تابعنا على

جور نار

ورقات يتيم … الورقة رقم 9

نشرت

في

Voleur avec Apple illustration stock Illustration du criminel 77523663

سنة السادسة “ابتدائي” وانا استعد لسنة ليست ككل السنوات في حياة كل تلميذ انذاك (سنة السيزيام وما ادراك) وشهادة السيزيام انذاك كانت شهادة تنتظرها لا فقط عائلة التلميذ بل اهله وجيرانه وخاصة “الحوش” لانني سادخل في مناظرتها مع ابن عمي الذي يكبرني بثلاث سنوات . والمنافسة بيننا وبين العائلتين في الخفاء ستكون على اشدها ..

عبد الكريم قطاطة
<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

وانا استعد لتلك السنة عشت احداثا هي الاولى من نوعها في حياتي … اولها انني وبمعية ابن عمي تآمرنا على السرقة …نعم هي الا ولى و لن تكون الاخيرة …سرقة التفاح من جنان احد جيراننا ..هم جيران من اولائك الذين يسكنون في المدينة شتاء وفي الغابة صيفا … اغنياء صفاقس عموما … وغيب يا قط العب يا فار … خرجنا يومها كعادتنا نبحث في طوابي الجيران عن الحميضة والجرجير والهندي السوري (وهو نوع من الهندي صغير الحجم احمر اللون لذيذ لمن يريد الحموضة ويستعمله العديد في وضعه ببعض الخضر المملحة كالسفنارية واللفت لصبغهما بلونه الاحمر الجميل) وهو لا يوجد بكثرة في غابتنا …وبعد ان تمكنا من الحصول على صيدنا خطر ببالنا ان نذهب الى صيد اثمن: تفاح دار بسباس، جنان هؤلاء كان شاسعا وبه عديد االاشجار المثمرة الا ان اختيارنا وقع على التفاح ….

هذه النوعية من الثمار كنا لا نأكل منها الا ما يجلبه عمي الدلال من عمله او ما يرمي به العاملون في ماكينة °ولها ° المحاذية لمدرستي الابتدائية والتي تتنوع اختصاصاتها حسب الفصول … ففي الشتاء هي لعصر الزيتون وبداية من الربيع تصبح قلعة كبيرة لفرز الغلال وتصديرها الى داخل الجمهورية، علاوة على تهيئة ثمار اللوز (تقشيرا وتكسيرا) لنفس الغرض …وسواء كان محصول التفاح مما يجلبه عمي او مما يرميه عمال الماكينة فانه لن يكون الا تفاحا معتلا في ثلثيه حيث نلتهم الثلث المعافى من عاهة الثمار… اذ كيف لنا ان نقدر على شراء التفاح وهو بالنسبة لميزانيتنا انذاك كافيار ..؟؟ هل تصورتم الان الصيد الثمين الذي برز الى المشهد المعدي ونحن نبحلق بكروشنا لا بأعيننا الى تفاح البسابسة ..؟؟؟

ابن عمي اختار ان يكون بوليسا يراقب حركة المرور في الزنقة واشار على “كريّم” باجتياز الاسلاك الشائكة وبالهجوم الداعشي على شجرة التفاح …وكان داعشيا حقا لاني وانا الخائف من افتضاح امري ذبحت كعيبات التفاح بـ”حشيشو وريشو”، طايب على نيّ، صغير على كبير … ولم ارحم حتى بعض الاغصان التي حرمتها يومها من امومتها . والى الابد .. وهرولنا فرحين مسرورين الى جناننا لالتهام الغنيمة … وقللو تعرفشي نسرق قللو نعرف قللو تعرفشي تخبي قللو ماهياش من اختصاصي (هذي من اختصاص لصوص السياسة بعد 4 1جانفي !)…وبعد ان اخذنا نصيبنا من ثمار التفاح البسباسي اللذيذ بقي من المحصول بعض التفاحات، ارتأينا ان نحجز لها مكانا في الحوش حتى لا تطاله لا الايدي ولا الاعين ..لتنمكن من العودة الى التفاح اللي يفوح ..واللي ماشي يطلع الروح، وكانه (وحسب الاساطير لا غير) التفاح اصل البلية منذ آدم وحواء _.

