رغم الكميات الهامة من الأمطار التي تهاطلت مؤخرا على مناطق مختلفة من البلاد إلا أن مستوى تعبئة السدود بقي منخفضا جدّا خاصة سدود منطقة الشمال الغربي التي تضمّ أكبر وأهمّ المنشآت المائية في تونس.
وأوضح كاتب عام الجامعة العامة للمياه خالد بوعجيلة، على إذاعة موزاييك، أنّ ذلك يعود إلى توزيع التساقطات الأخيرة والتي بلغت كميات قياسية، حيث أنّ أكبر كميات من الأمطار المُسجّلة خلال الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري تركزت في الشمال والجنوب الشرقيين، وهي مناطق لا تضمّ سوى عدد محدود جدّا من السدود وذات طاقة استيعاب غير كبيرة.
وأشار إلى أنّ كميات كبيرة من مياه الأمطار التي تهاطلت لم يتمّ استغلالها لدعم مخزون المياه بل انتهت في البحر، لكن ذلك لا يعني أنّ الأمطار كانت دون فائدة فهي ساهمت في ريّ الغراسات وفي تغذية المائدة المائية.
وفي دلالة على تفاوت كميات الأمطار وتأثيرها على مستوى امتلاء السدود، قال المتحدث إنّ نسبة امتلاء سدّ سيدي سالم في ولاية باجة بتاريخ 21 أكتوبر الجاري كان في حدود 16.1 بالمائة وتراجع في تاريخ 24 من الشهر ذاته إلى 16 بالمائة، أي أنّه حافظ على المستوى نفسه تقريبا بينما تطوّر مخزون المياه بسدّ المصري في بوعرقوب من ولاية نابل من 50.5 بالمائة يوم 21 أكتوبر إلى 58.5 بالمائة في غضون ثلاثة أيام فقط.
وبخصوص تحويل كميات مياه من السدود إلى سد سيدي سالم، قال بوعجيلة إنّ ذلك يتمّ تحسّبا لوصول كميات من المياه عبر الأودية التي تنبع من الجزائر وباعتبار الطاقة الكبيرة لهذا السد مقارنة بالسدود الأخرى، وذلك لضمان عدم تضرّر السدود الأخرى وتجاوز طاقة استيعابها.
ويُعدّ سد سيدي سالم أكبر سد في تونس وتبلغ طاقة استيعابه 640 مليون مترا مكعبا، وهو ما يفسّر تحويل كميات من سدود أخرى إليه.