فُرن نار
هل انقطعت “شعرة معاوية ” بين شعب غاضب و سلطة فاشلة؟
نشرت
قبل 3 سنواتفي
في ظل أجواء متازمة بين ثلاثي الحكم الذي تقلصت سبل التواصل و التنسيق بين أضلاعه الى حدودها الدنيا من جهة. و في جو يسوده الإحباط وشعب مشحون بالغضب و التلويح بالانتفاض، وانذارات عديد المراقبين و الاعلاميين الوطنيين الى خطورة هذه الازمة التي تنذر بما لا يمكن التكهن بعواقبه، يعجز اسلوب حكم و فشل حتى في فرض تواصل انتاج الموارد الوطنية التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد.
اذ تكفي فقط الإشارة العارضة الى تقلص انتاج الفوسفات خلال حكم هذه المنظومة الى ما يعادل انتاج سنة 1930 أي انه هوى الى اكثر من 80 بالمائة في احسن حالاته تقابله زيادة ارتجالية في عدد العمال تصل الى اكثر من 289بالمائة !! في ظل هذه الاوضاع الوطنية. و حالة تفقير الشعب بالقضاء على الطبقة الوسطى عماد الإنتاجية و دعم الدولة الاقتصادية، شهدت البلاد على مر سنوات حكم هذه المنظومة الفاشلة زيادات متتالية في أسعار عديد المواد مثل المحروقات والخضر و الكهرباء و مواد البناء و المساكن الشعبية و تحويل “سبرولس”(شركة دعم المساكن الشعبية ) الى منظومة تجارية كذلك اسعار مساكن السنيت التي قاربت اسعار المقاولين الخواص…
كذلك تعطل انتاج مصنع التبغ والوقيد فزادت اسعار السجائر و ارتفعت الاداءات غير المباشرة كما ازدهرت التجارة الموازية المريبة المصادر بالاسواق … و لا يمكن ان نمر دون التذكير ايضا بالزيادات على اداءات بطاقات شحن الهاتف وارتفاع اسعار العطورات و الخضر و الغلال ومواد التنظيف و قطع غيار السيارات والخمور وغيرها من المواد الاستهلاكية …
وعوض ان تسعى السلطة المعنية من حكومات مابعد الانتفاضة الى مراقبة التلاعب بالأسعار المشطة أصلاً و التي تقول في بعض الأحيان ما نراه باوروبا تطلع علينا بزيادات مجحفة خلال هذه الايام النكداء على شعب نزلت عليه لعنة حكم فاشل :
على مستوي زيادات قطاع النقل العمومي صعدت الى ما بين 10 و 15 في المائة .. نعطي بعض امثلة حية متنوعة : النقل بين سليمان الرياض ومدينة سليمان ارتفعت تعريفته من 650 مليما الى دينار أي بزيادة 350 مليما فيما نرى ان المواطن الذي عليه ان ينتقل من ولاية قبلي (دوزمثلا )عليه بدفع 73 دينارا ولا بهم إن كان قاصدا مستشفى للعلاج أو جامعة للدراسة. أو لاختبار تشغيل …
ودائما في مجال النقل بلغتني أنباء الزيادة في معلوم الاستخلاص بالطرقات السيارة بما يقترب من 254 في المائة … و هكذا قفزت مثلا تعريفة السيارات صنف 1بمحطة مرناق من 1400 الى 3550 ولا تسأل عن تعريفة الاستخلاص بالطريق السيارة الرابطة بين تونس و بنزرت … كما زاد الكيلو الواحد من السكر ب 250 مليم… و ذكرني هذا بمصيبة. المستثمر الليبي الذي حاول بعث مشروع لانتاج السكر بولاية بنزرت، وهذا موضوع اخر قد نتطرق إليه في مناسبة تالية …
كما سجلت زيادة جملية لحديد البناء ب 44في المائة خلال أشهر قليلة. حيث قفز بار الحديد صنف 12 الذي كنا نقتنيه قبل الانتفاضة ب 12 دينارا على الاكثر قفز اليوم الى 29 دينارا البار الواحد ويبدو ان خدمات المقاهي ستشهد زيادات بين 100 و 200 مليم مقابل احتساء قهوة أو شاي أو غيرهما … و على مستوى مياه الشراب بشرتنا الصوناد بزيادات تتأرجح بين 130 و190 مليما للمتر المكعب …
هذه حوصلة. للزيارات في الأسعار يقابلها انهيار و تأكل القدرة الشرائية مما المواطن المجبر دوما في نظر هذه المنظومة الفاشلة الى دفع فواتير فشلها. في حين يرى نفس هذا المواطن البائس مافيات التهريب و المخدرات و التجارة الموازية و مضاعفة الملياردارات. تنعم بخيرات بلاده … دون حسيب أو رقيب.
