تابعنا على

جور نار

ترييف المدن ومهننة التعليم العالي… وجهان لقُصور تونسي واحد (الوجه الثاني)

نشرت

في

حاولتُ في ورقة الأسبوع الماضي عرض بعض جوانب الرياضة التونسية الأصيلة والمتمثّلة في انتهاج سياسة “الأنصاف”: أنصاف الحلول وأنصاف المشاريع وأنصاف السيادة… وقطع المسافات إلى نصفها دون القدرة على مواصلة السّير في اتجاه تحقيق الأهداف المرسومة للمشاريع المُعلنة. لذلك غالبا ما تظلّ أحياؤنا السكنية مكسوّةٌ حيطانها الخارجية بالآجرّ الأحمر لعقود طويلة وأغلب إطاراتنا تعمل بنصف كفاءة وأخلاقنا الوطنية تشتغل بنصف رئة وسياسيونا أنصاف مَهَرة يهبُهم التاريخ دائما ركلات ترجيحية حاسمة لا يُحسنون تسديدها.

منصف الخميري Moncef Khemiri
<strong>منصف الخميري<strong>

وتعلّق الجزء الأول بظاهرة الوجه الريفي المُهيمن في مُدننا نصف الحضريّة التي ظلّت مشدودة إلى نوع من البداوة المُعطِّلة سلوكًا ومواقفَ وهنداما وأنماط تفكير وعلاقة عدوانيّة بالمجال. أمّا الوجه الثاني، فقلت بأني سأخصصه للجرعة الزائدة من المهننة التي ضُخّت في منظومة التعليم العالي، خاصة مع دخول منظومة إمد حيّز التنفيذ والتي جعلت من بعض مؤسسات الجامعة التونسية أشبه ما تكون بمراكز للتكوين المهني بتسميات فاخرة ومقاعد شاغرة. وأما عن العلاقة بين الوجهين أي ترييف المُدن ومهننة الجامعة، فهي متأتية مما أعتبره شخصيا حقيقة مفادها أننا إذا أردنا توْنسة شيء مَا جرّبتهُ البشرية وثبتت وجاهته، سرعان ما نحيدُ به عن غاياته الأصلية حتى يبدو نِتاجا هجينا وواهنا ونبقى نراوح مكاننا كحمار يعتصم مذهولا وسط الشارع العام.

المهننة المُفرطة : إجابة خاطئة عن إشكالات حقيقية

شكّل (ومازال للأسف) اتساع ظاهرة بطالة خرّيجي التعليم العالي وشمولها للعدد الأكبر من مسالكه وتخصّصاته، مشغلا حقيقيا أحال أجيالا بأكملها على ضنك العيش وفرض على الدولة أن تُطلق مشروعا مّا في سياق إصلاح نظام التعليم العالي، وخاصة تأهيل ملمح الخرّيج لإقداره على مواجهة صعوبات التشغيل ورفع قدرته على إقناع المُشغّلين… فكان أن أقرّت ما سُمّي أنذاك بإصلاح إمد (إجازة – ماجستير – دكتوراه) بغايتين أساسيّتين أُعلنتا سنة 2005 و 2006 هما : الانسجام مع أنظمة الإشهاد الجامعي في العالم، والخروج بالتعليم العالي من “الأكاديمي الصّرف والمجرّد” نحو مساحات جديدة أكثر التصاقا بحاجيات السوق و “ما يطلبه المُنتدِبون”.

في هذا السياق تحديدا ابتدع المسؤول التونسي قاعدة الثلثين مقابل الثلث أي تقسيم الإجازات بعد الباكالوريا إلى صنفين: إجازات أساسية وأخرى تطبيقية (تطبيقية حتى لا تُسمّى مهنية)، أساسية بنسبة الثلث وتطبيقية بنسبة الثلثين في ترجمة للأهمية الاستراتيجية التي يجب أن يتمتع بها التكوين التطبيقي والمهاري على حساب الأكاديمي الصّرف، خاصة مع ضعف المستوى العام للوافدين على الجامعة من مختلف أنواع الباكالوريا.

