طهران- وكالات
اجتمع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الخميس في طهران مع مسؤولين إيرانيين لإجراء مباحثات مفصلية بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بعد أسبوع من إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
والتقى غروسي الخميس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي شغل في العام 2015 منصب كبير المفاوضين عن الجانب الإيراني في المحادثات النووية مع القوى العظمى.
ووصف غروسي الاجتماع على منصة “إكس” المحظورة في إيران بأنه “ضروري”.
مع جهته، كتب عراقجي على المنصة نفسها “اتفقنا على التصرف بشجاعة وحسن نية” لكنه أكد في الوقت ذاته أن إيران لن تتفاوض “تحت الضغط والترهيب” بشأن برنامجها النووي.
وتصافح المسؤولان في غرفة عُرضت فيها صور المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وسلفه الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية.
كذلك، التقي غروسي الذي وصل إلى طهران مساء الأربعاء، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي ومن المقرر أن يجتمع أيضا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفقا لوكالة “إرنا”.
وتعد هذه المحادثات إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. واعتمد الجمهوري خلال ولايته الأولى (2017-2021) سياسة “ضغوط قصوى” حيال ايران، تمثّلت على وجه الخصوص في الانسحاب الأحادي عام 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي.
وأبرم الاتفاق النووي بين طهران وست قوى كبرى عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.
إلا أن ترامب أعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة بعد انسحابه من الاتفاق في 2018. وردّت طهران ببدء التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو وتوسّع برنامجها النووي بشكل كبير.
ومن أبرز تلك الخطوات رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3,67 بالمائة، وهو السقف الذي حدّده الاتفاق النووي، إلى 60 بالمائة، وهو المستوى القريب من 90 % المطلوب لتطوير سلاح ذري.
وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة فرانس برس إن غروسي “سيبذل كل ما في وسعه لمنع تفاقم الوضع”.
وكانت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني قالت الأربعاء إن “الولايات المتحدة وليس إيران، من انسحب من الاتفاق”، مشيرة إلى أن سياسة “الضغوط القصوى” التي مارسها دونالد ترامب “لم تكن فعالة”.
وبعد زيارته الأولى التي أجراها إلى ايران في أيار/ماي، يعود غروسي إلى إيران في ظل مناخ من التوتر الحاد بين إيران وإسرائيل وبعد يومين من تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن طهران باتت “أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية”.
وتتّهم إسرائيل منذ سنوات إيران بالسعي لحيازة السلاح النووي، وهو ما تنفيه الدولة الفارسية التي تتهم بدورها الدولة العبرية بالوقوف خلف عمليات اغتيال علماء وتخريب منشآت نووية.
وتبادل الطرفان خلال الأشهر الماضية ضربات مباشرة غير مسبوقة في تاريخ الصراع بينهما، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد تنظيمين حليفين لطهران، هما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان.
وأثار ذلك مخاوف من انخراط إيران وإسرائيل في حرب مباشرة بعد أعوام من العمليات الخفية وضربات غير مباشرة في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.
وأثار فوز دونالد ترامب في الرئاسة الأمريكية، مخاوف من تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال غروسي الثلاثاء لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر “كوب29” للمناخ الذي تستضيفه باكو، إن على السلطات الإيرانية “أن تفهم أن الوضع الدولي يزداد توترا وأن هوامش المناورة بدأت تتقلص وأن إيجاد سبل للتوصل إلى حلول دبلوماسية أمر ضروري”.