سيدي الرئيس … لست أدري كيف ساقتك الأقدار لترأسني …
قد تكون نباهتك … و قد يكون علمك الذي لا يشق له غبار … و قد تكون جدارتك التي ما لأحد قدرة على التشكيك فيها … و قد تكون وعود انتخابية جيّشت بها جموعا أنهكها الحرمان و أضناها النسيان الممتدّ على عقود … و قد يكون مال قذر وفير استلبْت به أنفسا ضعافا … و قد تكون مجرد صدفة.
كل ما أدريه أنك رئيس تتمتع بصلاحيات غير متاحة لغيرك … صلاحيات مُنحتَ إياها للإصلاح و التسيير الأمثل لما صرت عليه رئيسا … مؤسسة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية كانت.
و لئن نتفهم مقتضيات المهمة المنوطة بك و الموكولة إليك سيدي الرئيس، فإننا لسنا مجبرين على الإذعان صاغرين لجبروتك و رغباتك الذاتية التي قد تكون نجحتَ في تكميمها مدة.
فأنت يا رئيس بلديتي لا يمكنني أن أقبل صاغرا متطلبات “بريستيجك” الزائف و لا أن أرضخ لامتيازات ترضى بها حفنة من حاشيتك و أنصارك الذين جعلوا مصالحهم فوق كل اعتبار.
و أنت … أنت يا سيدي رئيس الجامعة الرياضية، لن تشفع لك صفة “المنتخب” في ما أتيته من إذكاء نار الفتنة بين الجهات، و انحياز مقيت لبعض الأندية … مما عرّض سلامة الوطن و وحدة ترابه للخطر …
و أنت … يا من لم ترتض غير اعتلاء منصة البرلمان يا من أخذتك العزة بالنفس و المنصب … منصب لهثتَ وراءه عقودا … و عندما ظفرت به استصغرت جبّته و مساحته، فغدوت تتجاسر على صلاحيات رئيس آخر رغم فشلك في إدارة مجلسك الذي أصبح مرتعا و مصدر توتر دائم للحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية عموما.
أما أنت يا رئيس حكومتنا “المستقل جدا” و المدعوم من ثلاثي كثير الصياح قليل الفلاح … فلا أراك بقادر على الإفلات من الوحل الذي وضعت فيه إلا باصطفاف وراء مصلحة شعب أنهكه سلطان التآمر و اللوبيات العفنة التي تدفعك دفعًا لإجراءات موجعة لعامة المواطنين … و حافظة ـ بل داعمة ـ لمصالحهم الكثيرة و أنانياتهم الصغيرة و جشعهم المهول.
أخيرا … هناك رئيس لا يطلّ إلا نادرًا نسمع منه و لا نرى له قرارًا فاعلا … هو مطالب بما أوتي من صلاحيات دستورية غير هيّنة بأن يكون رجل الحسم … و أن يكون الربّان الذي لا يتوانى عن تغيير مسار السفينة قبل أن ـ لا قدر الله ـ تغرق بنا رؤساء و مرؤوسين