كان هذا عنوانا لاحدى قصصي التي نشرتها في جريدة “الشروق ” منذ اكثر من ثماني سنوات ان لم تخني الذاكرة وهانحن اليوم امام المصائب الثلاثة متجمعة زائد اوبئة اخرى اضافية لتكوّن جميعا كابوسا متكامل الشروط و الماسي و الثقل على رؤوس التونسيين...
اليوم يحل الوباء الذي انضم الى الاوبئة المتجذرة التي عرفنا تركيبتها و لم نكتشف بعد ادوية او لقاحات لوضع حد لها : اوبئة التهريب و المضاربة بقوت الشعب و تجارة المخدرات التي تسللت في عروق الوطن و بكل جهة و كل مكان و ها هي تفتك بجيل كامل … معها أوبئة الاستكراش و الوصولية و الانتهازية و بيع الذمم و سقوط القيم للحضيض … فلم يعد اي معنى لمقومات الاخلاق السياسية او الوطنية و حتى لشرف الكلمة او مصداقية الوعود و الالتزامات !!
اليوم لم تعد عبارة “الطاقة الشرائية المنهارة” تستجيب للمعنى بل عوضها القحط و المجاعة و الاحتياج و مذلة الرجال و اعتصار قلوب النساء … بهذا الوطن تضاعفت اعداد اصحاب المليارات و تعددت مرات ومرات اعداد مشاتل تفريخ المليونيرات.. نعقت الغربان في كل زوايا السقوف مهددة طيور النورس البيضاء و الوردية …
تجري مفاوضات جديدة بين الحكومة و صندوق النقد الدولي الذي اشترط هذه المرة ضمانات اضافية تهدد المجتمع … المدني و الاتحاد العام التونسي للشغل و الاوتيكا ( L ‘utica ) ,و امر التداين منذ 2011اصبح يبعث على شكوك الهيئات المالية الدولية بما ان هذه الديون قد تخطت المائة الف مليار و هو ما يساوي او يفوق بـ 100 بالمائة دخلنا الخام، علما بان مؤشر الخطر لا يفوق ال 60بالمائة على اكثر تقدير
صندوق النقد كعادة أي مقرض يفرض شروطه التي ستقضي عما بقي من نفس لدى ابناء شعب يرزحون تحت ثقل أعباء أحرى تتزايد و تتراكم : زيادة اسعار المحروقات التي زادت و ستزيد اقساطا على مدى ستة اشهر للتخلي التدريجي عن الدعم.. مواصلة وقف انتداب العاطلين، و بقية الشروط التي لا سبيل للسلطة الا قبولها …
اليسار بنكباته و تمزقه و اغلاطه كان منذ 2011 ينادي بالحد من التداين و يعطي حلولا لم تكن الاذان يهمها سماعها اصلا لان ذلك سيكون ضد منظومتهم الخرقاء وفرض راسمال مريض اوصل البلاد الى هذه الاوضاع