ووفقا لهذه القاعدة النسبية، تمّت دعوة الأقسام العلمية في كل مؤسسات التعليم العالي إلى تفريع كل اختصاص أكاديمي قائم إلى ثلاثة مسالك مستقلة: مسلك أساسي ومسلكين تطبيقيين في نفس الاختصاص إنسانيا كان أو علميا أو تكنولوجيا (باستثناء الدراسات الطبية والمراحل التحضيرية للدراسات الهندسية)… بما جعل قريحة رؤساء الأقسام وأعضائها تُنتج تحت الإكراه اختصاصات أقرب ما يكون إلى التكوين المهني من قبيل:

الابتكار الحِرفي والمصوغ ومُكمّلات الموضة وتصميم الأثاث وتكنولوجيات الخشب والتعليب والخزف والبلّور والنّسج والفسيفساء والحفر والفوتوغرافيا والنّحت وتقنيات البيع ومواد التجميل والروائح والعطورات والملتميديا والبناء والتوبوغرافيا والأشغال العمومية وقيادة الحظائر والهياكل المعدنية والتعدين وصناعة البلاستيك والتكييف الصناعي والإلكترونيك الصناعي والكهرباء الصناعية وتقنيات اللف ولوجستيك التوزيع والتدفئة والتكييف وإلكترونيك السيارات وصيانة الآليات الثقيلة والمواد العلفية ومعالجة النفايات والموائد المائية (كانت تُسمّى تقنيات حفر الآبار) إلخ… وهي إما عناوين إجازات عامة يلجها الطلبة الجدد مباشرة بعد الباكالوريا أو تفريعات بَعديّة في إطار تخصّصات تُفتح بعد جذع مشترك وتتلوّن بها الشهادة النهائية عند التخرّج.

ثلاثة أسئلة على الأقل تطرح نفسها في علاقة بهذا التوجّه الذي أضرّ حسب اعتقادي بسُمك التكوين ونجاعته في الجامعة التونسية، وأحدث تداخلا لا حاجة لنا به مع التكوين المهني لكونه مُكلفا ويُمثّل إنفاقا عموميا مُضاعفا إضافة إلى أننا لم نكسب من خلاله نقاطا إضافية تُذكر في رصيد تشغيليّة من يغادرون مقاعد الجامعة :

السؤال الأول :

ما الفرق بين اختصاصات دقيقة وضاربة في التمهين كهذه واختصاصات مُماثلة تماما في منظومة التكوين المهني والمفتوحة لحاملي الباكالوريا هي الأخرى في إطار شهادة مؤهل التقني السامي مثل التسويق والملتميديا والتغليف والتعبئة والتجارة الدولية وتكييف الهواء وأشغال البناء وتطوير الأنظمة الذكية والإعلامية الصناعية وأساليب صناعة الملابس ولوجستيك التوزيع والتصرف في الصيانة الصناعية والفندقة وصيانة الميكاترونيك ودراسة وتصميم الأثاث وحظائر التنقيب والبُنى التحتية والشبكات ومراقبة الجودة في الصناعات الغذائية…؟ وهو وضع يشي بخسارة مُضاعفة للمجموعة الوطنية التي تُنفق اعتمادات ضخمة في ظل شُحّ مالي حادّ على مرفقيْن استراتيجيين حيويين يُوفّران نفس التكوين تقريبا كان بالإمكان دمجهما (أو على الأقل وضع آليات لإتاحة استغلال مشترك للمخابر والفضاءات والمحاضن والموارد …) وتطويق هذا الهدْر الشبيه بوضع عائلة محدودة الدخل تُوظّف مختصّيْن باهظيْ الكُلفة من أجل إنجاز عمل يقدر على التعهّد به مختصّ واحد.

