منبـ ... نار

أطفال الحروب …

نشرت

في

حرب” كلمة تلخّص معنى التعذيب و التشرّد و العراء و الجوع و الجهل و الموت القاهر ضاعت فيها طفولة الأطفال ، ضاع فيها جريهم و لعبهم دون قيود … هذا ما يعيشه أطفالنا في فلسطين وسوريا والسودان و اليمن وغيرها من البلاد الشقيقة .. ماهذا السكوت … ما هذا التغاضي!!

<strong>رتيبة سليم<strong>

قد لا تكفينا الكلمات للتعبير عن أحوال هؤلاء الضحايا الذين انتشروا في كلّ أنحاء العالم مشرّدين بين بلدان و مخيّمات ويعيشون حياة كلّها قهر و وحشة و معاناة … ولا عين تنظر إليهم !! طفولة تخلو من الحياة لم تنل سوى ركام الحرب وأشلاء الضحايا … طفولة ممزوجة بالموت والدم والتهجير والعنصرية والقسوة . الآلاف بل مئات الآلاف من هؤلاء الأطفال يذرفون دموع الحُرقة وفي لحظات تأمّل لهذه المشاهد الموجعة يبدأ الضجيج بداخل من يحملون الضمير في صراع بين الإنسانية والتجاهل لهذه الطفولة البائسة . صمت .. وصمت يخيّم عليكم يا عرب … صمت عربي شديد القسوة…لنقل اللعنة على من وأد البراءة …

طفولة تتلظّى على نار الأسى والجوع والفقر حرمت من الحرّية و استكثر فيهم العالم قليلا من الأمان… تزداد بنا الحيرة يا عالمنا العربي الذي تستّر خلف الصمت عن كلّ شيء ليخيّم الظلام على وقع القصف والتّهجير من دنيا السلام إلى متاهات لا نعرف منها مخرجا … ألا يزلزل دواخلكم صراخ طفولة تصيح خوفا و فزعا و ألما، طفولة قدمت للدنيا بحبّ وفرح و أمل ولكن لعنة الحرب أخذت منها الحياة وأفرطت عقد العائلات و نثرت حبّاته في ارض السراب و الزيف لتجري كلّ حبّة في إتّجاه …

يبحثون عن استقرار لن يتمتعوا به ما لم يعودوا إلى استنشاق وطن كان آمنا قبل أن يدهمه الخراب … هربوا بحثا عن النّجاة ولكنّه لم يكن سوى هرب من الموت و إليه … وصرخة الإنسانيّة و إستغاثة الطّفولة التي تدوّي في هذا العالم المليء بالصخب الصامت لم تصل لآذانكم أو ربّما أنتم عمي صمّ بكم لا تفقهون … و كأنّ اصحاب الأمر يقولون تعدّدت الأسباب والموت واحد.

لتنظروا يا عرب لأجيال من بلدان الدمار ضاعت أحلامها و صار يطلق عليها اسم “لاجئين” و “مشرّدين” دون هويّة … مسح القصف ذكرياتهم مسح كلّ أثر للجمال من أوقاتهم … خمدت أصوات اهازيجهم تحت أصوات المدافع وهدير الطائرات و مات حلمهم البسيط …. هم لا يطلبون منّا سوى طوق نجاة من الموت المحتّم بلقمة تسد وطأة جوعهم الكاسر و وطن يحضنهم و مدارس تنقذهم من براثن الجهل والرعب و تنقي أنفاسهم من رائحة الدم …

أليس في مدار اهتماماتكم هذه الطفولة بدلا من التكالب على السلطة …اطفالنا مازالوا يموتون و ويواجهون أخطارًا و نحن نتفرّج بعيون لا ترى وألسنة لا تنطق و نصمت عن أحزانهم و آلام في عيونهم تديننا…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version