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
منذ اكثر من اسبوع نفذ الايرانيون حوالي 200 ضربة صاروخية ضد اسرائيل استهدفت احواز تل أبيب ومباني للموساد ومطارا عسكريا، كما اكدت بعض المعلومات العبرية تدمير 20 طائرة F35 ونسف 102 من المساكن المدنية.
لكن لعل المهم في هذه العملية التي اختلفت عن سابقتها انه رغم علم المخابرات الأمريكية بها مسبقا بالتفصيل وعلم بعض الدول العربية المدعوة لاعتراضها و رغم الاحتياطات العسكرية الإسرائيلية ونشاط القبة الحديدية واخواتها من التجهيزات العصرية، فقد أصابت الصواريخ أهدافها مع بعض الاستثناءات الطفيفة التي تم اعتراضها من دفاعات الكيان والسفن والقواعد الأمريكية والانكليزية المنتشرة بالخليج والبحر الأحمر، وكذلك الصاروخ الذي اعترضته القوات الاردنية ليسقط في ترابها…
لقد أثارت الضربة الإيرانية تفاعلات متعددة و حتى شكوكا في جدواها وتأثيرها الحقيقي كما تم حتى نعتها بـ”المسرحية ” و هو نعت يجد شرحا مقبولا مادام الامريكان قد علموا بها مسبقا بطريقة او بأخرى ومادام الصهاينة في تحفز عسكري و جاهزية لاستقبال الضربات. لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك رد اسرائيلي منتظر منذ اكثر من اسبوع ويمهدد تارة بضرب المنشآت النووية وأخرى بتدمير منصات البترول وشل جزء كبير من الاقتصاد الإيراني، إضافة إلى مواصلة سياسة اغتيال القيادات ..
تطلعات نتنياهو النازية كان يعلنها دوما ومنذ وصوله للحكم وتترجم معاداة عميقة لإيران و هدفا واضحا لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا “الشيطان”… و قد يبدو أن الامريكان يجادلون نتنياهو حول اجتناب ضرب المفاعل النووي، لكن من خبر السياسة الاتصالية الأمريكية. يدرك ان كل الغوغاء بينها وبين قيادات الكيان لم تكن في واقع الأمر الا مناورة لربح الوقت و تسويقا إعلاميا… نعم ان الولايات المتحدة تتوجس قليلا على قواعدها المهددة بالخليج لكن كل ذلك يمر بعد أهدافها الاستراتيجية ودعمها للكيان…
أول أمس زار احد اكبر قادة الجيش الأمريكي إسرائيل للتنسيق حول رد الكيان وهذه الزيارة ليست للضغط على اسرائيل او إثناء نتنياهو عن قصف المفاعل النووي بقدر ما كانت لتدارس فاعلية الهجمات، وأقرب للظن ان الضربة ستكون خلال الـ 48 ساعة القادمة بعد أن تم تحضيرها بين الصهاينة والامريكان.
. مصادر قريبة من الكيان سربت خبرا عاجلا يؤكد ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصدد تقديم مقترح اتفاق يعتبره هاما ويتمثل في الخطوط التالية:
تبادل الأسرى مع حماس
فتح المعابر
خروج الجيش الصهيوني من غزة
إيقاف الحرب
خروج السنوار والقادة العسكريين لحماس إلى بلد اخر
الاتفاق على إدارة غزة
إن مشروع هذا الاتفاق يهدف به نتنياهو اولا إلى رمي الكرة لحماس وعلى أنها رافضة لكل الاتفاقيات… ثانيا إيجاد أرضية سياسية لإعلان انتصاره على حماس و القضاء عليها… ثالثا، ضمان إعادة الأسرى لدى حماس وتخفيف ضغط الشارع الصهيوني للتفرغ لحرب لبنان… اخيرا، حشد جيشه على شمال الكيان.
لم يتم بعد الاعلان عن هذا المقترح المرفوض دون شك من قبل حماس من جهتها و لكن سيدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن من جهة اخرى.