وضعناه في جيوب بنطلوناتنا ومشينا الهوينى حتى لا نلفت الينا انظار سكان الحوش …وما كدنا نجتاز عتبة الحوش حتى اطلت علينا عيادة بنظراتها المرتابة ….هي دائما مرتابة كلما خرجت مع ابن عمي او كلما تاخرت في العودة الى المنزل ..وفي هذه الحالة يصح الوجهان كما تقول القاعدة اللغوية . رغم انه يومها “اتهردو” الوجهان … وجهي ووجه ابن عمي… وما ان لمحت كرات التنس التي انتفخ بها جيبا “دجوركوفيتش ونادال”، حتى عرفت ان الامور فيها ليس فقط واو بل ظن وخال وشك وحسب و شمّ … وفعلا اشتمت عيادة الرائحة …وكعادتها وبكل بهنسة النساء الحكيمات سالتني … اشنوة هاكة يا وليدي؟ وكنت في تلك السن وانا عامل عملة، يتملكني خوف رهيب منها واتسمر في مكاني دون حراك لانه حتى الهروب منها لن ينفع اذ واذكركم بمقولتها الشهيرة عند محاولتي الهروب: والله لو كان متاقفش نقتلك…

واذعن لمشيئة “تاتشر عيادة” المرأة الفولاذية (لان الحديدية ليس من قدرها) وتدخل والدتي يدها في جيب البنطلون لتخرج الكنوز المهربة … وبنظرة غاضبة تزمجر في وجهي ويعلو صوتها تدريجيا حسب نسق اعترافي …ايا قللي منين سرقتوه … واذعن للحقيقة المرة …انكشف امري …لا فائدة من ان اتلكأ امام قاضية التحقيق عسى ان يكون اعترافي فيه ضمان لعقاب اخف مما ينتظرني ..وتلتحق خالتي والدة ابن عمي بمهرجان القبض على مجرمي الحوش: “هاكة اللي مازال علينا نسرقو ديار جيرانّا …هذا لا عملو لا بوك لا جدك” (ولست ادري ان كانا فعلا بريئين او “العريق جباد” حقا لست ادري) .. وتتفقان على رفع القضية للسلط العليا في محكمة العدل الحوشية (ابي وعمي) مع حجز المسروقات وحجزنا بقية اليوم داخل بيت كل واحد منا دون حراك ….لا مرزوقي …ولا دايمي …ولا عدناني … ولا والو …

وتمر الساعات طويلة ونحن ننتظر صدور احكام ‘التاس’ الحوشية …وعينك ما ترى النور ويزمجر السيدان ويقرران طريحة على الساقين (واحد يحمل والاخر يضرب) لكل واحد منا … وهي المرة الاولى ولكنها الاخيرة التي اقع فيها تحت طائلة هذا العقاب وهذا العذاب … ولكم ان تتصوروا حالتي وانا طفل لم يعاقب يوما بطريحة من جهة ثم نفس هذا الطفل كان يعيش الرعب في الروضة (زاوية سيدي عبدالقادر) وهو يشاهد بعينه وقلبه وكل حواسه اترابه يخضعون لعقاب “الفلقة”، تلك الشبيهة بالمقصلة وهي تثبت القدمين بين فكيها الخشبيين وسيدي المدب يمسد الرجلين بعصا زيتون …

الحدث الثاني الذي عشته في تلك السنة لعبي للكرة لاول مرة في حياتي مع بورة الكحلاوي، بورة حومتنا ..الفرق انذاك تسمى في صفاقس اما بمكانها الجغرافي (بورة القصر بورة حي بورقيبة طريق سيدي منصور … بورة الحطاب مركز الحطاب طريق المهدية) … او باسماء اشخاص او عائلات (بورة العلوش بورة العذار بورة الشباشبة او ….بورة الكحلاوي) …وبعد تعرفي على اترابي في حومتنا فهمت جيدا لماذا سميت البورة ياسمه … هو اولا لاعب فريد من نوعه لانه قادر على اللعب في اي مركز من حراسة المرمى الى قلب هجوم والله دون اية مبالغة (ورغم الاختبار الناجح جدا الذي اجراه في السي اس اس وهو صغير السن _13 سنة _ ورغم رغبة الاطار الفني لجلبه بكل السبل الى النادي، فانه رفض رفضا قطعيا الانضمام) …لا تظنوا ان الترجي اغراه بالمليارات ثم طلع صيشة …بل رفضه كان لسبب حيوي بالنسبة اليه …هو متعود على لعب الكرة في حومتنا دون حذاء …إينعم،حافيا … فكيف له ان يفرط في هذه المتعة ويسجن رجليه في ‘بودير’؟؟؟ ثاني الاسباب انه كان _باربو الحومة …صحة بدن وبونيتو تخوف … ومن يجرؤ على عراكه ..؟؟؟؟..

في ذلك اليوم المشهود في علاقتي بكرة القدم ارسلتني امي لقضاء بعض حاجيات العائلة لطهي العشاء …وما ان وصلت الى البورة (ملعب صغير في ذلك الزمن وسط الوادي طوله بالكاد عشرة امتار وعرضه متران) … ما ان وصلت حتى دعاني سي الكحلاوي لا مشورة بل امرا لكي اتمّ المجموعة وآخذ مكاني كحارس مرمى …لبيت دون تردد اولا خوفا من بطش الكحلاوي وثانيا زهوا وافتخارا …توة وليت راجل يا عبدالكريم وتلعب مع الرجال وفي بورة الكحلاوي التي يستحيل ان ينتصر عليها اي فريق منافس سواء لعبا او بالبونية، خاسرين رابحين ما تروحوا كان خاسرين …وماكدت ادخل الى عشب “البرنابيو” (حجارة وحصاة الوادي) حتى عملت فيها بطلا وبقفزة بهلوانية لصد المهاجم ومنعه من تسجيل هدف وكأني° ياشين° زماني، الحارس الروسي الشهير والملقب بالعنكبوت الاسود، حتى انهال الكحلاوي شتما وسبا على “كريم” وهو يرى الكرة تجتازني من بين ساقيّ (عظمة) وتستقر في شباكي …وهل كانت هنالك شباك ..؟؟؟ كل ما في الامر حجرتان لرسم معالم المرمى والبقية ارض صلبة تدمي كل لاعبيها ..

