جور نار
ورقات يتيم … الورقة رقم 3
نشرت
قبل 8 أشهرفي
عبد الكريم قطاطة:
كان اليوم الاول للدخول الى التعليم الابتدائي في ذلك الزمن بمثابة اعلان ولادة جديدة لأي طفل … سنة 1955 وبمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب الدستوري التونسي بصفاقس، وبالتحديد بالحي الزيتوني (معهد 15 نوفمبر حاليا) كانت سنة دخولي لمدرسة فرانكوآراب بساقية الزيت …
ومما اذكره في تلك السنة خروج اهالي الساقية لاستقبال شعبي كبير ترحيبا بالزعيم الحبيب بورقيبة …انذاك كان والدي رحمه الله يحملني على ظهره لا فقط لاتمكن من مشاهدة الزعيم بل خوفا على ولده من ان يداس بين الاقدام وهو الذي كلو على بعضو لا يزن اكثر من 20 كلغ …كنت نحيفا جدا (وبقيت تقريبا على تلك الحال حتى يومنا هذا) وتلك النحافة عرضا وطولا كانت سببا في علاقة عاطفية جد متينة بيني وبين سائر المربين و “شاوش” المدرسة سي محمد الجلاصي هكذا كانوا يسمونه رحمه الله …كان تعاطفهم مع عبدالكريم الصغنن كبيرا (حنية وعطف كبيران) وحتى عندما انتقلت الى مدرسة الفتيات في وادي القراوة انذاك بموجب قرار الاختلاط في السنة الخامسة من التعليم الابتدائي (وانا واحد من التلاميذ العقلاء الدافئين اللي لا ينبشوا لا يخبشوا) … هكذا كان ظنهم وهم والله مخطئون لأنو اتعدى على واد هرهار وما تتعداش على واد ساكت …وياما تحت السواهي دواهي وستكتشفون ذلك في بقية الورقات …
حتى عندما انتقلت الى تلك المدرسة اوصى شاوش المدرسة بالساقية زوجته التي كانت تقوم بنفس المهمة في مدرسة الفتيات، برعاية عبدالكريم او “كريّم” بالشدة فوق الياء، وهو اسمي الشائع في كامل محيطي …حومة واهل واصدقاء واتراب التعليم في كل مراحله … فاطمة زوجة سي محمد الجلاصي رحمهما الله كانت اكثر حنية من زوجها ..كنت واحدا من ابنائها المدللين وكنت سواء معها او مع زوجها ذلك الذي ينعم بأيديهما في الشتاء القارس وهما يفركان يدي حتى يبعثا فيهما الحرارة …واذ احمد الله على شيء فإني وبعد عودتي من فرنسا سنة 1979 وانا احمل بين دفاتري شهادة عليا في العلوم السمعية البصرية اختصاص اخراج، لم اكن مختالا فخورا بما احرزت عليه متناسيا جاحدا لجذوري …بل كان مشروعي الاول ان اعود لهؤلاء وامثالهم لاقبل اياديهم ولاقول لهم لولاكم ما كنت ان اكون ….
وكانت اول زيارة بعد بحث دام اشهر عن عناوينهم كانت لسي محمد وللة فاطمة …وعثرت عليهما بعد لأي بنصرالله بولاية القيروان بعد تقاعدهما … حيث عادا الى مسقط راسيهما …. كان لقاء غير عادي لقاء الاحضان بين اب وام وابنهما بعد 20 سنة …كنت سعيدا بسعادتهما وكنت اكثر سعادة وهما يقولان ..(ربينا وما خبناش) … نفس بحثي عمن وضعوا حجر الاساس لشخصيتي …لحياتي …لنجاحي …كان هدفه اللقاء مع المربي الفاضل السيد بشير شراد معلمي بالثالثة ابتدائي …هذا وايضا بعد لأي وعناء كبيرين وجدته بأريانة …بتونس العاصمة ووجدته كما عرفته قمة الهدوء والبسمة الخفيفة التي لا تفارق محياه .. وهذا الذي كانت والدتي لا تطيق اجوبته وهي تشتكيه من قلة مذاكرتي فيجيبها بنفس الهدوء “خليه يلعب انا فرحان بيه” …
طبعا دون نسيان المربين الاخرين في الابتدائي (المرحومين على الشعري وعلي الطرابلسي) وفي الثانوي استاذي في الآداب العربية، الفاضل محسن الحبيب متعه الله بالصحة والذي اهداني احد مؤلفاته عن تجربته في التعليم وخصص جزءا منها للحديث عن ابنه عبدالكريم ـ الاذاعي ـ عندما كنت احد تلامذته المتفوقين في مادة العربية ….و كذلك استاذي الكبير محمد صالح الهرماسي، استاذ التاريخ والجغرافيا سنة الباكالوريا، والذي كان له تاثير كبير جدا على كل تلاميذ الباكالوريا في نهاية الستينات بمعهد الحي، والذي بحثت عنه في دمشق باعتباره يشتغل في منصب سياسي مرموق جدا …اذ اني لم انس عندما شاركت في دورة تدريبية للاتحاد العربي للاذاعة واللتيفزيون بدمشق سنة 1996، ان اسأل عنه لالتقيه … وذهبت حتى إلى مقر حزب البعث الذي ينتمي اليه ولاسفي الكبير كان في تلك الفترة في سويسرا في مهمة خاصة ..
