تابعنا على

جلـ ... منار

غزة وكييف.. مأزق بايدن المزدوج!

نشرت

في

صحيفة الخليج غزة وكييف مأزق بايدن المزدوج قراءة في الصحف العربية

في حربي أوكرانيا وغزة يجد الرئيس الأمريكي “جو بايدن” نفسه أمام مأزق مزدوج قد يكلفه خسارة الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل.

عبد الله السنّاوي
<strong>عبد الله السنّاوي<strong>

المأزق المزدوج إخفاق مؤكد.
في الحربين طرح سؤال مستقبل النظامين الدولي والإقليمي.
بحكم النتائج الماثلة يصعب أن يكسب رهاناته على قيادة أمريكية منفردة للنظام الدولي وهيمنة كاملة على مقادير شرق أوسط جديد.
المفارقات سمة رئيسية في أية مقاربة للحربين.
لم يبد
الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” أي تعاطف بأية درجة مع الضحية الفلسطينية.
لم يتردد للحظة واحدة فى دعم آلة الحرب الإسرائيلية.
ولم يعترض على حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة تقتيلا وتجويعا واستهدافا لأية مقومات حياة.
بالمقابل مانع أغلب العرب في أي تعاطف مع الدعايات الغربية، التي ركزت على المأساة الإنسانية بأوكرانيا.
كانت دواعيهم أن الولايات المتحدة، والغرب كله، لا يثق في مواقفهم حين تحاول أن تنسب نفسها إلى الإنسانية وقيمها.

كانت تلك مفارقة صارخة، لكنها كاشفة لنوع وحجم الاصطفاف الدولي وفجوات الثقة المتراكمة.
في الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، قبل عامين بالضبط، بدا التحشيد الإعلامي هيستيريا إلى درجة منع تدريس الأعمال الأدبية الروسية في الجامعات الإيطالية ووقف أية عروض باليه تنتسب إلى الإرث الحضاري الروسي.
قيل في نقد ذلك الهوس إنهم يخلطون بين “بوشكين” و”بوتين!”
بمضيّ الوقت وتطورات المعارك، خفتت تلك اللغة الاستئصالية بحمولات الجهل فيها.
ارتفعت أصوات في قلب المؤسسات الغربية تحذر من محاولات إذلال روسيا وعواقبها الوخيمة.

العكس تماما حدث في حرب غزة.
في البداية لاقت السردية الإسرائيلية لما حدث في السابع من أكتوبر رواجا إعلاميا واسعا قبل أن تتهاوى حملات التشهير بالمقاومة الفلسطينية.
أفضت الأكاذيب، التي ثبت عدم صحتها عن فظائع ارتكبت في ذلك اليوم، إلى انقلاب في بوصلة الرأي العام الغربي.
كما أفضت مشاهد التقتيل والتدمير المروعة إلى استقطاب مشاعر إنسانية عميقة تطلب وقف حرب الإبادة.
لعبت وسائل الاتصال الحديثة أدوارا جوهرية في إطلاع الرأي العام الغربي لأول مرة بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي على حقيقته ومأساته.
خرجت تظاهرات بمئات الآلاف في الحواضر الغربية الكبرى تؤيد الضحية الفلسطينية كما لم يحدث منذ نكبة (1948).
أحيت القضية الفلسطينية بعد الظن إنها توارت للأبد ودخلت طيات النسيان.
هزمت إسرائيل استراتيجيا وأخلاقيا بغض النظر عن النتائج الأخيرة في الميدان.

لم تحدث مثل هذه التفاعلات الشعبية داخل الغرب في حربه الأوكرانية.
عندما أقدم “فلاديمير بوتين” على ما أسماه العملية الخاصة ربما اعتقد أنها سوف تكون قصيرة وحاسمة بالنظر إلى فوارق القوة العسكرية بين البلدين.
بنى “بوتين” أسبابه للتدخل العسكري على اعتبارات أمنية بالمقام الأول.
كان رفضه قاطعا لوجود تمركزات لحلف “الناتو” على حدوده المباشرة، بعكس التعهدات التي قطعتها الولايات المتحدة مقابل اعتراف موسكو بوحدة الألمانيتين مطلع تسعينات القرن الماضي.
لم تكن حسابات بوتين دقيقة، فقد استغل الغرب ذلك التدخل لتوريط بلاده في ما يشبه المستنقع الأفغاني، الذي أفضت تداعياته إلى انهيار الاتحاد السوفييتي.
انخرط التحالف الغربي في حرب بالوكالة على الأراضي الأوكرانية بذريعة حماية المدنيين الأوكرانيين مما يحيق بهم من تشريد وجرائم.

