جور نار
ورقات يتيم … الورقة 45
نشرت
قبل 5 أشهرفي
عبد الكريم قطاطة:
من الاشياء التي حفظناها عن ظهر قلب منذ نعومة اظافرنا (العلم نور)… وحتى الفنان الفكاهي المورالي في جيلنا انذاك تغنى بها على طريقته واستمعنا اليها عديد المرات في الاذاعة الوطنية، حيث كانت تخصّص ساعة اسبوعية كل يوم احد بداية من الثامنة يتداول عليها انذاك اشهر المونولوجيست… صالح الخميسي، حمادي الجزيري، الهادي السملالي والمورالي والجراري الى اخر القائمة… رحمهم الله جميعا ..
والاغنية الفكاهية انذاك كانت تلقى رواجا كبيرا لدى المستمعين… وحتى اذاعة صفاقس في بدايتها لم تشذّ على القاعدة وتألّق فيها منذ افتتاحها بو الشنب (مبروك الغرايري) عم لاعب النادي الصفاقسي “غازي” .. العلم نور نعم ولكن هو نار ايضا …شباب تلك الحقبة من امثالي الذين تعلّموا وتصوروا انهم تثقّفوا، وجدنا انفسنا في مرجل… تراكم المعرفة جعلنا تائهين بين المُثل والواقع، فبقدر ما تعلّمنا اشياء بقدر ما زاد ضياعنا يوم القرار ..نحن جيل نهل من الايديولوجيات السياسية الكثيرة باستثناء الاسلامية منها… وحتى بروز النفَس الاسلامي انذاك والذي شجّع على ظهوره نظام بورقيبة لكسر شوكة اليسار فاذا به في الثمانينات ينقلب فيه السحر على الساحر …ذلك النفس لم يكن مُخيفا بالمرّة لانّ حجمه لم يكن في السبعينات ليُؤثر على موازين القوى اذ انّ الساحة كانت تعيش صراعا دائما بين اليساريين بمختلف تشكيلاتهم وبين الدساترة… وكان اليساريون الطرف الابرز في النضال لانّ الانتماء الى الشق الدستوري الحاكم في الجامعة مثلا كان بشكل خجول ومتخفّ (ويا ويح اللي يطّرفوا بيه دستوري في اجتماع طلاّبي)… هو بمثابة البوليس الذي يستعمله النظام لالتقاط اخبار الفصائل المعارضة الاخرى…
وفي هذا الباب اتذكّر حادثة وقعت لاحدهم عندما تفطّن الرّفاق لوجوده …نال عقابا شرسا جدا ..لم يمسّه احد بسوء بل وقع جلبه الى ساحة الكامبوس وقام احدهم وعلى الطريقة الداعشية بوضع عصابة على عينيه وتم حلق جزء من راسه حيث رسم عليه بالفرنسية حرف ٌأف” (اي “فليك” اي بوليس الحزب الحاكم)… واضحكوا معي قليلا ..هذا الشخص واصل عمله برتبة (قوّاد 5 نجوم) ليُصبح يوما زميلا اعلاميا ومسؤولا ومنظّرا لنظام بن علي بعد ان كان “فليك” لنظام بورقيبة …والاكيد انّه قلب الفيستة ليصبح نهضاويا في انتخابات 2011 ثم ندائيا سنة 2014 ثم هو مع النظام القادم حتى لو صعد “حمّة” لسدّة النظام… رغم انّ هذا من باب الاحلام المراهقة له ولاتباعه، لانّ هؤلاء الجماعة ما ادركوا يوما ان اسلافهم من منابع اليسار العالمي اصبحوا يتبرؤون من يسارهم بينما جماعتنا هم ملوكيون اكثر من الملك ماركس والامير لينين …واللذين لو عاشا لهذا الزمن لهمسا (باطل يا حمّة باطل)…
اذن وعلى طريقة تخريجات جيل اليوم الماسطة في اغلبها (فيق يا شفيق!)… ذلك الكمّ الهائل من التعاطي مع الايديولوجيات جعل عددا منّا يقرّر اتجاهه… بعضهم عن قناعة والبعض الاخر كموضة وجل البقية كالقطيع ..كنت من جماعة الموضة ولكن المتامّلة في كلّ ما يحدث ..كنت غير راض عن ايّ فصيل لانّي كنت شاهدا على الممارسات التي تختلف جذريا عن المبادئ …كان اغلبنا يعيش انفصاما في الشخصيّة فالخطابات شيء والسلوكات شيء مختلف تماما ..كنا في جلنا نؤمن بحرية المرأة في كل شيء حتى في جسدها بل كنّا نشجّعها على ممارسة تلك الحرّية دون حدود ..وعندما تحين الساعة الصفر للاقتران بشريكة عمر، تظهر فجأة فينا صورة سي السيد بوعي او دون وعي… ونبحث عن بنت العيلة التي لم تخرج يوما من كهفها ولم تر النور… وعندما احيانا نستشير بعضنا البعض في بعضهن، كثيرا ما نُلفت الانتباه الى (رد بالك هاكي عينها محلولة)… او (اشبيك هبلت تاخذ فاضل العباد ؟؟) …او (هاكي تعدّى عليها مائة ريح)… في حين وبكل انانية الرجل الشرقي المريض، لم يلتفت لحظة واحدة الى ماضيه الاسود وهو يعاشر وبكل تفاخر ثويري نفس تلك اللي عينها محلولة وتلك اللي تعداو عليها الف ريح ..هل هو نور العلم والمعرفة ام ناره ..؟؟؟