و كذلك المرحوم رشيد الحبيب استاذ التفكير الاسلامي في سنة الباكالوريا، استاذ الكاريزما واستاذ الغيرة على رسول الله (ذات مرة وهو يقص علينا مآثر خاتم الانبياء لمح تلميذا “يتضيحك” فما كان من سي رشيد الا ان انهال عليه (بصفة شلبوق) لا يقرا لا يكتب، مزمجرا غاضبا صائح: “اتضحك على محمد بن عبد الله ؟؟؟” …. نفس سي رشيد وبعد سن متقدمة هو الذي كنت احيانا اصلي وراءه صلاة الجمعة كامام بجامع المنار … وبعدها وانا اذهب لاسلم عليه كان يلح دوما على ان اتوجه له بملاحظات نقدية حول خطبته …وكنت اخجل من مثل سؤاله …وارد عليه بـ (يا استاذ راني تلميذك وانت الاستاذ) .. .ولكنه كان يقسم باغلظ الايمان انه يريد ملاحظاتي وانه معتز بي كاحد تلامذته الذي اصبحت له مكانة مرموقة ـ حسب تعبيره ـ في المجتمع …
ثم اذ انسى فاني لا انسى معلمي الفاضل الشيخ الامام علي الشعري الذي درسني العربية في السنتين الاخيرتين من مرحلتي الابتدائية، والذي كان ذا كاريزما رهيبة ايضا ..كنا نرتعد خوفا منه ولكننا كنا نحبه كذلك بشكل لا يوصف خاصة عند تدريسه لمادة التاريخ ..هو قمة الروعة باسلوبه الروائي المشوق … ولعل من الاوسمة في حياتي يوم دعاني الى منزله في احد اعياد الفطر …يومها احضر لي كل اولاده وبناته واحفاده وقدمني لهم بقوله (هذا اخوكم الذي لم تلده امكم، هذا الذي يشرفني وافتخر به كلما سمعت نقشاته في المذياع ….وكم حدثتكم عنه) … وتراني اتصبب عرقا من كل ما ذكر واردف بالقول …العفو يا سيدي انتوما الساس وما نحن الا “ياجورة” متواضعة امامكم .ثم يدخل الى غرفته ليخرج لي ورقة (دوبلوفاي) … ويا لقمة سعادتي …انها واحدة من تمارين الانشاء التي كتبتها بخط يدي وانا في سنة السيزيام …وهاوهو سي علي الشعري يحتفظ بها ليقدمها لي كواحدة من اعظم الهدايا التي تحصلت عليها في عمري …
انا من اولئك الذين تألقوا جدا في مرحلتين من عمرهم …الابتدائي والعالي اما مرحلة الثانوية فكانت مرحلة غريبة وعجيبة في حياتي … تلميذ متوسط للغاية والبقية ستأتي …تألقي في الابتدائي كان منذ السنة الاولى من ذلك التعليم …لم ادرس سوى شهر واحد
وتمت نقلتي الى السنة الثانية ؟؟؟؟…….. هكذا قرر الاطار المدرسي انذاك …وكنت طيلة تعلّمي الابتدائي مرسما في كل امتحان الاول وفي اسوأ الحالات الثاني او الثالث … وكانت هديتي في كل شهر (الامتحانات كانت كل شهر) ربع خبزة بالطلوق من عند كوشة الفريخة التهمها التهاما (ڨدمة على ڨدمة) …وبعد اربعة اشهر يدفع ابي 20 مليما ثمن الخبزة .انذاك …والاغرب في كل هذا اني لم اكن (محراث خدمة) كما يعبرون عن اولئك الذين يذاكرون ليلا نهارا … وعلى ذكر محراث قراية اعرف واحدا من هؤلاء كان لا يمارس اي نشاط لا رياضي ولا ثقافي خارج اوقات الدراسةا همه الوحيد والاوحد الانكباب الكلي على حفظ كل ما يدرس عن ظهر قلب ….ومن المضحكات والتي هي فعلا مبكيات انه حتى في دراسته العليا (حقوق) كان يسهر ليلا نهارا لحفظ كتب القانون …نعم يحفظ الكتب عن ظهر قلب … __بهيم متاع قراية __وبما ان الاحمرة على بعضها تقع …. فانه تقلد فيما بعد اعلى المسؤوليات …ولكن ….اين الغرابة في ذلك ؟؟…اليست عديد المسؤوليات قديما وحديثا هي اقرب للاحمرة منها الى من يستحقون ؟؟؟….
كنت في الابتدائي اركز كثيرا في القسم … وهز ايدك من المرق لا تتحرق …وربما من هنا تتفهمون انشغال والدتي بمصيري وانا الذي لا اذاكر الا نادرا ونادرا جدا وهي التي عقدت آمالها على الولد الوحيد لا فقط في عائلتها بل في كامل قبيلة الحوش الذي نقطنه ..الوحيد الذي دخل للمدرسة، في العائلة … وحتى ابن عمي وهو الوحيد ايضا في عائلته الذي دخل المدرسة (في فلسفة القبيلة °المدرسة محرمة على الاناث)… ابن عمي لم يحالفه الحظ ولم ينجح في نيل شهادة السيزيام … كان كثير الاستمرار في كل فصل ..هو يكبرني بـ3 سنوات و ووصلنا معا في نفس السنة لنجتاز مناظرة السيزيام… دخلناها معا …ولم يكن من الناجحين …مما حول الحوش الى مأتم عوض الفرح نجحت انا حيث اخفق هو …اذن كيف نفرح وابن العم لم ينجح ؟؟؟…. وحتى جريدة الصباح (المصدر الاعلامي الوحيد للاعلان على نتائج السيزيام في ذلك العهد) كنا في عائلتي نخفيها عن الاعين حتى لا تبدو فرحتنا شماتة لعائلة عمي ….
في الابتدائي لم اكن من التلاميذ المشاكسين على عكس الثانوي وما تلاه …بل كنت اخاف جدا من المربين رغم حنيتهم معي …ذات يوم وانا في الثالثة ابتدائية (سنة ختاني) نعم اجهزوا على كريم بعد ان انتظروا اخا له حتى يتم ختان الاثنين معا … لم تكن العائلة ماديا قادرة على ذلك ولكن ماديا ثم وهو ربما الامر الايجابي الوحيد، العائلة كانت تدخر لمثل تلك المناسبات حتى يكون الاحتفال في قيمة الحدث … ونظرا إلى سني المتقدمة فاني اذكر تفاصيل تفاصيل الاحتفال بذلك اليوم الاغر والاغبر …فرقة سي محمد الدريدي رحمه الله التي انتصبت وسط الحوش تشدو باعذب الاغاني وابي يتمايل مع الاهل والاصدقاء من المولعين بشفيق جلال واغنيته البوز انذاك (اشلوننا) وخاصة بموالها الشهير (يا غدار يا زمن). واذكر جيدا الوليمة التي اعدت للضيوف والتي فيها ما لذ وطاب من مآكل يصح عليها القول (زوروني كل سنة مرة) … ظروف يا سيدي الرئيس… وهذا الاخ لم يات الا بعد ثماني سنوات من عمري … وصحة ليه رحمه الله لم يعش ولم يذق مرارة وقساوة والم ما عشته .وعلى كل ورغم قساوة الطهار العربي بن عبدالله رحمه الله … احمد الله على ان اخي لم يتاخر الى سن الخامسة عشر مثلا ..ربما انذاك قاموا بختاني وتزويجي في نفس المناسبة …. محظوظ اليس كذلك ؟؟؟
