جور نار
من سيلوي ذراع الآخر… ساكن قرطاج أو مستوطن ساحة محمد علي؟
نشرت
قبل سنتينفي
من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrashاعتبرت جريدة الشعب خطاب ساكن قرطاج في ثكنة العوينة “إعلان حرب” وَعَنْوَنَتْ ذلك في صفحتها الأولى بالبنط الغليظ…
والمتابع للأحداث منذ رفض ساكن قرطاج لمبادرة الحوار الأولى التي تقدّم بها الاتحاد يعلم علم اليقين ان الحرب الباردة بين ساحة محمد علي وساكن قرطاج ستصبح حربا ساخنة جدا في قادم الأيام وهي آتية لا ريب فيها…فالاتحاد يبحث عن الإفلات من قبضة ساكن قرطاج ومن معه، بوصفه شريكا بالأغلبية مع بعض الأحزاب في حكم العشرية السابقة، بالتخلّص من تبعات تلك المرحلة… ورغم محاولات انكار تورطه في حكم البلاد بالطول والعرض منذ جانفي 2011، فإن الواقع يؤكّد ان ساكن ساحة محمد علي ومن سبقه الفائز بجائزة نوبل حَكَما البلاد بأغلبية واقعية صنعتها “البلطجة” وفعلا بالعباد ومؤسسات البلاد ما لم يفعله أي حاكم حكمها سابقا…فالنقابات المهنية والقاعدية عوّضت الشُعب ومؤسسات التجمّع الدستوري الديمقراطي وفعلت بالبلاد والعباد ما لا يمكن تصوّره، وما لم تفعله هياكل ومؤسسات التجمّع حين كانت تحكم بأمرها في البلاد…فالاتحاد حَكَمَ “بالبَايْ” مع بقية الأحزاب وافتك عنوة النصيب الأكبر في كل القرارات التي صدرت ممن سكنوا القصبة ومن جاورها وصاهرها وجالسها…
فرض الاتحاد نفسه شريكا بأغلبية مع المنظومة التي حكمت البلاد منذ 14 جانفي إلى حدود 25 جويلية 2021 من خلال نشره الفوضى في البلاد أثناء الأشهر الأولى التي تلت خروج الرئيس بن علي رحمه الله…فميليشيات الاتحاد التي شكّلت مع بعض “بلطجية” اليسار الغبي والنهضة المتعطشة للحكم رابطات حماية الثورة، عاثت في البلاد فسادا وارعبت العباد وفرضت بخطاب العنف والتهديد مشاركة الاتحاد في كل قرار تقرره الحكومات التي تداولت على القصبة منذ ذلك التاريخ…
وبعد أن أقدمت هذه الرابطات طيلة السنة الأولى بعد حكم بن علي رحمه الله على نشر الرعب في المؤسسات الوطنية، وساهمت في الإبادة الشاملة لكفاءات الإدارة التونسية من خلال رفعها لشعار “ارحل” في وجه كل من كانوا على رأس المئات من المؤسسات الإدارية والاقتصادية بالبلاد…وبعد أن فرضت على حكومة الباجي رحمه الله من خلال الإضرابات والاعتصامات وغلق الطرق وإيقاف الإنتاج، الزيادة في أجور موظفي وعمال أغلب القطاعات… وبعد أن طالبت بتسوية عشرات الآلاف من الوضعيات في الرتب والخطط الوظيفية والتدرّج المهني في أغلب القطاعات تقريبا مع امتياز لوزارة الداخلية بجميع اسلاكها وهي التي شهدت أيضا إعادة كل من اطردوا عن العمل من لدن الوزير “الغبي” فرحات الراجحي …مما تسبب في انتفاخ كتلة الأجور إلى مستوى قياسي اصبح حديث كل المنظمات المالية العالمية…كل ذلك ولا أحد من الاتحاد تذكّر ما كان شباب الحراك الاجتماعي يرفعه من شعارات تخصّ الكرامة والتشغيل فلا شيء تحقّق من انتظارات ذلك الشباب…ولا أحد من قيادات الاتحاد فكّر في إعلان هدنة شاملة لخمس سنوات أو أكثر، من أجل ترك الفرصة للاستثمار بهدف تشغيل مئات الآلاف من الشباب المعطّل الذي استبشر خيرا بالشعارات التي رفعت في حراك 2010 وأوصلنا إلى ما نحن فيه… بعد كل ذلك وصف الاتحاد عشريته الماضية بعشرية الخراب…وهو الذي كان الآمر الناهي في كل تفاصيلها …
