عدت اليوم إليها لأرمّم دواخلي و أعتق رقبتي من حنين جاثم على ضلعي بكل قساوة…
منذ ساعات قليلة عدت إليها و كل ما حولي يتهاوى كأطياف القصب الملتوي هنا بين خطواتي و هناك في الشارع الطويل…
أدخل سيدي بوزيد اليوم و كأنني أحد غرباء هذه الأرض المملوءة عرقا و حبا و دماء روحي البعيدة …
…و لم أكن أعرف ان كل ما بناه خيالي تهاوى…
و لن تجدي فيه كتابة قصيدة أو رواية لترميم ما بداخلي من وجع و انكسار ، فكل ما يدور الآن ضباب و جوّ ماطر وأعاصير تشرخ أفضية المدينة و تحمل بقاياها لتتلاشى داخلي… …