اعود الى ذلك اليوم وانا في الثالثة ابتدائي حيث شعرت بالحاجة للذهاب الى مراحيض المدرسة …كنت اتعصر واحاول ان اؤخر عمل اليوم الى الغد __اقصد غائط التو الى ما بعد __لأني كنت اخاف ردة فعل المعلم …رغم انه لا شيء يوحي بغلظته …وتعسفت على معدتي وجهازي الهضمي طالبا __بونيس __من الوقت في انتظار انتهاء الدرس …وخيل لي اني نجحت في جلب عطفهما …. الا اني فوجئت بشلال __هذه اقرؤها باللغتين العربية والعامية مع المعذرة للمتقززين __فوجئت بذلك الشلال يكتسح الحواجز ويبلل ويعطر سروالي القولف ……يا للفضيحة ….وانا كريم المدلل يعبق بتلك العطور امام الاتراب وسيدي المعلم ….نظرت حوالي وجمعت شجاعتي بكلتا يدي كما يقول المثل الفرنسي واستأذنت من سيدي الخروج الى بيت الراحة تركت محفظتي بالقسم وتسللت كجرذ ملوث الى هنالك …هنالك اكتشفت حجم المصيبة وعبثا حاولت بماء الحنفية ان انظف ما علق بالسروال من آثار جريمة لم ارتكبها قلت عبثا لانه ومن عيوبي وكم هي كثيرة وستكتشوفنها اني لا اجيد اطلاقا كل ما هو يدوي …فتحولت حملة التنظيف الى حملة تلويث لساقي وملابسي وكل ما يحيط بي …كيف اعود الى القسم وانا اشبه شيء ب __كنايفي __ وهو الذي كان يقوم بافراغ الكنيف __شبه فستقية صغيرة مغطاة ومتصلة بالمراحيض في الحوش عبر قنوات لتخزين الغائط ثم وعند الامتلاء يقوم الكنايفي باخراجه ليتم استعماله كسماد للغراسات …_عملا _بالقاعدة الذهبية في علم الفيزياء للافوازيه رغم انها ايمانيا لا تصح __ القاعدة التي تقول لاشيء يفني لا شيء يخلق من عدم __ كيف لي ان اخرج من مرحاض المدرسة وانا على تلك الحالة …__مرسي الزناتي اتهزم يا رجالة __ ارتأيت ان الازم مرحاضي __حتى اش يعمل ربي __ وانتهت الدروس …
وبارح التلاميذ المدرسة …وبارح المربون …وبارح المدير … وعادل امام يعيط ….وانا على عكس عادل امام … لابد.. صامد …هامد ….. تسللت الى قاعة الدروس وحملت محفظتي وغادرت المدرسة …كان الوقت __ظليمة مغرب __ وكنت اسارع الخطى حتى لا ينخلع قلب عيادة __والدتي __و انا الذي لم اتاخر يوما على عودتي في توقيتي المعهود ..وحتى لا ينخلع قلبي من خوفي الرهيب من الظلام ….ثم ماذا ارى ؟؟؟؟؟ انه والدي الذي خرج ليبحث عني __الاكيد بعد الحاح كبير و__تقرقير اكبر من والدتي __ وهي ملكة التقرقير __تشد ما تسيب __ …..ولي عودة لذلك التقرقير عندما __زعمة زعمة كبرت شوية __ماكاد يقترب مني حتى اعمت بصيرته روائحي العطرة المنبعثة مني …وبدأت الطريحة التي لم تنته الا وانا ادخل باب حوشنا … كل ثلاث خطوات لعنات مختومة بضربة هنا وهنالك __وين تصب تنفع __ في مدخل حوشنا انذاك افتكتني خالتي فطومة رحمها الله من يده الغليظة وهي تزمجر في وجه ابي باعتبارها لا فقط زوجة اخيه الاكبر واخت امي الكبرى ولكنها باعتبارها ايضا الخالة العجوز التي __يختشي منها الجميع __ كانت تزمجر وتصيح __والله عيب عليك يا محمد اش فيه ما يتضرب هالتنتوفة …__ واسرعت والدتي لبيت الاستحمام وسآتي في ورقة قادمة على تفاصيلها هي وكل كنوز الحوش….اسرعت لتسخين الماء وللقيام بغسلي في مرحلة اولى ثم لاطلاق عنان البخور __جاوي و وشق __ علهما يعطران الاجواء ….
الحادثة الاخيرة وقبل انتقالي لمرحلة التعليم الثانوي والتي بقيت عالقة في ذهني والتي كان لها تأثير كبير على مستقبل دراستي فيما بعد حادثة كانت مع معلمي في اللغة الفرنسية في سنة السيزيام __السادسة __هو فرنسي الجنسية __موسيو دوميناتي __ كان شابا في الثلاثين وكان وسيما جدا ويمتلك دراجة نارية __فاسبا __ وكان من المربين الذين لهم عطف خاص على كريم __تصوروا انه كان ينتظرني كل يوم بجانب __القنطرة __التي كانت وسط الساقية حتى اصل كي يحملني معه وراءه على الفيزبا للوصول الى مدرسة الفتيات بوادي القراوة . __واشكون كيفي عاد ؟؟؟ امير الامراء ..كان من ضمن مشمولاته البيداغوجية الرياضة علاوة على النحو والصرف والانشاء والاملاء والحساب باللغة الفرنسية وكانت الرياضة انذاك “الكرة السجينة ” (بالون بريزونييه) … وكنا مختلطين كما ذكرت آنفا وكانت جل الفتيات (الهسكة واختها) اعني مكتملات البنية الجسدية اذ انه مع اجبارية التعليم وقع تسجيل التلاميذ انذاك حتى وهم في سن الثانية عشرة في السنة الاولى ابتدائي …وتخيلوا فقط تلميذة في السادسة ابتدائي وهي في سن ال18 ….. لي ثقة في خيالكم حتى ادخر الوصف لامور اخرى ….
وكان موسيو دوميناتي ابدا ان يترك حصة الرياضة تمر دون لمسهن ومداعبتهن …والرغبة طبعا مشتركة …وكنت وانا __التنتوفة جسدا وعمرا __ ارقب ذلك بعين خجولة ….ولكن متفطنة …وكان موسيو دوميناتي يعرف اني اعرف وانا اعرف انه يعرف اني اعرف دون النبس ببنت شفة ….ربما كذلك لانه كان يحبني وينتظرني __ اي واحدة بواحدة انت تصمت وانا اجازيك .__..اقول ربما … لانه ربما ايضا لاني كنت متفوقا في دراستي باللغة الفرنسية عنده تماما كما اللغة العربية وهي التي شغفت فيها بمطالعة الكتب منذ الرابعة ابتدائي __ كامل الكيلاني عبدالمجيد جودة السحار في البداية ثم التدرج بعدها الى غراميات احسان عبدالقدوس في السادسة ابتدائي ….ذات يوم ونحن في تمرين حساب عند السيد دوميناتي من كتاب __الف وثلاث مائة مشكل __ كان ابن المدير السيد الدشرواي هو التلميذ الذي اتقاسم معه الطاولة الاولى في القسم …كان المشكل عسيرا بالنسبة لابن المدير فالتجأ خلسة الى الكتاب الاحمر لالف وثلاث مائة مشكل حيث فيه الحلول …قام بنسخ الحل واعدنا التمرين الى موسيو دوميناتي …يوم اعادة التمارين باعدادها نظر دوميناتي الى ابن المدير نظرة استغراب __انه يعرف تلاميذه جيدا و يعرف مقدرة وكفاءة كل واحد منهم __واستجوبه عن السر في التوصل الى الحل …