يستلفت الانتباه هنا ما وفرته الإدارة الأمريكية من غطاء استراتيجي شبه مطلق لآلة الحرب الإسرائيلية للمضي في تدمير حياة وأمن أكثر من مليوني فلسطيني هدمت بيوتهم وجرت بحقهم حروب إبادة وتجويع.
استخدمت حق النقض بمجلس الأمن لمنع استصدار أي قرار يوقف تلك الحرب.
لم تكن الحرب على غزة سوى مواجهة بالسلاح من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط ومنع أية فرص حقيقية أمام دولها لاكتساب استقلال قرارها الوطني.
بنظرة مقاربة لم تكن أوكرانيا موضوع الحرب على أراضيها بقدر ما كانت ضحيته.
وموضوع الصراع، مستقبل النظام الدولي وموازين القوى فيه.

طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن ترميم صورة القوة العظمى الوحيدة رافعا شعار “أمريكا عادت”.
أعاد ترميم حلف الناتو، الذي كاد يتقوض على يد سلفه “دونالد ترامب” حين طلب من حلفائه أن يتحملوا تكاليف الدفاع عن أنفسهم رافعا شعار: “الدفع مقابل الأمن”.
مشكلة بايدن أنه أفرط بالتوجه العكسي.
أقحم دول الحلف فىي الحرب الأوكرانية تمويلا وتسليحا وتدريبا وانخراطا استخباراتيا بالعمليات العسكرية، لكن النتائج لم تتوافق مع الرهانات.
فشلت عملية الهجوم المضاد الأوكراني في إحراز اختراق عسكري يساعد على فرض نوع من السلام على روسيا.
ترنحت الرهانات الأمريكية بينما أثبتت روسيا قدرتها على التماسك بأكثر من أي توقع مسبق أمام العقوبات الاقتصادية القاسية، التي فرضت عليها.
تضررت روسيا من أثار الحرب على أدوارها السياسية والاستراتيجية على المسرح الدولىي، لكنها أيدت وتعاطفت وتبنت ما تطلبه المجموعة العربية في مجلس الأمن من قرارات دولية توقف الحرب في غزة دون أن تتجاوز حدود الدبلوماسية.

باليقين فإنها من أكثر الذين استفادوا من التورط الأمريكي في تلك الحرب واستحكام مأزق بايدن الداخلي على خلفية اتساع المعارضة داخل حزبه الديمقراطي للسياسة التي يتبعها.
على مشارف العام الثالث من الحرب في أوكرانيا تقوضت نهائيا “رهانات بايدن” على نصر ما.
أى سلام ممكن سوف يكون اعترافا بالهزيمة.
في ظل التراجع المرجح للمساعدات الأمريكية والأوروبية بضغط النواب الجمهوريين في الكونجرس بدأت التقارير الدولية تشير إلى أن أية مفاوضات محتملة تعنى “التنازل عن أجزاء من أوكرانيا إلى روسيا”.

هكذا لا يمكن لـ”بايدن” التراجع ولا يمكنه بالوقت نفسه الاستمرار في الحرب.
هذا مأزق محكم يجد نفسه فيه.
بذات الوقت يعترضه في الحرب على عزة مأزقا آخر أكثر إحكاما.
لا يقدر على فرض تصوراته على الحكومة الإسرائيلية لليوم التالي، ولا يحتمل أن تفلت فرص التهدئة من بين يديه فتستحكم أزمته الداخلية.
فى ذلك المأزق المزدوج سوف يتقرر مصيره الانتخابي، كما رهانه على نظام دولي تتحكم فيه منفردة القوة الأمريكية، وقد يخسر بالوقت نفسه أي رهان على شرق أوسط جديد تلغى من فوق خرائطه القضية الفلسطينية جوهر الصراع على الإقليم ومستقبله.