السؤال الثاني : 

ما هو نصيب مؤسسات جامعية عديدة في بلادنا من المعارف العامة والتكوين الأكاديمي العام الذي يؤطّر كل مجال تخصص، ويُحدّد له ضوابط ومرجعيات ومن الكفاءة العالية المطلوبة للمُدرّسين الذين يؤمّنون هذا التكوين ومن البحث والتجديد ومن إكساب المهارات التحليلية وتطوير قدرة المتعلمين على حلّ المشاكل في محيط يتطور ويتغير بسرعة خارقة، وكذلك من الاستفادة من دمج تكنولوجيات الإعلام والاتصال…بصفة موازية مع استهداف المهارات الدقيقة المرتبطة بكل اختصاص؟ والحال أنه كان بالإمكان ترك الأكاديمي للأكاديميين (في الانسانيات واللغات والأساسيات والتصرف …) والمراهنة على منظومة التكوين المهني التي اكتسبت عبر السنوات تجربة ريادية متأثرة إيجابا بعديد النماذج العالمية الناجحة، حتى تنهض بمهام الإعداد “الصناعي- المهاري” للمتكوّنين أو التوجه نحو بناء نسيج جامعي متطور بضلعين متمايزيين : مسارات أكاديمية تقليدية بتلوينات عملياتية عند الضرورة خاصة في خاتمة مراحل التكوين من ناحية، ومسارات تكنولوجية تُعِدُّ خبرات وُسطى أو عليا حسب مؤهلات الطلبة ومن خلال معابر وصيغ تنافذ مرنة بين المراحل والمستويات من ناحية أخرى.

السؤال الثالث :

لِمَ استفردت جهات معيّنة باحتضان اختصاصات واعدة تُحضّر لمهن مطلوبة على نطاق عالمي مثل الأمن الرقمي والتصرف في المعطيات والمهن ذات العلاقة بالذكاء الاصطناعي (بـ 87 مليون موطن شغل مستحدث سيخلقها في العالم حسب تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي في 2023) ولم تظفر الجهات الداخلية سوى بفُتات عروض التكوين (الجامعي من فضلكم !) مثل صقل الحجارة ومهن الخشب وعلوم الغابات والمراعي…؟

اعتقادي أن الإجابة المتأنية عن مثل هذه الأسئلة وغيرها قد تضعنا على طريق إصلاح بعض ما أصاب منظومتنا التعليمية الجامعية من فتور وانحرافات.

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جور نار

الشرخ يتوسع بين المكتب التنفيذي و”المعارضة النقابية”

نشرت

في

محمد الزمزاري:

يعتزم شق نقابي حشد العمال بساحة محمد علي يوم السبت 18 جانفي القادم وهو اليوم المصادف لذكرى تاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل…

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari

ويبدو أنه زيادة عن الخلافات الحادة صلب المكتب التنفيذي بين أغلبية مسيطرة و تيار يعارضها، وعن ماخذ المعارضة النقابية السابقة واللاحقة والمراحل التي تميزت بالحدة وبشبه انسداد كامل أمام التوصل إلى حلول تحفظ صورة الاتحاد النضالية وتدفعه للعمل من أجل مصلحة الطبقة الشغيلة بعيدا عن العقليات البيروقراطية او الجمود او الركود… وهي خلافات لا تستجيب لأهداف المنظمة الشغيلة ومصالح العمال، بل تفسح المجال لارباك وتقسيم الاتحاد قصد الإجهاز عليه وهي أهداف انطلقت مع حكم الاخوان حين استفحلت الاعتداءات وتجييش وسائل اعلام “الذباب الازرق” في كل مكان للتهجم على المنظمة ناعتة إياها بـ”اتحاد الخراب”…

هذه المنظمة العتيدة التي كان لها دور مفصلي في الكفاح الوطني ضد الاستعمار ثم في الدفاع المستميت عن الطبقة الشغيلة، لطالما تعرضت لمؤامرات ومحاولات اختراق وتكوين نقابات صفراء وأخرى تنادي بالتعددية النقابية ..وكلها محاولات تستهدف العمل النقابي و تؤسس لخدمة الراسمالية الفاسدة ..

