تابعنا على

ثقافيا

نحو آفاق جديدة للسينما التونسية

نشرت

في

منصف كريمي*

على هامش الجلسة العامة المشتركة لمجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم المنعقدة يوم 17 نوفمبر الجاري لمناقشة ميزانية مهمة الثقافة لسنة 2025 وبحضور وزيرة الشؤون الثقافية الأستاذة أمينة الصرارفي وعدد من اطارات هذه الوزارة، طرح عديد النواب المتدخلين وضعية السينما التونسية والتي تحتاج اليوم الى اعادة هيكلة على المستوى الاداري بما يوفّر امكانيات جديدة لمزيد اشعاعها العالمي.

ومن هنا بات من الأكيد طرح هذا الملف في اطار تشخيص واقع هذا الفن في تونس وايجاد حلول بديلة لما يمكن، خصوصا اننا نقرّ ان بلادنا تتميّز بوجود حراك ثقافي مهمّ على مستوى الانشطة والتظاهرات الثقافية ذات الصلة بالفن السابع اذ توجد قرابة الـ100 تظاهرة تهتم بالسينما ومن خلال منتوج سينمائي متنوع في مختلف جهات البلاد لتؤثث مشهدا سينمائيا ثريّا يمثّلا محملا ابداعيا جماليا يسوّق للمخزون الاثري ببلادنا ولثرائها الطبيعي والايكولوجي ولتاريخها الحافل بالاحداث البطولية ذات الصلة بتأصل أمجاد هذه البلاد وعراقتها كما يساهم في التنمية الثقافية على مستوى الانتاج والتوزيع والتشغيل ودعم الاهداف العامة للسياسة الثقافية.

ورغم هذا الثراء في المشهد السينمائي من حيث تنوّع هذه التظاهرات والمهرجانات ذات الصلة الا ان مختلف هذه المنجزات تعاني من نقص في الهيكلة والتنظيم وتنسيق برمجتها والتناغم بينها، ممّا يسبّب تداخلا في عمل الهيئات والمؤسسات المنظمة والمشرفة على هذه التظاهرات، كما ان أغلب التظاهرات السينمائية خاصة بالجهات الداخلية تعاني من ضعف وأحيانا من انعدام الموارد المالية وفي غالب الأحيان من مشاكل على مستوى حوكمة الموارد المتاحة، وهو ما تسبب في ضعف على مستوى الأداء والظهور كفاعلية جاذبة للجمهور أو كلقاءات تدعم تكوين الشباب.

ذلك ان تنوع المتداخلين في برمجة وتنفيذ هذه التظاهرات السينمائية بين وزارة الشؤون الثقافية ومندوبياتها الجهوية ومؤسسات العمل الثقافي على مستوى وزارات الشؤون الثقافية والتربية والتعليم العالي والجامعات والمنظمات المختصة في السينما والجمعيات الثقافية وتمثيليات المنتجين والموزعين وغيرها، أدّى إلى تنامي ظاهرة عدم التنسيق وأحيانا انعدامه .

وتبعا لما سبق وبهدف تغيير الصورة النمطية للتظاهرات على انها مجرد احتفالية تعرض أفلاما وتناقشها وعملا بمبدإ دعم الحوكمة في التصرف في الموارد المتاحة وطنيا وجهويا، وسعيا نحو إدماج وابراز مختلف هذه التظاهرات والمهرجانات في السياسات الثقافية الوطنية، من المهم المبادرة باحداث شبّاك موحّد لمختلف خدمات الانتاج السينمائي واحداث نظام رقمي موحّد يتضمن قاعدة بيانات خاصة بقاعات السينما في تونس والانتاجات السينمائية الوطنية، وبعث خارطة وطنية للتظاهرات السينمائية في تونس تكون بمثابة المسلك السينمائي السياحي الثقافي بما يمكّن السائح والزائر الى تونس من متابعة مشهد ثقافي سينمائي متناسق في تواريخه ونوعية العرض او البرمجة وبتواتر زمني وخارطة واضحة لازمنة وامكنة هذه التظاهرات، عبر اعداد دليل وطني سنوي لها يكون على ذمّة محبي ومواكبي انشطة الفن السابع بكامل جهات بلادنا، مع التحيين الدوري المسبق لدليل هذه الخارطة عند كل مستجدّ طارئ وبما يهدف للتعريف بالسينما التونسية وإسناد حضورها، وتجاوز الصورة النمطية لدور هياكل الدولة كمجرد ممول لهذه التظاهرات إلى شريك فاعل في البرامج ذات الصلة مما يدعم توزيعا جغرافيا ونوعيا واضحا لهذه التظاهرات وحسن مرافقتها وتثمينها وتطويرها وهيكلتها وتحديد زمن تنظيم هذه التظاهرات وامكنتها والفئات المستهدفة وتطوير رؤيتها وتجاوز العقبات اللوجستية ومزيد حوكمة التصرف في موارد الفعاليات المستهدفة وتجاوز تشتت المجهودات وعدم انتظام البرمجة وانعدام التنسيق بين مختلف المتدخلين في القطاع.