والامر يصبح اكثر تعقيدا في اختيار نوعية جمال المرأة ..جيلنا انذاك كان ومن خلال نور المعرفة يبحث عن امرأة تجتمع فيها عديد النساء ..فهي في البداية عبلة في وفائها لذلك الزنجي عنترة ..وهي بثينة جميل او ولادة ابن زيدون ..وهي كل قصائد نزار قباني في المرأة …وهي سامية جمال في رشاقة جسدها عندما ترقص ..وهي شادية في دلعها ..وهي بريجيت باردو في انوثتها الصارخة.. وهي جين فوندا كيسارية مناضلة ..وهي اورنيلا موتي في سحر نظرتها ..وهي امّه في عفّتها وشرفها … اي انّ الواحد منّا يبحث دون وعي عن امرأة مستحيلة لانها مركّبة من كل ما شاهده في الافلام ومن كل ما قرأه في ثلاثية نجيب محفوظ وغيره من القصص … ثم ينتهي بجلّنا المطاف للعودة الى المربّع الاول (بنت دار واللي تعرفوا خير مللي ما تعرفوش) .. السنا نحن جيل المعرفة النور والنار ..؟؟؟..
من ثمة وبعد تلك المحادثة الموجزة مع خالتي حول موضوع الزواج … وهذه الاخيرة لم يسعفها الموت لترى ابن اختها يوثّق لها حلمها اذا انها ماتت في تلك السنة بمرض عضال … بعد تلك المحادثة، بدأت جدّيا اضع الامر في اطار (علاش لا؟)… خاصة انّ عيادة ستكون اسعد مخلوقات الله لا فقط باختيارها لابنة اخيها بل وخاصة لطفلها الذي بدا يعود الى رشده …قلت في اطار علاش لا، لانّ هدفي الاهم ومنذ سنة 74 كان هل وصلت فعلا يا عبدالكريم الى هيمالايا ..؟؟ وكنت كلما ذهبت الى شاطئ اميلكار صيفا مع الشلّة انظر من هنالك الى جبل بوقرنين في الافق ..انظر باستهزاء وانا اقول له في صمت (ما تلعبنيش)… هيمالايا او لا شيء… انا بالنسبة لعائلتي ولاصدقائي في صفاقس عموما وفي ساقية الدائر خاصة اصبحت رقما ممتازا في تقديرهم لي والذي يصل الى حد الافتخار بعبد الكريم ..كان كلما اعترضنا احد اقرباء صديق يقدمني كنجم من نجوم التليفزيون … (هذا عبدالكريم اللي يخدم في التلفزة يخخي ما تشوفوش ساعات ؟؟؟ ما تقراش اسمو ؟؟؟)… والتلفزة في بداية السبعينات كانت الصندوق السحري العجيب لاغلب التونسيين والذي يعمل بها هو لا ينتمي لكوكب الارض ..الا انّي وفي قرارة نفسي ورغم تفانيّ في عملي وتالّقي وبشهادة كبار نقاد التليفزيون في ذلك العصر وعلى راسهم عبدالكريم قابوس وهو اكثر الاقلام دراية بالميدان واقذعهم هجاء للاعمال التافهة (اينك يا قابوس اليوم لتُدرك ان الاعمال التافهة في ذلك الزمن هي روائع امام ما يُبثّ اليوم من زبالة الزبالات؟) …
رغم كل ذلك… حلمي لهيمالايا لم ينقطع بل كان يؤذيني بجلده لي وبشكل دائم ..لكن كيف العمل ..؟؟؟ الى اين وانا الذي يريد محصولا اخر من المعرفة في العلوم السمعية البصرية ..؟؟؟ تونس ليست بها معاهد مختصة في الدراسات العليا في هذا الباب ..وحتى المعهد الوطني للعلوم السمعية البصرية بباريس لا يمكنني ان اتعلّق بوهمه ..فهو اولا يفتح ابوابه كل سنتين لعديد طلاب المنح من كافة الدول الافريقية اي ان المترشحين لثلاثين منحة فرنسية عليهم ان يكونوا الاوائل من ضمن تلك الآلاف ..وكيف لي ان اشارك في مناظرة باللغة الفرنسية وانا الذي انقطعت علاقته بموليير منذ السادسة ابتدائي بعد”الشلبوط” الشهير لمدرّسي الفرنسي “دوميناتي” ؟؟؟… وهيمالايا يا عبدالكريم ..؟؟ هل انتحر حلمك لانك عاجز حتى عن تكوين فقرة موجزة باللغة الفرنسية دون ارتكاب عشرة اخطاء (راني نكذب عليكم ..العدد اكبر) ..