بعد أن تسبب بمطلبيته المشطة وغير المدروسة والفوضوية والانتقامية، في انتفاخ كتلة الأجور ووصولها إلى حجم قياسي لم تعرفه البلاد منذ استقلالها دون ان تنجز شيئا مما كان ينتظره من يسمونهم بــ”شباب الثورة”…اصبح الاتحاد بكل مكوناته المركزية والجهوية شريكا بأكثر من النصف في حكم البلاد وفي كل ما يقع ويدور بمفاصل الدولة والحكم…فمركزيا كان الاتحاد بقيادتيه “العباسية” نسبة إلى حسين العباسي و”الطبوبية” نسبة إلى نور الدين الطبوبي، يفرض نصيبه من الأسماء في كل الحكومات التي أدارت شؤون الحكم، كما كان يرفع الفيتو في وجه كل من لا يريدهم ولا يقبل بهم ولا يرضخون لشروطه ويخدمون اجنداته ومصالح بعض قياداته…وكان يفرض أيضا العديد من الأسماء في التعيينات الجهوية من ولاة ومعتمدين وغيرهم من خطط إدارية لمفاصل الحكم والدولة…أما جهويا فقد كانت القيادات الجهوية لاتحاد الشغل تفعل ما تريد كما تريد ومتى تريد ووصل الأمر ببعضها إلى فرض نتائج مناظرات على بعض المدراء والمسؤولين…كما أصبح أغلب الولاة يجتمعون بالكاتب العام الجهوي للاتحاد أسبوعيا وفي العديد من المناسبات كشريك فعلي في الحكم، وكانت كل البلاغات الصادرة عن مؤسسات الحكم تنصّ على مشاركة الشريك الاجتماعي في كل المفاوضات والاجتماعات ودراسة المخططات التنموية والاقتصادية…وكان الاتحاد حاضرا في كل اللجان التنموية والاجتماعية والاقتصادية…
هكذا تصرّف الاتحاد في البلاد خلال عشرية كاملة ويزيد، لينعت ويصف بعد ذلك تلك العشرية بالخراب فمن يا ترى كان الشريك الأكبر في صناعة ذلك الخراب؟ الأحزاب أم “نسخة الخراب” من الاتحاد؟؟
هنا تكمن حقيقة ما يعنيه وما يهدف إليه الطبوبي بمبادرته، فالطبوبي يريد أن ينقذ نفسه ومن معه من قيادات الاتحاد من مسؤولية الخراب الذي وقع في البلاد، وهو على يقين أن ساكن قرطاج لن ينسى الاتحاد من حملته لتفكيك المنظومة السابقة … فهو يعتبره احد أهمّ أعمدة المنظومة الحاكمة السابقة وأحد الذين ساهموا في خراب العشرية الموصوفة بالخراب، والآن وبعد أن نجح نسبيا في فرض مجلس نيابي على مقاسه وما يريد، سيلتفت للاتحاد لتفكيكه وابعاده عن طريقه أو تدجينه وضمّه لصفّه حتى وإن أعلن عليه الحرب علنا… فالوضع المأسوي الذي تعيشه البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا شجع قيادات الاتحاد الحالية على اللعب على مزاج المواطن التونسي الذي فقد الثقة في السلطة الحاكمة التي جاءت بعد 2019 بما في ذلك ساكن قرطاج…فتواصُل الانحدار الاقتصادي الرهيب وتواصل معاناة المواطن بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني …وتواصل أزمة المعطلين عن العمل واتساع مساحة اليأس والإحباط لدى كل مكونات المجتمع وكل فئات الشعب بعد أن خاب أملهم في أن يصلح ساكن قرطاج أوضاع البلاد والعباد…
كل هذه العوامل أوعزت لقيادات الاتحاد التماهي مع مزاج الشعب العام الذي بدأ يبتعد عن صانع التغيير الثاني، فالاتحاد سيستغل فشل ساكن قرطاج الذريع في كل مناحي الحكم لمحاولة فرض مبادرته وفرض نفسه شريكا في صياغة مستقبل البلاد سواء كان ذلك مع ساكن قرطاج الحالي أو مع من سيأتي بعده…فتواصل انحدار منظومة 25 جويلية نحو الهاوية يخدم مصالح قيادات الاتحاد الحالية التي تريد التخلّص من عبء تبعات خراب العشرية التي حكمتها بالشراكة مع بعض الأحزاب… إذ أن الاتحاد لم يخرج يوما معارضا لحكم النهضة بل كان شريكا لها في كل سنوات حكمها سواء كان ذلك ضمن الترويكا او حين توافقت مع نداء تونس…ويعوّل الاتحاد في نجاح مخطّطه على أخطاء ساكن قرطاج في خطبه ومداخلاته اليومية…كما يعوّل على تواصل الأزمة ومعاناة المواطن في توفير أبسط ضروريات العيش الكريم… كما تفطّن قياديو الاتحاد إلى أن الاقتراب من الأحزاب والمكونات المعارضة لحكم قيس سعيد سيجعلهم عرضة للنقد والرفض وقد يكون سببا في اسقاط مبادرتهم… لذلك اختاروا أن يبتعد الاتحاد أكثر ما يمكن عن الأحزاب ويرفض وجودها ضمن مبادرته للحوار ليس خوفا منها لكن ضمانا لدعم شعبي يتماهى مع المزاج السائد بعد انقلاب ساكن قرطاج على شركائه، الرافض لكل الأحزاب…