براف … اعترف التلميذ بفعلته ونال ما كتب له من عقاب __والعقاب انذاك ضرب بانماط مختلفة ولعل افظعها حسب ما اشاهده من توجع التلاميذ الضرب بالعصا على اطراف الانامل واليد ملتفة …بعدها نظر لي سي دوميناتي وسألني ..هل شاهدته وهو يستعمل الكتاب الاحمر ؟؟؟ ولاني لم اكذب يوما على اي معلم في الابتدائي__ على عكس الثانوي الذي اذا لم يوجد الكذب لكنا اخترعناه __اجبت اذن بصدق وعفوية نعم …نظر الى بغضب وقال .. لماذا لم تبلغني بفعلته ؟؟؟؟ لم اجبه ولكني لم اكن يوما قوادا ثم حتى اذا كان لي ذلك هل اقود بابن المدير ….ولم استفق من غفوتي الا و__داودي __يهبط على خدي ……….. كانت الواقعة بحجم الدمار دماااااااااااااار دمرني فتك بي اشقاني واتعسني …انا الذي لم تمتد اليه يد طيلة حياتي التلمذية …ثم من عند من ؟؟؟ من موسيو دوميناتي بالذات …..وكانت نقطة القطيعة مع مادة اللغة الفرنسية ومع مادة الحساب طيلة تعليمي الثانوي …
ياااااااااااااااااااااااااااااااااه كم هي جميلة تلك الايام وكم احس باليتم وانا اعود لروادها واضيف: رحمهم الله … …
ـ يتبع ـ
تصفح أيضا
عبد الكريم قطاطة:
وكان ايقاف الكوكتيل في اكتوبر 1982… وكان عليّ ان اقوم بعمل ما… ليس من طباعي ان ارضى بالقرارات التعسّفية وخاصّة تلك التي اشتمّ من ورائها مؤامرة …
كان لي يقين بأن المدير بالنيابة انذاك المرحوم محمد الفراتي تصرف تحت نميمة ما… وتأكّد حدسي عندما جاءني الزميل رشيد العيادي بعد اشهر من الايقاف، واسرّ لي وبكلّ حميميّة انّ المرحوم الفراتي خضع لعمليّة ابتزاز من احد النقابيين لا اتقاسم معه بعض المواقف النقابية… انا كنت ومازلت اؤمن بأنّ العمل النقابي على مستوى القيادات العليا انتهى بعد موت حشّاد كعمل نقابي وطني صرف… وانّ كل من جاؤوا بعده كانت اعمالهم تخضع لحسابات سياسية وشخصية ضيّقة… وكنت لا اجد ايّ حرج في الاصداع بهذا الموقف… وبقدر ما كنت اقدّر واحترم صدق نسبة كبيرة من القاعدة النقابية المناضلة بحقّ من اجل مصالح الطبقة الشغيلة، بقدر ما كنت احترز جدا من مواقف الهياكل العليا …
هذه المواقف لم تكن لتُرضي بعض الاطراف النقابية في اذاعة صفاس وكانت ترى في اجهاري بها زعزعة لمكانتها ولنفوذها… خاصّة ان العديدين بدؤوا يحملون نفس مواقفي لذلك كان من صالح هذه الاطراف النقابية ابعاد عبدالكريم مع ضمان فترة علاقة سلمية مع الادارة، وهكذا لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي …
في الاسبوع الاول لايقاف البرنامج لم اكن اعرف هذه الحقيقة … ولكن مهما كانت الاسباب كان عليّ ان افعل شيئا ما… وقررت ان اكتب واخترت الجريدة الاكثر انتشارا انذاك (“البيان” الاسبوعية) والتي يرأس تحريرها الزميل نجيب الخويلدي وكان المقال الزوبعة “زوبعة باذاعة صفاقس” وبتاريخ 11 اكتوبر 1982 بالصفحة السابعة للجريدة … احتلّ المقال صفحة كاملة من صفحات الجريدة وهو في كلمات مقال موجّه الى المسؤولين عن الاعلام والى القرّاء… فيه تشريح لواقع الاعلام بتونس وفيه حيثيات لما حدث لبرنامج كوكتال من البريد الى الاثير … علما بأني كنت وجهت قبل نشر المقال رسالة الى وزير الاعلام واخرى الى المدير العام لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية السيد عبدالعزيز قاسم ولم اتلقّ ايّ ردّ …. علاوة على انّي كنت تنقلت الى رئاسة المؤسسة طمعا في موعد مع الرئيس المدير العام وبتوسّط من مدير الاذاعة الوطنية انذاك المفكّر والاديب والاستاذ الجامعي الصديق رياض المرزوقي، الذي كان وللامانة على قدر كبير من التقدير لي والتعاطف معي …
في الحقيقة كان املي كبيرا في حصول اللقاء مع الرئيس المدير العام السيد عبد العزيز قاسم باعتباره رجل فكر وادب الا انّه رفض رفضا باتا وساطة السيد رياض المرزوقي ورفض وبكلّ حدّة مقابلتي وبالتالي عدت بخّفيّ حنين … لهذه الاسباب وبعد ان استحال عليّ توضيح موقفي ممّا حدث التجأت الى الصحافة المكتوبة (البيان) حتى اُطلع كلّ من يهمّه امر الكوكتيل بما حدث … المقال احدث زلزالا رهيبا نظرا إلى دوزة الجرأة التي جاءت فيه من جهة ونظرا إلى أن ايّ مسؤول في تلك الحقبة (يجنّ جنونو) متى كتبت الصحافة عن خلل ما في مؤسسته …
وكان اوّل ردّ فعل من الادارة العامة ان قرّرت يوم 13 اكتوبر وبمكتوب رسمي اعادتي الى خطّتي كمركّب افلام بالتلفزة التونسية… اي انهاء علاقتي باذاعة صفاقس… يوم تسلّمي المكتوب الرسمي لنقلتي كتبت لرئيس المؤسسة ردّا اعلمته فيه برفضي المطلق لقراره الذي اعتبرته جائرا في حقّي لانه لم يمكّني من سماع موقفي… ردّي كان مرفوقا برخصة مرض من احد الاطباء المختصيّن في الامراض النفسية كما يفعل العديد منّا اتقاء لفحص مضاد من طبيب المؤسسة باعتبار انّ المرض النفسي لا يخضع لهذا الإجراء… اضافة لواقعي العائلي الذي يحتّم عليّ البقاء باذاعة صفاقس…
الا انه وككل المديرين الذين يستاؤون من تنطّع بعض المنتمين الى مؤسساتهم (وهكذا هم يرون في من يقول لا)، ردّ عليّ بالمراسلة التالية يوم 18 اكتوبر: (جوابا على مكتوبكم المؤرخ في 16 اكتوبر 1982 المتعلّق برفضكم الالتحاق بعملكم ضمن اسرة التركيب بادارة التلفزة بتونس، اذكّركم بأنكم تشغلون خطّة مركّب وانّ ضرورة العمل تقتضي ان تباشروا مهامّكم الاصلية بقسم التركيب ابتداء من 9 نوفمبر تاريخ انتهاء رخصة المرض التي تحصلتم عليها، وذلك نظرا إلى وفرة العمل بهذا القسم الشيء الذي يستوجب تعزيز الاطار العامل به. اما الاعتذارات التي قدمتوها كتعلّة لبقائكم باذاعة صفاقس فانها غير مقبولة من الوجهة القانونية وانّ القانون الاساسي العام لموظّفي الدولة يفرض عليكم الالتحاق بمقرّ العمل الذي تعيّنه لكم الادارة. لذا فإن عدم مباشرتكم لعملكم بادارة التلفزة في التاريخ المذكور اعلاه يُعتبر رفضا للعمل ويُعرّضكم للعقوبات الادارية الواردة بالقانون الاساسي. الامضاء المدير العام للاذاعة والتلفزة التونسية) وجاء امضاؤه شخصيّا بعيدا عن العنعنة …
