عربية في أربيل المتنازع عليها، قد تم اخلاؤها من ساكنيها العرب وإحلال الأكراد مكانهم…
هذا من ناحية… لكن الأخطر من هذا والذي تعرفه الحكومة العراقية دون شك أن الإقليم الكردي منذ نشاته و”استقلاله” الذاتي يرتبط بتعاون وثيق مع الكيان الصهيوني الذي سعى دوما إلى تركيز موطئ قدم راسخ في الإقليم في إطار خططه الاستراتيجية.. وان مسؤولي الإقليم الكردي يسمحون للصهاينة باقتناء عديد الأراضي و المزارع على شاكلة المستعمرات بفلسطين المحتلة… وان قواعد الموساد المركزة بالاقليم منذ عشرات السنين ليست لاستنشاق نسيم نهر الفرات ! ..
أمام الحكومة العراقية إذن عدد من العراقيل والاولويات الوطنية والاستشرافية لحماية العراق. و قد تسلط عملية التعداد السكاني مثلما إشار إليه رئيس الحكومة العراقية الضوء على النقائص التي تتطلب الإصلاح و التعديل والحد من توسعها قبل أن يندم العراق ويلعنوا زمن الارتخاء وترك الحبل على الغارب ليرتع الصهاينة في جزء هام من بلاد الرافدين.
عبد الكريم قطاطة:
فترة التسعينات كانت حبلى بالاحداث والتغييرات في مسيرتي المهنية منها المنتظر والمبرمج له ومنها غير المنتظر بتاتا …
وانا قلت ومازلت مؤمنا بما قلته… انا راض بأقداري… بحلوها وبمرّها… ولو عادت عجلة الزمن لفعلت كلّ ما فعلته بما في ذلك حماقاتي واخطائي… لانني تعلمت في القليل الذي تعلمته، انّ الانسان من جهة هو ابن بيئته والبيئة ومهما بلغت درجة وعينا تؤثّر على سلوكياتنا… ومن جهة اخرى وحده الذي لا يعمل لا يخطئ… للتذكير… اعيد القول انّه وبعد ما فعله سحر المصدح فيّ واخذني من دنيا العمل التلفزي وهو مجال تكويني الاكاديمي، لم انس يوما انّني لابدّ ان اعود يوما ما الى اختصاصي الاصلي وهو العمل في التلفزيون سواء كمخرج او كمنتج او كلاهما معا… وحددت لذلك انقضاء عشر سنوات اولى مع المصدح ثمّ الانكباب على دنيا التلفزيون بعدها ولمدّة عشر سنوات، ثمّ اختتام ما تبقّى من عمري في ارقى احلامي وهو الاخراج السينمائي…
وعند بلوغ السنة العاشرة من حياتي كمنشط اذاعي حلّت سنة 1990 لتدفعني للولوج عمليا في عشريّة العمل التلفزي… ولانني احد ضحايا سحر المصدح لم استطع القطع مع هذا الكائن الغريب والجميل الذي سكنني بكلّ هوس… الم اقل آلاف المرات انّ للعشق جنونه الجميل ؟؟ ارتايت وقتها ان اترك حبل الوصل مع المصدح قائما ولكن بشكل مختلف تماما عما كنت عليه ..ارتايت ان يكون وجودي امام المصدح بمعدّل مرّة في الاسبوع ..بل وذهبت بنرجسيتي المعهودة الى اختيار توقيت لم اعتد عليه بتاتا ..نعم اخترت الفضاء في سهرة اسبوعية تحمل عنوان (اصدقاء الليل) من التاسعة ليلا الى منتصف الليل …هل فهمتم لماذا وصفت ذلك الاختيار بالنرجسي ؟؟ ها انا افسّر ..
