محيي الدين الدبّابي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. . كم في بلادك ترخُص الأرواح
يُعلنْ حدادٌ إن يَكنْ سُيّاّحُ
رتل الجنائز كم يهزّ كياننا
و التلفزات و ليلها افراحُ
فكانّ أصوات الثّكالى صرخة
في الواد ما فيها أسى و نواح
شتّان بين مُنَعّم يحيا الهنا
و مفقّر ذا بؤسه جرّاحُ
أحلامه مثل السّراب تبخّرت
هو ريشة تلهو بها الأرياحُ
وطن الفواجع حيث يُخدع شعبه
للحزن حلّ فذي الربوع بَراحُ
الشعب يرزح من خسارة ذا الذي
جلب البلا لتغرّه الأرباحُ
الراقصون على صدى مأساتنا
ما حرّكتهم للهموم جراحُ
ببرامجٍ ما كان بذر للمنى
و خطابهم لغوٌ، عُوَا و نباحُ
بالمصل كم قتلوا لنا من رضّع
فالموت هان عليهمُ و يُباحُ
و الشّاحنات لكم قتلن حرائرا
فحياتهنّ مشقّة و كفاحُ
و البحر إن نسألْه ينبئْ موجُه
عمّا درى ليهدّنا الإفصاح
أرض المصائب لم تعد أرض الزّها
فبها مَعازٍ مأتم و مناحُ
يا انت يا خضراء ليلك موحش
و بَنوك ضاقوا شاقهم إصباحُ
ما انت خضراء الحياةِ كعهدنا
إن الظلام رداؤنا و وِشاح
قد صرت مقبرة تُخُمّ بأهلها
في كلّ صوب تُسمع الأتراح
هل يُستطاب العيش حين حياتنا
تمضي هوانا هل بذا نرتاح؟!
ماذا نقول و سيلنا بلغ الزُّبى
و استحكمت ما عندها مفتاح؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في ذكرى فاجعة حادث عمدون، و حادثة “الشرايع” التي أثكلت أمهات و يتّمت أطفالا