خلاصة ما يريده الاتحاد أولا هو النجاح في تغيير وتليين موقف ساكن قرطاج من القيادة الحالية والقبول بالاتحاد شريكا في المرحلة القادمة، وبذلك ينقذ نفسه من تبعات الخراب الذي ساهم فيه بأكثر من النصف خلال العشرية التي يصفها قياداته بالخراب… ثانيا التواجد شريكا من خلال مبادرته وحواره في مرحلة الحكم القادمة وذلك لضمان خروج آمن بعد انتهاء هذه العهدة التي تعتبر لدى الكثير من النقابيين انقلابا على النظام الأساسي للاتحاد، وسطوا على المنظمة من قيادة تريد حماية نفسها من تبعات ما أتته خلال فترة قيادتها للاتحاد…وللوصول إلى غايته يعوّل الاتحاد على تواصل فشل الحكومة في الوفاء بتعهداتها التي أمضاها معها، وفي تواصل فشل منظومة 25 جويلية في إخراج البلاد من أزمتها، فالاتحاد لن يكون صوتا مسموعا عند عامة الشعب والطبقة الشغيلة لو نجح ساكن قرطاج في الخروج من الأزمة …والاتحاد يفتعل كل الأزمات للي ذراع السلطة كما كان يفعل دائما طيلة العشرية التي ينعتها بالخراب…
لكن ماذا عن ساكن قرطاج؟
لا تختلف أهداف ساكن قرطاج كثيرا عن أهداف الطبوبي المعلنة وغير المعلنة…فسلاح الطبوبي لإنقاذ نفسه هو مبادرته للحوار …وسلاح ساكن قرطاج لتبرير فشله الكارثي انغماسه في الحرب على الفساد وتفكيك المنظومة القديمة ومقاومة من يعتبرهم “قوى الردّة” والخونة والعملاء والمحتكرين والفُسَّاد ومنهم الاتحاد…فخطاب ساكن قرطاج بثكنة العوينة كان فعلا بمثابة إعلان حرب ضمني على منظومة ساحة محمد علي، وكل من يعارضون سياسات ساكن قرطاج الذي فشل فشلا ذريعا، في تحقيق وعد واحد من وعوده كما أوصل البلاد باستعدائه لبقية مكونات المشهد السياسي إلى حافة الإفلاس…
ساكن قرطاج سيواصل كما تعودنا منه تحويل وجهة الرأي العام من أمور ذات أهمية وخطيرة إلى أمور ثانوية لتبرير فشله في إصلاح الأوضاع…ولن يجد أفضل من حرب طاحنة على الاتحاد ليضمن صمت الشارع وصبره عليه…ويعوّل في ذلك على شيطنة الاتحاد واتهامه بتعطيل مواقع الإنتاج وعرقلة العودة إلى المسار العادي والطبيعي للعمل في كل القطاعات ودعمه للإضرابات العشوائية، كما يعوّل ساكن قرطاج على المزاج الشعبي في الأشهر الأخيرة وعلى الانقسام الحاصل في قيادة الاتحاد…فالشارع التونسي بصفة عامة أدرك بعد فوات الأوان أن الاتحاد كان سببا حقيقيا واساسيا في الخراب الذي عاشته البلاد خلال عشرية كاملة…وضاق ذرعا بتصرفات اليعقوبي ومن معه من قيادات نقابية حادت عن المسار الحقيقي للمنظمة الشغيلة…
ساكن قرطاج ادرك ان تخطي هذه المرحلة بسلام لا يمكن أن يتحقّق عبر مواصلة شيطنة النهضة ومن معها من الأحزاب وأن الخدعة لن تنطلي مستقبلا على كل الفئات والمكونات، بعد أن تأكد الشعب التونسي ان لا أحد ممن وقعت شيطنتهم واتهامهم بشبهات فساد ثبتت عليه تلك التهم وأن كل من كانوا تحت وطأة الإقامة الجبرية وتحجير السفر خرجوا وعادوا إلى مواقعهم سالمين…فالنهضة خرجت من الحكم وليست طرفا في الحكم اليوم، ولا يمكن مواصلة تحميلها مسؤولية تواصل السقوط والوصول إلى حافة الهاوية، فساكن قرطاج هو المسؤول الوحيد عن كل الفشل الذي تعرفه المنظومة الحالية فهو الحاكم بأمره والآمر الناهي الوحيد…ساكن قرطاج قرأ مزاج القواعد النهضاوية وأدرك العداء بينها وبين القيادة الحالية للاتحاد، لذلك فإن إعلان الحرب اليوم على المنظمة الشغيلة وقياداتها الحالية قد يعيد لشعبيته بريقها بعد الفشل في الحفاظ على أنصاره في الدورين الأول والثاني من الانتخابات التشريعية…
ساكن قرطاج يدرك تماما أنه فشل في كل ما وعد به…ويدرك رغم نكرانه وتحليله المجانب للواقع لأرقام الإقبال، انه خسر معركة الأغلبية خلال الدور الأول والثاني من انتخاباته التشريعية…فالإقبال المهين و”المسخرة” سيتواصل إلى أكثر ما كان عليه في قادم المحطّات، إن تواصل فشل منظومة صانع التغيير الثاني في إخراج البلاد من أزمتها التي طالت واستفحلت…كما يعلم ساكن قرطاج أن سنة 2023 هي سنة التخلي عن جزء هام من كل اشكال دعم المحروقات وأغلب المواد الاساسية …وأن هذا الأمر سيستغله الاتحاد للعمل على ابعاده عن كرسي قرطاج … وقد يكون سببا رئيسيا في انحدار كبير ومخيف لشعبيته قد يكلفه غاليا إن أراد فعلا مواصلة البقاء جالسا على كرسي قرطاج لولاية ثانية، فالولاية الأولى شارفت على الانتهاء ولم ينجز إنجازا واحد يستحق الذكر…