قبل سنة تسعين عملت في فترتين: البداية كانت فترة الظهيرة من العاشرة صباحا حتى منتصف النهار (والتي كانت وفي الاذاعات الثلاث قبل مجيئي فترة خاصة ببرامج الاهداءات الغنائية)… عندما اقتحمت تلك الفترة كنت مدركا انيّ مقدم على حقل ترابه خصب ولكنّ محصوله بائس ومتخلّف ..لذلك اقدمت على الزرع فيه … وكان الحصاد غير متوقع تماما ..وتبعتني الاذاعة الوطنية واذاعة المنستير وقامت بتغييرات جذرية هي ايضا في برامجها في فترة الضحى .. بل واصبح التنافس عليها شديدا بين المنشطين ..كيف لا وقد اصبحت فترة الضحى فترة ذروة في الاستماع … بعد تلك الفترة عملت ايضا لمدة في فترة المساء ضمن برنامج مساء السبت … ولم يفقد انتاجي توهجه ..وعادت نفس اغنية البعض والتي قالوا فيها (طبيعي برنامجو ينجح تي حتى هو واخذ اعزّ فترة متاع بثّ) …
لذلك وعندما فكّرت في توجيه اهتمامي لدنيا التلفزيون فكرت في اختيار فترة السهرة لضرب عصفورين بحجر واحد… الاول الاهتمام بما ساحاول انتاجه تلفزيا كامل ايام الاسبوع وان اخصص يوما واحدا لسحر المصدح ..ومن جهة اخرى وبشيء مرة اخرى من النرجسية والتحدّي، اردت ان اثبت للمناوئين انّ المنشّط هو من يقدر على خلق الفترة وليست الفترة هي القادرة على خلق المنشط ..وانطلقت في تجربتي مع هذا البرنامج الاسبوعي الليلي وجاءت استفتاءات (البيان) في خاتمة 1990 لتبوئه و منشطه المكانة الاولى في برامج اذاعة صفاقس .. انا اؤكّد اني هنا اوثّق وليس افتخارا …
وفي نفس السياق تقريبا وعندما احدثت مؤسسة الاذاعة برنامج (فجر حتى مطلع الفجر) وهو الذي ينطلق يوميا من منتصف الليل حتى الخامسة صباحا، و يتداول عليه منشطون من الاذاعات الثلاث… طبعا بقسمة غير عادلة بينها يوم لاذاعة صفاقس ويوم لاذاعة المنستير وبقية الايام لمنشطي الاذاعة الوطنية (اي نعم العدل يمشي على كرعيه) لا علينا … سررت باختياري كمنشط ليوم صفاقس ..اولا لانّي ساقارع العديد من الزملاء دون خوف بل بكلّ ثقة ونرجسية وغرور… وثانيا للتاكيد مرة اخرى انّ المنشط هو من يصنع الفترة ..والحمد لله ربحت الرهان وبشهادة اقلام بعض الزملاء في الصحافة المكتوبة (لطفي العماري في جريدة الاعلان كان واحدا منهم لكنّ الشهادة الاهمّ هي التي جاءتني من الزميل الكبير سي الحبيب اللمسي رحمه الله الزميل الذي يعمل في غرفة الهاتف بمؤسسة الاذاعة والتلفزة) …
سي الحبيب كان يكلمني هاتفيا بعد كل حصة انشطها ليقول لي ما معناه (انا نعرفك مركّب افلام باهي وقت كنت تخدم في التلفزة اما ما عرفتك منشط باهي كان في فجر حتى مطلع الفجر .. اما راك اتعبتني بالتليفونات متاع المستمعين متاعك، اما مايسالش تعرفني نحبك توة زدت حبيتك ربي يعينك يا ولد) … في بداية التسعينات ايضا وبعد انهاء اشرافي على “اذاعة الشباب” باذاعة صفاقس وكما كان متفقا عليه، فكرت ايضا في اختيار بعض العناصر الشابة من اذاعة الشباب لاوليها مزيدا من العناية والتاطير حتى تاخذ المشعل يوما ما… اطلقت عليها اسم مجموعة شمس، واوليت عناصرها عناية خاصة والحمد لله انّ جلّهم نجحوا فيما بعد في هذا الاختصاص واصبحوا منشطين متميّزين… بل تالّق البعض منهم وطنيا ليتقلّد عديد المناصب الاعلامية الهامة… احد هؤلاء زميلي واخي الاصغر عماد قطاطة (رغم انه لا قرابة عائلية بيننا)…
عماد يوم بعث لي رسالة كمستمع لبرامجي تنسمت فيه من خلال صياغة الرسالة انه يمكن ان يكون منشطا …دعوته الى مكتبي فوجدته شعلة من النشاط والحيوية والروح المرحة ..كان انذاك في سنة الباكالوريا فعرضت عليه ان يقوم بتجربة بعض الريبورتاجات في برامجي .. قبل بفرح طفولي كبير لكن اشترطت عليه انو يولي الاولوية القصوى لدراسته … وعدني بذلك وسالته سؤالا يومها قائلا ماذا تريد ان تدرس بعد الباكالوريا، قال دون تفكير اريد ان ادرس بكلية الاداب مادة العربية وحلمي ان اصبح يوما استاذ عربية ..ضحكت ضحكة خبيثة وقلت له (تي هات انجح وبعد يعمل الله)… وواصلت تاطيره وتكوينه في العمل الاذاعي ونجح في الباكالوريا ويوم ان اختار دراسته العليا جاءني ليقول وبكلّ سعادة …لقد اخترت معهد الصحافة وعلوم الاخبار… اعدت نفس الضحكة الخبيثة وقلت له (حتّى تقللي يخخي؟) واجاب بحضور بديهته: (تقول انت شميتني جايها جايها ؟؟)… هنأته وقلت له انا على ذمتك متى دعتك الحاجة لي ..
