منذ ثلاث سنوات وهذا الشعب ينتظر إنجازا واحدا لوعد واحد…ومع كل حدث يخرج علينا أنصار ساكن قرطاج يفاخرون بما سيأتيه غدا سيدهم…ننتظر ما يأتيه…فيأتي الغد ولا...
سأتحدث اليوم عن رجال نسيناهم …رجال شيْطنّاهم وجعلنا من مجرّد ذكر أسمائهم جريمة يعاقب عليها هواة الصراخ الثوري، ومن ادعوا طويلا أنهم حاضنة “الثورة”…أفضل كفاءات البلاد...
هل صَلُح حالنا بعد أن دمرنا كل ما بنيناه…دمرنا قيمنا…مؤسساتنا…اقتصادنا…مجتمعنا…سياساتنا…دمرنا حتى خياراتنا…ودمرنا مستقبل فلذات أكبادنا؟؟ هل تغيّر شيء في البلاد…هل تغيّر شيء لصالح العباد…هل غيّرت حكومات...
تمرّ البلاد بأسوأ مرحلة في تاريخها…ولا حياة لمن تنادي…وكأني بهذا الشعب انقسم إلى قسمين…قسم داعم يمدح مولاه ليلا نهارا ويوهم نفسه بأن السماء زرقاء، وبعض الحمامات...
وكأني بأتباع السلطان لا يعيشون معنا…وكأني بهم يعيشون في بلد آخر لا يشبه مأساة هذا البلد ووجع شعبه…غريب أمرهم وما يكتبون وما يزعمون…فنحن اليوم وأقصد أغلبية...
قررت هذه الأيام أن أخصّص بعض الوقت لإتمام كل ما تأخر من وثائقي العائلية، الصحية منها والمهنية والمدنية…والعقارية…وغيرها من وثائق تتطلّب التحوّل إلى عديد الوزارات ومقابلة...
لنعترف اليوم أن الدولة فشلت في توفير أبسط مستلزمات الحياة لهذا الشعب المغلوب على أمره، لنعترف أن هذه الدولة فشلت في إيجاد البدائل الموعودة لضمان عيش...
قبل استفتاء الدستور كان أتباع ساكن قرطاج يفاخرون بما سيفعله “سيدهم” مباشرة بعد ختمه لدستوره…وكان بعضنا يصدّق الرواية وعاش لفترة طويلة ينتظر ما سيحدث وما الذي...
دون مفاجآت ودون حاجة إلى “الفار” أو إلى إعادة الاستفتاء كما تعاد مباريات كرة القدم ودون حتى الالتجاء إلى الفيفا والكاف ودون التعويل على الأكتاف لتحسم...
ألا يجدر بنا اليوم أن نجعل للاعتذار يوما وطنيا …أو حتى يوما عالميا…نعتذر فيه ممن أخطأنا في حقّهم أو أتيناهم أمرا أزعجهم أو ظلمناهم حدّ الوجع...