بعد ان بدأت ساكنة القصبة الحالية معركة تدجين ساحة محمد علي من خلال استقبالها لإسماعيل السحباني واعترافها الضمني والعلني المباشر بالتعدّد النقابي، ظنّا منها ان ذلك قد يفرض على الطبوبي ومن معه إعادة حساباتهم وقراءة عواقب ما يفعلونه مع منظومة 25 جويلية…قد يلتجئ ساكن قرطاج إلى إلغاء الاقتطاع الآلي في مرحلة أولى للي ذراع الطبوبي ومن معه في محاولة لإعادتهم إلى صفّه، ثم وفي مرحلة ثانية قد يفرض عبر مراسيمه على مؤسسات الدولة التعامل مع كل مكونات المشهد النقابي التعددي لخلق أزمة داخل قيادة ساحة محمد علي وتوسيع الهوة بينها وبين قواعدها …ساكن قرطاج يريد أن يكون الاتحاد في صفّه في موقعة 2023 كلفه ذلك ما كلفه لأنها السنة التي قد تبقيه او تذهب به على كتب التاريخ سطرا يتيما…
فالبلاد ستعرف أخطر مراحل وجودها خلال هذه السنة…وتأخر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي واستحالة الخروج إلى الأسواق المالية العالمية (نظرا للترقيم السيادي المتدنّي) وعزوف وامتناع بعض البلدان الصديقة والشقيقة عن الوقوف إلى جانب تونس، والخوف من تبعات تواصل التداين الداخلي لتمويل موارد الميزانية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وانعكاسات ذلك على السوق المالية الداخلية، كلها عوامل تساعد على الانفلات والفتنة…فسنة 2023 لن تكون سنة عادية لساكن قرطاج كما لن تكون عادية لكل أفراد الشعب التونسي، فالأزمة قد تتحوّل إلى إفلاس يذهب بمنظومة 25 جويلية برمّتها ويدخل البلاد في وضع لا أحد يتمناه ويريده…
فمن يا ترى يلوي ذراع الآخر: ساكن قرطاج او مستوطن ساحة محمد علي ؟
تصفح أيضا
عبد الكريم قطاطة:
الميدان التليفزيوني عشت فيه تجارب اخرى احداها مع الزميلة جميلة بالي كمخرج لبرنامجها البيت السعيد …والسيدة جميلة بالي هي بالنسبة لي من افضل من قدم هذه النوعية من البرامج والتي تهتم بالاسرة وبالبيت …
حضورها تلفزيا كان دافئا وثقافتها بكل ما يهم الاسرة والبيت شاسعة… لذلك حرصت كمخرج ان اوظّف الديكور والاضواء وزوايا التصوير لابرازها بمواصفاتها… تجربة اخرى اعتز بها بل واعتبرها من افضل تجاربي كمخرج تلفزي… انها منوعة قناديل … هي منوعة ثقافية بالاساس اجتمعت فيها عناصر عديدة لتؤسس لنجاحها لدى المشاهدين… تلك العناصر تمثلت اوّلا في حذق منشطتها الزميلة ابتسام المكوّر وجديتها وعمق خزانها الثقافي… ابتسام بالنسبة لي وفي ذلك الزمن كانت تمثل واحدة من افضل المنشطات اذاعيا وتلفزيا، هي وهالة الركبي… حضور متميز… ثقافة واسعة… وقدرة فائقة على التحاور…
العنصر الثاني تمثّل في مشاركة الاستاذ رضا بسباس في الانتاج اوّلا وفي تناول الموضوع المقترح لكلّ حلقة… وما ميّز الزميل رضا بسباس البحث في جوانب طريفة عبر العديد مما كُتب في الموضوع وعبر الامثال الشعبية لنفس الغرض… العنصر الثالث وهو من العناصر التي اعطت رونقا خاصا لبرنامج قناديل والمتمثل في تكفّل الزميل والصديق محمد العود رحمه الله بالجانب الموسيقي للبرنامج… محمد رحمه الله كان شديد الحرص على الانتقاء الجيد لنوعية الاغاني الخالدة واعادة توزيعها، و على اختيار الاصوات المؤدية لتلك الاغاني… محمد رحمه الله كان من الفنانين القلائل الذين لا عاطفة لهم في اختياراته وهو كسمّيع جيّد للعزف والتنفيذ صعب المراس… لذلك جاءت نتيجة تفانيه في عمله موسيقيا جيّدة للغاية…
وحرصت من جانبي على ان اتماهى مع هذه المجموعة لاخرج برنامج قناديل في حلّة جميلة… وهنا لابدّ من تحية الفنان الاستاد لمجد جبير الذي تكفل بصنع الديكور كاوّل تجربه له في الميدان التلفزي… والزميل نورالدين بوصباح كمدير للاضاءة وكافة الفريق التقني الذي عمل معي بكل حبّ وجهد … البرنامج لقي صدى ممتازا لدى السادة المشاهدين مما جعل بعض التلفزات العربية (كالـ”ام بي سي”) تفكّر في شرائه… هكذا قيل لنا والله اعلم….
