جور نار
ورقات يتيم … الورقة 70
نشرت
قبل 5 أشهرفي
عبد الكريم قطاطة:
من الاشياء الغريبة في حياتنا ان يساهم الاعداء في نحت شهرة الواحد منّا … وهذا ما حدث اثر ايقاف الكوكتيل … جلّ العناوين الصحفية انبرت بل تنافست في نشر اخبار الواقعة… تلك المحسوبة على النظام (لابريس، البيان، العمل، الصباح) او تلك المحسوبة على المعارضة (الوحدة، المستقبل، الطريق الجديد) دون نسيان شمس الجنوب …
الكوكتيل ارادوا اطفاء شمعته فاذا بهم يحوّلونه الى شمعدان عبر تلك العناوين الصحفية… وللامانة كانت جريدة البيان الاكثر التصاقا ونشرا لكلّ ما يطرأ في موضوعه وخاصة ردود فعل المستمعين من خلال رسائلهم وعرائضهم… وللتاريخ ايضا لم يسبق اطلاقا ان يتوجه المستمعون بارسال احتجاجات في شكل عرائض ممضاة بالمئات لتطالب بعودة برنامج اذاعي… وفي هذه النقطة بالذات كتب الزميل نجيب الخويلدي في ركنه الاسبوعي بجريدة البيان وبتاريخ 13 ديسمبر ما يلي: (شلالات من الرسائل مازالت تتهاطل علينا وهي كلها في نفس الاتجاه تغمر المنشط قطاطة حبا واعجابا وتعلّقا ووفاء… نكاد نجزم انّ موضوع عبدالكريم قطاطة شغل قُرّاءنا وملأ الدنيا بل وملأ علينا دار الجريدة رسائل وعرائض ولوائح تُقدّر بـ300 رسالة وهي محفوظة على ذمّة من يريد الاطلاع عليها وجميع هذه المكاتيب كانت في خطّ واحد، يعني مؤازرة عبدالكريم ولوم قرار الادارة والطعن فيه)…
واثرها خصصت البيان صفحة اسبوعية لحوارات عديدة بيني والمستمعين … فيما نشرت جريدة الطريق الجديد عريضة تحمل 758 امضاء وبتاريخ 23 اكتوبر 1982 يقول فيها اصحابها: (نحن الممضين اسفله مستمعي برنامج كوكتيل من البريد الاثير باذاعة صفاقس، نستغرب توقف برنامجنا الممتاز عن الظهور والذي كان من اوّل البرامج التي طبّقت ديموقراطيّة الاعلام بكلّ نزاهة وجعلت المستمع مستهلكا ومنتجا فعّالا، نطالب ادارة الاذاعة وكلّ المسؤولين عن القطاع الاعلامي وفي مقدمتهم السيد وزير الاعلام بالتدخّل لارجاع برنامجنا الذي توقّف يوم الجمعة 1 اكتوبر 82)… وكذلك فعلت جريدة الوحدة وبعريضة تحمل 676 وبنفس التاريخ 23 اكتوبر 82 وبنفس المحتوى …
نشري لهذه الوثائق اردت من خلاله التأكيد على عنصر هام جدّا في حياة الاذاعي …عندما يتحدّث المتلقّي عن برنامج ما ويعتبره برنامجه هو، فذلك يعني عندي انّ المنشّط كسب جولة هامة في مسيرته …ان يتبنّى المستمع ما تقدّمه له ويدافع عن برنامج ما، فمعنى ذلك انّك كمنتج او منشّط لم تنفصل عنه، تحدّثت بلسانه اي كنت السكانر الذي اخرج للوجود ما بداخله … وهذا في قناعتي ما يجب ان يكون ودونه لا يمكن للمنشّط ان يكون …دونه سيخرج تماما من مهجة الاخر واهتمام الاخر وذاكرة الاخر…
عندما باشرت عملي بكلّية التصرّف والعلوم الاقتصادية وبرتبة مهندس اشغال دولة حسب معادلة وزارة التعليم العالي انذاك، كنت صدقا كطائر اخرجوه من جنّته الى قفص … واسألوا الطيور عن حالتها حتى ولو كانت اقفاصها من ذهب … جنّتي كانت اذاعتي ..المصدح … المستمع … وها انا اجد نفسي خارجها … مؤلم جدا ان يجد الواحد منّا نفسه خارج الدنيا …الكلّية كانت دنيا جديدة ولكنّها لم تكن دنياي ….الكلّ هنالك ابتهج بتواجدي بينهم باستثناء العميد الذي قبل على مضض وجودي في الكلّية …وحتّى لا اقول سوءا فيه اكتفي بالقول انّنا لم نكن من نفس القماش وعلى كل المستويات …في المقابل حظيت بعناية خاصة وحبّ لامشروط من صديقي العزيز اخي التوفيق المكوّر الكاتب العام للكلّية … وحتّى هناك في الكلّية كان عبدالكريم الاذاعي دائم الحضور من خلال مكالمات المستمعين التي لم تغب يوما عن هاتف مكتبي …. عملي كان ضئيلا حجما وعمقا …ولكن كنت اؤدّي كلّ ما هو متعلق بطبيعة عملي بكلّ مثابرة وجدّية …لكن في كلمات (ماهياش وآنا مانيش آنا) ….
