بعد تشويق دام أربعة أيام من الفرز و إعادة الفرز و انتظار ما ستبوح به صناديق بعض الولايات و منها ما كان هامشيا (مثل نيفادا ـ 6 أصوات فقط لكبار الناخبين) قبل هذه الانتخابات … و بعد أيام طويلة من الاقتراع شملت التصويت المباشر و بالبريد و عناصر الجيش و الأمريكيين المقيمين بالخارج … و بعد حملة غير مسبوقة من حيث حرارتها و ارتفاع أصواتها و حتى عنفها خاصة من جهة أنصار الرئيس المنتهية ولايته … فاز المرشح الديمقراطي “جوزيف روبينت بايدن جونيور” أو “جو بايدن” بمنصب الرئيس السادس و الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية …
انتصر إذن “بايدن” في معركة حامية عاصفة ضد دونالد ترامب متعجرف فاقع اللون لا يعرف الهزيمة و لا يعترف بها و واثق تمام الوثوق من بقائه أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض … و عرف النائب السابق العجوز (78 سنة بعد أسبوعين) لباراك أوباما، كيف يصمد أمام إعصار ترامب و أنصاره، و أيضا ناخبيه الفعليين و تعدادهم المتجاوز 70 مليونا، و كيف ينتصر عليه بشكل ساحق تمثل في الحصول على ثقة 290 من كبار الناخبين في حين أن الحد المطلوب كان 270 فقط !
و الظاهر أن كل العالم تقريبا تنفس الصعداء لا فرحا بهذا الرئيس الجديد الذي قد لا يأتي بجديد في السياسة الأمريكية الخارجية خاصة … و لكن زفرة الارتياح كانت أساسا سببها التخلص من ملياردير ضرب كل الأرقام القياسية في الاستفزاز و المغامرة و نبذ الآخر و تهديد السلم العالمي و بخاصة منه الاقتصادي و التجاري …
ستأتي الأيام القادمة و الأعوام بحقيقة الوافد الجديد على كرسي القوة الأولى في العالم، و لكن المؤكد أنه سيكون مختلفا و لو في الخطاب، عن سلفه الذي ستبقى فترته في ذاكرة الطرائف و المخاوف …
و قد كانت نائبة الرئيس الجديدة”كارمالا هاريس” ذات الأصول الزنجية و الهندية و الآسياوية، أقرب إلى نبض الكثيرين في الولايات المتحدة و العالم حين هتفت لبايدن بكل فرح: “لقد فعلناها يا (جو) …ستصبح رئيسا لأمريكا، إنه شيء لا يصدّق”