هذا الرد وبما فيه من تهديد ووعيد لم يرعبني بتاتا بل زاد في تنطّعي وقررت التصعيد ولكن دون تهوّر… كان عليّ ان اجد حلاّ يقيني شرّ ردود افعال الادارة فقررت ان اطلب رخصة عطلة لمدة سنة دون مقابل… كنت واثقا من انّي ساحصل على الموافقة لأنهم وبكلّ غباء ينظرون الى الامر من زاوية (اعطيوه رخصة بعام نرتاحوا من بلاه)… قلت بكلّ غباء لأنهم لم يتفطّنوا الى امر قانوني هام الا وهو انّه واثناء تلك الرخصة ولمدّة سنة، استطيع ان اكتب ما اشاء دون معاقبتي اداريا لأنه ليس من حقّ مجلس التاديب ان ينعقد لمحاسبة ايّ موظّف وهو في حالة رخصة طويلة دون اجر …اي بما معناه رضينا كطرفين برخصة دون اجر (وكل واحد شيطانو في جيبو)…
ومنذ قبول الادارة بمطلب رخصة دون مقابل لمدّة سنة حدثت اشياء عديدة … اوّل ما حدث تعيين زميلة في توقيت الكوكتيل ليعود برنامج اهداءات كما كان من قبل… هذا أعتبره امرا طبيعيا للغاية اذ لا يمكن لأية اذاعة ان تتوقّف على اسم ما مهما كان حجمه وعليها ان تسدّ الفراغ البرامجي الذي يتركهه في غيابه… لكن غير الطبيعي ان تستهلّ تلك الزميلة في اوّل ظهور لها بمقدّمة من نوع {بداية من اليوم سنقطع مع الميوعة وستتمكن ايّة فتاة من ان تواكب البرنامج مع ابيها والولد مع امّه!!! …اشنوّة يخخي كنت نعمل في بورنوغرافيا في الكوكتيل ؟؟؟… ولأن التاريخ لن يرحم ايّ واحد منّا، تعود نفس الزميلة وقبل خروجها للتقاعد في برنامج ارادت ان تكرّم فيه بعض الزملاء في مسيرتها… تعود لتختارني من ضمن المُكرّمين… هي لم تكتف باختياري كافضل منشّط في تاريخ اذاعة اذاعة صفاقس فقط، بل قالت بالحرف الواحد: عبدالكريم ليس منشطا فقط هو “ربّ” التنشيط !…
من تداعيات مكتوب رئيس المؤسسة الذي حمل كما اسلفت التهديد والوعيد، ان وجد بعض النقابيين الذين قاموا ببيعة وشرية مع المرحوم الفراتي لازاحة عبدالكريم من امام المصدح… وجد بعضهم الفرصة سانحة ليكتب مقالا مطوّلا عن عبدالكريم وعن الكوكتيل متهما اياي ايضا بالتهريج وبجهل مقوّمات العمل الاعلامي الناضج، ومدافعا عن قرار الادارة دفاعا حتى الادارة نفسها لم تقم به… والحال انّ برنامج الكوكتيل احتلّ في نفس تلك السنة المرتبة الاولى لدى المثقفين والطلبة في حين انّ برنامج ذلك المُدّعي لم يحصل الا على المرتبة العاشرة … وهو بكلّ غباء لم يدرك انّ التهمة التي وجّهها اليّ هي موجّهة ضمنيا للطلبة والمثقفين … وهنا لابد من الاشارة الى انّ السنوات التي تلت ازاحت سحب الخلاف الذي بيننا بعد جلسة تحاور وصفاء …
علاقتي بالمستمعين تواصلت من خلال حوارات عديدة اجرتها معي عديد القنوات الاعلامية في الصحافة المكتوبة… كان الجميع يطالب بمشروعية عودة الكوكتيل… الجرائد وخاصة الاسبوعية منها اصبحت منبرا اعلاميا للمستمعين واصبحت العرائض تفد من كل حدب وصوب وتفتّقت قريحة العديد منهم لتحكي عن مواجعها ….اتذكّر جيّدا برقية تعزية من مستمع في 7 ديسمبر 1982 كتب فيها معبّرا عن لوعته لفقدان الكوكتايل (“يا ايّها القاتلون لا اقتل ما تقتلون ولا انا قاتل ما قتلتم لكم ضميركم ولي ضميري اتقدّم لكم باحرّ التعازي بعد ان لفظت انفاسك الاخيرة اذاعتي ولم تحتفلي بعيد ميلادك الحادي والعشرين. لقد فارقت الحياة وانت في ربيع العمر جازى الله من كان سببا في قتلك. رحمك الله رحمة واسعة ورزق كافة مستمعيك واحباءك جميل الصبر والسلوان وانّا لله وانّا اليه لراجعون”) …
اذكر في هذا الباب ايضا رسالة يتيمة اقسم بالله انّها كانت الوحيدة… جاءت من احدهم تحت عنوان “نعم نحن من اوقفنا الكوكتيل” … ولأنه مرّة اخرى التاريخ لا يرحم، جاءني صاحب الرسالة في وسط التسعينات وطلب المعذرة بعد ان اصبح زميلا في اختصاص آخر وقال لي حرفيا: اريدك ان تغفر لي ما كتبت يوما لأنه انذاك كان السبيل الوحيد لديّ لادخل معمعة الانتاج باذاعة صفاقس، وفعلا نجحت خُطتي ودخلت كمكافأة على ذلك المقال الذي كتبته ضدّك … كان يروي لي والدموع في عينيه وبكلّ خجل… ربّتُّ على كتفيه وغفرت له واصبح من اقرب الزملاء اليّ… ان نسيت لا انسى تعاطف العديد من الزملاء باذاعة صفاقس معي، بعضهم كان يكتب باسماء مستعارة في الجرائد، مطالبين بعودتي (ابتسام المكوّر)… البعض الاخر كان يتحاشى محادثتي امام اعين الجواسيس في الادارة حتى لا يناله الطشّ … فكان ياتيني ليلا الى منزلي ليُعبّر لي عن مساندته المعنوية (العين بصيرة واليد قصيرة)…
وبعد ؟؟؟
بعد ذلك كان عليّ ان اجد عملا ولو وقتيا لضمان خبز عائلتي… انا ساكون ولمدّة سنة دون مرتّب وعائل لزوجة وابنة… وهنا لابدّ من الاشادة بما وجدته من زوجتي ومن عائلتي من مؤازرة كاملة دون اي احتراز… لن انسى افضالهم وصبرهم عليّ… ولكن وبعد يا سي عبدالكريم ..؟؟؟ تكبّر راسك اوكي، اما رزق عائلتك ؟؟ حليب بنتك ..؟؟ تذكرون جيدا فيضانات اكتوبر 82 ؟؟؟ حتى سيارتي انذاك تعاطفت مع الوضع وقررت ان تكون لها رخصة طويلة الامد من جرّاء مياه الفيضانات…يعني كيف تمشي تقطّع السلاسل …وصدقا لم اشعر يوما لا بالحاجة ولا بالندم …كنت وساموت مؤمنا بأنّ الاقدار حقيقة ثابتة لا تُجادل …اذ انّه من قال انّي ساصبح يوما ما منشّطا ؟؟؟ صحيح انّي درست العلوم السمعية البصرية في دراستي العليا بفرنسا… صحيح ايضا ان السنة الاولى من الدراسة خُصّصت للجذع المشترك بما في ذلك التنشيط الاذاعي والتقنيات الاذاعية من ضمن ما درست، ولكن الاختصاص كان الاخراج التلفزي …فاذا كانت الاقدار هي التي جعلت منّي منشّطا وبكل فخر واعتزاز لماذا اشتكي من اقدار اخرى لم تعطني ما اردت ؟؟؟ او نغّصت عليّ بعض ردهات السعادة في ما اردت او احببت ..؟؟؟