ولتحقيق هذه الاهداف من الضروري وضع خطة عمل للخارطة الوطنية للتظاهرات السينمائية وذلك من خلال العمل على تحديد خارطة الفعاليات والتظاهرات بجردها وضبطها وتحديدها بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية والجامعات والجمعيات والهيئات المنظمة لها، ثم إنجاز لقاءات جهوية مع منظمي التظاهرات وتحديد الاحتياجات وتقديم البرامج من خلال حلقات نقاش حول أهداف الاحتفاليات السينمائية ومستقبلها وتعزيز التقارب بين الفعاليات ذات النقاط المشتركة، تختتم بلقاء وطني يفضي إلى إنجاز خارطة وطنية زمنية وجغرافية للفعاليات والتظاهرات السينمائية تراعي عدم التداخل أو التضارب فيما بينها، وتضمن حسن تنسيق الجهود مع تكوين تنسيقية للفعاليات والتظاهرات السينمائية على المستوى المركزي وجهويا ايضا على مستوى نقاط اتصال وتنسيق بالمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بالجهات.

وان نجاح هذه الخارطة من شأنه ان يعزز حوكمة التصرف في المنح المالية والموارد المتاحة لفائدة منظمي هذه التظاهرات السينمائية ومتابعتها كما يبرز ويثمّن دور الدولة في رعاية الفعاليات السينمائية وتعددها وتنوعها وانتشارها ومساعدة منظمي المهرجانات على التنسيق في ما بينهم وحوكمة التصرف في الموارد المتاحة الى جانب تفعيل دور العمل السينمائي كرافد للتنمية والتشغيل خاصة بالجهات الداخلية، الى جانب الاهتمام بالنواحي التربوية والإعلامية والاجتماعية والثقافية المصاحبة لكل تظاهرة والعمل على تنميتها والمحافظة عليها من خلال فعاليات وأنشطة وبرامج منظمة و مشاريع بيئية، الى جانب تعزيز مشاركة المرأة والشباب في الوسط الريفي مع منظمات المجتمع المدني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاهية مدير المؤسسات والتظاهرات الثقافية بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثقافيا

ندوة تطورات الوضع الدولي والإقليمي وانعكاساتها

نشرت

في

متابعة وتصوير: جورج ماهر

نظّم مركز الدّراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية صباح اليوم الجمعة 6 ديسمبر 2024 في مقره الكائن بحي الخضراء ندوة علمية بالاشتراك مع جمعيّة الدّراسات الدّوليّة بعنوان “تطوّرات الوضع الدّولي والإقليمي وانعكاساتها على المنطقة المغاربيّة” وذلك بمداخلات ثلّة بارزة من السفراء السابقين والجامعيين والباحثين التونسيين المختصين في مجال العلاقات الدولية ومتابعي الشأن العام وممثلي المجتمع المدني بالإضافة إلى وسائل الاعلام.

أكمل القراءة

ثقافيا

القيروان… القيم العلمية لدى الجامعيين في ندوة

نشرت

في

من منصف كريمي

تحت إشراف المعهد العالي للعلوم الإسلامية بالقيروان وبالتعاون مع الإدارة الجهوية للشؤون الدينية بالقيروان ينظم نادي “مطارحات حضارية” بالمعهد العالي للعلوم الإسلامية بالقيروان والذي يشرف عليه الاستاذ المحاضر الدكتور الصحبي بن منصور، ندوة علمية بعنوان”البحث العلمي والقيم الجامعية” وذلك يوم 10 ديسمبر بقاعة الاجتماعات بالمعهد العالي للعلوم الإسلامية بالقيروان.

تنتظم الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور عبد القادر النفاتي ويقدّم خلالها الدكتور محمد صابر ثابت مداخلة بعنوان”المنهج والنقد وتحقيق القيم الجامعية” تليها مداخلة الدكتور حمودة بن مصباح بعنوان “الانتحال ظاهرة لا أخلاقية” فمداخلة الدكتور الجيلاني بن مفتاح بعنوان “القيم الجامعية في ضوء شروط النشر بالمجلات العلمية المُصنّفة SCOPUS و ISI” ثم يقدّم الدكتور محمد المدنيني مداخلة بعنوان “القيم الجامعية: الأمانة العلمية أنموذجا”.