إن اشتعال الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا تفصلنا عنه الا ايام او ساعات معدودة وهي في واقع الأحداث قد بدأت منذ أول أمس بالاعتداءات التمهيدية قبل الهجوم وعلى المقاومة إن تحسم هذه المرة دون تأجيل او تأخير مثل الردود السابقة التي تم تعويمها لتعوضها تهديدات بردود جديدة…
إن النازية الصهيونية لا تعرف حدود القوانين العالمية و الأخلاقية فقد قتلت الأطفال والمدنيين واحرقت الأحياء تحت المباني ولن تدرك الا الدروس الموجعة مثل ضرب المدن و المستعمرات في عمق الكيان عبر فترة استنزاف طويلة مادم الشعب الفلسطيني يدفع ضريبته كل يوم وكل ساعة.
محمد الزمزاري:
أول أمس كان الاجتماع المضيق الثاني لقيادات الكيان الصهيوني كما تم استقبال المسؤول العسكري الأمريكي و كذلك بعض المسؤولين الامريكان الآخرين خلال الأسابيع الماضية.
والواضح ان اللقاءات كانت تتمحور حول فتح جبهة شمالي فلسطين المحتلة مع لبنان تحت ذريعة إعادة السكان المهجرين جراء صواريخ و مسيرات حزب الله… أثناء ذلك اطلق الحوثيون صاروخا بالستيا لم تتمكن المضادات من اسقاطه وبلغ هدفه قرب تل أبيب بدقة مما آثار فزعا كبيرا لدى السكان …وتوعد نتنياهو الحوثيين بعقاب جديد … هذه بعض المؤشرات زيادة على عمليات الاستنزاف اليومية التي نجح خلالها حزب الله في ضرب مواقع عسكرية متعددة شمال وغرب الكيان و كذلك على هضبة الجولان المحتل.
كل هذه مؤشرات لكن لعل اهمها هو ما حصل امس من تفجير اسرائيل لمسالك شبكات اللاسلكي بلبنان و قتل عدد من المواطنين بالإضافة إلى مقاومين تابعين لحزب الله وجرح اعداد كبيرة جدا من مستعملى الهواتف.
جدير بالتذكير ان الصهاينة يسيطرون على شبكات الهواتف منذ اكثر من عشر سنوات كافية مهمة من آليات الاستخبارات و الاغتيال و المتابعة وخلال السنوات الماضية تم كشف عملية خطيرة تقوم بها مصالح المخابرات الصهيونية ممثلة في مسك نسخ من شرائح الهواتف لعدد مهول من المسؤولين… ا
ثر عملية التفجير اليوم هدد حزب الله برد سريع قد يطال مسالك الكهرباء بعدد من المدن او أحد المراكز الحساسة الأخرى وهو ما سيكون الذريعة المناسبة لنتنياهو الهارب إلى الامام لإعلان الحرب على لبنان وربما توريط الولايات المتحدة في نزاع إقليمي وارد الوقوع.
فرصة سانحة لنتنياهو لخلق ذريعة لمواصلة تمسكه بالكرسي و هروبه من اية محاكمة داخل الكيان او خارجه كما قد تكون فرصة أيضا لمساندة فعلية للفلسطينيين و فرض عملية استنزاف على كامل الأرض المحتلة و عدم استثناء اية منشآت او مدن قد يكون الدرس الأكبر للكيان الصهيوني منذ انشائه سنة 1947 ..
صن نار
- ثقافياقبل 14 ساعة
قريبا وفي تجربة مسرحية جديدة: “الجولة الاخيرة”في دار الثقافة “بشير خريّف”
- جور نارقبل 14 ساعة
ورقات يتيم … الورقة 89
- ثقافياقبل يوم واحد
زغوان… الأيام الثقافية الطلابية
- جلـ ... منارقبل يوم واحد
الصوت المضيء
- جور نارقبل يومين
ورقات يتيم ..الورقة 88
- ثقافياقبل 3 أيام
نحو آفاق جديدة للسينما التونسية
- صن نارقبل 4 أيام
الولايات المتحدة… إطلاق نار في “نيو أوليانز” وقتلى وإصابات
- صن نارقبل 4 أيام
في المفاوضات الأخيرة… هل يتخلى “حزب الله” عن جنوب لبنان؟