ذات يوم وفي نفس شاطئ اميلكار بعد ان قضّينا يوما مُمتعا في السباحة، كان الجميع يتاهب وكعادتنا للذهاب الى سيدي بوسعيد عبر الطريق الجبلية الوعرة ولكنّ ميزتها انّها تكاد تكون خالية من الاعين الرقيبة الا من يشاركنا نفس مرامينا (وقتها عاد اتشلّق نشلّق)… يومها لم انهض من على رمال الشاطئ ..اندهش الجميع عندما قلت لهم: “اسبقوا توة نلحق نحب نقعد وحدي شوية”… ودون نقاش ولكن باستغراب اذعنوا للامر ..باستثناء رضا الذي اقترب منّي وقال: “اشبيك يا سخطة لاباس ؟؟” … نظرت اليه وقلت: “توة نحكيو” …
انتظرت دخولهم الى منعرج تستحيل منه رؤيتي ولبست ادباشي وامتطيت قطار الـ”تي جي ام” وعدت مسرعا الى مقرّ سكنانا بنهج كندا ..دخلت ودون حتى ان استحم اخذت دفتر مذكّراتي وكتبت: “يا عبدالكريم يا بهيم هيمالايا امامك وانت تلوّج اشبيك سكّارة”… بعدها قمت بفرح طفولي لاستحم ولانتظر رضا والشلة ..وما ان سمعت نغم المفتاح وهو يبسبس للكوبة ..الستم معي في انّ لموسيقى المفاتيح الوان؟؟ عندما نكون في انتظار يعلوه البشر والفرح ومهما طال الانتظار، ياتي على نغمة اسبقني يا قلبي اسبقني ع الجنة الحلوة اسبقني ..وعندما يكون الموقف النفسي ضياعا وتوهانا ياتي من صنف “لوكان بخاطري انا”… المفتاح يبسبس بالكوبة لانه قرأ حالى المنتظر الجذلان.. وما ان هلّ الجمع حتى صحت (اوريكا) وجدتها …اندهش الجميع وقال رضا بنبرة متهكمة: “اشنية ها الطلعة الجديدة زادة واشبيك مرڨت فينا ما خلطتش ..محسوب انت الخاسر يا من حضّرك على اش عملنا” ..
ضربته بقبضة يدي وبقوة على كتفه وهي في قوتها لا تؤذي نملة فكيف تؤذي كتف ابن آدم .. وصحت: ..”هيمالايا يا مدكّ” ..نظر بجدّ هذه المرة وقال: “ايّا هات يا انشتاين زمانك” …جلسنا معا وقلت له قررت ان اشارك في مناظرة المعهد الوطني للعلوم السمعية البصرية بباريس … رضا كان يعرف ضعفي الفادح في تلك اللغة .ضحك مني وقال: “ترى قول هذي الجملة اللي مازلت كيف قلتهالي باللغة الفرنسية” …لكزته بمنكبي واجبت: “كي نقللك مدكّ راك مدكّ … وما المانع من ان اتعلّم اللغة الفرنسية؟؟؟”… طأطأ رأسه وقال: “علاش لا ؟؟؟ اما تحبلها مصيرفة” …ضحكت منه واردفت: “اينعم بمعدل 200 مليم اسبوعيا” ..”كيفاش هذي زادة ؟؟ يخخي انت شارب حاجة ؟؟”.. هكذا رد عليّ فاشرت له باصبعي له وقلت: “انت وامثالك من اصدقائي هم من سيكونون اساتذتي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية وبما اني محب جدا لعالم الكرة ساقتني كل اسبوع جريدة الرياضة المُحررة باللغة الفرنسية لاقرأ الاخبار الرياضية وفي نفس الوقت اتعلم بمعيّتكم اللغة الفرنسيّة” …ضحك رضا وقال: “جو، ياما ماشي تاكل طرايح”…نظرت اليه بعين ثاقبة وحازمة وقلت: “فعلا وهذا ما اطلبه منكم …لا ترحموني ولا بد ان انجح” …
ورسمت لنفسي سنة ونصفا تقريبا لتعلّم اللغة الفرنسية حتى اتمكّن من المشاركة بحظوظ قد لا تكون وافرة ولكن ابدا ان استقيل.. وتوكلت على الله… كليت من عندهم ما كتب من ربّي وعبّرت لعيادة عن رغبتي في مواصلة الدراسة بفرنسا اذا نجحت ..كانت مُبعثرة بين شعورين اولهما الرغبة في ان يكون ولدها سيد الرجال، وثانيهما الخوف من فرنسا ومقرراتها وكانت كلما سمعت الاغنية الجزائرية “يا ربّي سيدي” وفي رواية اخرى “ياااااا رببببببببببببببببي(بكل وجعها) اش عملت انا ووليدي ..ربيتو بيدي ..وخذاتو بنت الرومية”… كانت تتنهد الى حد البكاء وتنظر إلى طفلها وتسرد عليه معجما من مفردات الالم والوجيعة والشك والموت البطيء …وقتها فكرت في ان اهديها اجمل رسالة طمأنة لها …وضعت يدي على كتفها والاصح اني وضعت قلبي على كتفها وقلت: “ايّا اش قولك يا عيادة تمشي تتكلملي على منية بنت خوك وكيف ما تقول انت نقرطسو عليها باش اذا نجحت وخرجت لفرنسا تطمان على ولدك؟” …وبعين الحكيمة ردّت: “باهي… اما اشكون قال انك بعد ما تحشمنيش على روحي مع خويا ..؟؟ نقرطسو عليها باهي اما راهو ما هواش لعب صغار ..انا دڨني في عيني وما تدڨنيش في سيدي الطيب ..والله لا عاد انجم نغزرلو في عينيه لو كان هكو والا بوهكة”… ادرتها بكلتا يديّ الى وجهي حتى اصبحنا متقابلين وقبلتها في جبينها وقلت: “شوف يا عيادة انا حتى مع اللي عرفتهم الكل ما كنتش واطي، كيفاش نكون مع بنت خوك العزيز ؟؟..وانهمرت امطار عيادة دعاء ..