إثر ذلك تنتظم أشغال الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور محمد الحبيب العلاني وتقدّم خلالها الدكتورة منية الغربي مداخلة بعنوان “أخلاق الباحث بين الخصوصيات المحلية والقواسم الكونية المشتركة” تليها مداخلة الدكتور جلال العليبي بعنوان “القضايا الأخلاقية ومنهجية التدوين عند الطبري من خلال كتابه تاريخ الرُسل والملوك” ثم يقدّم الدكتور الصحبي بن منصور مداخلة بعنوان “فقدان الوازع الأخلاقي: ضرر المنتحل على زملائه وعلى الحياة الجامعية أنموذجا” ثم الاختتام بالإعلان عن نتائج مسابقة “جائزة القيروان لأفضل إنتاج علمي لسنة 2024” التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالقيم الإسلامية وبسُبل تجسيدها في الواقع العالمي المعاصر.

أكمل القراءة

ثقافيا

بني مطير… “الطبيعة في عيونهنّ” شعار مهرجان الفوتوغرافيا والطبيعة”

نشرت

في

من أميرة قارشي

أعلنت لجنة تنظيم الدورة الثانية لـ”المهرجان الدولي للفوتوغرافيا والطبيعة” خلال جلسة عمل انتظمت يوم 26 نوفمبر الماضي بمقرّ المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة باشراف الاستاذ منصف كريمي، كاهية مدير المؤسسات والتظاهرات الثقافية بالمندوبية، وبحضور الاستاذين العربي الحضيري رئيس الغرفة الجهوية للفوتوغرافيين بالمنستير، وأحمد عصمان نائب رئيس الغرفة الجهوية للفوتوغرافيين بتونس، والاستاذة أمينة حسين مديرة دار الثقافة بني مطير، عن ترتيبات تنظيم هذا المهرجان من 23 الى 25 ديسمبر الجاري بمدينة بني مطير من قبل جمعية أحبّاء دور الثقافة وذلك بمشاركة ومساهمة الجمعية التونسية للنساء الفوتوغرافيات التي تشرف على رئاستها الاستاذة سلوى جوادي، والاتحاد الوطني للصحفيين والاعلاميين الجزائريين الذي يرأسه الصحفي والاعلامي مصباح قديري.

وسيكون شعار هذه الدورة التي ستخصص لابداعات المرأة الفوتوغرافية وكذلك للمرأة الريفية “الطبيعة في عيونهن” ويتضمن برنامجها الذي تشرف على ادارته الاستاذة أمينة حسين تنظيم معرض دولي للصور الفوتوغرافية من انتاج الجمعية التونسية للنساء الفوتوغرافيات وأمسية شعرية على ضفاف شلالات المنطقة وسهرات فنية ذات طابع تراثي شعبي الى جانب تنظيم مسامرة فكرية تفاعلية من خلال مجموعة من المداخلات حول”المقاربات التشاركية للصورة الخاصة بالمرأة من منظار الفوتوغرافيين الدوليين” بادارة الاستاذ أكرم القروي ومن تأثيث الاستاذة عائشة التاجوري والفنانة التشكيلية خديجة منصور.

في البرنامج أيضا جولات سياحية على ضفاف سد بني مطير يتخللها تنظيم عدد من الورشات باشراف مصورين فوتوغرافيين محترفين من تونس والجزائر والسودان وعدد من البلدان الاوروبية منها ورشة “تصوير الفضاء المفتوح” وورشة “أساسيات التصوير الفوتوغرافي” وورشة اللايتروم-فوتوشوب” وورشة “تصوير البورتريه وتقنيات استعمال الإضاءة الداخلية”.

كما يفسح هذا المهرجان الذي ينتظم بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة المجال للشباب الهاوي للمشاركة في فعالياته وخاصة من خلال مسابقة التصوير المفتوح لشروق الشمس ومن خلال انتاج شريط فيديو قصير عن الطبيعة في عيون المرأة الريفية، وترصد للمسابقتين جوائز هامة.

نشير من جهة أخرى الى انه في اطار البعد السياحي لهذا المهرجان الذي شهدت دورته الاولى نجاحا تنظيميا واعلاميا كبيرا وبهدف تثمين مخزون المنطقة الطبيعي والايكولوجي الغابي، ينتظم معرض للباس التقليدي وعرض للازياء التقليدية في الغابة تحت عنوان”تونسية” في تنسيق لمصممة الازياء ريم البلطي، الى جانب عرض لفن الطبخ التونسي وحصص تذوّق للأكلات التونسية.

أكمل القراءة

صن نار