يا ساكن القصريْن ومُغلق ثالثهما … كيف تريدنا أن نثق بك؟
نشرت
قبل 3 سنوات
في
يا ساكن القَصْرَيْن…كيف نثق بك وأنت تعيد على مسامعنا نفس الخطاب منذ توليك عرش البلاد؟ كيف نثق بك ومنذ توليك حكم البلاد لم تحرص يوما على تهدئة الأجواء بين مكونات المشهد السياسي، ولم تعمل يوما على انقاذ ما تبقى من وطن جريح يحتضر…كيف نثق بك وأنت لم تكشف للشعب يوما حقيقة ما تقوله في كل خطاب…
كيف نثق بك وأنت لم تعمل يوما على نزع فتيل الأزمة بينك وبين بقية سكان قصور الحكم…كيف نثق بك وأنت أعلنت العداء لمن يشاركونك الحكم منذ يومك الأول…كيف نثق بك وأنت تحدثنا كل يوم عن وثائق ومستندات تثبت خيانة بعض من تتهمهم ولم تكشف لنا إلى اليوم من هم …كيف نثق بك ونحن لم نر شيئا من كل تلك الوثائق والمؤيدات التي تحدثت عنها وأكّدت وجودها…كيف نثق بك وأتباعك يشتمون الجميع… ويشيطنون الجميع… ويهددون الجميع …ويتهمون الجميع…كيف نثق بك وصبيانك ينصبون المشانق الافتراضية لكل من يعارض مشروعك ومن يقول لك أخطأت…
كيف نثق بك وكل خطبك تهديد ووعيد…كيف نثق بك وكل خطبك تثير الرعب والفزع والخوف في نفوس كل من يستمع إليها…كيف نثق بك وأنت لم تترك قطاعا واحدا لم تُعادِه ولم تشيطن وتتهم بعض من فيه…كيف نثق بك وأنت من عطّل ومنع تكوين المحكمة الدستورية…كيف نثق بك وأنت لم تعلن إلى يومنا هذا برنامجك لإصلاح حال البلاد والعباد…كيف نثق بك وأنت لم تحرّك ساكنا في ما يخص قانون المالية التكميلي…كيف نثق بك وأنت لم تكمل بقية خطوات التفاوض مع صندوق النقد الدولي، فهل ستعوّل فعلا على وعود دول الخليج التي تعوّدت سابقا على الكذب علينا والتخلي عن وعودها…كيف نثق بك وأنت تحاول فرض سياسة الأمر الواقع على الجميع رغم أنك على بينة من خطورة الوضع الاجتماعي …
كيف نثق بك وأنت وضعت السلطات الثلاث بين يديك ولم نر منك شيئا يوحي بأن الأمر استثنائيّ ووقتيّ…كيف نثق بك وأنت تختار من كانوا وقود حملتك الانتخابية لخطط ليسوا أهلا لها…كيف نثق بك وأتباعك يحيكون الدسائس ويلفقون التهم لمن يعارض مشروعك وأنت لا تحرك ساكنا…كيف نثق بك وأنت تصدّق دون عناء كل الادعاءات الكاذبة التي تصلك ممن هم حولك …كيف نثق بك وخطبك، كل خطبك توحي بأنك تريد ترهيب الجميع وتأديب الجميع وتعمل على أن تكون الدولة كل الدولة تحت سيطرتك المطلقة…كيف نثق بك وأتباعك استباحوا كل فضاءات التواصل يهتكون الأعراض، ويحاكمون الأبرياء، ويسحلون معنويا كفاءات الدولة بما جادت به قريحتهم “الشتائمية”…كيف نثق بك وأتباعك يحرّضُون على كل من لا يتفق مع رؤيتهم للوضع وعلى كل من يشتمُّون منه رائحة المعارضة لمخططك السياسي…
كيف نثق بك وكل المؤشرات تشير إلى أنك تريد أن تستولي على كل أجهزة الدولة لتحكم قبضتك على البلاد والعباد…كيف نثق بك يا ساكن القصرين وبعض أتباعك يسعون جدّيا إلى تفكيك الدولة بما يضمرونه لرجالاتها الرافضين لمشروعك…كيف نثق بك وأنت لم تقم بعمل واحد لصالح هذا الشعب منذ انقلابك على من معك في الحكم….كيف نثق بك وأنت تحاول تصفية خصومك الواحد تلو الآخر وكأنك تريد الحكم مدى الحياة…كيف نثق بك وأنت لم تتقدّم بالبلاد خطوة واحدة نحو مصالحة شاملة حقيقية تبعد البلاد عن فتنة قد تكبل كل خطوات الإصلاح، وإعادة بناء ما تمّ تدميره خلال عشرية الخراب التي عاشتها البلاد…كيف نثق بك وأنت تعادي القديم والحاضر وتريد أن تفرض مستقبلا على مقاس جماعتك وما يريدونه…كيف نثق بك وأنت لم تحرّك ساكنا أمام ضياع ثوابت الوطن في سياساته الخارجية وسياساته الاجتماعية وسياساته الاقتصادية…كيف نثق بك وأنت تعلم أن البلاد مهدّدة بالإفلاس وتصر أنت على عكس ذلك…
كيف نثق بك والبلاد تعاني الانقسام وأنت تدعم بما تأتيه ذلك ، وبكل هذا الغموض الذي يصاحب نشاطك وما تعلنه في خطبك وتدخلاتك…كيف نثق بك وأنت تلتزم الصمت في ما يخصّ القضايا المصيرية للبلاد…كيف نثق بك وأنت تواصل كل يوم استعداء الجميع دون موجب…كيف نثق بك وكل خطبك توحي بأننا ذاهبون إلى حيث لا حرية، ولا أمن، ولا معيشة، ولا تشغيل، ولا كرامة، ولا تداول سلمي على السلطة، ولا استجابة لما ينتظره الشعب…يا ساكن القصرين كيف نثق بك ونحن نخاف غدا، أن يمنعنا صبيانك من التفكير…وأن يتهمنا أتباعك بالتخابر مع جهات أجنبية…كيف نثق بك وبعض خناجر الأقلام الرخيصة تنهش أعراض كل من يذكر كلمة “انقلاب”…
يا ساكن القصرين، أنت اخترت من حولك وهم الأقلية التي تحسبها الأغلبية، ونسيت من هم حول الوطن وهم الأغلبية، وهم بُناته…فمن هم حولك اليوم هم المتملقون، فهؤلاء يدركون جيدا أن كل إنسان يحب الثناء فأغرقوك ثناء…وهؤلاء يعرفون أن التملق هو أن يخبروك بما تظنّه أنت عن نفسك، وهو ليس فيك فأغرقوك مدحا ووصفوك بالفاروق…هؤلاء هم من قبلوا بالجلوس أمامك يستمعون إلى درسك اليومي دون أن يحركوا ساكنا …ولا أن يعترضوا على كلمة واحدة…هؤلاء هم من أوعزوا لك بأن تركل خلية النحل التي أعطتك العسل …ونسيت انك أيقظت كل النحل الذي ينام بالخلية فبعضه قد يلدغك، وأغلبه سيتحول إلى خلية أخرى فالمكان أصبح غير آمن بما فعلت أنت بالخلية…