“سلّمتنا يا قلبي ليه سلّمتنا.. لعيون خذتنا و ذوبتنا في الآهات.. و تعبتنا مع قلب عمرو ماكان لنا.. و لا فات لنا غير بس أصعب ذكريات…”...
ضاعت الفرصة يا ولدي… ضاع الحلم ! وصلنا إلى طواحين الريح… و لم يأت دون كيشوت ! وصلنا إليها مدججين بالأمل و ديوان الحياة و دعاء...
…حبيبها أنا أيضا هذه الأرض حمّالة الإثم لأبنائها ! .. حمّالة الحطب لنيران تأكل القلب الذي سكنت منه الحنايا.. حمّالة الوجع … تأكل أعمارهم و تقصف...
ما نعيشه اليوم من وهم “الثورة” كشف البرزخ الفاصل بين الكذب على الناس و الكذب على أنفسنا.. الكذب على الناس يحتاج إلى ترخيص “شرعي”في الوقاحة و...
مر هذا العام مثقوبا كبيوت الأعراب… مر هذا العام مكسورا مثل تراتيل الصباحات الحزينة بكل المدن التونسية الجريحة… مر و هو يلبس نظارات حتى لا يرى...
لم أتغيّر ! أبدًا… لم أتغيّر مازلت ممتلئا بهذا البلد العظيم.. مازلت ممتلئا مزيجا متفرّدا من الضوء و أنفاس اللغة الساحرة.. مازلت أقف إلى جانب هذا...
صار لديّ خوف حقيقي من المصعد ( ascenseur ) .. صرت أخافه و أخشى أن يصعد بي إلى المجهول.. إلى وجهة غير معلومة و يتركني هناك...
لا أحد ينام فيستيقظ ليجد وطنا بانتظاره .. لقد خدعونا سيدتي … لم نحظ إلا بعمر هارب .. و أحلام تتلاشى .. و غربة في الروح...
لو تكتب لي هجّة العمر الأخيرة فإني لن ألتفت أبدا ورائي… لن ألتفت إلى هذه الأرض حمّالة السوء و الأذى لأبنائها… و سأوصي بذلك…! ملطّخ أنا...
أمر هذا البلد ، لم يعد يهمني..! لم يعد يهمني إطلاقا… أنا المطعون بجحوده.. المضطهد بصلفه و رذائله المتناثرة هنا و هناك… يولد الأمل هنا بعظام...