اخـتـمــار

“أهرب من قلبي، أروح على فين ؟”

نشرت

في

غبت عنها ثلاثة أشهر…

عدت اليوم إليها لأرمّم دواخلي و أعتق رقبتي من حنين جاثم على ضلعي بكل قساوة…

منذ ساعات قليلة عدت إليها و كل ما حولي يتهاوى كأطياف القصب الملتوي هنا بين خطواتي و هناك في الشارع الطويل…

أدخل سيدي بوزيد اليوم و كأنني أحد غرباء هذه الأرض المملوءة عرقا و حبا و دماء روحي البعيدة …

…و لم أكن أعرف ان كل ما بناه خيالي تهاوى…

و لن تجدي فيه كتابة قصيدة أو رواية لترميم ما بداخلي من وجع و انكسار ، فكل ما يدور الآن ضباب و جوّ ماطر وأعاصير تشرخ أفضية المدينة و تحمل بقاياها لتتلاشى داخلي… …

<strong>منجي شلباوي<strong>

فأي معنى لكل هذا الحنين…

ذهب الذين أحبهم…

ذهبوا…

أخذوا قلبي…

وذهبوا !

فأي معنى لحروف مكتوبة بقلم مداده ممزوج بالذل والانكسار والانهزام ؟!

ظِلّ أولادي هنا…

رائحة الأرض هناك..

كأصابع خفية تهمس للبحر كرفيف كلمات هي البحر…

تستعيد الذكرى هدوءها…

ثمة شيء لا أعرفه في خطوط يديك يدك التي تشبه موسيقى الروح وحنين الأمس المتثائب…

يخرج قلبي منها نازفا…

من وجع لا أذكره…

يركض خلفي…

يتهجّى الطريق ثمّة شئ لا أدريه في خطوط يديّا نزق ذكرى بلا شغف…؟

رذاذ عطر قديم…؟

…أم رائحة هذا التراب الأثيم…،؟

هذه التربة آثمة…

في حقي…

في الأمس واليوم والغد..!

لن أنسى ذلك…

ولن أسامحها !!

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version