جور نار

أية آفاق بعد ملتقى جربة الاقتصــــادي ؟

نشرت

في

تم منذ يومين لقاء رجال الأعمال والمستثمرين التونسيبن و الليبيين بجزيرة جربة في ظروف تميزت بالتفاؤل بين الطرفين حيث وقعت تفاهمات عديدة و اتفاقات و بعض عقود استثمار و خدمات متعلقة سواء باستثمار الأخوة الليبيين بتونس، أو بالتونسيين في ليبيا.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

وهذا شيء مبشر بكل خير، باعتبار انه قد يساهم من تقليص الازمة الاقتصادية و الاجتماعية الحادة التي تمر بها البلاد. لكنه ليس حلا جذريا للخروج من الازمة في ظل عجز. حكومي في تجاوز بؤر المشاكل التي تتوسع يوما بعد يوم و تنذر بما هو اشد خطورة على الاوضاع المتردية بطبعها … كما يكشف هذا الوضع عجز القائمين على البلاد عن تخيل الحلول الوطنية الكفيلة بتجاوز الأخطار المحدقة:

فالأزمة السياسية متواصلة رغم بعض محاولات التوفيق المحتشمة التي بقيت في الآذهان الصماء ..و من تداعيات ذلك:

لجوء الحكومة إلى سياسة التسول للتداين مجددا بعد أن تجاوزت البلاد كل الخطوط الحمراء و تخطت مديونيتها المائة الف مليار مما يتجاوز الانتاج الوطني الخام …

شروط مجحفة. من لدن صندوق النقد الدولي الذي يطلب مزيدا من الضمانات، كطرد الاجراء و رفع الدعم عن المواد المعيشية لشعب مفقر. أصلاً وطبقة وسطى كانت دينامو الانتاج و تسيير الادارة فتم الحاقها بسرب الفقراء.

مؤسسات وطنية مفلسة بسبب عدم تاهيل منظومات لانتاجها

قطاعات حساسة مثل الصحة و الفلاحة و النقل والموارد الوطنية تشرف على الانهيار امام أنظار عشاق الخطب و البحث عن الحلول المرهمية السهلة ..

والغريب ان مقابل كل هذه المصائب “الوطنية” تتم الزيادات في الأسعار وقد تكون المنظومة الحاكمة قد استجابت صاغرة لشروط البنك الدولي مجددا.

ان لقاء الأخوة التونسيبن و الليبيين بجرية و بغير جربة و ماراتونات العمل على تسهيل الاجراءات بين الطرفين الشقيقين. لا يمكن ان تكون وحدها ميكانيزمات الخروج من ازمة البلاد اذا ما استمرت هذه الطرق البدائية في تسيير اقتصاد يتطلب الانعاش وشعب يفتقد اسباب المعاش بعد الترفيع خلال الاسبوع في عديد المواد، لاسيما في حديد البناء الذي تضاعف مرات و مرات. من 14 د ينارا البار الواحدة الى 29 ,و27دينارا.

وقع فرض زيادة كهذه عوض القيام بتاهيل و أصلاح لمعمل الفولاذ بمنزل بورقيبة، وتقليص الأسعار لإعطاء دفع لقطاع بناء يتحفز للمساهمة في تعمير الشقيقة ليبيا و التخفيف النسبي من البطالة … و سنشهد عما قريب انهيار هذا القطاع و عجزه امام تسابق الشركات التركية و الاجنبية الاخرى لتعمير ليبيا ..

شيء غريب. أن تسير الامور الى الخلف ولكان اللعنة نزلت على البلاد

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version