في جانفي وكما توقّعت وقعت ازاحة المرحوم محمد الفراتي من منصبه كمدير بالنيابة لاذاعة صفاقس وتسمية السيد التيجاني مقني مديرا على رأس الاذاعة… التعيين وكسائر التعيينات انذاك (وحتى يوم الناس هذا) هو سياسي بالاساس اذ لا معنى في الغالب لمقياس الاختصاص … التيجاني مقني استاذ تعليم ثانوي اختصاص علوم طبيعية والاهم انّه ناشط سياسي وبامتياز في اجهزة الحزب انذاك … وكانت له المبادرة في الاتصال بي يوم 20 جانفي لألتقي به … قبلت الامر وبكل سعادة وكان اللقاء …. صدقا كنت يومها الوحيد الذي تكلمت عمّا وقع… كان يستمع وبكل انتباه ….لكن ما اقلقني وانا الذي ازعم انّي ماهر في فكّ شفرات من اتحدّث معهم، انّي لم استطع يومها استشراف ايّ موقف منه …كان صامتا ثابت النظرة عديم التفاعل … وهي عادة من سمات من لا يريد الكشف عن ايّ موقف …والذي زاد الطين بلّة انه كان يحمل نظارات سوداء … وانا الذي دليلي مع الاخر نظرة العيون …. ووجدتني وهو يودّعني بجملة قصيرة (اوكي توة نشوف) كنت ذلك الذي دخل وهرهر وكأنه لم يدخل ولم يهرهر … لكن وللامانة ايضا شدّني وقاره والكاريزما التي كانت تملأ سكونه المُريب …وللامانة ايضا اعتبرت يومها وجودي معه في مكتبه انتصارا ولو جزئيا على خصومي … وبدأت مرحلة الصمت…. لا جديد يُذكر بعد ذلك اللقاء …_ النسمة لا _ وانتظرت حتى مارس 83 لاعلن رفضي لهذا الصمت …. (اشنوة يخخي اللي ما تقدرش تعطيه منّيه وعيش بالمنى يا كمّون ؟؟؟)… واتخذت قراري باعلام المستمعين بما حدث من خلال رسالة نشرتها لهم وبتاريخ 2مارس 83 هذا اهم ما جاء فيها:
(اكتب اليكم من مكتب عملي بكلية العلوم الاقتصادية والتصرّف بصفاقس… الادارة الحالية لاذاعة صفاقس التزمت الصمت رغم وعود مديرها بالتدخّل و ذلك بعد لقائي به يوم 20 جانفي 83 وبعد ان عبّرت له عن جميع مواقفي من الانتاج الاذاعي عموما كيف يجب ان يكون، واعيا بحاجيات المستمع بكل حرية ومسؤولية … التزم بعدها بالصمت … من جانبي لم احاول الاتصال به لانّي اكره ان اقول الاشياء مرتين من جهة، ومن جهة ثانية ارفض ان اكون كالسائل الذي يطلب صدقة لوجه الله … قد آكل خبزا وزيتونا او آكل حجرا ولكنّي ارفض ان اقول لشخص ما ومهما كان حجمه وجاهه ومنصبه: “من فضلك ويعيّشك وبجاه ربّي”… لأني لم اخطئ في ما حدث بل انا فخور ومعتز بما حدث… في المقابل هم هددوني واوقفوا خبز عائلتي لاخضاعي واذلالي ولكن لم ولن ينجحوا لأن ثوابتي وتعهداتي مع المستمع لن يمسّها ايّ شيطان … حدثت القطيعة مع اذاعتي نعم ولكن ثقوا وبكل حزم واصرار ويقين انّنا سنعود …هم ربحوا معركة ولكن ابدا ان يربحوا الحرب لسبب بسيط هم يعملون من اجل الاستبداد والظلام ونحن نعمل من اجل النور … والانتصار لن يكون الا للنور… نحن نعيش مرحلة كسوف… ولكن هل سمعتم بكسوف ابدي ؟؟؟ ختاما اعدكم بشرفي اننا سنلتقي مجددا عبر الميكروفون دون اذلال او خضوع او طأطأة راس… لا لليأس لا للألم والنصر لنا مهما كان الطريق شائكا)…
كنت ادرك انّ هذه الرسالة سيغتنمها الخصوم او من يسميهم العزيز الرحمان (الملأ) اي الحاشية الفاسدة لكي يهمسوا ليلا نهارا وكل احد: (قلنالكشي راهو باربو وراسو صحيح وما يحترم حتى حد ..؟؟؟ قلنالكشي راهو لوّح عليك وماشي يتعّبك ومشاكلو ما توفاش ..؟؟؟ قلنالكشي راهو يعتبر روحو زعيم وما ياقف قدامو حد ..؟؟؟)… مثل هذه النمائم اسرّها لي يوما السيد التيجاني مقني واضاف: (بصراحة وقتها تقلقت من رسالتك… اما كيف ما تعرفني انا نسمع وما نقول شيء) … من جانبي انتظرت ردود افعال سلبية او ايجابية بعد تلك الرسالة ولكن الغريب انه لم يصدر اي رد فعل مهما كان لونه… ولأنني لست من الذين يكتفون بمضغ الهواء قررت ان اطرق بابا آخر قد يبدو غريبا بالنسبة للبعض ولكن اردت من خلاله حلحلة الوضع الجامد …. ماذا لو تقوم يا عبدالكريم بتقديم استقالتك من مؤسسة الاذاعة والتلفزة … طبعا لم اكن غبيّا وانا اُُقدم على هذا العمل لأني في نفس الوقت الذي ساقدّم فيه استقالتي انا متمتّع برخصة لمدة سنة دون اجر… وهذا كفيل قانونيا بأن لا تقبل الادارة استقالتي الا بعد مرور تلك السنة كاملة اي في ديسمبر 83 … كنت اريد من وراء تقديم الاستقالة ان احرّك بعض الاطراف عند علمهم بها حتى يفعلوا شيئا ما …
