جور نار

Game over … ارحلوا لقد لفظكم الشعب

نشرت

في

أبرزت يوم الأحد المسيرات الألفية الكبرى المساندة للرئيس قيس سعيد في مختلف ولايات الجمهورية أن الاحتكام إلى الشارع قد حسم الأمر لصالح قرارات الرئيس  وأن الشعب قد قال كلمته بصوت عال لا تعلو عليه المحاولات اليائسة للعودة بعجلة الزمن إلى الوراء.

<strong>نجاة ملايكي<strong>

فقد دعا المتظاهرون رئيس الجمهورية إلى حل البرلمان والقضاء على الإرهاب ومحاسبة المتورطين في تدمير مقدرات البلاد ونهب ثرواته وتفقير الشعب وتجويعه وارتكاب جرائم الإرهاب والاغتيالات السياسية، ودعوا حركة النهضة ورئيسها للتنحي عن المشهد السياسي والتراجع عن محاولاتها اليائسة للعودة إلى الحكم بعد فشلها الذريع وحصيلة حكمها المخزية طيلة الحقبة التي توغلت خلالها في كل دواليب السلطة بالبلاد.

ورغم كل ذلك مازالت النهضة تحاول الدوس على إرادة الشعب وتعتبر أن قرارات 25 جويلية وما تلاها، انقلاب وتدفع للترويج لذلك في وسائل الإعلام الغربية على أمل لن يتحقق لها لشراء شرعية افتقدتها بغبائها السياسي والإيديولوجي ومناوراتها وإمعانها في إذلال الشعب وترذيله، لكن التاريخ لن يرحمها وحصيلتها المخزية أفقدتها ليس فقط قاعدتها الشعبية بل أيضا قيادييها الذين استقالوا في “خرجة” جماعية مثيرة للجدل إذ حتى وإن اتفق الجميع على توفر عنصر المناورة فيها فإن هذه الاستقالات عنوان للتملص من السمعة السيئة للحزب وانهيار شعبيته والتخفي من نتاج ثورة الشعب ضده وضد سياساته التي أضرت بالبلاد.

الشيخ الذي هرب منه أتباعه مازال يتمسك بشرعية قال فيها الشعب كلمته الفاصلة، فتارة يعلن أن البرلمان المجمد في حالة انعقاد دائم وتارة، يدعو فلوله للخروج إلى الشارع وتارة أخرى يعلن عن افتتاح الدورة النيابية الجديدة في مقر البرلمان ويعرّض أتباعه لشر طردة من الشعب الذي قرر حماية برلمانه وتطويقه، وطورا آخر يصدر البيانات المناهضة ضمنيا للرئيس والمساندة للعنف اللفظي والاعتداء على هيبة الدولة.

وأتي بيانه الأخير في هذا الاتجاه على إثر إيقاف النائب عبد اللطيف العلوي وأحد العاملين بقناة الزيتونة واللذين تم الاحتفاظ بهما على ذمة القضاء العسكري، حيث اعتبر رئيس حركة النهضة ثلب رئيس الجمهورية، حقا دستوريا في التعبير عن الآراء وممارسة للحقوق الأساسية.

وأتى في محتوى هذا البيان الغريب الذي يدل على الهروب إلى الأمام، ما يبرز مواصلة نهج المغالطة والمكابرة حيث عبر رئيس حركة النهضة عن خشيته من أن يكون اعتقال النائب عبد اللطيف العلوي بهدف الحيلولة دون توفر النصاب القانوني لانعقاد اجتماع مكتب مجلس النواب والإمعان في الاعتداء على البرلمان ودوره التشريعي والرقابي الذي حدده الدستور.

بأية شرعية وبأي برلمان مازال الشيخ متمسكا، برلمان العنف بأنواعه؟ برلمان جمع الكثير من المتحيلين ومصاصي دم الشعب من المهربين و” الكناطرية ” ومعطلي عجلة الإنتاج، برلمان أوقف بعض نوابه قطارات نقل الفوسفات  وكاد يتسبب في إفلاس الشركة الوطنية العريقة للسكك الحديدية وإفلاس شركة فوسفات قفصة  التي كانت في عنفوان انتاجها لأجود فوسفات في العالم.

 برلمان فاشل قاد البلاد إلى حافة الإفلاس، برلمان يمثل أحد فروع حزب النهضة وحديقتها الخلفية التي تستمد منها شرعية ضد شرعية الشعب، برلمان يغطي على جرائم الإرهاب والتسفير، برلمان شهدت فيه المرأة التونسية عنفا لفظيا وجسديا لم يسبق له مثيل، برلمان شرع فيه الشيخ، بسكوته عن أتباعه، للعنف بجميع أنواعه فتحول لحلبة مصارعة ذكرتنا بحلبات صراع الثيران الاسبانية.

إن قرارات 25 جويلية وما تلاها ليست انقلابا وإنما مطلب شعبي يجب احترامه والشعب قال لكم كفى مكابرة ومناورة، ارحلوا إلى الأبد.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version