نهاية برنامج قناديل لم تكن سارّة بالمرّة … نعم … وهاكم الاسباب… انا وابتسام كنا ومازلنا صديقين علاوة على الزمالة …ربما لاننا نشترك في خاصيات عديدة في شخصيتينا ..ومن ضمنها النرجسية …اي نعم .. اليس كذلك يا ابتسام ؟؟… من هذه الزاوية ابتسام كانت حريصة جدا على انتاج حلقات قناديل في موعدها وهي مُحقّة في ذلك …لكن وبقدر حرصي كذلك وعلى امتداد حلقات عديدة كي انجز تلك الحلقات اخراجا ومونتاجا وميكساجا، بقدر ايماني بانّ عملي يدخل في خانة الفنّ وليس في خانة الوظيفة .. والفنان بالنسبة لي قد تعتريه اوقات يجد فيها نفسه غير مؤهل للعمل …فيؤجل القيام بعمله لايام افضل …حدث هذا الامر مرة واحدة لم استطع فيها القيام بواجبي لاحضار الحلقة في موعدها ..هنا ثارت ثائرة ابتسام ولم تقبل بالامر …وكعادتها عندما تكون غاضبة زمجرت في وجهي وبكلّ حدّة …
ولانّ نرجسيتي لا تقلّ عن نرجسيتها ..رفضت زمجرتها وبكلّ حدّة ايضا وقلت لها (مانيش صوينع نخدم عندك) وانسحبت من اخراج البرنامج …وطبعا كان موقفها (محسوب كان انسحبت توة نعيّط لسي بوبكر) وهي تعني الزميل بوبكر العش رحمه الله… و(طززز فيك) .. هي لم تقلها للامانة طززز فيك ولكن ذاك كان موقفها ضمنيا …وفعلا اخذ زميلي العش على عاتقه مهمة اخراج قناديل بتصور اخر وديكور اخر …لكنّ التجربة لم تعمّر كثيرا ..ليس قدحا في امكانيات المرحوم ابو بكر بل ولانّي اعرفهما بعمق كنت واثقا انّ التناغم بينهما لن يكون في اوجه ….
