تواترت على البلاد ثماني حكومات في عشر سنين عجاف و مع كل حكومة نستبشر بوزير جديد للتربية.. نتفاءل و نمني النفس بثورة تمس مؤسساتنا التربوية و برامجها و أهدافها.. فإذا بكل وزير يركز على الشكل دون المساس بالمضمون..
لا أحد منهم وضع إصبعه على الداء.. لم نر تقييما علميا لواقعنا التربوي قصد إصلاحه: فإذا أردت أن تحصد خلال سنة ازرع قمحا و إذا أردت أن تجني بعد عشر سنوات فازرع زيتونا و إذا أردت أن تقطف ثمار عملك طول العمر فابن جيلا و ربهتربية حسنة.. و نحن لم نسمع أحدهم يلامس جوهر المشكل.. لنسلط الضوء على نقطة من نقاط تراجع مستوى أبنائنا رغم أن الذبن يدرسونهم أكثر شهائد و تكوينا من الذين درسونا.. رغم أن تلميذ اليوم أكثر حظا و رفاهية من تلميذ الأمس.. لنناقشْ كثرة الكتب و تخمة المواد..
و لنأخذ مثالا تلميذ السنة الأولى: ما المطلوب من ابن الستة أعوام؟! … أليس الهدف أن يقرأ و يكتب الحروف و المقاطع حتى يمكنه تركيب الكلمات و تكوينها ..!! و في الرياضيات: أليس المطلوب أن يتعرف على الأعداد قراءة و كتابة و تكوينا و تفكيكا.. جمعا و طرحا..!! إذن لماذا نثقل كاهله بتربية موسيقية و أخرى تشكيلية و ثالثة بدنية..!! لماذا لا نكتفي بالقراءة و الكتابة و الرياضيات فقط على أن يتخلل ذلك القليل من الأناشبد و التمثيل و اللعب تجنبا للروتين و الملل..!!
على أن نسعى لغرس بعض السلوكات في حياته المدرسية كالنظافة و المحافظة على المحيط و التعايش مع الآخر ضمن مواقف و وضعبات لا ضمن دروس محنطة.. قارة..