ـ عن الزميلة “الشروق” المصرية ـ

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جلـ ... منار

حبال نتنياهو… وجرّار أدعياء مناهضته

نشرت

في

صبحي حديدي

ذات يوم شاء المعلّق الإسرائيلي دافيد روزنبرغ اقتراح مزيج يلخّص شخصية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فساجل بأنه خليط من شخصية فرانكنشتاين ومن مسلك الحزب الجمهوري في أمريكا؛ من خلال جانب مشترك هو خلق الوحش الذي سوف ينقلب على خالقه، كما فعل نتنياهو مع أفيغدور ليبرمان، وفعل الجمهوريون مع دونالد ترامب.

صبحي حديدي

فإذا شاء روزنبرغ الدقة وتحديث نظرته إلى نتنياهو، فالأرجح أنه سوف يطوّر الشطر الأوّل من شخصية الأخير، لصالح أيّ مزيج يستجمع صفات مهووس متعطش للدماء، طامع إلى السلطة إلى حدّ القتال بالأسنان والأظافر، كاذب ومخاتل ومراوغ؛ عدا، بالطبع، عن كونه خاضعا للقضاء في تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة…

وإذا مضى روزنبرغ أبعد، فراقب سلوك نتنياهو خلال 48 ساعة مضت، لا غير؛ فلن يكون بحاجة إلى كبير جهد كي يرصد مسلسل أكاذيبه حتى على أقرب رعاة دولة الاحتلال: المشاركة في صياغة مشروع فرنسي – أمريكي حول هدنة 21 يوماً في العدوان على جنوب لبنان والعاصمة بيروت، ثم التلميح إلى قبول الصيغة، ثم الانقلاب عليها بعد تهديد ووعيد من إيتمار بن غفير أحد الوحوش التي خلقها ائتلاف نتنياهو الحاكم.

أمّا إذا أصغى إلى خطبة نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخرائط البركة مقابل اللعنة التي عرضها على قاعة شبه فارغة بعد انسحاب ممثلي عشرات الدول، والاستعانة بالنبي موسى في أرض الميعاد؛ فإنّ روزنبرغ لن يستصرخ العالم إنقاذ دولة الاحتلال من أسوأ زعمائها (كما فعل توماس فريدمان في “نيويورك تايمز” مؤخراً)، بل لعله سوف يشفق على فرانكنشتاين من تماثل مع نتنياهو!

التاريخ، من جانبه، لن يطمس تقلبات نتنياهو في السلطة منذ الحلقة الأولى في تاريخه السياسي، أي أواخر آذار (مارس) 1993، حين انتُخب زعيماً لحزب الليكود وبات مرشحه لانتخابات رئاسة الوزراء؛ هو، ذاته، الذي حلّت عليه نقمة الناخب في سنة 1999 ومُني بهزيمة ساحقة مهينة أمام إيهود باراك، أجبرته على الاستقالة الفورية. وإذا كان في تلك الحلقات التعاقبية الأشبه بالباب الدوّار بعض قواعد لعبة الاحتلال في تبادل السلطة، فإنّ فيها أيضاً الكثير من ذلك المزاج الخاصّ الطاغي الذي يتحكّم بالناخب الإسرائيلي وبصندوق الاقتراع تحديداً: مزاج الخوف من السلام، الذي يبلغ درجة الرهاب، والانكفاء إلى الشرنقة العُصابية التي تدفع إلى التمسّح بأمثال بن غفير، واستيلاد تنظيمات، متدينة/ متشددة و/ أو عنصرية، مثل “إسرائيل بيتنا” و”البيت اليهودي” و”العظمة اليهودية”….

