أنا السببْ
في كل ما جرى لكم ..
يا أيها العربْ ..
سلبتُكم أنهارَكم
التينَ و الزيتونَ و العنبْ ..
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم و عِرضَكم
و كلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان
و الجليلِ و النقبْ ..
و القدسُ ، في ضَياعها
كنتُ أنا السببْ
نعم أنا .. أنا السببْ ..
أنا الذي لمَّا أتيتُ
المسجدُ الأقصى ذهبْ
أنا الذي أمرتُ جيشي في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ ..
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
و بعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ ..
أنا الذي كنتُ أقول
للذي يفتح منكم فمَهُ
نعم أنا .. أنا السببْ
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ
و كلُّ من قال لكم غير الذي أقولهُ
..فقد كَذبْ ..
فمن لأرضكم سلبْ ..؟
ومن لمالكم نَهبْ .؟
و من سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ.؟
أقولها صريحةً
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ و جرأةٍ
..و قلةٍ ..في الذوق و الأدبْ ..
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ و دبْ ..
و لا أخاف أحداً
ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ من أي واحد منكمُ أي طلب ..
هل يستطيعٌ واحدٌ أن يرفض الطلبْ .؟
أشنقهُ .. أقتلهُ .. أجعلهُ
يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ ..
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا ..
أو فاشربوا بحر العرب
ما دام لم يعجبْكم ُ
عجبْ الصيامِ في رجبْ
فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم
روحَ التحدي و الغضبْ
و بعدما شجَّعتكم على الفسوق ..
و المجون .. والطربْ ..
و بعدما أقنعتكم
أن المظاهراتِ فوضى
ليس إلا وشَغَبْ ..
و بعدما علَّمتكم
أن السكوتَ من ذهبْ ..
و بعدما حوَّلتُكم
إلى جليدٍ و حديدٍ و خشبْ..
و بعدما أرهقتُكم
و بعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ .. و التعبْ ..
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى و كاللعبْ ..
نعم أنا ..
أنا السببْ ..
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني ..
في الفضائياتِ إن أردتم
أو في الخطبْ ..
و ادعوا عليَّ في صلاتكم
و ردِّدوا تبت يداهُ مثلما
تبت يدا أبي لهبْ
قولوا بأني خائنٌ لكم
و كلبٌ وابن كلبْ ..
ماذا يضيرني أنا ؟
ما دام كل واحدٍ ..
في بيتهِ
يريد أن يسقطني بصوتهِ
و بالضجيج و الصَخب ..
أنا هنا،
ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
و أحملُ الرتبْ ..
أُطِلُّ كالثعبان
من جحري عليكم
فإذا ما غاب رأسي لحظةً
ظلَّ الذَنَبْ ..
هل عرفتم من أنا ؟؟؟؟
أنا رئيس دولة
عبيدها من العرب.