خجلت من نفسي ومن “تكركيرة” الكحلاوي بعد ان فصلني واطردني شر طردة … واحمد الله انه لم يمر الى سرعة الغضب القصوى فيوافيني حق الطبل ليلة العرس …غادرت الملعب الاولمبي لحومتنا واتجهت مسرعا الى حانوت الحومة لقضاء ما اوصتني به امي …كانت تنتظرني براس الزنقة كلما ابطأت في عودتي …وكانت تخاف على كريمها بشكل خرافي … الساعة انذاك تشير الى قرب المغرب فكيف لولدها ان يعود ليلا وكيف له ان يبطئ في عودته ومعه ملح العشاء ؟؟؟؟ وما ان اقتربت منها حتى وكعادتها نظرت في ملابسي وحالتي مليا ثم اندلعت المعركة (وهي على فكرة، من جانب واحد)…ما تقلليش لعبت الكورة مع كلاب السوق …؟؟؟ …انت قدرك من قدرهم …؟؟؟؟ (وكأني ابن الباشا محمد قطاطة( …هكة دبشك؟ …مبلحطين ..؟؟؟ اش قولك نحمش عليك بوك ..؟؟؟ اوعدني انك ما عادش تعاودها ماكانشي اعرف اش يستنى فيك الليلة حكان بالفلفل من عندي والا بوك يبيتك معلق ….يشرق علينا نخالطو اللي ما يسواوش .؟؟؟

وامام هذا الواقع المنذر بكل العواصف اذعن واعدها بـ “باهي نوعدك ماعادش نعاودها” … وهو وعد لم اتقن يوما الوفاء به بل تفننت كل المرات للاطاحة به مما جعلها في آخر عهدي بالكرة وانا احمل الزي الرياضي لاشارك اما في تمارين او في مباراة، تتنهد وببسمة خفيفة تردف: مازالت اتبع فيك هالكورة يراها مقهورة … وهي صادقة في دعائها لان الكرة في جل طفولتي وشبابي قهرت ارادتها في إثنائي عنها …

الحدث الثالث قبل مناظرة السيزيام بايام كان دخولي لقاعة سينما بصفاقس المدينة …حدث ذلك في قاعة الهلال سابقا وهي كانت بجانب المسرح البلدي ..والفيلم كان لفريد الاطرش وسميرة احمد °شاطئ الحب ° والدعوة اتت من خطيب اختي (طبعا وين نحطك يا طبق الورد) …انذاك لم يكن بامكان الخطيب ان يرافق خطيبته الى اي مكان قبل الزواج وكانت العبارة المنتشرة في ذلك الزمن والتي يحرص كل اب على اشتراطها على الخطيب: لا نحب لا دخلة ولا خرجة. هذية امور ماهياش في سبرنا (اي في عاداتنا)…وانطلاقا من °امر على الديار ديار ليلى اقبل ذا الجدار وذا الجدار، وما حب الديار سكنّ قلبي ولكن حب من سكن الديار °، فان خطيب اختي كان عندما دعاني الى مشاهدة فيلم معه يريد ان يبلغ رسالة مشفرة الى اختي قد تكون “شفت قداش نعزك .؟؟”..او شفت قداش نحبك يا ريت كنت انت في بلاصتو ؟؟..او وقتاش يمروا الايام وندخل انا وياك وين ما تحب … اي بموجز العبارات …راهو قريب صبري ينفد …

ولا اظن بل انا علي يقين كلي بان هذه الرسائل المشفرة تنزل على قلب اختي بردا وسلاما في بدايتها ثم تتحول عند مغادرتنا انا واياه لحوشنا، الى تنهيدة يصل مداها الى ربض زنقة بن سعيد حيث يقطن خطيبها …لن انسى لخطيب اختي مهما كانت نوعية رسائله المشفرة، انه وطوال عمره كان يضعني في اطار ذلك الاخ الصغير الحريص على الوقوف معه في كل احتياجاته… رحمه الله ولنا عودة للعديد منها …

