أولى نتائج معركة البقاء … فشل فرض “الأسرلة” و التعايش والتطبيع و الضمّ وصفقة القرن !
نشرت
قبل 3 سنوات
في
مكتب جلّنار برام الله ـ د. علي أبو سمرة
شهدت المنطقة العربية منذ نهاية القرن العشرين و تحديدا في التسعينات، انهيارا شاملا للنظام العربي … و هو ما أدى إلى اتفاقية أوسلو المشؤومة عام 1993 و التي أنهت الانتفاضة الوطنية الكبرى بعد ست سنوات على اشتعالها في 1987أمام تنكر الاحتلال الإسرائيلي لما تم الاتفاق عليه
،لم يتم إذن الغاء الاحتلال و إقامة دولة عاصمتها القدس نهاية الحكم الذاتي الاداري عام 1999 و حاولت ادارة كلينتون فرض اتفاقيات كامب ديفيد الثانبة التى رفضها ياسر عرفات، لانها اسقطت واهملت الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بالتخلي عن القدس و حق عودة اللاجئبن، مما دفع الشعب الفلسطيني الى تجديد انتفاضته وثورتها التي عرفت بانتفاضة الاقصى، وشهدت تحولا نوعيا بانتهاجها الكفاح المسلح، اثر انتهاك شارون واقتحامه للاقصى والمدن الفلسطبنية الخاصعة لسلطة الحكم الذاتي الاداري.
وقام عرفات بتفعيل العمليات الفدائية، بالتنسيق مع قوى الثورة الفاعلة بما فبها حماس والجهاد.و كان ثمن ذلك أن تمت تصفية الرئيس الفلسطيني بالسم، في مقر قيادته المحاصر بالمقاطعة في رام الله… وجاءت الادارة الامريكية بخطة استهدفت كافة مناضلي الثورة بإحالتهم على التقاعد، و ملاحقة المدنيبن الرافضبن لنهج اوسلو
. و اعاد الجنرال دايتون بناء القوات الامنية والشرطية بمحاولة تغيير عقيدتها الوطنية، و فرض عقيدة جدبدة على ابناء الاجهزة التي معظمها كان اما مناضلا او اسيرا ،وحاولوا فرص منهح تعليمي يتنكر لتاربخ وجغرافيا فلسطين الوطني ،وعزل اهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948.
و من جهتها سعت اسرائيل إلى فرض نظريتها الصهيو نية للصراع من خلال محاولة انتزاع اعتراف منظمة التحرير بيهودية الدولة وهي تعني اسقاط حق عودة اللاجئين، وفقا للقرار 194. وترحيل مليوني فلسطيني هم من تبقى بفلسطين المحتلة عام 1948.
هذا وشهدت الساحة الفلسطينية انقساما حادا من خلال سيطرة حماس عسكريا على غزة اثر انتخابات عام 2006,.صادف ذك ما سمي بالربيع العربي و صعود الاسلام السياسي لسدة الحكم في تونس ومصر وليبيا .واليمن وتم تدمير سوريا واليمن وليبيا وضعضعة مصر وتونس وتفقيرهما.لفشل السياسات التي جاءت للحكم.وفي هذه المرحلة شهدت فلسطين تغولا استيطانيا حيث استولى الاحتلال على الاف الدونمات ( الدونم الف متر مربع)،وقيام عشرات المستوطنات ومحاولات تهويد القدس. في ظل انقسام وطني فلسطيني .
و أدى ذلك الى تجميد الوضع السياسي ضمن خطة صهيونية ترمي لاضعاف الواقع الفلسطيني واظهار الفلسطينيين بانهم مقسومون على حالهم ولا يجدون من يمثله . وبالتالي شرعت إسرائيل في اوسع حملة استيطان منذ عام 1967.
في هذه الاثناء تمكنت منظمة التحرير من انتزاع اعتراف اممي بالدولة الفلسطينية .حيث اعترفت بها الجمعية العامة للامم المتحدة و اليونسكو و منظمة الصحة العالمية إلخ، وسط انهيار شامل للنظام العربي الرسمي تمثل في قيام ما عرف بدولة الشام والعراق داعش وسبطرتها على اجزاء من العراق وسوريا، رسمت صورة قاتمة بدعم من الاستعمار الغربي والصهيونية .للاسلام والعرب، نتيجة بشاعة سلوكها الارهابي التخريبي القروسطي، وانخراط عديد من الاحزاب الاسلاموية بالتجييش لاسقاط الأنظمة الوطنية بدولها و بلدانها مما ادى الى انهيار في بعضها ودمارها بدعم من دول اقليمية تساوقت مع الاستعمار والصهيونية .فتلاشت دول عربية ودمرت اخرى
وعرفت المنطقة تجاذبات وتوجهات سياسية، تناغمت مع طرح المستعمر والاحتلال الصهيوني، و تم تتويج ذلك بقدوم ترامب الذي ابتز دول الخليج بما يقارب تريليون دولار مقابل توفير حماية حكامها وبقائهم في سدة الحكم ، وجرما جر إلى موافقة ومباركة قراراته وفرض سياسته وخطة صفقة القرن الرامية لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية ، وفرض هيمنة المستعمر الصهيوني بالمنطقة وضمان تفوقه العسكري، ومنحه القدس عاصمة لكيانه.
واحقاقا للحق وقفت قيادة منظمة التحرير لهذا النهج واسقطته فذهب إلى المزبلة بفشل ترامب في الفوز بولاية ثانية .
وسقطت بالتداعي محاولات فرض سيادة اسرائيل على ارض وطننا وايجاد وطن بديل لشعبنا بالاردن وتوطين جزء منه بسوريا ولبنان .
و رغم انجرار عدة انظمة عربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، انظمة متاكلة مهترئة ومنها دول محميات الخليج والسودان، خاض الشعب الفلسطيني صمودا اسطوريا وتصدى لمحاولة تفكيك نظامه السياسي وكيانه الوطني وتصفية روح الثورة والمقاومة والتمرد لديه.
هذه السياسات افشلها موقف وقوة وارادة الشعب الفلسطيني الملتف حول هدف تحرير وطنه من النهر الى البحر والتمسك بالقدس عاصمة له
لا شك ان حكومة العدو مارست صنوفا من الاجرام والتدمير من هدم منازل واعتقالات وترحيل فما كان من الفلسطيني الا الثورة والتمرد و استعادة وحدته الوطنية والاجماع على المقاومة ضد المحتل . و تمثل ذلك لافي معركة البقاء الأخيرة التي كبدت العدو مبدئيا خسائر فادحة نفسية وبشرية ومادية بلغت اكثر من ملياري دولار ما بين شل حركة مطاراته و كافة مواصلاته ومصانع انتاجه و شركاته العامة
. واعتقد ان الوضع الفلسطيني سيشهد تحولات كبرى في المرحلة القادمة لاجل تفعيل مؤسساته القيادية انطلاقا من شرعية شعبية ،واسقاط رموز الإفساد والفساد