وفي2 ماي 83 ارسلت استقالتي للسيد المدير العام لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية: (سيدي المدير العام تحية وبعد… اني المسمّى اعلاه اتقدم لكم بهذا المكتوب اعلمكم فيه بأني تفرغت الى مهام اخرى تقتضي تواجدا مستمرّا بصفاقس… وامام هذه الوضعية اقدّم لكم استقالتي من مؤسستكم التي عملت بها منذ 1971… لا يسعني في الختام الا ان اعبّر لكافة رؤسائي وزملائي عن امتناني لكلّ المعلومات والخبرات والتكوين الشخصي الذي حصلت عليه خلال هذه الفترة … تقبلوا مني عبارات الاحترام) … كنت مدركا جدا انّي لن اتلقّى ردّا على مكتوبي هذا ولكن هدفي كان بكلّ امانة وكما اسلفت ان يتحرّك البعض لحلحلة القضية، فلا موقعي في الكلّية يملؤني ولا العميد ينظر اليّ بعين الرضى ولا اريد لاخي التوفيق المكوّر ان يجد نفسه بين سندان عبد الكريم ومطرقة العميد رغم رسالة الشكر الخاصة التي وقّعها مدير تظاهرة “الافا سات” بالكلية انذاك والذي خصّني فيها اسميّا وصديقي التوفيق بالشكر والثناء على عطائنا الغزير وعلى النجاح الباهر تنظيما وتنفيذا … مرة اخرى رغم كل شيء، ماهياش وآنا موش آنا في الكلّية …
وجاء اليوم الموعود… جاءت المكالمة الهاتفية والتي تقول صاحبتها: (اذا كانت لك رغبة في عودة الكوكتيل الى الحياة فالادارة موافقة على ذلك) … ومن عجائب الصدف ان الزميلة ابتسام هي من حملت نبأ عزل المرحوم محمد الفراتي وهي من حملت لي نبأ عودة الكوكتيل …..من كان وراء القرار؟… هذه معلومة ساصرّح بها ولأوّل مرة … عندما قدمت استقالتي سمع الكثيرون بها … من ضمنهم كانت هنالك زوجة رجل اعمال بصفاقس وهي مستمعة في الخفاء لم التق بها يوما …ورغم انه كان من الواجب ان التقيها لاقدم لها شكري وامتناني الا ان الاقدار ابت ذلك باعتبار مغادرتها تونس نهائيا … هذه السيدة كانت تربطها علاقة صداقة حميمة مع عائلة الطاهر بلخوجة (وزير الإعلام آنذاك) وانتقلت خصيصا بعد سماع خبر استقالتي لتقول له: باختصار عبدالكريم يجب ان يعود… وللامانة ايضا ليست هي من اخبرتني بما قامت به تجاهي ….
دعاني السيد الطاهر بلخوجة لمكتبه بالوزارة وكانت فرصة لالتقي هنالك باستاذي الحبيب حمزة الذي درسني التاريخ بمعهد الحي والذي وجدته مستشارا بوزارة الاعلام، وكذلك بالزميل التوفيق الحبيب الذي يعمل كملحق اعلامي بوزارة الاعلام .. كنت اقرا يومها في اعينهما البشرى وحتى الوزير الذي كان معروفا بصرامته حيث يُلقّب بـ (الطاهر بوب) باعتباره هو من انشأ فرقة “البوب” (النظام العام) في الامن الوطني… حتى الوزير كان هدفه من لقائي التعرّف عليّ لا اكثر لأنّ الحديث معه لم يتجاوز بضع دقائق بعدها سلّم عليّ وقال سانظر في الامر .. وفي الغد نشر الزميل توفيق الحبيّب بجريدة الحزب الناطقة بالفرنسية (لاكسيون) مقالا بعنوان (من يُعيد المصدح لعبدالكريم؟) اي ان المقال كان جاهزا … وطبيعي جدا ان نقرأ المقال المكتوب بقلم ملحق اعلامي بوزارة الاعلام بذلك العنوان وذلك المحتوى، بعقل ثاقب لنفهم انّه ضمنيّا يقول (هاو جايين هاو جايين) …