كان ذلك في بداية سنة 75 وكانت ابنة خالي لا تفقه في كل هذه الامور شيئا ويوم قيل لها جايك عروس يخطبك واللي هو سيادتي، هربت الى غرفتها تبكي وترفض سماع اي شيء … كنت كامل السنة اشتغل كعادتي مركب افلام وريبورتير في بعض الحصص الثقافية كما اسلفت، ولكن كان كل همي ان التهم التهاما قواعد اللغة الفرنسية ومفرداتها …وكنت في المناسبات الكبرى الدينية خاصة اعود الى العائلة واذهب الى دار خالي متلصّصا عن تلك البنيّة …وبدأت الاحظ ان البنيّة في عالم الهوى بدات تُحضر احيانا صديقة لها كلما علمت بزيارتي لمنزلهم ..وهذا يعني انّها بدأّت تحتمي بعنصر امان في وجودها معي … وانّها تحكي لها عنّي كسائر الفتيات ..وبدأ فارس الاحلام يتشكل في مخيلتها …حتى جاءت امها يوما رحمها الله وعبّرت عن موافقتها للاقتران بسيادتي…
كان جميع اصدقائي يشجعونني على الامر وباعجاب ولسان حالهم يقول (ربي يرشنا منين بلّك)… ليس الجمال هو المفصود بدرجة اولى بل العقالة والرزانة، خاصة ان منية في ذلك الزمن وما بعده ولسنوات كانت علاقتها بالحديث عدائية جدا جدا جدا ….وتقرر ان يكون يوم الخطوبة 30 جويلية 75 وكان …اطمأن كل محيطي لهذا الامر وعاج الشقي على رسم يسائله وعاجت الشلة تبحث عن خمّارة البلد ..لم يكن الرسم طللا من اطلال ابي نواس بل كان الرسم عندي الدرس ..لابد من حفظ الدرس باللغة الفرنسية فجانفي يقترب وهو الموعد المقرر لاجراء الامتحان ..كانت الايام والاسابيع تتلاحق وانا اقول وهذه المرة في نفسي فقط دون اشعار اقرب الناس لي ..سانجح ..يا ربي سانجح …
عندما دخلنا قاعة الامتحان في المؤسسة كنا قرابة الخمسين وجاء المهندس الطاهر النجار وهو يحمل ظرفا من المعهد الفرنسي مختوما بالشمع الاحمر ووزع علينا اوراق الامتحان ..صدقا لم يكن الامر عسيرا بالنسبة لي في فهم اسئلته وصدقا ايضا لم افهم سؤالا واحدا حول زوايا التصوير… وكان بجانبي زميلي الهادي ملاك وهو من افضل المصورين التلفزيين كفاءة وسلوكا ..فاسترقت النظر الى ورقته ووجدت الاجابة التي ابحث عنها باعتبارها من اختصاصه …واقسم لكم باقدس المقدسات انها المرة الوحيدة طيلة دراستي (من الزاوية الى فرنسا) التي حدث فيها ذلك …لم احاول ابدا ان اسرق في اي امتحان …
خرجت من قاعة الامتحان يملؤني شعور بامل كبير للغاية ..وصدقا ثالثة لا ادري مأتاه ..كنت اعرف وكالجميع ان المترشحين لتلك الدفعة في كامل افريقيا بالآلاف وكنت اعرف وكسائر البقية ان فرنسا تُخصّص 30 منحة فقط ..وكنت اعرف ان حظوظ بعض الافارقة السود افضل منّا (السينيغاليين خصوصا) في اجادتهم للغة جان جاك روسو … ولكن كان صوت وديع يقول هم لهم اللغة وانت لك التميّز في عملك .. ثم ما يطمئنك ان الاصلاح ما فيهش اكتاف ..نعم مواد الامتحان تاتي من المعهد الفرنسي وتعود اليه ليصلحها الاساتذة هناك ..ولم يمر شهر واحد حتى وقعت دعوتنا انا وثلاثة اخرين الى الادارة العامة التقنية ..