الفصول الأولى بدأت في أيار (ماي) 1996، حين انتخبه الإسرائيليون فأدخلوا بذلك انعطافة نوعية على تقليدهم العتيق في الموازنة بين اليمين ووسط اليسار؛ الأمر الذي لم يكن يشكل أي فارق كبير أصلاً، لولا أنّ انتخاب نتنياهو صنع ويصنع الفارق كل الفارق. الفصول الأخرى لم تكن تبرهن على شيء قدر برهنتها على “موهبة نتنياهو الاستثنائية في الخروج بقرارات سيئة التدبير، استفزازية، وفي التوقيت الخاطئ”؛ كما قالت افتتاحية شهيرة لأسبوعية “إيكونوميست” العريقة النافذة، وعدّدت: شقّ النفق الأركيولوجي في قلب الشطر الشرقي المحتلّ من مدينة القدس، والشروع في بناء ضواحٍ استيطانية على أراض محتلة، وإبقاء انسحابات جيش الاحتلال في حدود نسبة 2% ليس أكثر. مسمار الافتتاحية جاء في الخاتمة: “إن إسرائيل، إذْ تدخل نصف قرن من عمرها، لا تستحقّ رئيس الوزراء الذي يحكمها الآن. وينبغي عليه أن يرحل”.

لكنه لم يرحل بالطبع، وحين شرع في حرب الإبادة ضدّ قطاع غزّة كانت الـ”يكونوميست” في صدارة المتضامنين معه، الصامتين عن جرائم الحرب، المشاركين في غسل يديه من دماء عشرات آلاف المدنيين الأبرياء؛ الخيار الذي لم يبرأ منه روزنبرغ نفسه، على شاكلة فريدمان أيضاً؛ والحبل على الجرّار…

أكمل القراءة

جلـ ... منار

لمرّة واحدة

نشرت

في

د. أحمد خالد توفيق

قرأت هذا الإعلان ورأيته في التلفزيون عدة مرات. هل في سيارتك خدوش؟.. وداعاً لخدوش السيارات وورشة الطلاء. هذا الـ “سبراي” يذيب الطلاء فيغطي الخدش. سمعت هذا الإعلان فراق لي المبدأ.

سيارتي مغطاة بتوقيعات الشباب الذين يحملون مسامير، دعك من الشاب العاشق الذي كتب على الباب حفراً: “أحمد يحب منى” مع صورة قلب كبير. كأن الأشجار نفدت من العالم فلم يبق سوى باب سيارتي.

هكذا ابتعت علبة الطلاء بمائة جنيه مصري ورششت به سيارتي .. لا شيء .. واظبت على الرش عدة أيام، لكن الخدش ظل خدشاً .. لم يتغير شيء.

اتصلت بالشركة المنتجة فنصحني الموظف في قرف أن أستعمل عبوة ثانية.. بعض السيارات تحتاج لعبوتين. اشتريت عبوة ثانية بمائة جنيه وجريت أن يزول الخدش الكوني .. لا جدوى … لاحظ أنني لو ذهبت بالسيارة إلى ورشة الطلاء لما أنفقت هذا المبلغ. هكذا ألقيت بالعبوتين في القمامة وأطلقت سبة.

سمعت عن مركز جديد للتخسيس يستخدم الأشعة الكونية في إذابة الدهون. نظرت لكرشي المترهل في المرآة وقررت أن الوقت قد حان لأجرب. ذهبت لذلك المركز، فقال لي الطبيب: “لا بد أن تلتزم بحمية جيدة كي يجدي العلاج” ثم ناولني الحمية المطبوعة في ورقة: جناح عصفور في الإفطار .. كسرة خبز في الغداء .. نصف تفاحة في العشاء. لو التزمت بهذه الحمية لتحولت إلى غاندي بعد ثلاثة أيام ولا داعي لإذابة الدهون بالأشعة الكونية.

على كل حال أجريت الجلسة المطلوبة ودفعت مبلغاً من المال يكفي وحده لجعلي أفقد وزناً.. إنه كفيل بأن يجيعني ويجيع أطفالي. وعدت لداري .. قال لي الطبيب إن وزني سينقص خمسة كيلو جرامات بعد ثلاثة أيام.. لم يحدث شيء .. ظل وزني كما هو وازداد قليلاً …

اتصلت بالطبيب أسأله، فقال إنني بالتأكيد غير ملتزم بالحمية، وهذا شيء مخجل لرجل محترم مثلي … وضعت السماعة وأطلقت سبة.