وانطلق عماد في دراسته واعنته مع زملائي في الاذاعة الوطنية ليصبح منشطا فيها (طبعا ايمانا منّي بجدراته وكفاءته)… ثم استنجد هو بكلّ ما يملك من طاقات مهنية ليصبح واحدا من ابرز مقدمي شريط الانباء… ثم ليصل على مرتبة رئيس تحرير شريط الانباء بتونس 7 ..ويوما ما عندما فكّر البعض في اذاعة خاصة عُرضت على عماد رئاسة تحريرها وهو من اختار اسمها ..ولانّه لم ينس ماعاشه في مجموعة شمس التي اطرتها واشرفت عليها، لم ينس ان يسمّي هذه الاذاعة شمس اف ام … اي نعم .عماد قطاطة هو من كان وراء اسم شمس اف ام …
ثمة ناس وثمة ناس ..ثمة ناس ذهب وثمة ناس ماجاوش حتى نحاس ..ولانّي عبدالكريم ابن الكريم ..انا عاهدت نفسي ان اغفر للذهب والنحاس وحتى القصدير ..وارجو ايضا ان يغفر لي كل من اسأت اليه ..ولكن وربّ الوجود لم اقصد يوما الاساءة ..انه سوء تقدير فقط …
ـ يتبع ـ
عبد الكريم قطاطة:
المهمة الصحفية الثانية التي كلفتني بها جريدة الاعلان في نهاية الثمانينات تمثّلت في تغطية مشاركة النادي الصفاقسي في البطولة الافريقية للكرة الطائرة بالقاهرة …
وهنا لابدّ من الاشارة انها كانت المرّة الوحيدة التي حضرت فيها تظاهرة رياضية كان فيها السي اس اس طرفا خارج تونس .. نعم وُجّهت اليّ دعوات من الهيئات المديرة للسفر مع النادي وعلى حساب النادي ..لكن موقفي كان دائما الشكر والاعتذار ..واعتذاري لمثل تلك الدعوات سببه مبدئي جدا ..هاجسي انذاك تمثّل في خوفي من (اطعم الفم تستحي العين)… خفت على قلمي ومواقفي ان تدخل تحت خانة الصنصرة الذاتية… اذ عندما تكون ضيفا على احد قد تخجل من الكتابة حول اخطائه وعثراته… لهذا السبب وطيلة حياتي الاعلامية لم اكن ضيفا على ايّة هيئة في تنقلات النادي خارج تونس ..
