دراما نار

أومرتا (الجزء الثاني)

نشرت

في

مواصلة للأحداث التي جدت خلال الايام التي قامت فيها الثورة أو الانتفاضة وراينا في بعض فقرات الصراع بين اجهزة المخابرات العالمية التي تحاول الاستقصاء عن كل ما يدور بالبلاد أو التدخل السافر في شؤون بلادنا. كما تم التلميح الواضح الى محاولة بعض الجهات الخارجية التاثير على توجيه دفة الانتفاضة نحو منظومة مرفوضة من الشعب التونسي الذي نادى بالشغل والحرية و الكرامة الوطنية … واليوم اذا ما قمنا بتقييم واقعي نرى ان هذا الشعب لم ينل “من الشاة حتى أذنها”.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

نعود لمتابعة المحافظ حسان الذي اُحبِط و غضب امام ارتخاء السلطة أو من سيطر عليها قبيل خروج بن علي ولم يتم القبض على الجواسيس الاسرائيليين و بعض العملاء الذين تم اكتشافهم . وكذلك ترك سبيل عدد من المرتزقة قتلة الشعب دون محاكمة أو تتبعات عبر ظلال خيانات داخلية.

عاد حسان بصداع في رأسه و احساس بأن من تركوا سبيل المرتزقة الذين ألقى القبض عليهم الشباب الثائر هم أنفسهم من باعوا وطنهم و سهلوا هروب عدد من الجواسيس بالتعاون مع اطراف اجنبية …عاد المحافظ حسان الى شقته بالطابق الثالث بشارع باريس بتونس فوجد زوجته قد جمعت غاضبة بعض اشيائها في حقيبة استعدادا للخروج

حسان: السلام (يحاول أن يقبل زوجته ريم لكنها تبعد وجهها

ريم: حسان ! يعيشك وصّلني لدار اختي في حي الخضراء توة توة…ماعدتش حاسبني مرتك بالكل !

حسان: لاباس عزيزتي؟ اش صار ؟ أنطق!

ريم : حسان! كلمة “أنطق” خليها في المكاتب متاعكم و إلا …

حسان: أه ريم ؟ ..رانا دائما نحترمو بعضنا. كل شيء نتناقشو فيه و نحلّو المشاكل بالحوار

ريم : ..ههه موش حوار شرطة . باهي كيف تخرج من السبعة متاع الصباح وقت جاك تلفون وماترجع كان الخمسة متاع العشية ..لا تتكلم . لا تخلي مصروف . ياخي اش فمة؟ ماعادش الدار موجودة في القاموس متاع راسك؟ ..الشرطة. الشرطة. الشرطة … والله فديت ليل ونهار والبلاد تخوف أقل تحريكة والا صوت رصاصة نسمعها نتهز ..هيا حسان يعيشك توصّلني لدار اختي والا شوفلي تاكسي ..

حسان: عندك حق عزيزتي ..هيا نمشيو نفطرو في المطعم القريب

ريم: ههه قول نمشيو نتعشاو …شوف الوقت !

حسان: والله عندك الحق عزيزتي ..أما خدمة حساسة و ظروف خاصة تمر بيها البلاد ..شوية صبر

ريم: (تصفق):صحيتك . برافو ..تخلى مرتك بين أربعة حيوط يعلم ربي بيها وتقلي البلاد ..ايا اسمع ياسيدي من الصباح الباب يدق ويرص. في السونات الفاسدة ..خليفة ..شفتو من المنظار متع الباب وأنا نرعش قريب نهزها صياح (تبكي ريم ..ثم ترتمي في حضن حسان الذي يضمها إليه ويقبلها)

حسان: متخافش ..لاباس لازم الـ. Plombier ..كلمتو البارح باش يجي يصلح الشاس

ريم: بربي؟! ..علاش ما قتليش ؟

حسان: كنت باش نروّح بكري يلقاني في الدار ..ياخي تشديت في الخدمة …(ثم يضيف) هيا ريم نخرجو نتعشاو

ريم: لا لا جيبلي “بيتزا” والا مقلوب وغدوة على الصباح بربي تفكر قضية الدار …كل على الفريجدير تطبطب (تحتضنه مجددا )

لم يبدِ المحافظ حسان أي تساؤل أو ارتباك وهو يستمع الى زوجته ريم التي اعلمته بوجود شخص ثقيل يدق باب الشقة..لكنه لدى خروجه لاقتناء البيتزا حاول عديد المرأت الاتصال بالضابط عماد رئيس فرقة للاستعلامات العامة إلى أن تحصل عليه

حسان: عماد ..هل ارسلتهم شخصا في طلبي بالمنزل؟ ..زوجتي اعلمتني لدى رجوعي منذ قليل ان احدهم كان يدق باب شقتي عديد المرأت بصورة تبدو مريبة

الضابط عماد: لا ياحسان ..لم نرسل أحدا سأراجع المصلحة و اعلمك.

حسان: بالله يا عماد ارسل الى باب العمارة أحد الاعوان احتياطيا ..لقد زعمت لزوجتي. ريم بأني طلبت حِرفيّا لاصلاح عطب في الحمام

عماد: عُلم ..اطمئن سأرسل المفتش انيس والضابط سليم. هكذا سيكون الامر أضمن و ادق لمواجهة أي احتمال ..صحيح يا حسان هناك حاليا مشكلة مؤسفة جدا و محيرة … نحن نكدح ليلا نهارا ونواجه الأخطار الجمة من اجل هذا الوطن وهناك من يهدد زملاءنا بالاعتداء عليهم ..الوضع يتطلب مزيدا من الحيطة على انفسنا و على أسرنا .اذ يبدو ان جهات منظمة تقودها اطراف داخلية و خارجية وراء عديد الاعتداءات ..وقد سمعت للتو ان جل السجون قد تم فتحها امام مجرمي الحق العام و مجموعات ارهابية متطرفة لاثارة المزيد من الفتنة و العنف والاغتصاب و النهب والحرق …

ـ يتبع ـ

(الحلقة القادمة : الفخ وسقوط المتطرف)

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version