وقد عاشت بلادنا خلال حكم الاخوان مضاعفة اعداد أصحاب الملايين والمليارات، في حين ازداد الفقراء فقرا وتآكلت الطبقة الوسطى وديست الحقوق وتردت قيمة العمل الشريف… ولعل مازاد الطين بلة هو التصريح (ان ثبتت صحة هذا الخير) بأن ميزانية الاتحاد راكمت ديونا تقدر بـ 40 مليون دينار…

وذلك ما ترى فيه المعارضة النقابية دليلا جديا على وجود سوء تصرف او شبهات فساد سيما أن مداخيل المنظمة النقابية سواء من الاشتراكات التي تصل إلى 800 الف او المداخيل الأخرى المتعددة، تغطي النفقات ومن المفترض أنها تحقق فوائض. وترتفع الدعوات اليوم لإجراء محاسبة دقيقة سواء داخل المؤتمر او خارجه…

إن الوضعية الحالية التي يمر بها الاتحاد من صراعات لن تخدم هذه المنظمة العتيدة التي واجهت كل ضروب الحصار و السجون و الظلم و الاعتداءات واليوم تفرز خلافات داخلية مؤسفة.

أكمل القراءة

جور نار

لماذا أبقينا على قابيل داخلنا؟

نشرت

في

محمد الأطرش:

يروى أنّ وردة جميلة نبتت في صحراء قاحلة وأخذت مكانا لها بين الرمال والأحجار. كانت هذه الوردة كثيرا ما تفاخر بنفسها وبجمالها إلى درجة الغرور، وكان وجود نبتة صبّار قبيحة بجانبها هو الأمر الوحيد الذي يزعجها… ويغضبها ويخرجها من هدوئها…

ودون أن تدرك تبعات تصرفها انهالت عليها بالشتم والسبّ، مرّة تعايرها ببشاعتها وأخرى بشكلها المخيف ومرّات برائحتها… لم تردّ نبتة الصبّار الفعل والتزمت الصمت والهدوء… وكانت وفية لطباعها فالصبّار معروف بتحمله صعوبة العيش في المناطق القاحلة وصبره الكبير على الجفاف وقلّة المياه وندرتها… تحركت بعض النباتات الأخرى المتواجدة قرب الوردة وحاولت تقديم النصح وإعادة الوردة إلى رشدها وصوابها وفضّ النزاع بينها وبين نبتة الصبّار لكنها فشلت في جميع محاولاتها… حاولت… وحاولت حتى ملّت فالصيف على الأبواب ولا يمكنها بذل مجهود كبير يجعلها عرضة للذبول وربما الموت…

اشتدّت الحرارة بحلول أولى أيام الصيف وبدأت الوردة تعاني من نقص الماء في جسدها وبدأت تظهر عليها علامات الذبول والجفاف على أوراقها… ومع اشتداد الحرارة فقدت الوردة ألوانها الزاهية التي كانت تفاخر بها امام من يجاورها من النباتات والاعشاب… التفتت يمنة ويسرة…  وشرقا وغربا… فلم تجد غير جارتها التي كثيرا ما اساءت إليها ونعتتها بأبشع النعوت وتآمرت عليها وحاولت ابعادها والتخلّص منها… فجأة رأت الوردة ما لفت انتباهها وما لم تعرفه سابقا ابدا… رأت طائرًا يدنو من نبتة الصبّار ويدسّ منقاره فيها ليشرب بعضًا من الماء الذي خزنته في جسدها وأوراقها وجذوعها المنتفخة بسبب تخزينها للماء…

 وعلى الرغم من خجلها الشديد من نفسها وخوفها من أن ترفض نبتة الصبّار طلبها ونجدتها ببعض من الماء، طلبت الوردة من نبتة الصبّار بعض الماء لتطفئ ظمأها… فوافقت نبتة الصبّار دون تردد ودون أي نقاش، وساعدت الوردة على الصمود والنجاة في طقس لن تتحمله الوردة ليوم آخر ابدا… هكذا أنقذت نبتة الصبّار الوردة التي كثيرا ما اساءت إليها، لكن ماذا عن الانسان الذي عاني من الانسان؟… ماذا عن الانسان الذي يقتل أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يظلم أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يقصي أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يؤذي أخاه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يجوع بجانبه أخيه الانسان… ماذا عن الانسان الذي يكره… ويحقد… ويشمت… ويضمر الشرّ لأخيه الانسان؟…