في شهر جوان وصلت بطاقة الاستدعاء … لاجتياز مناظرة السيزيام بالليسيه … هكذا كان يسمى معهد طريق قابس للذكور…. معهد 15 نوفمبر كان يسمى الحي ومعهد 9 افريل كان يسمى التكنيك ومعهد الفتيات كان يسمى “ليسيه دي جون في” اي معهد الفتيات ان صحت الترجمة … ثم معهدان اعداديان للناجحين كبار السن والذين لا تتجاوز مدة دراستهم ثلاث سنوات، وهما اشبه شيء بالمعاهد المهنية حاليا … معهد محمد علي (وكان يسمى السونتر) وهو للفتيان … ومعهد الطاهر الحداد وكان يسمى سوق الزيتون وهو للفتيات … هذه هي فقط المعاهد الموجودة انذاك بصفاقس …

يااااااااااااااااااااااااااه كانت على قلّتها معاهد لها بصمانها ولها حكاياتها ….وكم منها فقد لونه وطعمه ورائحته الان …كم انا يتيم وانا ارى ما صارت عليه اليوم في جلها

ـ يتبع ـ

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جور نار

ورقات يتيم … الورقة 97

نشرت

في

عبد الكريم قطاطة:

من ضمن ما تعلمته في دراستي بالمعهد الوطني للعلوم السمعية البصرية بباريس، قاعدة اعتبرتها ذهبية في الانتاج السمعي البصري الا وهي نجاح اي برنامج يعتمد اساسا وبدرجة 80 بالـ 100 على الاعداد الجيّد… نعم والاعتناء بتفاصيل التفاصيل… وهذا ما حرصت عليه منذ وجدت نفسي امام المصدح فما بالكم ببرنامج يمتدّ على مساحة زمنية بـ24 ساعة دون توقف…

عبد الكريم قطاطة

اذن وجب الاعداد الجيّد شكلا ومحتوى لهذا البرنامج… لذلك حرصت قبل تنفيذ البرنامج على تكوين فرق للاعداد معي لهذا الغرض: فريق خصصته لآراء المستمعين بمدينة صفاقس وضواحيها حول مسيرة اذاعة صفاقس ومدى تجاوب المتلقّي معها طيلة 35 سنة… فريق آخر كلّفته بآراء المستمعين الشباب الذين لم يواكبوا الاذاعة الا في سنواتها العشر الاخيرة وخاصة نقاط ضعف الاذاعة التي علينا تلافيها ونقاط قوتها التي وجب تعزيزها… وكلا العملين كان ضمن ريبورتاجات … فريقان اثنان يواكبان السهرة مباشرة مع مستمعينا خارج ولاية صفاقس بداية من الساعة العاشرة صباحا ليوم 7 ديسمبر، حيث ينطلق الفريق الاول في رحلة ماراثونية من بنزرت حتى صفاقس طيلة البرنامج، ليلتقي بعديد المستمعين في منازلهم وفي مدن مختلفة وليفسح لهم المجال للتعبير عن آرائهم سلبا او ايجابا حول ما تقدمه اذاعة صفاقس من برامج…

وفريق ثان يقوم بنفس المهمة انطلاقا من بن قردان الى صفاقس… على ان يكون وصول أفراده الى صفاقس وبالتحديد الى مقرّ الاذاعة يوم 8 ديسمبر على الساعة الثامنة صباحا… حيث يكون اللقاء مع هذين الفريقين مباشرة من الاستوديو للتعبير عن رحلتهما كيف كانتا، وعن انطباعاتهما حول كلّ ما عاشاه في تلك الرحلة… لم انس كذلك مستمعينا عبر الهاتف حيث خصصت طيلة السهرة نصيبا من الوقت لمداخلاتهم… ودعوت صديقي وزميلي عبدالجليل بن عبد الله لمشاركتي في التنشيط الذي حرصنا فيه معا على اضفاء روح الدعابة فيه… وتداول على الكونسولات العديد من التقنيين الذين هبوا وبكل طواعية لياخذ كل واحد منهم نصيبه من الحدث… وقبل 24 ساعة من انطلاق البرنامج كان دليل البرنامج مُعدّا بكل تفاصيل البرنامج وبتوقيت المداخلات وبكلّ اغانيه…

ودليل البرنامج عندي من الاشياء المقدسة رغم انّ ظاهره عمل عسكريّ قاس لانّه مفصّل بالدقائق والثواني وهو ما يعتبره البعض عملا شاقا ثم هو لا يفسح المجال للارتجال… وحجة هؤلاء في مفصل الارتجال انهم يعتبرونه هامشا هاما من الحرية لا استغناء عنه… بينما ارى الارتجال في تقديري هروبا من مسؤولية تنظيم العمل بدقّة اي هو تعلّة كاذبة… لانّ العمل المنظم لا يتعارض مع الارتجال ان لزم الامر… امّا ان يدخل المنتج الى الاستوديو دون اعداد جيد تاركا الحبل على الغارب للفنّي الذي يتولّى اختيار وتمرير الاغاني التي تروق له، فذلك عندي (تخلويض وكسل)… اذ كيف لمنتج ومنشط لا يقوم هو باختيار اغانيه التي تتلاءم والمواضيع المقترحة في برنامجه ؟؟ وفي رواية اخرى نعم للحرية والارتجال اذا كان ذلك يخدم مصلحة المنتوج ولا للعبث والتهاون..