ما امتع مثل تلك اللحظات الفارقة في حياتنا… لحظات مصارعة الموج والتنفس تحت الماء … لحظات ترى الدنيا فيها بأعين اخرى، الشمس بأعين اخرى…. لحظات انبعاث دنيا جديدة … ولكن ماذا لو لم نعش رعود الحياة وصرير الرياح فيها ؟؟؟ ماذا لو لم نعش اهوال البراكين والزلازل والاعاصير ؟؟؟ ..هل كنّا نستمتع بالشمس والموج والتنفس تحت الماء ؟؟؟ من هذه الزاوية انا دائم القول: (الحياة جميلة وجميلة جدا شريطة انّو (ما نمشكلوهاش)…
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
عبد الكريم قطاطة:
ليس من عاداتي الخنوع والصمت امام ايّ ظلم او ظالم .. لذلك لم اكتف يومها بالتنديد امام مكتبي وبصوت عال وغضب شديد بذلك الاستجواب الذي طالبني فيه مديري بتفسير عدم امتثالي للتوقيت الاداري دخولا وخروجا للاذاعة… بل ولتوّه دخلت مكتبي لاردّ عليه كتابيا وبخطّ يدي وباسلوب لم اكتف فيه بالشراسة بل كنت وقحا للغاية…
نعم وتعمدت تلك الوقاحة لاثير غضبه وبكل استفزاز… واحتراما لروحه رحمه الله لن انشر تلك الكلمات الوقحة وهاكم ردّي عليه:
(الى السيد عبدالقادر عقير مدير اذاعة صفاقس، وصلني مكتوبكم حول مواظبتي في الحضور بمقرّ عملي في التوقيت الاداري … وانني حيث اشكر سعيكم لتنبيهي لمثل هذه المخالفات فانني اودّ ان اشير الى الآتي: اوّلا من المفروض ان يقع لفت نظري لهذا الامر منذ اواخر 1998 تاريخ تسميتي على رأس مصلحة البرمجة بعد ثلاث سنوات ونيف … ثانيا ارجو ان يشمل هذا الاجراء عديد المسؤولين والاعوان وخاصة عديد (تيلت) اللواتي يُسمح لهنّ لا فقط بالتاخير بل بالتغيّب والاذاعة بكلّها تعرف ..على حدّ تعبير ولد الجزيري بعد سنوات يرحم والديه … ثالثا ..ارجو ان يقع حذف الـ 254 دقيقة مجموع تاخيري في 5 ايام، من الـ432 ساعة التي حوصلت انتاج برنامج اذاعة بالالوان دون ايّ مقابل مادّي ودون عطلة اسبوعية على امتداد 5 سنوات منذ توليك ادارة اذاعة صفاقس … رابعا شكرا يا صديقي على هداياك التي ما انفكت تتهاطل عليّ في عيد ميلاد اذاعة صفاقس الاربعين)…
وطبيعي جدا ان يردّ الفعل امام مكتوبي الساخر والشرس فكان اوّل ردّ فعل ان ارسل لي استجوابا عبّر لي فيه عن غضب رئيس المؤسسة لمكتوبي الذي ارسلته له… وجاءت بعد ذلك الاحداث لتؤكّد عكس ما قاله .. ثمّ ارسل لي وبتاريخ 29 ديسمبر استجوابا كتابيا اخر يؤاخذني فيه على بث نفس الاغاني في يوم واحد… ومن المبكيات المضحكات انني انا من اصدرت مذكرة في هذا الغرض منذ توليت رئاسة المصلحة، وكلّفت بها الزميل المسؤول عن الدليل اليومي لبرامج الاذعة حتى يقوم بالتثبت وفعل ما يجب فعله… لكن وهذا ما اشعرت به مديري في ردي على استجوابه الكتابي الاخير …بالقول: (كيف اراقب دليل البرنامج وهو لم يعد يصلني؟ ..وكيف اراقب البرامج المسجلة والمسؤول عنها لم يعد يرسل اليّ تقريره الاسبوعي؟ ..وكيف اتابع تقارير قسم المتابعة وهي لم تعد تصلني ايضا؟ …
يعني ادفع فاتورة التلفون وانا ما عنديش تلفون ..اي نعم منذ 6 اشهر اصبحت رئيس مصلحة كذّابي …والاغرب انه يعرف ذلك ..واغرب الاغرب انه يردّ عليّ بالقول هذه امور تهمك وحدك ..لانك في الاخير انت المسؤول الاول عن المصلحة وعن كل الاخطاء التي تقع فيها ..اعيد القول دخلنا مرحلة (قاتلك قاتلك)… لكن ردّ الفعل الذي كان الاشرس والمفاجئ انه يقوم باعداد الشبكة الجديدة التي على الابواب دون حضوري او استشارتي كرئيس مصلحة اولا وكمنتج ثانيا .. وتصلني الشبكة الجديدة بكل عناوينها الجديدة وباسماء منشطين لا اعرف عنهم شيئا ولم يخضعوا لكاستينغ ولا لفترة تكوين… بل وفي مرحلة متقدمة نسبيا كلّف احد الزملاء بتكوينهم وهو الذي لم يكن يوما منشطا بل هو اصلا في حاجة الى تكوين وشامل ايضا …
