إجرام محلّي … في إذاعة دولية

يبدو أننا نعيش حالات انفلات على كل المستويات و في كل الميادين.. انفلات امني.. سياسي.. أخلاقي.. إعلامي.. و إذا كنّا تعودنا على الانفلات و السقوط و التصعلك في مجلس النواب فإننا على مشارف انفلات إعلامي غير مسبوق..

إن كنا نجد للقنوات الخاصة عذرا في الخروج عن النص بحكم أن أغلبها قنوات إثارة و اختلاق البوز.. فإننا لا نجد أي مبرر لما أتاه المسمى أنيس مرعي مذيع إذاعة تونس الدولية RTCI لأنها مرفق عمومي كهرباؤها و ماؤها و أسطول سياراتها و شهريات موظفيها و فنييها و صحافييها من أموال الشعب الذي يدفع و لا يستمتع بما تقدمه الإذاعات الرسمية و منها RTCI.. بعد أن فقدت هذه الإذاعات إشعاعها..

فيا حسرتاه على زمن حبيب بلعيد و دنيا الشاوش و كمال الشريف.. و مافيها باس لو قامت الإذاعات الرسمية بدراسة ميدانية لاكتشاف مدى نفور المستمع العادي منها و الهروب نحو المحطات الخاصة.. أما و الحالة على ما هي عليه و يزيد سي أنيس يستفز ضيفته الدكتورة سمر صمود لمجرد أنه لم يستسغ رأيها رغم أنه مجرد رأي اولا.. و رغم أنه رأي علمي من اختصاصها وهي أدرى منه بالموضوع..

أن يستفزها إلى درجة الطرد.. و على المباشر فهذا دليل على أن بعض الإعلاميبن يعتبرون الإذاعة أو التلفزة دار السيد الوالد.. كلمة أخيرة لمن دافعوا عن المذكور أعلاه: هل يكفي الاعتذار..!! و هل يسقط الخطأ بمجرد الاعتراف..!! طبعاً لا.. و أخطأ من قال: من اعترف بذنبه فلا ذنب عليه..

بالعكس الاعتراف بالذنب تأكيد للخطإ.. و إلا علينا ان نقبل أعذار الطبيب و السائق و المقاول مهما كانت أخطاؤهم.. و لو أودت بحياة الآخرين..