ولم تطل مدّة البطالة بلا اجر …تحرّك بعضهم وعرض عليّ فكرة ان اهتم بالشؤون الثقافية في كلّية العلوم الاقتصادية والتصرّف بصفاقس …فؤجئت بالعرض ولكن لم يفاجئني صاحبه …هو زوج الزميلة ابتسام، الصديق العزيز جدّا توفيق المكوّر …اعرفه مذ كان تلميذا في التعليم الثانوي نسكن في نفس المنطقة ولكنّه كان انذاك انزوائيا جدا… وعندما توطّدت علاقتي بابتسام توطّدت علاقتي بكلّ عائلتها وخاصّة بوالدها المربّي الفاضل سي عمر رحمه الله وبزوجها خويا التوفيق …هو انسان عملّي لابعد الحدود جدّي في العمل بشكل منقطع النظير، فنان في جلساته مع الاصدقاء، يهوى الموسيقى الراقية والعزف على العود وهو في تلك الفترة يشتغل كاتبا عاما لكلية التصرّف وله علاقة حميمة مع عميدها السيد عباللطيف خماخم …
عرض عليّ الامر ودون تردد وافقت ..وافقت لا لأنني عاطل عن العمل بل لأنّ علاقتي بالصديق التوفيق تريحني للعمل معه …وصدر يوم 23 فيفري 1983 قرار تعييني من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كمسؤول عن الانشطة الثقافية بكلية العلوم الاقتصادية والتصرّف بصفاقس … وبدات مرحلة مهنية اخرى في حياتي …الم احدّثكم عن الاقدار …حياة الواحد منّا كبحّار يخرج بمركبه الى البحر ويرمي الشباك بحثا عن السمك … هل هناك من يدّعي انّه قادر على معرفة نوع السمك الذي سيصطاده …قد يكون كعيبات صبارص يعملو ستة وستين كيف …قد يكون كعيبات مللو حجر اللي ولّينا نسمعو بيه اكاهو ولسنا من قبيلة هاضاكا … لنجده على طاولتنا … اما الكروفات الروايال هاكي عاد قريب سوم الكيلو يشري مرجع تراب …
فقط كل ما ندعو به الى العزيز الرحمان ان يرأف بذلك البحّار حتى لا يتعرّض في كفاحه اليومي في لجج البحر الى مداهمة قرش، خاصّة ونحن معه نعيش زمن مداهمة القروش من قرطاج الى مونبليزير …
ـ يُتبع ـ
عبد الكريم قطاطة:
الاشهر الثلاثة الاخيرة من سنة 1982 شهدت اوّل منعرج في حياتي الاذاعية… في البداية كانت هنالك نقاط ضبابية جدا في التعامل مع المدير بالنيابة المرحوم محمد الفراتي…
احسست بجفاف وبرودة من جانبه على امتداد مدّة لا بأس بها … كنت اظنّ انّ تحوّله من رئاسة مصلحة الاخبار الى مدير بالنيابة، جعله يلبس كسوة الطاووس المزهوّ بالثوب الاداري الجديد خاصّة وهو من الصنف الذي يصعب عليك فكّ شفرات نظراته… اذ قد يبدو سعيدا وهو غير ذلك تماما والعكس صحيح ايضا… وحتى في بعض المناسبات النادرة جدا التي دعاني فيها الى مكتبه كنت افاجأ بحواره معي في شؤونه الخاصّة والتي لا تمت لا للعمل بأية صلة… اذ كان يسألني احيانا عن حيرته في نوعية الغداء التي تؤرّق مضجعه واخرج بيد فارغة واخرى كلّها دهشة…
وللامانة كلّ هذا لا يُنقص من قيمته في شيء كواحد من افضل صحفيي اذاعة صفاقس في فترته …الاّ انّ بعض تصرّفاته كانت تبعث على القلق …ثمّ تجمّدت العلاقة معه بشكل مباشر لتُصبح بالمكاتيب… اتذكّر مرّة انّه سالني بالهاتف عن محتوى حصّتي القادمة من برنامج “كوكتيل” وهو ما لم يحدث اطلاقا مع سلفه المرحوم قاسم المسدّي… وطلب منّي ان يكون الردّ كتابيّا فكتبت له الاتي (وكل الوثائق التي ساعرضها عليكم مازلت احتفظ بنسخ منها)، كتبت له: الموضوع الرئيسي المقترح للحصّة المقبلة سيكون محوره النقل العمومي ومشاكله والهدف منه الاستماع لمشاغل الناس في هذا القطاع الحيوي، واذكّرك انّنا في وسيلتنا الاعلامية اذاعة صفاقس من واجبنا ان نستمع للمواطن ونقول للمحسن احسنت وللمسيء اسأت، واذا يُعاب علينا ان نكون كذلك فذلك شرف لنا، وليعلم كل واحد منّا انّ مسؤوليتنا تاريخية قبل ان تكون وظيفيّة اداريّة ..
كنت مدركا خاصّة بالجملة الاخيرة الواردة في مكتوبي انّي اشير اليه مباشرة بخطابي حتى اوقظ فيه جانب الصحفي المسؤول لا المدير بالنيابة على مقعده الوثير …ولكن يبدو انّ ذلك المقعد الوثير مغر… منذ فتنة عثمان رضي الله عنه هو مغر …ولو ادّى بقاتل أحد المُبشّرين بالجنّة إلى غرس خنجره فيه وهو يصيح (الله اكبر) …وكأنه قتل عدوّ الله … تماما كما يفعل منذ تلك الحادثة كلّ من يتصوّر انّه المهدي المنتظر في زمننا هذا .. رحم الله الامام محمد الغزالي الفقيه المصري في العصر الحديث الذي دعا دعاءه الشهير (اللهم ابعد اهل السياسة عن الدين وابعد اهل الدين عن السياسة) ….
بعد تلك الارساليات فوجئت يوما بنصف ورقة ارسلها اليّ المرحوم الفراتي يقول لي باحرف مبعثرة تشبه جدا روشتة الطبيب في طلاسمها والتي لم استطع فكّ رموزها الاّ بعد الاستعانة بصديق زميل يفهم في الطلاسم… ومفادها هنالك مستمعة اسمها كذا اشتكتك اليّ حيث انّك اهملت رسالتها ولم تردّ عليها … ضحكت صدقا حتى استلقيت على ظهري (ما هذه استلقيت على ظهري ؟؟… هكذا يقولون في القصص عن الامراء والملوك وابو دلامة او جحا يقصّ عليهم النوادر… وهنا لم افهم تماما اللوحة اذ كيف لملك جالس في مجلسه ان يستلقي على ظهره …؟؟ انا ادرك جيدا انّ لهؤلاء بيوت نوم فاخرة متعددة الصفات والمحتويات من القينات والغلمان … ولكن هل وقتها كان الملك (يعمل شاطح باطح) في بيت نومه وبالتحديد على سريره وعمّك جحا يروي نكته وهو راكش يبلع في ريقو .. يغزر وكل شيء فيه حي موش كان عينو حيّة … ساترك الامر للوافدين الجدد على المشهد الاعلامي جماعة شمس الشموسي يتدارسون الامر لأني اقّر بأنهم اكثر اختصاصا وكفاءة منّي .. والله لا يحضّرنا محاضر سوء) ..