تجربتي الثالثة في الميدان التلفزي كانت في خانة اخراج المباريات الرياضية (كرة قدم)… هذه التجربة سبقها تدريب تكويني في الغرض بدمشق ولمدة 21 يوما بمركز تابع للاتحاد العربي للاذاعة والتلفزيون سنة 1996… بعد اتمام التدريب الذي كان على درجة متميزة نظرا لكفاءة المؤطرين، كلّفتني ادارة التلفزة باخراج بعض مباريات النادي الصفاقسي سواء في البطولة الوطنية او في المسابقات الافريقية … وكنت فيها فاشلا بكلّ المقاييس … نعم … نقل واخراج المباريات الكروية يتطلب عنصرين هامين… اوّلهما التركيز الكلّي على مجريات اللعب مع الحرص على اختيار زوايا مختلفة لتنويع المشهد… والحرص خصوصا على عدم التفويت في ايّة لقطة هامة في المباراة ..وهنا ياتي دور العنصر الثاني وهو سرعة رد الفعل للمخرج في اختيار الكاميرا المناسبة التي تصوّر اللقطة الهامة… هدف او ضربة جزاء او اعتداء لاعب على اخر كامثلة …
قلت اني فشلت فشلا ذريعا في اخراج هذه المقابلات اوّلا خوفي من تفويت اللقطات الهامة اجبرني على اختيار الكاميرا التي ينحصر دورها في تصوير المشهد العام Plan général ///ككاميرا رئيسية طوال فترات اللعب ..وهو ما يجعل اللاعبين اشبه بالذباب فوق الشاشة .. ثم انتمائي وعشقي للسي اس اس جعلني في احيان كثيرة اتماهى مع لاعبي النادي بشكل ذاتي وانسى دوري كمخرج …اي نعم لم استطع في عديد اللقطات التخلص من ذاتيتي… بل احيانا كنت اصفق وارقص عندما يسجل فريقي هدفا ما وكاني واحد من قوم الفيراج … ولانّي كنت وخاصة في ما يتعلق بالامور المهنية قاسيا جدا في الحكم على نتائج الاعمال، ..اعتذرت لادارة التلفزة عن مثل هذه الاعمال التي كانت رديئة فعلا بمنظار علمي ..وادارة التلفزة كان موقفها من قراري (الحمد لله جات منك يا ميضة انت ناشفة وانا تارك صلاة) …
التجربة الاخيرة في الميدان التلفزي كمحرج خضتها مع زميلي زهير بن احمد ..كان البرنامج يحمل عنوان (دروب وآفاق) ..وهو ايضا من النوع الوثائقي …تنقلنا فيه الى عديد المناطق في صفاقس وخارجها لتصوير دروبها وآفاقها … كان فيها الزميل زهير ذلك الصحفي الهادئ الرصين والمتمكن وبحرفية من عمله ..وكنت فيه المخرج الذي حاول قدر الامكان ان يجتهد في حدود ما يتطلبه الشريط .. ولعلّ ابرز الحلقات التي بقيت راسخة في ذاكرتي حلقة تناولت صفاقس الجديدة كمشروع… حيث وقع هدم القناطر الثلاث التي كانت موجودة انذاك بطريق تونس وقرمدة والعين ..وحيث وقع ايضا تصوير اوّل قطار يدخل لصفاقس بعد تحويل مساره من صفاقس الى قابس …
تلك كانت تجاربي في ميدان التلفزيون كمخرج وكمنتج احيانا والتي لا يمكن في باب تقييمها الا بوصفها بالمتواضعة جدا ..ودون ما كنت اطمح اليه …
ـ يتبع ـ
عبد القادر المقري:
نحتار حقا في توصيف ما جرى السنة الأخيرة في منطقتيْ شمال فلسطين وجنوب لبنان… ومبعث الحيرة هذا الدفق اللامتناهي من الدماء والدموع والشجن الذي يملؤنا ولا يترك وقتا ولا مجالا إلا للانحياز للمقتول ضد القاتل، وللمغتصب ضد الغاصب، وللمنزل الطائر شظايا ضد الطائرة الحاملة دمارا وعدوانا.
الدافع الثاني للحيرة هو ما يمكن تسميته بجلال الموت… نعم، ليس هناك من دليل أعلى على صدق أحد وبطولته وصفاء نواياه من أنه يقدم نفسه فداء لقضية ما… لذلك رحنا نطلق صفة الشهادة على من نتفق معه وهو حي، كما نطلقها على من نختلف معه حتى كليا عندما كان من هذه الدنيا… لا، الآن وبعد أن أهدى روحه على ميدان المعركة، فلا تجوز عليه سوى الرحمة والإكبار والتعميد بصفة الشهيد البار… المشكلة أن هذا المنطق يصلح في آداب التعامل مع الموت، في التنفيس عن مشاعر حنق تجاه عدو رئيسي ووجوديّ مكين… يصلح أيضا في رومانسيات الحروب وفرسانها الذين يستبسلون في معركة ويتحوّلون إلى أيقونات أمام عيون الصغار ودروس التربية الوطنية ومعاني الوطن… والعَبرة التي نشرق بها ونحن ننشد لحن الوفاء له، كلما رفرف علم وخفقت جرّاءه قلوب وتنادت أفئدة…
