كوجيتو الرئيس قيس سعيّد وانصاره الذي اصبح مرجعية لما بعد 25 جويلية خاصة يرهقني ويبعثر افكاري .._ الشعب يريـــد _ ماذا يريـــد هذا الشعب ؟ ماذا يريــد قيس سعيّد ؟ اليس فيكم رجل رشيــد يجيــب عن هذا السؤال ..؟
ساحشر نفسي ضمن هذا الكوجيتو وليس ضمن الزمرة واعتبر نفسي افتراضيا واحدا من هذا الشعب الذي يريد …نعم اريد …اريد وبكلّ حزم ودون شماتة، محاسبة كلّ من تسبّب في سرقة احلام التونسيين الذين خرجوا بين 17 و14 هاتفين حالمين بالشغل والحرية والكرامة الوطنية …لكنّ القوم الذي نصّبوا انفسهم قادة لثورة لم يكن فيها قائد ..تجاوزوا عدم تحقيق ذلك الحلم وحوّلوه الى كابوس …
انا عايشت ازمات تونس منذ الاستعمار حتى 2021 .. وكنت دوما نصيرا للمظلومين والفقراء والمهمشين ونصيرا لتونس فقط بعيدا عن خيام الاحزاب .. لست بطلا كما يذهب في ذهن البعض بل ماذا اساوي امام من دفع حياته ثمن النضال ….و لكن اشهد للتاريخ انّ اسوأ فترة في تاريخ بلدي هي التي عشتها منذ 2011 حتى هذا اليوم ..
قولوا عنّي ما شئتم زلم …عدوّ الثورة …واحد من الدولة العميقة …فقولكم لا يعنيني بل اسخر منكم ومن قولكم …لانّ ما حدث منذ 2011 يمكن حوصلته في و اقولها بكلّ حزن …تونس مرمدوها ..تونس دمروها … تونس طيّحولها قدرها …وفي كلّ القطاعات دون استثناء ..نعم انا واحد من الشعب الذي يريد ان يُحاسب كلّ من ساهم بشكل مباشر او غير مباشر في تعاستنا …انا واحد من هذا الشعب الذي يريد ان يجد تونس التي ضاعت منّا … انا واحد من الذين يعيشون الغربة في بلدهم وهي اتعس انواع الغربة …
انا لست من الذين يسكن في داخلهم ايّ صنف من اصناف الحقد والتشفّي ..ولكن انا واحد من الشعب الذي يريد محاسبة كلّ من اجرم في حقّ تونس .. في حقّ شبابها … في حقّ من حرق منهم وفي حقّ من هجّ منهم كاطارات وطاقات لم يجدوا بُقيعة لهم في تونس …في حقّ الارامل والايتام الذي فقدوا عائلهم في العمليات الارهابية …في حقّ المعطّلين على العمل .. في حقّ حراير تونس اللواتي متن في سبالة اولاد عسكر وهنّ يصارعن من اجل العيش….ولم اقل العيش الكريم فذلك اصبح _ لوكس _ لاغلبيتنا ..
في حقّ من حوّلوا الاعلام لاعلام عار وعرعور …ومن حوّلو الكرة الى فراعنة وآخر جرائمهم كانت في حقّ الشابة حرموها واهالينا هنالك ظلما وقهرا من حقها في التواجد الكروي موسما كاملا …_ خلينا نفرّكو الرمانة _ انا واحد من الشعب الذي يريد محاكمة كلّ لصوص وانتهازيي المنظومة …ومرة اخرى وبعيدا عن التشفي ..لتاخذ العدالة العدالة لا عدالة البحيري ولا عدالة قيس سعيّد بل العدالة العادلة ..لتاخذ مجراها وتحاكم هؤلاء محاكمة تُرضي ضمير القاضي الشريف في مرحلة اولى وفي مرحلة ثانية تُقصيهم نهائيا من مباشرة ايّة مسؤولية مستقبلا …وهو اضعف الايمان …
الامر يتطلّب كثيرا من الصّبر والتروّي ولكن فقط بهكذا عدل اموت يومها وانا مطمئن على ابنائنا واحفادنا لأنّ تونس التي نعرفها ونحبّها تكون قد عادت اليهم …
المجد والنصر لتونس الشعب ليس ذلك الذي يريد فقط بل ذلك الذي يتفانى في خدمة بلده حتى يُعيدها الى مدارها .بكلّ كدّ وحزم وبعيدا عن الغوغائية …عكس ذلك سنخسر الحرب ولا غرابة لاننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة وبالعنتريات التي ما قتلت ذبابة .. شكرا نزار قباني …..