يااااااااااااااااااااااااااااااااه ويا رببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببي ما احلى ان تتحدى تتمرد على ذاتك وتنتصر .نعممممممممممممممممم انتصرت على اعاقتي اللغوية ..تلك التجربة وما سيليها هي التي عندما وجدت نفسي امام المصدح او على مدارج الجامعة جعلتني اردد للمتلقّي (الارادة تقهر المستحيل) وكنت ومازلت اردد لهم دوما … هيمالايا هي الهدف ويوم تصلون لا تكتفوا بذلك بل ارسموا حلما آخر لما بعد حدود السماء …لولا الحلم ما كان في الدنيا ولا انسان …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
محمد الزمزاري:
ستنطلق الحكومة العراقية في تعداد السكان خلال هذه الأيام والذي سيأخذ مدى زمنيا طويلا وربما. تعطيلات ميدانية على مستوى الخارطة. العراقية.
ويعد هذا التعداد السكاني مهمّا ومتأخرا كثيرا عن الموعد الدوري لمثل هذه الإحصائيات بالنسبة لكل بلد… فالعراق لم يقم بتحيين عدد سكانه منذ ما يزيد عن ربع قرن، إذ عرف آخر تعداد له سنة 1997… ونظرا إلى عوامل عدة، فإن قرار القيام بهذا التعداد سيتجنب اي تلميح للانتماءات العرقية أو المذهبية عدا السؤال عن الديانة ان كانت إسلامية او مسيحية… وقد أكد رئيس الحكومة العراقية أن التعداد السكاني يهدف إلى تحديد أوضاع مواطني العراق قصد رصد الاخلالات و تحسين الخدمات وايضا لدعم العدالة الاجتماعية.
لعل اول مشكلة حادة تقف في وجه هذا التعداد العام، هو رفض الجانب الكردي الذي يضمر أهدافا و يسعى إلى التعتيم على أوضاع السكان في كردستان و في المنطقة المتنازع عليها بين العرب والأكراد و التركمان… خاصة أيضا ان اكثر من ثمانية أحياء عربية في أربيل المتنازع عليها، قد تم اخلاؤها من ساكنيها العرب وإحلال الأكراد مكانهم…
هذا من ناحية… لكن الأخطر من هذا والذي تعرفه الحكومة العراقية دون شك أن الإقليم الكردي منذ نشاته و”استقلاله” الذاتي يرتبط بتعاون وثيق مع الكيان الصهيوني الذي سعى دوما إلى تركيز موطئ قدم راسخ في الإقليم في إطار خططه الاستراتيجية.. وان مسؤولي الإقليم الكردي يسمحون للصهاينة باقتناء عديد الأراضي و المزارع على شاكلة المستعمرات بفلسطين المحتلة… وان قواعد الموساد المركزة بالاقليم منذ عشرات السنين ليست لاستنشاق نسيم نهر الفرات ! ..
أمام الحكومة العراقية إذن عدد من العراقيل والاولويات الوطنية والاستشرافية لحماية العراق. و قد تسلط عملية التعداد السكاني مثلما إشار إليه رئيس الحكومة العراقية الضوء على النقائص التي تتطلب الإصلاح و التعديل والحد من توسعها قبل أن يندم العراق ويلعنوا زمن الارتخاء وترك الحبل على الغارب ليرتع الصهاينة في جزء هام من بلاد الرافدين.