وتكبر الحيرة حين تختلط مع الرحيق المقدس أوشابٌ وأتربة وتساؤلات… نعم … للأسف لا تخلو كأسنا التي نتجرعها من بعض العلامات التي تجعلنا نتردد والزجاج الناعم يقترب من شفاهنا… جاء التردد من استرجاع بعض الصور والذكريات القريبة والبعيدة التي تقول لنا حذار… انتظروا… فاللون الأبيض النقي هو لون السكّر والملح في آن واحد، ورعود السماء تأتي بالمطر الطيّب والصاعقة القاتلة لنفس المُزارع المنتظر تحت شجرة… والبحار الطامية هي خير وسمك وبركة للصياد وهي أيضا الهلاك والغرق… تتشابه الأشكال بين مواد عدة وظواهر، ولكن هل تطابقت دوما الظواهر والجواهر؟
وتتداعى التمثّلات… ولكن على الأرض ماذا نقول في من قتلوا أنفسهم في عمليات داعش، وقتلوا معها تلاميذ مدرسة أو متزاحمين في سوق أو مصلين في جامع؟ … وماذا نقول في سقوط إرهابي صريعا ذات مواجهة مع الشرطة ويداه ملطختان بدم شكري بالعيد؟… وماذا نقول في المئات ممن غُسلت أدمغتهم فصاروا يعتبروننا كافة دار حرب وأقسموا على تصفيتنا فرادى وجماعات وهم معنا بالحزام الناسف؟ … للعلم فلهؤلاء مفتون من فئة خميس الماجري وأبي عياض والمرحوم حسن الغضباني، يسبغون عليهم نعت الشهيد بابتسامة هانئة وقلب مستريح… بل وينضمّ إليهم مذيع تافه لا همّ له سوى الحفاظ على كرسيّ أمام الكاميرا وريع سمين تحت أرجل الكرسي …
نهتف حتما للأبطال الذين استشهدوا، مع حسرة على فقدانهم وأمنية بأن يقتلوا العدوّ لا أن يسقطوا صرعى… الشهادة لهم لكن لنا الهزيمة في آخر المطاف… وهزائم الحروب ليست إنشاء ولا شعرا ولا لعبا بالمصطلحات… هي حصائل باردة لواحد مع واحد يساوي اثنين… من الذي خرج من الميدان (ولو شهيدا) ومن الذي بقي حيّا يصول ويجول؟… وهنا لا ينفع التأبين ولا التعظيم ولا الخلود ولا قناة الجزيرة… منطق الحرب أن تعيش لا أن تموت، وهذه أهم توصية تصدر عادة عن القادة وهم يوجهون جنودهم في مهمة… وحتى إذا شاء القدر وترك الواحد حياته على ساح الشرف، فيكون في المقابل أوقع بأعداد وافرة من صفوف العدوّ قبل أن يبذل الدم والروح…
ولكننا في هذه الموقعة إلى أين وصلنا وكم خسرنا من أرواح وكم خسر العدوّ؟ وكم كانت كلفة 7 أكتوبر 2023 وماذا كسبنا خلالها وأية رقعة حرّرنا؟ … دائما بمنطق الحروب القاسي، هذا ما حصل… عشرات الآلاف من مدنيي غزة والضفة وجنوبي لبنان، أعداد من “العسكريين” شبه العزّل تختلف الأرقام في تقديرها بين المتحاربين، ولكنها في النهاية كبيرة وموجعة… ويكفي أنها حرمت المقاومة من أهم قادتها وحتى التالين في الأهمية… دون الحديث عن دمار شامل فعلا لمدن وقرى وبلدات ومبان ومرافق تعجز قوى عظمى عن إعادة إعمارها بسرعة لو تمّت على أراضيها إثر كارثة طبيعية… فكيف بنا ولا زلزال سُجّل في غزة أو إعصار ضرب جنوب لبنان…
الزلزال الوحيد الذي ضرب أهالينا هناك كان قرارا بحرب غير متكافئة، سيئة التوقيت والحساب… بل ويجعلك تتساءل بعد هذا العبث وذلك الدمار: لفائدة من كل هذا؟ ولماذا انتقلت القضية من هدف تحرير الأرض إلى المناشدة بوقف إطلاق النار؟ ومن يعوّض لمن تيتّم أو ترمّل أو ثكل؟ ومن يؤوي الذين تشرّدوا؟ أم نكتفي بآية “لا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله…”، وبمقولة ذلك القيادي في حماس عن مدى انشغاله بملايين المدنيين المعرّضين للقصف والموت: أولئك مسؤولية المجتمع الدولي؟!!!
محمد الزمزاري:
إثر تصميم الغربيين على تزويد اوكرانيا بصواريخ بالستية لضرب روسيا في العمق و تنفيذهم ذلك على الرغم من الإنذارات والتهديدات الروسية المتتالية التي يبدو اول الأمر أن الغرب لم يأخذها مأخذ الجد، كشف فلاديمير بوتين عن بعض نماذج من ترسانته العسكرية كما أدى زيارة هامة إلى كازاخستان خلال هذا الاسبوع مصرحا ان هذا البلد صديق لروسيا وشريك يعتمد عليه.
وتكتسي هذه الزيارة طابعا عسكريا اكثر من اي شيء آخر كما تخللها عرض لبعض من ترسانة موسكو العسكرية، و كذلك لما يعرفه الروس عن ترسانة الغرب بالتفصيل و بدقة متناهية و أماكن تركيزها وتحركاتها بالإضافة إلى مقارنة قدرات كل صاروخ بالستي فرنسي كان او ألماني او انكليزي او أمريكي بما يقابله من بالستي روسي… وأكد الرئيس الروسي ان مخزون بلاده من هذه الأنواع كاملة يفوق اكثر من عشر مرات ما تحويه ترسانة الغرب برمّتها، مما دفع الغربيين إلى وضعية جديدة من الاستنفار والاجتماعات المعلنة و السرية أيضا للناتو، هذا بالإضافة إلى ردود فعل حول تصريح فلاديمير بوتين الذي استشاط غضبا امام تحدي الغرب ووقاحته المتعمدة.