عندما قدمت دليل البرنامج للسيد عبدالقادر عقير للاطلاع عليه وامضائه.. اندهش من دقة التفاصيل وللامانة امضى عليه دون ايّ اطلاع… واضاف مرّة اخرى: (يخخي انا نعرف خير منك؟)… اخذت دليل البرنامج بعد ان امضاه واغتنمت الفرصة لتذكيره بالجائزة… تلفزة من الحجم الصغير… طمأنني بالقول (صاحبك راجل)… اتفقنا وتمنى لي النجاح والتوفيق… ارتأيت ان تكون الجائزة لافضل مداخلة في البرنامج سواء كان ذلك من الريبورتاجات المسجلة او من مستمعينا في مداخلاتهم من خطّي بنزرت وبن قردان او من مستمعينا عبر الخطوط الهاتفية واعلنت عن ذلك منذ بداية البرنامج …

وانطلق قطار البرنامج كما هو محدّد له يوم 7 ديسمبر 1996 على الساعة التاسعة صباحا لينتهي يوم 8 ديسمبر 1996 على الساعة التاسعة صباحا… واقسم بالله انّ دليل البرنامج وقع تنفيذه بنسبة 99 في الـ100 دون ايّ خطأ او خلل .. اذن لماذا 99 في الـ 100 ؟ اين ذهب الواحد في الـ100 ؟؟ على الساعة الخامسة صباحا من يوم 8 ديسمبر فوجئنا جميعا بالسيّد عبدالقادر عقير يحلّ بيننا بالاستوديو… كان في قمّة السعادة والفرح… هنّأني وهنّأ الجميع بنجاح التجربة وطلب منّي دون ازعاج ان يقول كلمة ليعبّر فيها عن شكره وامتنانه لفريق البرنامج على نجاح المهمّة… لبّيت طلبه ولمدّة لم تتجاوز الثلاث دقائق اردفت كلمته باغنية من الاغاني الاحتياطية التي ابرمجها في كل انتاج اقدّمه لمثل هذه المفاجآت…

عنصران اخيران اختم بهما هذه الورقة الخاصة بالحدث… عيد ميلاد اذاعة صفاقس الخامس والثلاثين: العنصر الاوّل مآل جائزة البرنامج … للامانة كنت مركّزا جدّا على تدخلات المستمعين في الريبورتاجات المسجّلة وفي خطّي بنزرت وبن قردان مع اهالينا هنالك وفي المكالمات الهاتفية… وللامانة ايضا، عديد المداخلات كانت متميّزة جدا من هنا وهناك…و كان عليّ ان اجتهد وان اكون عادلا في اختياري للفائز… ثمّ هلّت مكالمة هاتفية وبالتحديد من مساكن ومن مستمعة اذاعة صفاقس السيّدة فاطمة بيّة والتي يعرفها الجميع باسم امّ غسّان… وهل يُعقل ان لا تكون (فطّوم) كما يحلو لي تسميتها غير حاضرة في مثل هذه المواعيد ؟؟ فطّوم هي بنت اذاعة صفاقس بل هي صنيعة اذاعة صفاقس…

فطوم وهذا يعرفه جلّ الناس نشأت من رحم اذاعة صفاقس… القدر جعل من اذاعة صفاقس لها المدرسة التي لم تدخل قبلها ايّة مدرسة… نعم وبإرادتها وعزمها نحتت الصخر… صخر الجهل والظلام… وخرجت الى نور العلم وهي تخطّ اوّل حروف الابجديّة لتكتب اوّل رسالة في حياتها الى (سِيدها) كما يحلو لها ان تسميني دائما… وكان لزاما عليّ وهو من واجباتي مهنيا وانسانيا ان آخذ بيدها وان اعينها على كسر حواجز كهف الجهل… وبفضل ارادتها وعزيمتها وبشيء قليل من تشجيعي تعلّمَت وشقّت طريقها لمزيد المعرفة والنور… واقسم لكم باصدق الايمان انّ فطوم حاليا تكتب شكلا ومحتوى افضل من الكثيرين الذين يحملون شهائد عليا وهي التي لم تدخل المدرسة يوما… هنيئا لي ولنا جميعا بك…

ليلتها تدخلت فطوم كعادتها عبر الهاتف لتدلي بدلوها في البرنامج الحدث وفي مدرستها اذاعة صفاقس… ولولا حرصي الشديد على تمكين كلّ المستمعين من نفس الحجم الزمني في مداخلاتهم لما توقفت شهرزاد الفطومية عن الكلام المباح حتى الصباح… في نهاية المكالمة دغدغني صوت وليدها انذاك مهران… وما اجمل دغدغة صوت الاطفال… في تلك اللحظة قفز لذهني من هو صاحب افضل تدخل ولمن ستؤول الجائزة… ستكون لمهران ولا لغيره لاني اعتبرت تدخله افضل تدخل من حيث الصدق والبراءة… هكذا اجتهدت… هكذا قررت… وهكذا اعلنت عن حصول مهران على الجائزة في نهاية البرنامج… وهكذا تسلمت فطوم وزوجها ومهران الجائزة في احتفال خاص بالحدث جانفي 1997 …