اذن تلقّيت الرسالة وكان ردّي في منتهى السخرية… اجبته قائلا: “اوّلا انا لا اعرف هذه المستمعة بتاتا ثمّ وهو الاهم، الكوكتيل ليست له سلّة مهملات” .. اجابني: “انا لم اتحدث عن سلة مهملات تحدثت عن اهمالك لرسالة الصديقة” …شوفو هاكي القضية النووية اللي يحكي عليها مدير مع منتج ؟؟؟ .. ولأنني كنت ومازلت من قبيلة (وإذا عدتم عدنا) كتبت له: “بما انّ البرنامج ليست له سلّة مهملات فضمنيّا ليس هنالك اهمال لأية رسالة “… لم يردّ ولكن بدأت مجموعة من الشكوك تخامرني …اشبيه سي الفراتي هذا …؟؟ يخخي ما رقدش بلقدا قام يتوحّم عليّ؟؟ … للتوضيح انا احكي عمّا وقع في تلك الفترة دون رتوش وللتوثيق فقط لأننا وستكتشفون ذلك علاقتنا انتهت بكثير من الاحترام والتقدير الصادقين …
لم افهم وقتها بالضبط ما يُحاك لي في الخفاء …بل لم اتوقّعه بتاتا …الا انني فوجئت يوم 8 اكتوبر وانا ادخل للاستوديو بالفنّي يقول لي السيّد محمد الفراتي قرّر ايقاف الكوكتيل …حاف … قطّبت حاجبيّ للتعبير عن استغرابي العميق … وسألت الزميل الفنّي … اشنوّة ..؟؟؟ علاش ..؟؟؟ هزّ زميلي كتفيه وقال: ما نعرفش ما عندي حتّى معلومة قالولي قلتلك… خرجت من الاستوديو واتجهت الى مكتب المدير بالنيابة …طلبت من السكرتيرة الزميلة سامية ان تعلم السيد الفراتي بوجودي في مكتبه طالبا مقابلته …كلّمته في الامر ثم اغلقت الهاتف لتبلّغني الآتي: قللك ما انجمش نقابلك عندو ما يعمل …
عندها برز عبدالكريم الخايب للوجود … فتحت بابه دون استئذان ودخلت عليه كان يشرب كأس عصير ويغمس فيه “ڨرن” من البشكوتو… سلّمت عليه بكل هدوء واخبرته بما اخبروني به حول ايقاف الكوكتيل …وسألت: انجم نعرف الاسباب ؟؟… لم يأبه بسؤالي وقال: “انا ما آذنتلكش بالدخول وهذا يتسمّى اقتحام مكتب موظّف اثناء القيام بعمله” … اتّك اتّك شوف هاكي التهمة الخطيرة …نظرت اليه وقلت لشنوة تغطيس الڨرن في الكاس وطرف ما يلحق طرف، من الاعمال الجليلة عندك ..؟؟؟ اجاب من فضلك احترم غيرك … علا صوتي في تلك اللحظة وقلت آمرا ايّاه باصبعي على فمي بما معناه اسكت واستمع اليّ .. نظرت اليه بكل سخرية واستهتار وقلت .ذلك الكرسيّ الذي جلست عليه غرّك كثيرا وتوهّمت نفسك “مدير بالحق” ..ولكن خذه وعدا وعهدا عليّ ستغادر وقريبا ذلك الكرسيّ وساعود الى مصدحي رغم انفك …
لم ينبس ببنت شفة ولا حتّى بربيبتها … وغادرت المكتب والاذاعة الى لست ادري …سرت وحدي شريدا محطّم الخطوات، تهزّني انفاسي تخيفني لفتاتي، بعضي يمزّق بعضي، لست ادري الى اين ..طفت ربما يومها كلّ شوارع صفاقس وكل طرقها وثناياها وكانت عائلتي وكرامة التي لم يتجاوز عمرها بعض الاشهر هي ملاذي … اخبرتهم بالامر ولم اجد منهم جميعا الاّ الدعم غير المشروط وكلّ على طريقته وباسلوبه …
في الغد اتجهت الى الاذاعة لاجد استجوابا اداريا رسميا مرقونا في انتظاري وهذا محتواه (السيد عبدالكريم قطاطة لفت نظري في المدّة الاخيرة انحراف برنامجك “كوكتيل من البريد الى الاثير” عن طابعه التنشيطي التثقيفي الترفيهي وخروجه عنه بتحاليل قضايا سياسية من وجهة نظر تخالف اتجاه البرمجة وسياسة الحكومة، مثل طرق موضوع حول اليهود وفيه اثارة للمشاعر وبث التباغض بين الاجناس، كذلك مثل تعليق على مقابلة رئيستي بريطانيا والهند باسلوب ساخر قدّمت فيه احكاما جملية تقييمية عن سياسات دول العالم الثالث… الامضاء محمد الفراتي مدير اذاعة صفاقس) … يا بوقلب حب يلبّسهالي ولا تقرا لا تكتب هذا اولا، ثم هو مدير بالنيابة اعطاوه الكريّع مدّ ايدو للجديّق ! …
دعوني افسّر لكم ماذا حدث بالضبط في الموضوعين المشار اليهما… اولا بالنسبة لموضوع اليهود قرأت دراسة علمية لتاريخ اليهود منذ القدم دون ايّ تعليق منّي… امّا الموضوع الثاني فقلت فيه استقبلت السيدة انديرا غاندي السيدة مارغريت تاتشر واقامت على شرفها مادبة عشاء… وعلّقت بقولي زعمة مأدبات العشاء والغداء في البلدان الفقيرة موش لو كان وكّلو بيها شعوبهم خير ..؟؟؟… انا واع جدا بأن طرحي ليس بريئا بالمرّة ولكن هذا كان يحدث بشكل دائم في البرنامج مع سلفه المرحوم قاسم المسدّي فما الذي تغيّر ؟؟؟ هل الفراتي اكثر حرصا وكفاءة من سلفه ..يستحيل … خاصّة والمعروف عن المسدّي انّه واحد من جنود النظام وبكل حماسة ..الامر اذن فيه الف واو ..