راجعت الشبكة فاسترعي انتباهي تقليص برنامج اذاعة بالالوان من 3 ساعات الى ساعتين ..هكة معناها دون احترامي كمنتج ودون احترامي كرئيس مصلحة البرمجة …لم انتظر طويلا وحملت الشبكة الجديدة وتوجهت الى مكتبه ليس فقط للاستفسار بل للتعبير عن رفضي شكلا ومضمونا لمثل هذه الممارسات الرخيصة .. طلبت من سكريتيرته الاذن بالدخول اليه فاجابتني بالرفض ..نعم رفض مقابلتي … توجهت مباشرة الى زميلي زهير بن حمد المدير الفرعي للبرامج وقلت له بالحرف الواحد: بلّغ مديرك اني مانيش خضّار نبيع في البصل اليوم بـ500 فرنك وغدوة بـ 550 فرنك (نحكي على البصل متاع 2001 موش بصل 2024 اعزّ الله قدره) … واضفت: قول لمديرك اللي رفض يقابلني ما يقلقش معادش لا نمشيلو ولا نقابلو وانا منسحب من البرنامج …
كنت اعرف في قرارة نفسي انّ مديري كان ينتظر وبسعادة مثل موقفي هذا ..لذلك وجدته مستعدا للبديل الذي حضر في نفس اليوم وهو احد المنشطين الشبان انذاك (نزار الشعري) هاكة اللي ترشّح للانتخابات الرئاسية ..اي نعم وروسكم هاكة هو … وكلفه بتعويضي في برنامج جديد وبمحتويات جديدة …هنا لابدّ من القول انّ مثل هذا الاجراء هو منطقي للغاية ..اذ انّ الاذاعة لا تقف على عبدالكريم او غيره ..بل يجب سد ايّ فراغ … لكن ما اعيبه على مديري انّ الامر كان مدبّرا بليل ..ثم إن نزار ولاسباب أجهلها تماما لم يعمّر كثيرا كبديل لعبدالكريم… اذ انّي فوجئت بشاب اخر يعوّض نزار وهو قيس الحرقافي، احد الذين تتلمذوا على يديّ ..وهنا لم اعب عليه صنيعه ..كانت فرصة بالنسبة له واذا موش هو غيرو، ويدفع على تلك البقعة الهبوط كان لزم …بل وشجعته على المضي في تجربته ..
وانتهت علاقتي تماما باذاعة صفاقس كمنشط ولم اعد الى برنامج اذاعة بالالوان الا في 6 ماي 2011 اي بعد هول ما وقع في تونس في جانفي 2011 …وذاك الامر الجلل ساعود اليه في قادم الورقات… اعود لما ذكرته لكم حول موقف الرئيس المدير العام والذي قال عنه مديري انه غاضب من ردّي على استجوابه الكتابي حول التوقيت الاداري ..كنت ذكرت لكم انّ الاحداث اكّدت عكس ذلك تماما ..الرئيس المدير العام انذاك كان السيد عبد الرؤوف الباسطي ..وكان يكنّ لي كثيرا من الودّ والتقدير ..وعندما ساءت الاحوال عند توقفي عن تنشيط برنامج اذاعة بالالوان وغضب المستمعين من ادارة اذاعة صفاقس… كلّف الباسطي مدير القنوات الاذاعية انذاك السيد كمال عمران رحمه الله، بزيارة تفقدية لاذاعة صفاقس واستطلاع الاجواء خاصة والادارة العامة وفي كل الاذاعات مقبلة على ترسيم عديد العرضيين… وكلّفه خاصة بجلسة مصالحة بيني وبين مديري….
وحضر المرحوم كمال عمران وكانت الجلسة الاولى مع موظفي اذاعة صفاقس ومع العرضيين… وكانت الاجواء صاخبة وتناهى الى مسامعي انّ المدير قدّم قائمة تضمّ مجموعة من الاسماء المقترحة منه لترسيمهم… ولم تحتو هذه القائمة اسماء كل العرضيين الذين تربطهم علاقة جيّدة بعبدالكريم قطاطة… وجنّ جنوني وعند انتهاء الاجتماع الصاخب توجهت بالحديث مباشرة للسيد كمال عمران وبالقول انّ ما سيحدث في الترسيم يُعدّ جريمة وظلما تجاه اناس لا ذنب لهم سوى انهم يكنون الاحترام والتقدير لشخصي… بتسم السيد كمال عمران وقال لي وهل تظنني غافلا عن ذلك ؟ هات لي قائمة في الاسماء التي تعتبرها ضحية وأعدك باني سآخذ الامور بكلّ جدّية وعدل ..وللامانة وللتاريخ وفى بعهده ..
قبل ان اشكره واغادر جذبني اليه بعيدا عن الاسماع وقال لي: سي عبدالرؤوف مسلّم عليك ويحبني نعمل قعدة معاك انت وسي عبدالقادر للمصالحة .. قلت له شكرا لسي رؤوف وشكرا ليك انت اما باش نكون واضح معاك، انا كلّي استعداد لكن راني اللي نؤمن بيه نقولو ولو يتغشش مني سي عبدالقادر ..ابتسم وقال لي: قول وين المشكل وراهو سي عبدالرؤوف يحبك برشة وانا والله نحبك …كان ردّه رسالة طمأنة بالنسبة لي واتجهنا معا لمكتب السيد المدير لتلك الجلسة المشهودة ..
