شعريار

أَذكُره وَكَيْف لا أَذكُرُ

نشرت

في

إلياس أبو شبكة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أَذكُره وَكَيفَ لا أَذكُرُ

لُبنانُ فيهِ المسكُ وَالعَنبَرُ

هَواؤُهُ الطَيِّبُ روحُ الصِبا

وَماؤُهُ أَكدرهُ كَوثَرُ

أَشجارُهُ ذاهِبَةٌ في الفَضا

يَروعُ مِنها ذلِكَ المَنظَرُ

كَأَنَّها المَرّاد قامَت عَلى

آكامِهِ ساهِرَةً تَخفرُ

نَبعُ الصفا يقطُر مِن صَدرِهِ

وَالرَوضُ سَكرانُ فَلا يَشعُر

كَأَنَّما أَمواهُهُ خَمرَةٌ

مُذ يَستَقيها رَوضُهُ يسكُر

وَزُحلَةٌ شَوقي إِلى زحلَةٍ

كَأَنَّها في حُسنِها جُؤذَرُ

حَوراءُ وَالعشّاقُ ترتادُها

وَكُلُّ مَن يَعشَقها أَحوَرُ

كَم قَد تَبارى الشِعرُ في وَصفِها

وَكُلُّنا في وَصفِها قَصَّرُ

سماؤُها وَحيٌ وَأَزهارُها

شعرٌ وَبردونيُّها أَسطُرُ

كم أَنجَبتُ من شاعِرٍ نابِغٍ

إذا اِنبَرى في مَوقِفٍ يسحرُ

كَأَنَّما هاروتُ في شِعرِهِ

بالرُغمِ عَن إِخفائِهِ يَظهَرُ

والأَرزُ شَدَّ الخُلدُ أَعصابَهُ

فَكُلُّ طودٍ عِندَه يصغُر .

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version