أحضر لي قريبي تلك الفتاة من قريته لتعمل خادمة في البيت. قال لي إنها جوهرة .. زوجتي لم تر ذلك عندما تتناول الطبق فتجد عليه بقايا الطعام .. وعندما تقلب البساط لتجد القاذورات مخبأة تحته .. قلت لها إنها جوهرة فلم تعلق. ثم بدأت أشياء تختفي في البيت .. الأموال تنقص وقطع الحلي تختفي … فتحت زوجتي حقيبة الخادمة المخفية بعناية فوجدت فيها كل شيء. واجهت الفتاة بالأمر، فقالت في تحد إنها لا ترغب في أن تعمل عندنا أكثر من هذا لأننا لا نليق بها، لكن لابد من الحصول على مستحقاتها كاملة. قمنا بحساب مستحقاتها وأطلقنا سبة.. هي كذلك أطلقت سبة..

لما أصابني ذلك الألم في أسناني ذهبت لطبيب الأسنان في آخر الشارع. قال لي الرجل إنني في أرقى عيادة أسنان في مصر ووعدني بحلول لم أسمع عنها من قبل، ثم دس رأسه في فمي ربع ساعة ثم خرج ليعلن أنني بحاجة لحشو عصب .. كان الألم يقتلني فطلبت منه أن يفعل ويريحني .. أتوسل إليك .. – «لا تقلق .. أنت في أرقى عيادة أسنان في مصر» وقضى داخل فمي ربع ساعة واستعمل أشياء غريبة مثل المثقاب ومفرمة اللحم. عندما عدت لبيتي اكتشفت أن أشياء غريبة حدثت .. طعام الغداء يخرج من عيني .. والشاي يخرج من أذني .. وألم الأسنان لم ينته بل ازداد. اتصلت بالرجل، فقال لي: هل تناولت طعام العشاء بعد ما تركتك؟ قلت له في براءة إنني بالتأكيد تناولت العشاء. هو لم يطلب مني الصيام. قال في غيظ إنني أفسدت كل شيء ووضع سماعة الهاتف في وجهي .. هكذا أطلقت سبة ..

تزوج صديقي حبيبة قلبه الفاتنة الرقيقة .. كانت لطيفة جداً وشهد معها شهراً لا يمكن وصفه أو تصديقه. ثم اكتشف أنها كسول جداً لا تمد يدها نحو أي شيء في البيت. لا تطهو أبداً .. متنمرة شرسة .. لا تفارق المرآة ولا التجميل … كأن مهمتها الوحيدة هي جعل شباب الحي يجنون .. قالت له إن من أهم شروطها ألا تنجب فهي لا تريد أن يتشوه قوامها الرائع. بعد شهر آخر تم الطلاق. وزغردت هي احتفالاً بحريتها التي استلبها ذلك الوغد بينما اطلق هو سبة.

عندما سمعت القصة دار شريط الذكريات في رأسي .. الطلاء .. طبيب الأسنان .. الخادمة .. التخسيس … كلهم يعملون بطريقة واحدة: إنهم يخدعونك فتسقط في الشرك .. وبعدها لا تكرر الخطأ ثانية، لكنهم استفادوا بأول مرة .. لو وقع مليون شخص في الخطأ لأول مرة لصاروا هم أغنى من قارون، حتى لو لم يكرر أي من ضحاياهم الخطأ ثانية. يعرفون أنك لن تعود لكن من يهتم بك؟. من يريد عودتك؟.

النصب لمرة واحدة هو طريق النجاح والثراء، لكن لا توجد مدارس تعلمك هذا الكلام للأسف.

أكمل القراءة

جلـ ... منار

البنك الدولي… الأراضي الفلسطينية تقترب من السقوط الاقتصادي الحر

نشرت

في

واشنطن – وفا

قال البنك الدولي، “إنه بعد 11 شهرا على الصراع في الشرق الأوسط، تقترب الأراضي الفلسطينية من السقوط الاقتصادي الحر، وسط أزمة إنسانية تاريخية في قطاع غزة”.

ونشرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” يوم أمس، ملخصا عن التقرير، الذي تناول آخر المستجدات بشأن “أثر الصراع في الشرق الأوسط على الاقتصاد الفلسطيني”، حيث أبرزت تجاوز التضخم في قطاع غزة الـ250%، بسبب تبعات العدوان المستمر منذ نحو عام، وتفاقم فجوة التمويل لدى السلطة الفلسطينية، ولأهميته سيتم نشره بالتفاصيل:

انكماش اقتصادي حاد

شهدت الأراضي الفلسطينية انخفاضا بنسبة 35٪ في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الأول من عام 2024، مما يمثل أكبر انكماش اقتصادي لها على الإطلاق.

انكماش اقتصاد غزة بنسبة 86٪ في الربع الأول من عام 2024، مما أدى إلى انخفاض حصتها من الاقتصاد الفلسطيني من 17٪ إلى أقل من 5٪.

انكماش اقتصاد الضفة الغربية بنسبة 25٪ في الربع الأول من عام 2024، مع تراجعات كبيرة في قطاعات التجارة والخدمات والبناء والتصنيع.

أزمة إنسانية في غزة

استشهاد أكثر من 41 ألفا وإصابة أكثر من 96 الفا بجروح خطيرة.

يتفاقم الوضع الإنساني بسبب نزوح ما يقرب من 1.9 مليون شخص، مع امتلاء الملاجئ، وعدم كفاية خدمات الصرف الصحي.

أدى النقص الحاد في الغذاء والماء والوقود والمعدات الطبية إلى انتشار انعدام الأمن الغذائي، وظروف شبيهة بالمجاعة.

الوصول إلى المساعدات الإنسانية محدود بشدة، مما يزيد من سوء التغذية والأمراض.

تحديات مالية تواجهها السلطة الفلسطينية

يتوقع التقرير أن تصل فجوة التمويل لدى السلطة الفلسطينية إلى 1.86 مليار دولار في عام 2024، أي أكثر من ضعف فجوة عام 2023، خصوصاً التأثير على تقديم الخدمات العام، ويعبّر عن قلقه من أن الفجوة لا تزال تُملأ في الغالب بالاقتراض من البنوك المحلية والمتأخرات للقطاع الخاص، والموظفين العموميين، وصندوق التقاعد.

وعلى الجانب الإيجابي، هناك ارتفاع متوقع في مساهمات المانحين، ففي الفترة ما بين تموز وآب (جويلية ـ أوت) 2024، أعلن كل من البنك الدولي والمفوضية الأوروبية رسمياً عن نيتهما زيادة مخصصات المنح للسلطة الفلسطينية في الأمد القريب، كجزء من خطة إصلاح شاملة.

ارتفاع البطالة وخسائر الدخل

سجلت معدلات البطالة مستويات قياسية مرتفعة في كل من الضفة الغربية وغزة، وقد أظهر القطاع الخاص في الضفة الغربية قدرته على الصمود من خلال تفضيل نقص العمالة على تسريح العمال.

شهد 87.2٪ من العمال في الضفة الغربية انكماشاً في دخول أسرهم منذ بداية العدوان، بسبب فقدان الوظائف وتقصير ساعات العمل.

أفاد حوالي ثلثي الشركات في الضفة الغربية بتخفيضات في القوى العاملة.

ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك السنوي بشكل كبير، بنحو 250٪، بسبب اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن العدوان.

وأضاف التقرير، أنه بناءً على تقرير حديث صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ومنظمة العمل الدولية، فإن التقديرات تشير إلى أن معدل البطالة في الأراضي الفلسطينية بلغ 50٪ في جوان ـ حزيران 2024 ـ وهو أعلى معدل على الإطلاق.

وفي الضفة الغربية، يُقدَّر معدل البطالة بنحو 35٪ بسبب الخسارة المفاجئة للوظائف في إسرائيل، والمستعمرات، فضلا عن فقدان الوظائف في الاقتصاد المحلي.