ـ يتبع ـ
جور نار
“اش جاب رجلي للمداين زحمة”…
نشرت
قبل 3 أيامفي
28 يناير 2025من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrashمحمد الأطرش:
ما هذا الذي نعيشه نحن العرب من طنجة إلى بغداد مرورا بما بينهما؟؟ لماذا أصبحنا أمة شماتة وحقد وكراهية؟ لماذا تخلينا عن ثقافة الاعتذار… وعن التصالح والتسامح وعن أخلاق وثقافة الأخوة والجوار؟ لماذا نحن اليوم هكذا؟
ألتقي العديد من الأصدقاء في بعض مقاهي المدينة يوميا…واستمع إلى الكثير من القصص الغريبة عن ثقافة الحقد والشماتة ورفض الاعتذار… ومن أغرب القصص التي أسمعها حين يشمت بمصائبك أقرب الناس إليك، وحين يفرح بوجعك وما أنت فيه مَن كنت تعتقد أنه صديقك وأوفاهم عندك ولك… والموجع والخطير هو ما يعيشه كل العرب دون استثناء فكل العرب يسعدون بجراح كل العرب… ويرقصون على أوجاع كل العرب… ويشربون على نخب كل مآسي العرب… في بلادنا كما في أغلب بلاد العرب يموت بعضنا فترى أرهُطُا من الشامتين يتحدثون ويكتبون ويسعدون بما وقع لذلك البعض… وترى بعضهم يسعدون ويخرجون للاحتفال بمجرّد سجن بعضهم الآخر ممن يختلفون معهم… وينقسم إعلامنا إلى ثلاثة أقسام… من إعلام شامت وسعيد، إلى إعلام مستنكر رافض، وآخر خيّر الصمت وابتلاع لسانه خوفا من تبعات ما قد يعبّر عنه… ويظهره…
ومصيبتنا الأكبر هي اننا شعوب لا تعترف بثقافة الاعتذار وتسخر ممن يدعون إليها… فنحن نعيش هذه الحياة بتقلباتها وتشنجاتها ومطبّاتها وخلافاتها… وكثيرا ما نخطئ في حقّ بعضنا البعض ونصل حدّ التصادم لفظيا والعنف أحيانا… لكننا وعوض أن نراجع ذواتنا ونعتذر عمّا صدر منّا، نتعالى ونرفض الاعتذار ولا نكلّف أنفسنا عناء نطق كلمة آسف… أليس الاعتذار شيئا وجب فعله لكل من أخطأنا في حقّهم… ومن ظلمناهم وأسأنا إليهم؟؟
هل أصبحت ألسنتنا غير قادرة على نطق “سامحني”… “خوي بربي سامحني راني غالط معاك”…”أختي سامحني عيش أختي” …”خوي انت صادق سامحني غالط معاك”… هل نسينا هذه الكلمات؟ لماذا تصاب ألسنتنا بالشلل حين وجب نطق هذه الكلمات؟ لماذا أصبحنا غير قادرين ورافضين التلفظ بكل كلمة توحي بالاعتذار؟
علينا أن نعترف أن حياتنا جميعا ومنذ 14 جانفي انقلبت رأسا على عقب… فما حدث أكّد لنا جميعا أننا شعوب لا ولن تقبل بالاختلاف ولن تقبل بآخر يقول لها ما لا تريد سماعه… فنحن تربينا على مدى قرون على العصا… وضرب القفا… واجلده مائة جلدة… واضرب عنقه، ولم نتعوّد على أن نختلف ونناقش اختلافنا بهدوء وعقل ورصانة… فحياتنا تغيرتْ ومعها أيضا إنسانيتنا فبعضنا حافظ على انسانيته وبعضنا، وهم الأغلبية، فقدوها… أضاعوها… فالإنسان مهما كان وزنه وقيمته ومهما كانت درجة ادراكه وثقافته وعلمه، ليس ملاكا ولا معصوما من الخطأ… جميعنا نملك عقولا نتميّز بها ونميّز بها بين أفعالنا وأقوالنا وتصرفاتنا وما نأتيه في حقّ الآخرين وخاصة من نختلف معهم وربما ننافسهم في مجال معيّن…
الحقيقة التي نعيشها ونخجل من الاعتراف بها، هي ان أغلبنا لا يمتلكون الشجاعة والقدرة على الاعتراف بالخطأ في حقّ من اخطؤوا في حقّه أو ظلموه أو حتى نكّلوا به إعلاميا… أو حتى بعض من لفقوا لها أمرا مُشينا انتقاما منه ومن اختلافه عنهم وربما لعدم اعترافه بهم او انتمائه لهم… أغلبنا لم يتعلم ولم يتعوّد سلوك الاعتذار وثقافة التسامح والتصالح… وأغلبنا لا يدركون حجم الألم والوجع والقهر الذي يتسببون فيه للآخر إلا يوم يتذوقون ما تذوقه الآخر من دمار نفسي ووجع بدني وما مرّ به من مأساة…
في تونس كما في أغلب البلاد العربية التي اصابتها لعنة الربيع العربي المزعوم (لو كان ربيعا لازدهرت بلادنا وبلاد العرب بالديمقراطية واحترام الآخر وراي الآخر والقبول بالاختلاف)… أقول، في تونس وفي كل بلاد العرب التي أوهموها بالربيع العربي يفرحون لفشلك ويصطادونه ويروجون له… كما يحزنون لتميزك ونجاحك وتفوقك… في تونس وفي اغلب بلاد العرب زماننا هذا، تتساقط على رأسك معاول التحطيم والتخريب والإحباط ومطبات العراقيل يوم يعلمون بهزيمتك وفشلك وخسارتك فيزيدون من وجعك ونكبتك ويضاعفون مصيبتك…