في نفس اللحظة التي انتهيت فيها من قراءة الاستجواب كتبت له الرد: سيدي (حاف لا اسم ولا صفة ولا مندوب) تحية وبعد (حتى هذي شايحة كما ترون) ردا على ماجاء في مكتوبكم هذا، اعلمكم بأني غير مقتنع بتعليقكم على الموضوعين المشار اليهما حيث انّي اعتبر نفسي المتحدّث عن مشاغل تهم المواطن التونسي بموضوعية تاريخية وعلمية ولا تقبل مجالا للقدح وليس من شانها ان تثير الشغب، حيث يعلم المستمع موقف البرنامج من اليهود ومن الصهيونية… الا انّي اؤكّد لكم انكم ترقبتم الفرصة لإبعادي عن الميكروفون بعد نوايا مبيّتة وهذا من شأنه ان يضرّ بمؤسستنا الاعلامية ويخلق فيها تكتّلات واحلافا كنتم فيها المسؤول بدرجة كبرى… اؤكّد لكم ان كلّ حيثيات وجزئيات ما قمتم به لحدّ الان في هذا المضمار ساُطلع عليها وزير الاعلام والمدير العام لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية والرأي العام في رسالة مفتوحة ستُنشر على احدى صفحات الجرائد… وانّني ادين هذا التصرّف من جانبكم الذي اعتبره لامسؤولا من جهة، وتعسفا على حقوق آلاف المستمعين وسيرا ضدّ مسار الجماهير العريضة لهذا البرنامج … للحوار بقية …الإمضاء: عبدالكريم قطاطة …
ذلك كان محتوى الردّ على استجواب محمد الفراتي رحمه الله وغفر له بعد ان غفرت له يوما مّا كل الذي حدث وبشهادة السيد محمد عبدالكافي مدير اذاعة صفاقس… ففي 1987 هذا الاخير دعاني يوما الى مكتبه وقال لي السيد محمد الفراتي يريد ان يجلس اليك ويعتذر لك عما حدث سنة 82… انا من طبعي لم ارفض يوما ايّة يد تمتدّ لي للاعتذار كما لم ولن اتأخر يوما عن تقديم ايّ اعتذار متى اخطأت… لذلك قبلت الطلب وجلس ثلاثتنا… كان المرحوم محمد الفراتي اوّل من تكلّم: شوف خويا عبدالكريم اوّلا انت اذاعي من الطراز الممتاز ومكانك ليس في اذاعة تونسية فحسب بل في ايّة اذاعة عالمية … ثانيا انا جئت الان لاعتذر لك عما صدر منّي…دارو بيّ اولاد الحلال الله لا يسامحهم… وها انا امدّ يدي لاصافحك بكل صدق وارجو ان تغفر لي ماحدث …
نهضت من مقعدي وذهبت اليه عانقته وقبّلته وقلت له اطو الصفحة ليس لي ايّة صغينة احملها تجاهك … وكأنّ القدر كان يناديه …اذ انّه بعد اسبوع من تلك المقابلة تعرّض صحبة الزميل علي الجرّاية الى حادث مرور قاتل رحمهما الله …. نم يا زميلي محمد انا مسامحك دنيا وآخرة …
ـ يتبع ـ
عبد القادر المقري:
لطالما كان محصول أبطالنا من ذوي الهمم، في الألعاب الأولمبية وبطولات العالم إلخ، أكبر عددا وعدّة مما جلبه إلينا رياضيونا الأسوياء رغم قيمة ما فعله بعض هؤلاء…
وهنا يتبادر إلى الذهن أن ذلك قد يفسّر ببعض السهولة في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة قياسا إلى الأولمبياد الآخر… ظننّا ذلك وكان الظن إثما، نعم … فألعاب ذوي الإعاقة لم تعد (بل لم تكن يوما) تجمّعا خيريا أو تسلية يوصي بها المرشد الاجتماعي للإحاطة النفسية … أبدا… بل هي مسابقات صارمة القوانين عالية الكفاءة تعتصر من المتسابق آخر رمق من موهبته وجهده وإرادة النصر التي يعمر بها قلبه… زائد فوق ذلك التكوين والإعداد والمعسكرات (كم أكره كلمة “تربصات” الرائجة عندنا بوقاحة) … هم هناك محترفون بأتم معنى الكلمة ويخضعون لتراتيب لا ترحم ولا محاباة فيها ولا صدقة جارية… حديد في حديد يعني، فلنكفّ عن استصغار ما هو كبير وجليل…
ولعمري فإن هذا يجعلنا ننظر بعين مقدّرة إلى إنجازات روعة التليلي ووليد كتيلة وقد أصبح الاثنان بعدُ من أساطيرنا ومن مراجع الرياضة العالمية … ويضاف إليهما شباب آخرون رفعوا رقابنا ورايتنا ونشيدنا كالتيساوي وبوكحيلي وأعتذر لمن لم يحضر الآن على طرف لساني… ننظر بعين الإكبار ونضع تلك الأسماء في مدار أعلام تونس ومفاخرها عبر الدهور… وكنت دائما أضع القمودي والشتالي جنبا إلى جنب مع ابن خلدون وابن منظور والشابي والمعزّ والجنرال حنبعل … وصار حتما علينا أن نضيف للائحة الشرف واحدة كابنة قفصة، هذه الروعة القصيرة جسدا واللامتناهية قيمة وهمّة ومجد ملكات…
بقي في القلب شيء من حتى… من المفروض ونحن من سنوات طويلة نرى رياضيينا البارالمبيين يكتسحون الدنيا بالقليل القليل الذي أخذوه… من المفروض أن ذلك فرصة لنا لكي نراجع سياساتنا سواء في العناية بهذا الصنف من الرياضة والرياضيين، أو بوضعية المعاقين في بلادنا بصورة هامة… لا منّة منا ولا شفقة، بل واجب دستوري لا نستحق دونه لقب دولة… صراحة… في هؤلاء ثروات تهزأ ببترول وغاز وأية سخطة يتعلل بها أي مسؤول ليبرر فقرنا وعجزنا وانبطاحنا “الاضطراري” لصندوق النكد الدولي والاتحاد الأوروبي، وهذه الطليانة التي تهدّ علينا بين الفينة الأخرى لتتفقّد مدى إجادتنا لدور عسّاس الحدود البحرية لبلادها…
معاقونا (وأسمح لنفسي باستعمال المصطلح الحقيقي حتى يأتي ما يخالف) معاقونا، أثبتوا دائما أنهم كنوز حية تكفيها نصف فرصة لصنع العجب… لا في الرياضة فحسب… بل في الإمكان أن يطلع منهم “هاوكينغ” تونسي، وطه حسين تونسي، و”بيرل باك” تونسية و”تولوز لوتريك” تونسي إلى آخر القائمة… شرط أن نعطيهم حقهم كبشر وأن نهيّء مؤسساتنا وفضاءنا العام لكي يكون لهم محضنا وحقلا خصبا وحافزا للطاقة…
نفعل ذلك بوعي وصدق وعمل لا يتوقف على مناسبات… لا أن نتذكرهم مرة كل نصف قرن بحميّة مباغتة أقرب إلى البروباغندا أو الموضة الزائلة بعد يومين اثنين… فنصدر كما فعلنا ذات تسعينات منشورا يأمر الإدارات بتخصيص مدرج خاص بالكراسي المتحركة… عاجلا وكما اتفق… فإذا بجميعها تسارع باستدعاء أقرب “بنّاي” وتطلب منه إنجاز مزلق بالإسمنت فوق الدروج الموجودة أو بجانبها أو بأي مكان… المهم تطبيق المنشور إرضاء لسلطة لا يهمها شيء… وقد أعطى ذلك في بعض الأحيان أشكالا سريالية أو زوايا حادة إلى درجة أنه لو استعملها معاق على كرسي، لتطلّب منه ذلك حبالا للتسلق صعودا، أو لانطلقت عجلاته كالسهم إلى عرض الطريق وهو نازل…
ندوة المعهد العربي لحقوق الإنسان… “أنسنة عالمنا وحماية مستقبلنا”
وكالة أنباء والرئيس الأوكراني يدفعان إلى مواجهة نووية بين روسيا والاتحاد الأوروبي
جيش الاحتلال يدرس تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية
بعد فشله في المناظرة التلفزية أمام هاريس… ترامب ينشر ادعاءات عنصرية ضد المهاجرين
كوريا الشمالية تكشف عن مصانع سلاحها النووي
استطلاع
صن نار
- اجتماعياقبل ساعتين
ندوة المعهد العربي لحقوق الإنسان… “أنسنة عالمنا وحماية مستقبلنا”
- صن نارقبل 6 ساعات
وكالة أنباء والرئيس الأوكراني يدفعان إلى مواجهة نووية بين روسيا والاتحاد الأوروبي
- صن نارقبل 6 ساعات
جيش الاحتلال يدرس تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية
- صن نارقبل 7 ساعات
بعد فشله في المناظرة التلفزية أمام هاريس… ترامب ينشر ادعاءات عنصرية ضد المهاجرين
- صن نارقبل 9 ساعات
كوريا الشمالية تكشف عن مصانع سلاحها النووي
- اجتماعياقبل 9 ساعات
قضية العلَم التركي… تمديد الاحتفاظ بأربعة أشخاص
- من يوميات دوجة و مجيدةقبل 13 ساعة
عرس بنت محسونة
- جور نارقبل يوم واحد
ورقات يتيم … الورقة 69