عبد الكريم قطاطة:
فترة التسعينات كانت حبلى بالاحداث والتغييرات في مسيرتي المهنية منها المنتظر والمبرمج له ومنها غير المنتظر بتاتا …
وانا قلت ومازلت مؤمنا بما قلته… انا راض بأقداري… بحلوها وبمرّها… ولو عادت عجلة الزمن لفعلت كلّ ما فعلته بما في ذلك حماقاتي واخطائي… لانني تعلمت في القليل الذي تعلمته، انّ الانسان من جهة هو ابن بيئته والبيئة ومهما بلغت درجة وعينا تؤثّر على سلوكياتنا… ومن جهة اخرى وحده الذي لا يعمل لا يخطئ… للتذكير… اعيد القول انّه وبعد ما فعله سحر المصدح فيّ واخذني من دنيا العمل التلفزي وهو مجال تكويني الاكاديمي، لم انس يوما انّني لابدّ ان اعود يوما ما الى اختصاصي الاصلي وهو العمل في التلفزيون سواء كمخرج او كمنتج او كلاهما معا… وحددت لذلك انقضاء عشر سنوات اولى مع المصدح ثمّ الانكباب على دنيا التلفزيون بعدها ولمدّة عشر سنوات، ثمّ اختتام ما تبقّى من عمري في ارقى احلامي وهو الاخراج السينمائي…
وعند بلوغ السنة العاشرة من حياتي كمنشط اذاعي حلّت سنة 1990 لتدفعني للولوج عمليا في عشريّة العمل التلفزي… ولانني احد ضحايا سحر المصدح لم استطع القطع مع هذا الكائن الغريب والجميل الذي سكنني بكلّ هوس… الم اقل آلاف المرات انّ للعشق جنونه الجميل ؟؟ ارتايت وقتها ان اترك حبل الوصل مع المصدح قائما ولكن بشكل مختلف تماما عما كنت عليه ..ارتايت ان يكون وجودي امام المصدح بمعدّل مرّة في الاسبوع ..بل وذهبت بنرجسيتي المعهودة الى اختيار توقيت لم اعتد عليه بتاتا ..نعم اخترت الفضاء في سهرة اسبوعية تحمل عنوان (اصدقاء الليل) من التاسعة ليلا الى منتصف الليل …هل فهمتم لماذا وصفت ذلك الاختيار بالنرجسي ؟؟ ها انا افسّر ..
قبل سنة تسعين عملت في فترتين: البداية كانت فترة الظهيرة من العاشرة صباحا حتى منتصف النهار (والتي كانت وفي الاذاعات الثلاث قبل مجيئي فترة خاصة ببرامج الاهداءات الغنائية)… عندما اقتحمت تلك الفترة كنت مدركا انيّ مقدم على حقل ترابه خصب ولكنّ محصوله بائس ومتخلّف ..لذلك اقدمت على الزرع فيه … وكان الحصاد غير متوقع تماما ..وتبعتني الاذاعة الوطنية واذاعة المنستير وقامت بتغييرات جذرية هي ايضا في برامجها في فترة الضحى .. بل واصبح التنافس عليها شديدا بين المنشطين ..كيف لا وقد اصبحت فترة الضحى فترة ذروة في الاستماع … بعد تلك الفترة عملت ايضا لمدة في فترة المساء ضمن برنامج مساء السبت … ولم يفقد انتاجي توهجه ..وعادت نفس اغنية البعض والتي قالوا فيها (طبيعي برنامجو ينجح تي حتى هو واخذ اعزّ فترة متاع بثّ) …
لذلك وعندما فكّرت في توجيه اهتمامي لدنيا التلفزيون فكرت في اختيار فترة السهرة لضرب عصفورين بحجر واحد… الاول الاهتمام بما ساحاول انتاجه تلفزيا كامل ايام الاسبوع وان اخصص يوما واحدا لسحر المصدح ..ومن جهة اخرى وبشيء مرة اخرى من النرجسية والتحدّي، اردت ان اثبت للمناوئين انّ المنشّط هو من يقدر على خلق الفترة وليست الفترة هي القادرة على خلق المنشط ..وانطلقت في تجربتي مع هذا البرنامج الاسبوعي الليلي وجاءت استفتاءات (البيان) في خاتمة 1990 لتبوئه و منشطه المكانة الاولى في برامج اذاعة صفاقس .. انا اؤكّد اني هنا اوثّق وليس افتخارا …
وفي نفس السياق تقريبا وعندما احدثت مؤسسة الاذاعة برنامج (فجر حتى مطلع الفجر) وهو الذي ينطلق يوميا من منتصف الليل حتى الخامسة صباحا، و يتداول عليه منشطون من الاذاعات الثلاث… طبعا بقسمة غير عادلة بينها يوم لاذاعة صفاقس ويوم لاذاعة المنستير وبقية الايام لمنشطي الاذاعة الوطنية (اي نعم العدل يمشي على كرعيه) لا علينا … سررت باختياري كمنشط ليوم صفاقس ..اولا لانّي ساقارع العديد من الزملاء دون خوف بل بكلّ ثقة ونرجسية وغرور… وثانيا للتاكيد مرة اخرى انّ المنشط هو من يصنع الفترة ..والحمد لله ربحت الرهان وبشهادة اقلام بعض الزملاء في الصحافة المكتوبة (لطفي العماري في جريدة الاعلان كان واحدا منهم لكنّ الشهادة الاهمّ هي التي جاءتني من الزميل الكبير سي الحبيب اللمسي رحمه الله الزميل الذي يعمل في غرفة الهاتف بمؤسسة الاذاعة والتلفزة) …