في تونس وفي كل بلاد العرب التي اصابتها لعنة الربيع العربي المشؤوم (لو كان ربيعا حقا لكنت سعيدا ولن أبالي) أقول في تونس وفي كل البلاد التي أصابتها لعنة الفتن والحقد والكراهية، يسعدون يوم يصيبك مكروه أو تصاب بأحد الألغام التي زرعوها في طريقك… فتراهم يسعدون ويطلقون العنان لخيالهم الخصب من التهم والأكاذيب والقصص الخيالية، فتصبح في نظر الجميع خائنا وفاسدا ومجرما وجب تعقبك والتخلّص منك حتى وإن اخترت الهرب إلى المرّيخ… فأنت في نظرهم فاسد… سارق… خائن… غير كفء… هكذا هم… وهكذا اليوم حالنا وحالهم…
تعالوا نبحث عن إنسانية فقدناها أو ضاعت منّا في زحمة ما وقع لنا وعلينا… تعالوا نستعد رصانتنا… ونبحث عن شتات عقلنا الذي أضعناه وسط موجة الأحقاد والكراهية التي زرعوها في جسدنا… تعالوا نعترف ببعضنا البعض… ماذا لو اعترف حاضرنا بتاريخنا… واعترف تاريخنا بحاضرنا… ماذا لو احتضن تاريخنا حاضرنا… ليكون مستقبل أبنائنا أجمل… وأفضل… لا حقدا ولا انقساما… واللهم اجعلنا من الذين يعتذرون إن أخطؤوا… ولا تجعلنا من اللئام… وكما يقول صديقي الجليدي العويني بصوت صديقي عدنان … “اش جاب رجلي للمداين زحمة … واش جاب قلبي لناس ما يحبوه”… والسلام…
جور نار
“لقد أنقذني الله لأعيد للماما عظمتها!”…
نشرت
قبل 6 أيامفي
25 يناير 2025من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrashمحمد الأطرش:
خرج علينا دونالد ترامب يوم تنصيبه صارخا مُوَلْوِلا: “الآن يبدأ عصر أمريكا الذهبي” هكذا قال ساكن البيت الأبيض داعما بذلك ما خرج به على العالم خلال حملته الانتخابية… فدونالد أطال الله انفاسه وعد بعصر ذهبي للماما بعد ان مرّغ من حكموا قبله أنفها في التراب… وكأني بالعصر الذي سبق عصر دونالد الثاني كان من الخردة أو من القصدير لا ثمن له…
هكذا يعيد دونالد على مسامعنا ما نسمعه جميعا وفي كل دول العالم من شيطنة للقديم، وسياسات القديم وشيطنة خيارات واختيارات كل من جلسوا على كراسي حكم بلدانهم… وكأني بدونالد يريد إعادة التاريخ إلى ما بعد سنوات الحرب الاهلية الأمريكية وظهور شخصيات اقتصادية خلال السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر أمثال “روكفلر” وغيره… شخصيات ثرية ساهمت في تغيير وجه الماما اقتصاديا وسياسيا وجعلت منها القوّة الاقتصادية الأولى في العالم… قوّة حكمت العالم لأكثر من قرن… وكأني بدونالد ابن الماما غفر الله لها ما تقدّم وما تأخر من ذنوبها وذنوب أبنائها وأحفادها ومن صاهرها وجالسها وأكل معها… أقول وكأني بدونالد يريد ترك ما يفوق الأثر الذي تركه كبار الرؤساء الذين ناموا على سرير البيت الأبيض…
دونالد جمع حوله إيلون ماسك، مارك زوكربيرغ، وجيف بيزوس وغيرهم من كبار الشخصيات التي لها تأثير اقتصادي وسياسي ومالي كبير وتساهم جديا في كتابة مستقبل الإنسانية اقتصاديا وعلميا وعسكريا وتجاريا… وهذا الأمر لم يحصل منذ نهاية القرن التاسع عشر… فهل يريد حقّا دونالد إعادة المجد للماما بعد ان أغرقت العالم ظلما وعدوانا…؟؟ وهل سيكون جادا في تهديده الضرائبي والجمركي لكل الاقتصادات الكبرى في العالم؟ وهل سيحني ظهر أوروبا والصين وغيرهما ويرهقها جميعا بإجراءاته الجمركية المنتظرة؟
ألا يذكرنا ما يقوم به دونالد المسكين بما أتاه ريغن حين رفع شعار “أمريكا عظيمة مرّة أخرى” خلال سنوات حكمه (1981-1989)؟ فريغن كان يصرّ في سياساته الخارجية على “القوّة” وكان يقول في كثير من المناسبات بأن السلام لا يأتي بغير القوّة فالقوة هي التي تفرض السلام… ريغن ضرب اقتصادات وسياسات خصومه الكبار بالقوّة دون أن يحاربهم بطريقة مباشرة… ونجح في تفتيت كل من أقضّوا مضاجع أحفاد العمّ سام والماما بالقوّة دون أن يوجه رصاصة واحدة إلى موسكو وساكن الكرملين… فقط لعب وتلاعب بعقل غورباتشيف ونجح معه في إنهاء الحرب الباردة وكان سببا غير مباشر في حصول ميخائيل على جائزة نوبل للسلام سنة 1990…