خاتمة البرنامج كان ايضا مسرحا للقرار… نعم قرار فاجأ الجميع… لم اعلنه لاحد قبل يوم 8 ديسمبر 1996 … لا احد على الاطلاق … حتى عائلتي التي كانت حاضرة بالفضاء الخاص بالتقني صباح 8 ديسمبر فوجئت به… قلت امام المصدح وللجميع: (هذا اخر عيد ميلاد اقدم فيه برنامجا خاصا بالحدث)… وتحول الفرح بالنسبة للبعض إلى دموع … فوجئوا جدا بقراري… فكيف لمنشط مثلي في (طمبك) نجاحه ونجاح الحصص الخاصة باعياد ميلاد اذاعة صفاقس التي قدمتها، أن يعلن الانسحاب ؟؟ خاصة وهم يدركون جيّدا انّي عنيد في قراراتي وندُر جدا ان تراجعت فيها.. وها انا اجيب عن (لماذا كان ذلك القرار)…

انا وبعد انتاج هذا البرنامج الحدث محليا ووطنيا وعربيا وعالميا اكون حلّقت في اعلى درجات السُلّم انتاجا… اذن على الانسان ان يعرف موعد مغادرة السُلّم… ثمّ ما ذنب ذلك الكمّ الهائل من الشباب الذي ينتظر فرصته ليتسلّم المشعل؟… اليس من واجبي ان اتنحّى لاتيح الفرصة لهم ؟؟… وتاكدت من واقعيّة قراري خاصة بعد ان دُعيت للعودة للمصدح بعد جانفي 2011 … نعم دُعيت للعودة ولم اجر وراءها… وساعود لذلك الزمن الارعن في ورقات قادمة… عندما لبيت دعوة الواجب وعدت لمصدح اذاعة صفاقس قال بعضهم (تي يخخي هالسيد يحب ياخذ زمانو وزمان غيرو ؟؟ تي يمشي يشدّ دارو ويشدّ سبحة خيرلو) … سامحهم الله …

ـ يتبع ـ

أكمل القراءة

جور نار

ورقات يتيم ..الورقة 96

نشرت

في

عبد الكريم قطاطة:

توضيح: العمر يجري .. وها انا احاول السباق مع الزمن حتى اختم هذه السلسلة والتي في تقديري ستكون قفلتها سنة 2022* … أرجو من الله ان يمدّ لي في العمر حتى اختتمها …

عبد الكريم قطاطة

الورقة 96 ستكون خاصة بما عشته وعاصرته في اذاعة صفاقس في اواخر سنة 1996 … تلك السنة عشت فيها حدثين اولهما تعيين السيد عبدالقادر عقير مديرا لاذاعة صفاقس خلفا للسيد النوري العفاس رحمهما الله… والحدث الثاني هو الاحتفال بعيد ميلاد اذاعة صفاقس الخامس والثلاثين وذلك نظرا الى خصوصيات ذلك الحدث… دعوني اوضّح فيما تعلّق وسيتعلّق بايّ زميل غادرنا، لن اسمح لنفسي بذكر بعض التفاصيل عنهم احتراما لـ(اذكروا موتاكم بخير)… لكن وللتوثيق وهي القاعدة الاساسية في الورقات هنالك احداث لابدّ من ذكرها ولو بشيء من الاقتضاب…

عندما عُين الزميل عبدالقادر عقير مديرا لاذاعة صفاقس كان الامر غير منتظر بالمرّة… اذ انّ تعيين مدير لاذاعة صفاقس غير منتسب للجهة أمر يحدث لاوّل مرّة… وفهمت بعدها انّ ماكينة عبدالوهاب عبد الله اصيل المنستير وامبراطور الاعلام انذاك بدات تشتغل… فعيّنت العديد من اصيلي اما المنستير او الساحل في عديد المراكز الاعلامية الحساسة… والزميل عبدالقادر عقير مسيرته الاعلامية كانت متواضعة جدا ..اذ هو عمل باذاعة المنستير كمنتج ومنشط لمدّة قصيرة للغاية ..وبعدها دخل سلك المعتمدين حيث اشتغل كمعتمد بقرقنة ثم بعقارب… دون ذلك وقبل ذلك اشتغل كمعلّم في المدارس الابتدائية في تونس وفي ليبيا كواحد من المتعاونين انذاك…