كما أدى تدمير أو إتلاف معظم الشركات، إلى جانب نزوح كل من أصحابها والعمال، إلى ترك معظم الأسر من دون أي مصدر للدخل. والأنشطة الاقتصادية الباقية هي في الغالب غير رسمية، حيث يتم بيع السلع الأساسية في السوق السوداء بأسعار باهظة.

انهيار القطاعات الرئيسية

الاقتصاد الزراعي: بحسب تحليل “الاستشعار عن بعد”، الأخير الذي أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، أن 63٪ من الأراضي الزراعية الدائمة في غزة شهدت انخفاضاً في صحة المحاصيل وكثافتها (زيادة بنسبة 9٪ منذ ماي ـ أيار 2024). كما تتأثر محافظات خان يونس ومدينة غزة وشمال غزة بشكل خاص، حيث تضرر ما يقرب من 70٪ من أراضيها الزراعية.

التعليم: تم تدمير أو تضرر ما يقرب من 95٪ من مرافق التعليم الأساسي والثانوي والعالي؛ 625,000 طفل خارج المدرسة، كما أدى العدوان إلى تعطيل الخدمات التعليمية في الضفة الغربية بشكل خطير، حيث قلصت المدارس العامة من التعليم الحضوري، بسبب القيود المالية والمخاوف الأمنية.

النظام الصحي

تضرر النظام الصحي في غزة بشكل كبير، حيث أدى تدمير البنية التحتية لإمدادات المياه والألواح الشمسية، جنباً إلى جنب مع نقص الكهرباء، والوقود، للمولدات الاحتياطية والمدخلات الأساسية، إلى توقف 80٪ من مراكز الرعاية الأولية عن العمل.

ونتيجة لانهيار النظام الصحي، تم مؤخراً إنشاء 3 مستشفيات ميدانية، 17 فقط من أصل 36 مستشفى ذات سعة للمرضى الداخليين تعمل جزئياً، وهو ما يمثل 53٪ من إجمالي سعة أسرة المرضى الداخليين، ووحدات العناية المركزة وأسرّة الأمومة قبل الأزمة.

ويتوفر حالياً نحو 1500 سرير في المستشفيات بمختلف أنحاء قطاع غزة، مقابل 3500 سرير كانت متاحة قبل بدء العدوان، ويقدر متوسط ​​إشغال الأسرة بنحو 300٪.

انتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي

يعيش ما يقرب من 100٪ من سكان غزة في فقر.

ارتفعت حالة انعدام الأمن الغذائي في غزة، مما دفع ما يقرب من مليوني شخص إلى حافة المجاعة على نطاق واسع، ويواجه جميع سكان غزة تقريباً نقصاً حاداً.

ويشير أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل إلى أن 15٪ من السكان (350 ألف فرد) يعانون من ظروف تشبه المجاعة، مع نقص شبه كامل في الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، يعيش ثلث السكان في حالة طوارئ، ويعانون من عجز غذائي حاد ومعدلات وفيات أعلى. وتزداد هذه الظروف حدة بشكل خاص في المناطق الشمالية، ومدينة غزة، ومحافظات دير البلح وخان يونس ورفح، مع توقع استمرار خطر المجاعة.

ويعاني ما يقرب من 90٪ من الأطفال دون سن الثانية، إلى جانب 95٪ من النساء الحوامل والمرضعات في غزة، من فقر غذائي شديد، ويستهلكون وجبتين غذائيتين أو أقل.

يحدد نحو 95٪ من الأسر وجبات الطعام وحجم الحصص، حيث تتناول أسرتان من أصل 3 وجبات، واحدة فقط في اليوم.

ضغط على القطاع المالي

أدى العدوان إلى تكثيف التحديات القائمة، وإدخال تحديات جديدة، مثل: النقص الحاد في السيولة النقدية بغزة، كما أن الانكماش الاقتصادي المستمر، والحجوزات المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، والتقلبات في المدفوعات عبر الحدود، كلها عوامل تسهم في زيادة الضغوط.

يؤثر النقص الحاد في السيولة النقدية بغزة على قدرة السكان على الوصول إلى المساعدات الإنسانية، والودائع من خلال أجهزة الصراف الآلي، والتحويلات المالية من خلال مشغلي تحويل الأموال.