ففي 12 جوان 1987، تحدى ريغان غورباتشوف حول المضي قدمًا في إصلاحاته التي بدأها وفي إرساء الديمقراطية من خلال هدم جدار برلين، في خطاب ألقاه عند بوابة براندنبورغ بجانب الجدار… قال ريغان: “أيها الأمين العام غورباتشوف، إذا كنت تسعى للسلام، وإذا كنت تسعى إلى تحقيق الرخاء للاتحاد السوفييتي ووسط وجنوب شرق أوروبا، إذا كنت تسعى للتحرر، تعال إلى هذه البوابة، يا سيد غورباتشوف، افتح هذه البوابة… يا سيد غورباتشوف… اهدم هذا الجدار”
… فهل سيفعل دونالد ما فعله رونالد ويتلاعب بعقول خصومه الاقتصاديين دون أن يرفع في وجوههم السلاح ويعيدهم إلى حجمهم الطبيعي بعقليته “الشعبوية” التي أصبحت مذهبا سياسيا له الكثير من الأتباع بين ساسة العالم؟؟؟ فدونالد تحدث كثيرا خلال حملته الانتخابية على أنه الوحيد ممن سكنوا البيت الأبيض ولم يورّط العمّ سام وحرمه الماما في أية حرب خلال عهدته الأولى… فهل يواصل دونالد سياساته “الشعبوية” ويعيد الماما إلى حكم العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا بعد أن شاركتها الصين اقتسام كعكة العالم اقتصاديا؟… وهل ستؤدي القيود الضريبية والجمركية التي سيفرضها دونالد وفريقه الجديد على الاستيراد، إلى اتخاذ تدابير مضادة، بعضها في مجالات حيوية للتنمية (المواد الخام، والذكاء الاصطناعي، الاتصالات)… وهل ستنجح الإجراءات المضادة من دول القارة العجوز والصين ومن معها من جماعة “البريكس” في إرهاق الماما وحلفائها وشركائها في سياسات دونالد الجديدة…
دونالد يريد ويصرّ على تعزيز قبضة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي وتكييف المؤسسات والمعايير الدولية لتتناسب مع احتياجاتها حماية لمكانة الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية منذ عام 1945…. دونالد يدرك أن العديد من الدول الكبرى والناشئة تحاول التحرر من هذه الأزمة ولهذا السبب رفع صوته عاليا مخاطبا هؤلاء بقوله “لقد ولى الزمن الذي حاولت فيه دول مجموعة (البريكس) الابتعاد عن الدولار… انتهى الامر… ونحن نطالب هذه الدول بالالتزام بعدم إنشاء عملة جديدة لمجموعة (البريكس)، وعدم دعم أية عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي… وإلا فسوف يخضعون للتعريفات الجمركية % 100 ولن يتمكنوا بعد اليوم من الوصول إلى خدماتنا الاقتصادية الرائعة وبيع منتجاتهم”…
فهل تنجح الماما بقيادة دونالد في ما نجح فيه رونالد… وهل ستفتح الماما “نيرانها” على من تعتبره التهديد الأول في العالم وتقصد بذلك الصين من خلال فرض “الجزية” على أكثر من ثلثي العالم… فالعرب أيضا سيكون مصيرهم قبضة ما سيفرضه دونالد… وسيرهق حفيد العمّ سام ميزانيات دول الخليج ليعيد للماما عصرها الذهبي بأموال نفط وغاز العرب… فالماما أوقعت بين العرب والفرس من أجل مواصلة عرض خدمات حمايتهم من حاكم قمُّ وتهديد طهران… فليسعد ساكن البيت الأبيض بما هو فيه… ألم يقل عن محاولة الاغتيال التي نجا منها في باتلر (بنسلفانيا، جويلية 2024) “لقد أنقذني الله لأعيد لأمريكا عظمتها …”…
صن نار
- اقتصادياقبل 3 ساعات
ندوة حول سوق العقارات بتونس
- جور نارقبل 3 ساعات
ورقات يتيم… الورقة 104
- تونسيّاقبل 16 ساعة
وزيرة الأسرة تلتقي سفير مصر بتونس
- رياضياقبل يومين
مائدة مستديرة حول المرأة والرياضة
- رياضياقبل 3 أيام
نادي حاجب العيون… مسيرة متعثرة وانتدابات بالجملة
- جور نارقبل 3 أيام
“اش جاب رجلي للمداين زحمة”…
- ثقافياقبل 3 أيام
ندوة أيام قرطاج لفن العرائس
- تونسيّاقبل 3 أيام
أستاذا ورجل اقتصاد ونقابيا… حسين الديماسي في ذمة الله