يوم تعيينه وبعد انتهاء المراسم الرسمية فوجئت بحاجب الادارة يبحث عنّي ليقول لي (سي عبدالقادر يحب عليك) فاستجبت لدعوته … وكلّ ما اتذكره عن سي عبدالقادر انه يوما ما كان هنالك برنامج مشترك بين اذاعتي صفاقس والمنستير كنت انا امام مصدح اذاعة صفاقس وكان هو امام مصدح اذاعة المنستير… وقبل بداية البرنامج بنصف ساعة هاتفني ليقول لي انّ تجربته متواضعة في التنشيط ورجاني ان امدّ له اليد ووعدته بذلك… وتعدّى البرنامج لاباس… دون ذلك لم يكن لديّ عنه ايّة فكرة لا سلبا ولا ايجابا … وتلبية لدعوته وجدتني بمكتبه كمدير .. كان استقباله لي على غاية من الحرارة والصدق… هنأته بمنصبه وتمنيت له النجاح … ودون مقدمات قال لي: (انا لا اعرف ايّ احد في اذاعة صفاقس باستثنائك… اريدك ان تقف معي فهل اعوّل عليك ؟)… اجبته دون تردّد وبكلّ شفافية وصدق: (يشرّفني ذلك متى عملت من اجل مصلحة اذاعة صفاقس… ولكن سأكون اوّل من يقف ضدّك ان عملت من اجل مصلحتك وعلى حساب مصلحة اذاعتي)… واضفت (هذا هو انا ولك الاختيار)… فاجاب دون تردّد او حتى لحظة تفكير: (وانا اخترتك انت بالذات لاني عرفتك من خلال مسيرتك وكلّي ثقة في آرائك ومواقفك ولن تجد منّي الّا ما يرضيك ويرضي المجموعة…

ولم تدم جلستنا طويلا حيث دعاني للخروج معه في نزهة على سيارته وليته ما فعل… مدير جديد يهزّ عبدالكريم معاه في كرهبتو نصف ساعة بعد مراسم التعيين ؟؟؟ والف لسان يتساءل: (تي من اوّل نهار عبدالكريم كلالو عقلو ؟؟)… وهذا كالعادة لا يعجب الملأ … ساعود في ورقات قادمة لما فعله هذا الملأ والذي انتصر في معارك عديدة ولكنه خسر الحرب… هذا الملأ حوّل علاقتي بالزميل عبدالقادر عقير من علاقة ودّ وانسجام لما فيه خير للدار واهل الدار (والله شاهد على ما اقول)… الى علاقة حرب بدأت خفية واصبحت مع مرور الوقت معلنة بيني وبينه وانتهت باقالته من منصبه وبتعويضه بالسيد رمضان العليمي… وستأتي اهم التفاصيل كما اسلفت في ورقة قادمة. ..

الحدث الثاني الذي عشته سنة 96 كان عيد ميلاد اذاعة صفاقس الخامس والثلاثين… مما عودت عليه المستمع اني طيلة السنوات التي انتجت فيها حصصا خاصة بعيد ميلاد اذاعتي كنت دائما ابحث عن بصمة خاصة لكلّ عيد ميلاد… وعندما بدات في التفكير في عيد الميلاد الخامس والثلاثين ومنذ بداية شهر سبتمبر 96 كان هاجسي ان يكون البرنامج مختلفا تماما شكلا ومضمونا عن كلّ ما سبق محليا ووطنيا وعربيا ولم لا عالميا… ولم تطل مدّة التفكير والبحث طويلا… نعم قلت في نفسي لم لا يكون البرنامج على امتداد 24 ساعة تنشيطا دون انقطاع… وامتلأت بهذه الفكرة صدقا بكثير من النرجسية ايضا ..اذ انّي سانجز ما لم يقع انجازه على الاطلاق ..شكلا وحجما … ثمّ اعتكفت لمدة اسبوع ابحث عن محتوى لهذا البرنامج اذ لا يكفي ان يكون الشكل مبهرا فذلك يذهب مع او نسمة رياح… المحتوى يجب ان يكون مقنعا ومدروسا بعناية وبفريق كامل يؤمن معك بالمشروع… واخترت مكوّنات هذا الفريق وكنت واضحا مع الجميع ..من يقبل بالمشاركة عليه ان يقبل بالعمل تطوّعا كاهداء لاذاعتنا في عيد ميلادها الخامس والثلاثين… وللامانة قبل الجميع بالفكرة وبكلّ سعادة…