سي الحبيب كان يكلمني هاتفيا بعد كل حصة انشطها ليقول لي ما معناه (انا نعرفك مركّب افلام باهي وقت كنت تخدم في التلفزة اما ما عرفتك منشط باهي كان في فجر حتى مطلع الفجر .. اما راك اتعبتني بالتليفونات متاع المستمعين متاعك، اما مايسالش تعرفني نحبك توة زدت حبيتك ربي يعينك يا ولد) … في بداية التسعينات ايضا وبعد انهاء اشرافي على “اذاعة الشباب” باذاعة صفاقس وكما كان متفقا عليه، فكرت ايضا في اختيار بعض العناصر الشابة من اذاعة الشباب لاوليها مزيدا من العناية والتاطير حتى تاخذ المشعل يوما ما… اطلقت عليها اسم مجموعة شمس، واوليت عناصرها عناية خاصة والحمد لله انّ جلّهم نجحوا فيما بعد في هذا الاختصاص واصبحوا منشطين متميّزين… بل تالّق البعض منهم وطنيا ليتقلّد عديد المناصب الاعلامية الهامة… احد هؤلاء زميلي واخي الاصغر عماد قطاطة (رغم انه لا قرابة عائلية بيننا)…
عماد يوم بعث لي رسالة كمستمع لبرامجي تنسمت فيه من خلال صياغة الرسالة انه يمكن ان يكون منشطا …دعوته الى مكتبي فوجدته شعلة من النشاط والحيوية والروح المرحة ..كان انذاك في سنة الباكالوريا فعرضت عليه ان يقوم بتجربة بعض الريبورتاجات في برامجي .. قبل بفرح طفولي كبير لكن اشترطت عليه انو يولي الاولوية القصوى لدراسته … وعدني بذلك وسالته سؤالا يومها قائلا ماذا تريد ان تدرس بعد الباكالوريا، قال دون تفكير اريد ان ادرس بكلية الاداب مادة العربية وحلمي ان اصبح يوما استاذ عربية ..ضحكت ضحكة خبيثة وقلت له (تي هات انجح وبعد يعمل الله)… وواصلت تاطيره وتكوينه في العمل الاذاعي ونجح في الباكالوريا ويوم ان اختار دراسته العليا جاءني ليقول وبكلّ سعادة …لقد اخترت معهد الصحافة وعلوم الاخبار… اعدت نفس الضحكة الخبيثة وقلت له (حتّى تقللي يخخي؟) واجاب بحضور بديهته: (تقول انت شميتني جايها جايها ؟؟)… هنأته وقلت له انا على ذمتك متى دعتك الحاجة لي ..
وانطلق عماد في دراسته واعنته مع زملائي في الاذاعة الوطنية ليصبح منشطا فيها (طبعا ايمانا منّي بجدراته وكفاءته)… ثم استنجد هو بكلّ ما يملك من طاقات مهنية ليصبح واحدا من ابرز مقدمي شريط الانباء… ثم ليصل على مرتبة رئيس تحرير شريط الانباء بتونس 7 ..ويوما ما عندما فكّر البعض في اذاعة خاصة عُرضت على عماد رئاسة تحريرها وهو من اختار اسمها ..ولانّه لم ينس ماعاشه في مجموعة شمس التي اطرتها واشرفت عليها، لم ينس ان يسمّي هذه الاذاعة شمس اف ام … اي نعم .عماد قطاطة هو من كان وراء اسم شمس اف ام …
ثمة ناس وثمة ناس ..ثمة ناس ذهب وثمة ناس ماجاوش حتى نحاس ..ولانّي عبدالكريم ابن الكريم ..انا عاهدت نفسي ان اغفر للذهب والنحاس وحتى القصدير ..وارجو ايضا ان يغفر لي كل من اسأت اليه ..ولكن وربّ الوجود لم اقصد يوما الاساءة ..انه سوء تقدير فقط …
ـ يتبع ـ
عبد الكريم قطاطة:
المهمة الصحفية الثانية التي كلفتني بها جريدة الاعلان في نهاية الثمانينات تمثّلت في تغطية مشاركة النادي الصفاقسي في البطولة الافريقية للكرة الطائرة بالقاهرة …
وهنا لابدّ من الاشارة انها كانت المرّة الوحيدة التي حضرت فيها تظاهرة رياضية كان فيها السي اس اس طرفا خارج تونس .. نعم وُجّهت اليّ دعوات من الهيئات المديرة للسفر مع النادي وعلى حساب النادي ..لكن موقفي كان دائما الشكر والاعتذار ..واعتذاري لمثل تلك الدعوات سببه مبدئي جدا ..هاجسي انذاك تمثّل في خوفي من (اطعم الفم تستحي العين)… خفت على قلمي ومواقفي ان تدخل تحت خانة الصنصرة الذاتية… اذ عندما تكون ضيفا على احد قد تخجل من الكتابة حول اخطائه وعثراته… لهذا السبب وطيلة حياتي الاعلامية لم اكن ضيفا على ايّة هيئة في تنقلات النادي خارج تونس ..