يعد الحفاظ على علاقات البنوك المراسلة (CBRs) مع البنوك الإسرائيلية أمرًا حيويًا لمنع الاضطرابات الاقتصادية النظامية.

قد يؤدي قطع علاقات البنوك المراسلة إلى أنشطة مالية غير منظمة وتعقيد الرقابة المالية.

اجراءات مقترحة لتخفيف حدة الركود الاقتصادي:

رأى البنك الدولي أن هناك كثيراً من الإجراءات الرئيسية التي يجب اتخاذها للتخفيف من حدة الركود الاقتصادي الشديد، وارتفاع معدلات الفقر، وتفاقم الأزمة الإنسانية؛ وأهمها: وقف الأعمال العدائية، والبدء في استعادة الخدمات الأساسية، ووضع الأساس للتعافي والتنمية المستدامة.

“وقف الأعمال العدائية”: إعطاء الأولوية لوقف “الأعمال العدائية” لتقليل المعاناة الإنسانية، وتمكين استعادة الخدمات الأساسية، والانتعاش الاجتماعي الاقتصادي.

“أولاً وقبل كل شيء، فإن “وقف الأعمال العدائية” أمر ضروري للتخفيف من الخسائر البشرية المدمرة، والبدء في استعادة الخدمات الأساسية، وتحفيز الانتعاش الاجتماعي الاقتصادي.”

معالجة التحديات المالية: عكس الخصومات الأحادية الجانب من إيرادات المقاصة لضمان قدرة السلطة الفلسطينية على تلبية الالتزامات الميزانية الأساسية، مثل: الرواتب، والمعاشات، والخدمات الاجتماعية.

زيادة الدعم الدولي: الانخراط بشكل عاجل مع المجتمع الدولي لتكثيف التمويل للحفاظ على الخدمات العامة والتخطيط للتعافي، وإعادة الإعمار على المدى الطويل.

“وبالتزامن، هناك حاجة ملحة للمجتمع الدولي لتسريع التمويل، للحفاظ على الخدمات العامة الأساسية والبدء في التخطيط للتعافي وإعادة الإعمار على المدى الطويل.”

تحفيز النشاط الاقتصادي: تنفيذ تدابير لتسهيل التجارة، وتعزيز أنشطة القطاع الخاص، في كل من الضفة الغربية وغزة، لتوليد الدخل والتوظيف.

“بالإضافة إلى ذلك، فإن التدابير لتسهيل التجارة وتعزيز أنشطة القطاع الخاص في كل من الضفة الغربية، وغزة، ضرورية لتحفيز توليد الدخل.”

حماية القطاع المالي: اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على علاقات البنوك المراسلة مع البنوك الإسرائيلية لمنع العزلة المالية، ومعالجة النقص النقدي في غزة، لضمان الوصول إلى المساعدات الإنسانية والخدمات المالية.

“إن الحفاظ على علاقات البنوك المراسلة (CBRs) بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية يظل أمرًا حيويًا لمنع التداعيات الاقتصادية النظامية.”

التركيز على الاحتياجات الإنسانية: إعطاء الأولوية لجهود الإغاثة الإنسانية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، ونقص التعليم، والتعاون مع المنظمات الدولية لتسهيل دخول الإمدادات الأساسية والمساعدات إلى غزة.

“لقد منعت الأعمال العدائية والإغلاقات المستمرة دخول الإمدادات الأساسية إلى القطاع، ما أدى إلى انتشار انعدام الأمن الغذائي، ونقص حاد في الماء، والوقود، والمعدات الطبية، إلى جانب انهيار تقديم الخدمات.”

تعزيز البنية التحتية والخدمات: التخطيط لإعادة بناء البنية التحتية الحيوية في الزراعة، والتعليم، والرعاية الصحية، لدعم التعافي على المدى الطويل، والاستثمار في استعادة وترقية خدمات المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، لتحسين ظروف المعيشة.

“تسببت الأضرار في البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك الآبار والألواح الشمسية، في عرقلة الأنشطة الزراعية وزيادة تكاليف الإنتاج.”

أكمل القراءة

صن نار