كل مخلوقات الله تصالحوا وتسامحوا وأمضوا ميثاق تعايش بينهم… ألم يصبح القطّ في زماننا هذا صديقا للكلاب؟ ألم يصبح الفأر في أيامنا هذه من أقرب الأصدقاء للقطط؟ ألم يصبح الذئب صديقا للكلاب يجالسها ويصاحبها ويتزاورون لا عداوة بينهم ولا هم يتحاربون… ألم يتصالح الجميع إلا الإنسان مع الإنسان… ألم يصبح الإنسان عدوا دائما للإنسان… ألم تصبح الكلاب أكثر منّا وفاءا لبعضها البعض… أسَمِع أحدكم يوما عن ذئب خان ذئبا… أليس الذئب أكثر بِرّا بوالديه من الانسان؟ لماذا أبقينا على قابيل داخلنا؟

أكمل القراءة

جور نار

ماذا وراء تجميد عضوية المملكة السعودية في بريكس؟

نشرت

في

محمد الزمزاري:

اقتراب موعد وصول ترامب للحكم. و اختلاط عدد من الأوراق في الشرق الأوسط مثل خلع بشار الاسد ضمن مخطط ممنهج بين أمريكا و اسرائيل و تركيا عبر استغلال وقح للعصابات الإرهابية بسوريا و لعملاء الأتراك خليط ما سمي بـ”المقاومة السورية”،

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari

يضاف إلى هذا، انكماش نشاط حزب الله و قطع الإمدادات عبر سوريا برزت للمحللين السياسيين والعسكريين… بعض الاحتمالات القادمة بسرعة بجهة الشرق الأوسط والخليج العربي بما فيها المملكة السعودية على أهميتها.. وتاتي اهم الاحتمالات حول اتجاه ضرب اهم مفاعل نووي بايران نظرا إلى ان التوقيت المطلوب للهجوم على المفاعل وشل وصول إيران إلى اكتساب النووي قد حان إثر تكميم وشل اذرعها بالعراق و سوريا و لبنان وغزة أيضا …

لن تكون جريدة “جلنار” الأولى التي تستشرف ضربات كبيرة للسلاح النووي الإيراني وربما بعض توابعه المتعددة بايران… وقد يتبع هذا رد فعل إيراني مبرمج لضرب القواعد ببعض دول الخليج… وهي احتمالات لن تفوت السعوديين الذين انضموا سابقا للـ”بريكس” انه يعد تقاربا مع الصين العدو الاكبر المهدد لها اقتصاديا خاصة ..

ولكن الذي قد يكون عجل بتجميد عضوية المملكة بالمنظمة الاقتصدية الناهضة، هو ورجوع الرئيس ترامب الذي يهدد و يتوعد صراحة كل من يعمل على اضعاف الدولار الأمريكي… يفهم ان دونالد ترامب ذو عقلية متراوحة بين جرعة ” كاوبوي” و تعطش اقتصادي تجاري يتصرف مثل ثعبان مصفر. Serpent sifflant يعلن دوما عن مكانه للترهيب و الوعيد وخلق أرضية للابتزاز المالي و السياسي …

وأمام كل هذه المعطيات الشاملة لاستشراف ضرب لإيران وإمكانية كبيرة لرد فعل منها تجاه قواعد أمريكية وربما خلق شروخ بين الاجوار، قد تشعل حربا إقليمية ليس من مصلحة اي من البلدان الخليجية المتمتعة بالترف والامن ان تقع في دوامتها مع الكاوبوي او غيره …ثم إن “تجميد ” عضوية المملكة بمنظمة “بريكس ” لا يعني الانسحاب الكامل، فالسلطة السعودية “تنسك العصا من الوسط” كما يقال، وتنتظر سير الأحداث القادمة وهي أحداث لا تبشر بخير بالمنطقة حتى دون اعتبار تهديدات “ترامب”، فالقدر يغلي “شمالا و جنوبا وشرقا و غربا وكل الاحتمالات واردة جدا… منها مثلا اذا انطلقت الضربات من القواعد الأمريكية ببلد خليجي فإن إيران ستيرز أنيابها أينما يبدو بالإمكان استرجاع صورتها التي فقدتها بسوريا ولبنان وربما أيضا العراق …

أكمل القراءة

صن نار