لقد ايقنت الدول الغربية اخيرا ان بوتين أنهى المزاح والتهديدات المحدودة ومر إلى قرارات وشيكة بالدخول في حرب للدفاع عن روسيا التي مثلت وتجسم اليوم إرث الاتحاد السوفياتي التي تم تدميره وها أن الناتو يرغب في الاجهاز على روسيا بدورها عبر استنزافها اقتصاديا واجتماعيا و عسكريا وفرض حرب بالوكالة من خلال “حصان اوكرانيا”. ويبدو أن الكريملين كان يفهم هذه المخططات ويحاول جاهدا الاستعداد لها جيدا باعتبارها محددة لمصير روسيا وصورتها التي ستثبت اما تأكيد قوتها و مكانتها الاستراتيجية او انحلالها وعلى الأقل اضعافها. ويتبين ذلك اعتمادا على مخطط حرب غربية واردة مع الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة العدو الأكبر والأخطر على جميع الواجهات اقتصاديا خاصة وعسكريا أيضا. وكان لابد قبل ذلك من إزاحة روسيا من الطريق او القضاء على ترسانتها للتفرد بالغول الصيني.
فشلت الحرب الاقتصادية الغربية ضد الروس بل ان هؤلاء فرضوا وجودهم بالبلدان الافريقية ونجحوا في تخطي كل المعطلات لاقتصادهم و أسسوا تجمعا نقديا و اقتصاديا جديدا (البريكس) توسع وعلى بابه اليوم قائمة كبيرة من منتظري الانخراط. كل هذا بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات تعاون عسكري مع إيران ودعم التقارب الوثيق مع كوريا الشمالية التي بادرت بإرسال اكثر من 10 آلاف جندي لمساعدة روسيا في حربها ضد اوكرانيا.
واذا رجعنا للحرب الروسية الاوكرانية التي دامت طويلا جراء الدعم غير المسبوق من الناتو لكييف، يستوجب الإشارة إلى ان روسيا لم تكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي منشغلة بالحروب الميدانية التقليدية قدر ما ركّزت على تنمية الاقتصاد ورفاه السكان الذي كان متدهورا. أما الجانب الذي لقي الأكثر عناية فهو الأبحاث العسكرية و تعزيز القدرات النووية التي يرى الروس انها اهم رصيد دفاعي او هجومي… كما بلغ الجانب الاستخباراتي أيضا أوجه ويكفي التذكير بان اعدادا وافرة من الكوادر السامية والقيادات المؤثرة ثبت زرعها في مواطن القرارات والأبحاث و الاستخبارات وحتى التاثير على الانتخابات بالغرب، وخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية…
بعد الانذار الاخير لبوتين استشعر الغربيون انهم لم يتركوا للدب المفترس اية فرصة غير الاستماتة في الدفاع عن عرينه. وفي هذه المرحلة الدقيقة التي تجسم قمة استعراض القوى بين غرب متخوف من عودة ساكن للبيت الأبيض لا يرغب كثيرا في إرهاق الخزينة الأمريكية لصالح الناتو او حرب اوكرانيا، وبين تهديدات تبدو جدية من ساكن آخر في الكريملين، نرى ان نتاج هذه الأوضاع ستكون حتما إما انهاء حرب اوكرانيا لصالح موسكو وربما يرفق ذلك بتنازل روسي طفيف عن جزء محدود من شرق اوكرانيا ووضع حد لكل التضييقات الاقتصادية الناتجة عن العقوبات المتتالية ضد روسيا، او التورط في حرب عالمية كان الجميع يستبعد وقوعها، اذا ما اختلط الغباء الغربي بالعقلية الكوباوية للرئيس الأمريكي القديم الجديد.
استطلاع
صن نار
- جور نارقبل 17 ساعة
ورقات يتيم… الورقة 92
- اقتصادياقبل يومين
النكهة التونسية في الصالون الدولي للشكلاطة والمرطبات
- اجتماعياقبل يومين
غدا الاثنين… انطلاق امتحانات الثلاثي الأوّل
- ثقافياقبل يومين
اختتام أيام قرطاج المسرحية
- ثقافياقبل يومين
قريبا… “أيام سينما الجبل” بعين دراهم، والسينما التونسية إلى أين؟
- صن نارقبل يومين
الذكاء الاصطناعي و إدارة المشاريع بتونس
- صن نارقبل يومين
مستبقا صراعه مع الصين… “بايدن” يمهّد لخلفه “ترامب”، الطريق نحو إفريقيا
- صن نارقبل يومين
“الأونروا”: أكثر من 415 ألف نازح بغزة يحتمون في مدارسنا