لم أبارحْ مكاني ولكنّ لي رحلاتٍ كثيرهْ
سندبادُ تجشّمَ سبعًا
فأَهرقَ عمْرهُ بين الرّياحِ وبين الصّياحِ
يصارع بحرَ الأسى عبثًا
… ثمّ عادْ
منهَكًا
لينامَ كما، بعدما انهزمتْ،
تتكوّرُ ثمّ تنامُ السّباعُ كسيرهْ
ذاك أوليسُ أمضى سنين طوالاً
يعاندُ أهواءَ آلهةٍ ماكرهْ
تاهَ…حتّى إذا رضيتْ عنه عادْ
ظمِئًا لحبيبته بينيلوبي الأسيرهْ
وأنا…
لم أبارحْ مكاني ولكنّني
حين سافرتُ قرّرتُ ألاّ أعودْ
إذ تحرّرتُ من عبثِ الآلههْ
جبتُ في داخلي الكونَ
ها صورةُ الكونِ في داخلي
بمجرّاتهِ و السّديمِ…
… غموضِ الثّقوبِ وسرِّ الوجودْ
فاكتشفت التّكاثرَ في اللاّمكانِ، التّوحّدَ في اللاّزمانْ
… ثمّ كيفَ النّجوم تهبُّ إلى بعضها في عناقٍ
و كيفَ النيازكُ تحملُ حُبًّا
وترشِقُ حبًّا وترقصُ بين الكواكبِ حبًّا
وتُلقي حمولتها…فتكونُ الحياهْ
لم أغادرْ مكاني ولكنّني
حين سافرتُ غيّرتُ أسطورةَ الخلقِ
بعثرتُ للكونِ أبعاده
و وضعتُ قوانينَ أخرى
كأنْ يخلقَ الشّخصُ نفسَه… يحيا كما شاء
ثمّ يعودَ إلى نقطةِ البدءِ
يُصلحَ حالَه إن كان عيبٌ
… لكي لا يظلَّ أسيرًا له
أو كأنْ يحدثَ الفعلُ في كلّ أينٍ وفي كلِّ آنٍ
وتلغى الحدودُ الأخيرهْ