في رحلتي للقاهرة لتغطية فعاليات مشاركة السي اس اس في تلك المسابقة الافريقية، لم يكن النادي في افضل حالاته… لكن ارتأت ادارة الاعلان ان تكلّفني بمهمّة التغطية حتى اكتب بعدها عن ملاحظاتي وانطباعاتي حول القاهرة في شكل مقالات صحفية… وكان ذلك… وهذه عينات مما شاهدته وسمعته وعشته في القاهرة. وهو ما ساوجزه في هذه الورقة…
اوّل ما استرعى انتباهي في القاهرة انّها مدينة لا تنام… وهي مدينة الضجيج الدائم… وما شدّ انتباهي ودهشتي منذ الساعة الاولى التي نزلت فيها لشوارعها ضجيج منبهات السيارات… نعم هواية سائقي السيارات وحتى الدراجات النارية والهوائية كانت بامتياز استخدام المنبهات… ثاني الملاحظات كانت نسبة التلوّث الكثيف… كنت والزملاء نخرج صباحا بملابس انيقة وتنتهي صلوحية اناقتها ونظافتها في اخر النهار…
اهتماماتي في القاهرة في تلك السفرة لم تكن موجّهة بالاساس لمشاركة السي اس اس في البطولة الافريقية للكرة الطائرة… كنا جميعا ندرك انّ مشاركته في تلك الدورة ستكون عادية… لذلك وجهت اشرعة اهتمامي للجانب الاجتماعي والجانب الفنّي دون نسيان زيارة معالم مصر الكبيرة… اذ كيف لي ان ازور القاهرة دون زيارة خان الخليلي والسيدة زينب وسيدنا الحسين والاهرام… اثناء وجودي بالقاهرة اغتنمت الفرصة لاحاور بعض الفنانين بقديمهم وجديدهم… وكان اوّل اتصال لي بالكبير موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب رحمه الله… هاتفته ورجوت منه امكانية تسجيل حوار معه فاجابني بصوته الخشن والناعم في ذات الوقت معتذرا بسبب حالته الصحية التي ليست على ما يرام…
لكن في مقابل ذلك التقيت بالكبير محمد الموجي بمنزله وقمت بتسجيل حوار معه ..كان الموجي رحمه الله غاية في التواضع والبساطة… لكن ما طُبع في ذهني نظرته العميقة وهو يستمع اليك مدخّنا سيجارته بنهم كبير… نظرة اكاد اصفها بالرهيبة… رهبة الرجل مسكونا بالفنّ كما جاء في اغنية رسالة من تحت الماء التي لحنها للعندليب… نظرة المفتون بالفن من راسه حتى قدميه…
في تلك الفترة من اواخر الثمانينات كانت هنالك مجموعة من الاصوات الشابة التي بدات تشق طريقها في عالم الغناء ..ولم اترك الفرصة تمرّ دون ان انزل ضيفا عليهم واسجّل لهم حوارات… هنا اذكر بانّ كلّ التسجيلات وقع بثها في برامجي باذاعة صفاقس… من ضمن تلك الاصوات الشابة كان لي لقاءات مع محمد فؤاد، حميد الشاعري وعلاء عبدالخالق… المفاجأة السارة كانت مع لطيفة العرفاوي… في البداية وقبل سفرة القاهرة لابدّ من التذكير بانّ لطيفة كانت احدى مستمعاتي… وعند ظهورها قمت بواجبي لتشجيعها وهي تؤدّي انذاك وباناقة اغنية صليحة (يا لايمي عالزين)…
عندما سمعت لطيفة بوجودي في القاهرة تنقلت لحيّ العجوزة حيث اقطن ودعتني مع بعض الزملاء للغداء ببيتها… وكان ذلك… ولم تكتف بذلك بل سالت عن احوالنا المادية ورجتنا ان نتصل بها متى احتجنا لدعم مادي… شكرا يا بنت بلادي على هذه الحركة…
اختم بالقول قل ما شئت عن القاهرة.. لكنها تبقى من اعظم واجمل عواصم الدنيا… القاهرة تختزل عبق تاريخ كلّ الشعوب التي مرّت على اديمها… نعم انها قاهرة المعزّ…
ـ يتبع ـ
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
استطلاع
صن نار
- منبـ ... نارقبل يوم واحد
حدث في رزق البيليك… المرجان الأحمر ينزف دما
- ثقافياقبل يوم واحد
سليانة: غدا… أدب الطفل في ملتقى عبد القادر الهاني
- اقتصادياقبل يوم واحد
اختتام الدورة الثامنة لمنتدى المؤسسات Enicarthage
- اقتصادياقبل يوم واحد
تونس: مؤتمر وطني حول ريادة الأعمال النسائية
- صن نارقبل يوم واحد
بعد 61 عاما… هل يكشف ترامب عن معطيات جديدة حول مقتل “جون كينيدي”؟
- داخلياقبل يومين
النفيضة: وقفة احتجاجية لأهالي “دار بالواعر”… على خلفية سقوط تلميذ من حافلة
- صن نارقبل يومين
حرب أوكرانيا… رسالة روسية في شكل صاروخ قادر على الدمار الشامل
- صن نارقبل يومين
لندن.. “طرد مشبوه” يتم تفجيره قرب السفارة الأمريكية