في رحلتي للقاهرة لتغطية فعاليات مشاركة السي اس اس في تلك المسابقة الافريقية، لم يكن النادي في افضل حالاته… لكن ارتأت ادارة الاعلان ان تكلّفني بمهمّة التغطية حتى اكتب بعدها عن ملاحظاتي وانطباعاتي حول القاهرة في شكل مقالات صحفية… وكان ذلك… وهذه عينات مما شاهدته وسمعته وعشته في القاهرة. وهو ما ساوجزه في هذه الورقة…
اوّل ما استرعى انتباهي في القاهرة انّها مدينة لا تنام… وهي مدينة الضجيج الدائم… وما شدّ انتباهي ودهشتي منذ الساعة الاولى التي نزلت فيها لشوارعها ضجيج منبهات السيارات… نعم هواية سائقي السيارات وحتى الدراجات النارية والهوائية كانت بامتياز استخدام المنبهات… ثاني الملاحظات كانت نسبة التلوّث الكثيف… كنت والزملاء نخرج صباحا بملابس انيقة وتنتهي صلوحية اناقتها ونظافتها في اخر النهار…
اهتماماتي في القاهرة في تلك السفرة لم تكن موجّهة بالاساس لمشاركة السي اس اس في البطولة الافريقية للكرة الطائرة… كنا جميعا ندرك انّ مشاركته في تلك الدورة ستكون عادية… لذلك وجهت اشرعة اهتمامي للجانب الاجتماعي والجانب الفنّي دون نسيان زيارة معالم مصر الكبيرة… اذ كيف لي ان ازور القاهرة دون زيارة خان الخليلي والسيدة زينب وسيدنا الحسين والاهرام… اثناء وجودي بالقاهرة اغتنمت الفرصة لاحاور بعض الفنانين بقديمهم وجديدهم… وكان اوّل اتصال لي بالكبير موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب رحمه الله… هاتفته ورجوت منه امكانية تسجيل حوار معه فاجابني بصوته الخشن والناعم في ذات الوقت معتذرا بسبب حالته الصحية التي ليست على ما يرام…
لكن في مقابل ذلك التقيت بالكبير محمد الموجي بمنزله وقمت بتسجيل حوار معه ..كان الموجي رحمه الله غاية في التواضع والبساطة… لكن ما طُبع في ذهني نظرته العميقة وهو يستمع اليك مدخّنا سيجارته بنهم كبير… نظرة اكاد اصفها بالرهيبة… رهبة الرجل مسكونا بالفنّ كما جاء في اغنية رسالة من تحت الماء التي لحنها للعندليب… نظرة المفتون بالفن من راسه حتى قدميه…
في تلك الفترة من اواخر الثمانينات كانت هنالك مجموعة من الاصوات الشابة التي بدات تشق طريقها في عالم الغناء ..ولم اترك الفرصة تمرّ دون ان انزل ضيفا عليهم واسجّل لهم حوارات… هنا اذكر بانّ كلّ التسجيلات وقع بثها في برامجي باذاعة صفاقس… من ضمن تلك الاصوات الشابة كان لي لقاءات مع محمد فؤاد، حميد الشاعري وعلاء عبدالخالق… المفاجأة السارة كانت مع لطيفة العرفاوي… في البداية وقبل سفرة القاهرة لابدّ من التذكير بانّ لطيفة كانت احدى مستمعاتي… وعند ظهورها قمت بواجبي لتشجيعها وهي تؤدّي انذاك وباناقة اغنية صليحة (يا لايمي عالزين)…
عندما سمعت لطيفة بوجودي في القاهرة تنقلت لحيّ العجوزة حيث اقطن ودعتني مع بعض الزملاء للغداء ببيتها… وكان ذلك… ولم تكتف بذلك بل سالت عن احوالنا المادية ورجتنا ان نتصل بها متى احتجنا لدعم مادي… شكرا يا بنت بلادي على هذه الحركة…
اختم بالقول قل ما شئت عن القاهرة.. لكنها تبقى من اعظم واجمل عواصم الدنيا… القاهرة تختزل عبق تاريخ كلّ الشعوب التي مرّت على اديمها… نعم انها قاهرة المعزّ…
ـ يتبع ـ
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
استطلاع
صن نار
- منبـ ... نارقبل 11 ساعة
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
- ثقافياقبل 14 ساعة
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
- اقتصادياقبل 18 ساعة
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
- اقتصادياقبل 22 ساعة
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
- صن نارقبل 22 ساعة
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
- داخلياقبل 22 ساعة
النفيضة: وقفة احتجاجية لأهالي “دار بالواعر”… على خلفية سقوط تلميذ من حافلة
- صن نارقبل 23 ساعة
حرب أوكرانيا… رسالة روسية في شكل صاروخ قادر على الدمار الشامل
- صن نارقبل 23 ساعة
لندن.. “طرد مشبوه” يتم تفجيره قرب السفارة الأمريكية