وبدات اعقد اجتماعات دورية مع الفريق بعضها في صفاقس واخرى في تونس مع البعض الذي كان يزاول دراسته الجامعية هنالك… ومع نهاية شهر اكتوبر اصبح كل شيء جاهزا وحتى دليل البرنامج جاهزا بالدقيقة والثانية… وانا المعروف عني اني لا اترك للحظ او للصدفة او لايّ عائق ان يقف ضدّ اعدادي لتفاصيل التفاصيل… وعندما عرضت المشروع جاهزا للسيد عبدالقادر عقير كان في قمة السعادة والرضاء ..كيف لا واذاعة صفاقس وفي عهد ولايته عليها ستحقق رقما قياسيا عالميا ..وكيف لا والمشروع لن يكلّف حزينة الاذاعة ايّ مليم باعتبار تطوّع كامل الفريق… وعندها اغتنمت الفرصة لاقترح عليه ان تخصص اذاعة صفاقس جائزة في حجم الحدث… ودون ايّ تردد اجابني: (الغالي طلب على الرخيص؟)… قلت له جهاز تلفزة من حجم صغير … ضحك بقهقهة سي عبدالقادر وقال لي: (جهاز تلفزة ضربة وحدة يا خويا عبدالكريم ؟؟) قلت له نعم ..وتأتي على قدر الكرام المكارم… مدّ يده لي بحرارة وقال: اطمان ستكون الجائزة كما اردت… وللامانة لم يطلب منّي السيّد عبدالقادر عقير ايّ شيء عن تفاصيل البرنامج بل اضاف: (عندي فيك ثقة عمياء، هو انا نعرف خير منّك ؟) حييته واجبت: لن اخذلك…

وجاء يوم 7 ديسمبر 1996 وجاءت الساعة التاسعة صباحا وانطلق قطار البرنامج الذي لم يتوقف الا على الساعة التاسعة صباحا ليوم 8 ديسمبر 1996 … يااااااااااه وعلى طريقة سعيد صالح، المسافة طوييييلة قوي … ولكنها ممتعة للغاية عشتها وعاشها الفريق بكل سعادة وجدية وعاشها معنا المستمع من بنزرت لبن قردان كذلك بكثير من الذكريات… اذن دعوني استرح لاعود اليكم في الورقة 97 بعديد تفاصيلها اعذادا وتنفيذا…

ـ يتبع ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ونحن الآن في نهاية 2024 وما زال النيل يجري والورقات تتوالى وتتوالد… حفظك الله مبدعنا الدائم (التحرير)

أكمل القراءة

جور نار

أسعار تنخفض ومواد تعود إلى السوق… ولكن أين الإعلام؟

نشرت

في

محمد الزمزاري:

لماذا يتردد الإعلام الوطني في الإشارة إلى تراجع الغلاء الذي شهدته الأسواق ومنها خاصة الأسبوعية؟ بالإضافة إلى كل ذلك نلاحظ صمتا مطبقا عن بداية توفير المواد المعروضة بنسبة كبيرة (مثل الكسكسي وخاصة الفارينة والسميد وبقية أصناف العجين الغذائي) فيما مواد اخرى في طريقها إلى العودة مجددا مثل القهوة والسكر بصفة تدريجية كما ان بعض المساحات التجارية والدكاكين تعرض القهوة والسكر رغم بعض التهافت …

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari

إن النقص في مادة القهوة قد شجع بارونات هذه المادة والمساحات التجارية على عرض النوعيات الباهظة الثمن فوق طاقة المواطن لتحرير بيعها في غياب عرض القهوة المعتادة المطلوبة… كما تم تسجيل انخفاض نسبي في أسعار جل الخضروات وشهدت الأسواق أيضا أسعارا معقولة في البرتقال بأنواعه والتمور بصورة اقل كما لاحظ المستهلكون عرض كميات وافرة من الموز بصنفين بين اسعار تصل إلى 7 دنانير للكيلو للصنف الكبير و 5 دنانير للصنف الاقل…

وعلى مستوى بيع زيت الزيتون يبدو أن الأسعار شهدت انخفاضا بسيطا لا يشجع المستهلك على اقتناء كميات هامة للعولة التقليدية… ذلك ان القوارير سعة لتر واحد من المعروضة بالمغازات الكبرى، حافظت على سعرها (15د) ولم تعرف اقبالا كبيرا من المستهلكين أملا في تنزيل مفترض لسعر اللتر… خاصة أن رئيس الجمهورية قد أكد اول امس على ضرورة تمكين المواطنين من اقتناء الزيت بأسعار معقولة، تتماشى مع الطاقة الشرائية… فهل سينزل السعر إلى 10 او 12 د؟ هذا ما سنراه قريبا لانه سيكون في النهاية لمصلحة الفلاح والمستهلك معا…

من ناحية أخرى هناك مؤشرات على اعتزام شركة الكهرباء والغاز إجراء تخفيض مشروط على الفواتير الاقل استهلاكا للطاقة (اقل من 300 كيلوواط في الشهر) مما يعطي سعرا إجماليا منخفضا نسبيا نهاية الشهرين لمن استهلاكهم اقل من 600 ك.و… ويعد ذلك طريقة ذكية قد تأتي بنتائج محفزة وجهود عامة للتحكم في استهلاك الكهرباء والغاز…

ونتمنى أن يقع تطبيق هذا القرار دون أية تعطيلات محلية او جهوية او مركزية باعتبار بناء على تركيز منظومة متطابقة مع هذا الهدف.

أكمل القراءة

صن نار