جور نار

أحبك يا حمار …

نشرت

في

أنا اليوم في حيرة من أمري أكثر من أي وقت مضى…فمنذ خسارة الحمار للانتخابات في بلاد العمّ سام أحلم ليلا نهارا بالحمار…أحلم و كأني أعيش في اسطبل كبير يسكنه عدد كبير من الحمير أو “البهائم” بلهجتنا…أشعر أحيانا و كأني أتعلّم النهيق…و كأني أحرّك ذيلي يمنة و يسرة…أتحرّك رغما عني عند سماع أحدهم يقول “إرْ”…لا أعلم ما جرى لهذه الدنيا و ما يجري…

<strong>محمد الأطرش<strong>

أعترف أنني كنت شديد الإعجاب بالحمير مستلهما هذا الحبّ من الأمريكان، فالحمار عندهم يمثّل الديمقراطية، و أنا أعشق الديمقراطية حتى و إن كانت حمارا أو كانت استحمارا…قد يكون الأمر متعلقا بما حملته على ظهري كبقية أفراد هذا الشعب من أثقال طيلة حياتي …سألت أحد أقرب الأصدقاء و هو من “المستحمرين” و من عشّاق الأدب الحميري، فأجابني إن ما أعيشه سياسي بامتياز …كيف ذلك؟ الأمر بسيط فأنا حسب صديقي أعاني من تأثيرات “حميرية” سببها غباء سياسي فظيع لبعض حميرنا…

و في مقارنة بسيطة مع ما يجري هنا و يجري هناك عند “العم سام” لاحظت أن حميرنا أغبياء أكثر من اللزوم و ربما أقلّ ديمقراطية من حمير “العمّ سام”…فغباء حميرنا أصبح ثقافة شمولية طغت على كل مفاصل القائمين على شؤون إسطبلنا… و هذا الغباء هو الذي قلب الأمور عند حميرنا فغلبت عليهم الرؤية الاستبدادية و الاستعبادية إلى درجة أننا أصبحنا نعيش ديمقراطية الحمار العربي لا الأمريكي …و ديمقراطية حمارنا و حميرنا عموما تختلف من حيث الأساليب و المفاهيم عن شقيقتها في بلاد ابراهام لنكولن…فالحمار العربي يتميّز بديمقراطية فوضوية…بركاتك يا حمار…

أقول هذا و أنا أشاهد ما يأتيه حميرنا و أعيش ما يعيشه غيري من فوضى حميرية لا مثيل لها …لم أعد قادرا حتى على مجرّد التفكير فعقلي الحميري لم يستوعب الحدث…حمارنا الديمقراطي لا يشبه حمار العم سام في شيء…فحمار العم سام لا يحقد و لا يضمر الشر لبقية الحمير، عكس حمارنا الذي لا يقبل بالاختلاف و لا بحرية التعبير…و تريدون مني أن أعشق حمارنا و أنسى حمار العمّ سام…و يلومني بعضكم كيف لا أعشق الحمير في وطني …أضغط على زرّ التلفاز يزعجني صراخ حمار…أغيّر القناة يصيبني حمار آخر بالغثيان….أفتح الكمبيوتر يراسلني حمار….أرفع سماعة الهاتف تغازلني أتان…

أنا في حالة ميؤوس منها فحياتي طغى عليها الفكر الحميري…و بما أنني من فصيلة الواقفين على اثنتين…أقول و بما أنني كذلك و لست متعوّدا الوقوف على أربع مع طأطأة الرأس، فإنني اليوم أرثي لحالي بين قطيع من الحمير و جمع من البغال…عزائي الوحيد أنني إلى يومنا هذا أمارس كل حقوقي “الحميرية” من نهيق و رفس و رمي للبردعة…فاللّهم احم حمير بلاد العم سام و بغالها…فحمير العم سام ليسوا كحميرنا و بغاله ليسوا كبغالنا…فحميرنا إذا تحالفوا خانوا…و إذا استؤمنوا غدروا …و إذا تحدثوا كذبوا…فاللهم أبعدنا عن القطيع سالمين إلى يوم الدين….آمين…مع حبي و كامل الودّ للحمار…

تعالوا لنغنّي معا “حمارنا حمارنا و الراس يوجع….و ماما عملت له طربوشا أحمر*…”…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كل تشابه في الأسماء يدخل تحت طائلة المقولة “يخلق من الشبه أربعين”…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version