جور نار

إذا كنتَ شعبًا عظيمًا…. فصوّتْ لنفسكَ في اللحظةِ الحاسمهْ

نشرت

في

إذا كنتَ شعبًا عظيمًا…
فصوّتْ لنفسكَ في اللحظةِ الحاسمهْ
إذا كنتَ ترغبُ في الذّلِ بعْدَ المهانةِ…
ابْشرْ:.وهيّئْ بلادكَ للضرْبةِ القاصمهْ
إذا كانَ يعْنيكَ ذقنُكَ، كالتيْسِ، قبل الكرامةِ…
كنْ ماعزًا.. أوْ وزيرًا على أمّةٍ سائِمهْ
إذا كنتَ تبحثُ عنْ خدْمةٍ…
لا تكنْ خادمًا للحكوماتِ.. قلْ: إنّها الخادمهْ

رحمك الله أيها ” الكبير ” أولاد أحمد فماذا كنت ستكتب و تقول لو كنت تحيا بيننا اليوم ؟

<strong>عبير عميش<strong>

ماذا كنت ستكتب و تقول لو كنت تعيش معنا مهزلة الانتخابات الحاليّة و ترى بعضا مّن يتجرّؤون على التّرشّح لقيادة البلاد  و تستمع إلى مداخلاتهم و تطّلع على برامجهم الانتخابيّة أو تشاهد فيديوهات حملاتهم ؟  ستدرك أنّنا نسير نحو المجهول … بعضهم يقدّم وعودا خياليّة لمنطقته أو لجهته  لا يستطيع رئيس الجمهورية نفسه الوفاء بها في عهدة واحدة فما بالك بنائب ( هذا إن استثنينا اولئك  الذين يريدون أن يتقمّصوا دور الإله فينزلون المطر أو يحوّلون البحر إلى جهاتهم ) … مترشّحون يقدّمون وعودا خياليّة و لسان حالهم يقول خلّي نشبعوهم أحلام مادام الكلام بلاش … المهم ينتخبوني ويحسنوا لي وضعيتي – كما قال أحدهم-  ثمّ لكلّ حادث حديث

هؤلاء المترشحون لا يعرفون حدود صلاحياتهم هل سيستطيعون محاسبة الرئيس على ما أصدره من مراسيم ؟ هل سيطالبونه بإنشاء المحكمة الدّستورية التي طالما تذمّر من تأخر تشكيلها  في ما يسميه هو و أنصاره العشريّة السّوداء، و ها هو إلى اليوم و رغم مضي سنة و نصف من عهده الورديّ الفريد و المنفرد  لم يعيّن أعضاءها بعد ؟

نوّاب بصلاحيات محدودة و عديد المسائل لا يمكن لسكّان المجلس القادمين التطرّق إليها إلا بعد انتخاب المجلس الثاني الموعود أي مجلس الأقاليم و الجهات …

نوّاب بصلاحيات محدودة لا يستطيعون محاسبة الحكومة أو توجيه لائحة لوم ضدّها أمّا رئيس الجمهوريّة فهو محصّن مضمّن لا حسيب و لا رقيب على أعماله أو قراراته أو مراسيمه … و لو كان ثمّة من يحاسبه لما سخر من شعب بأكمله و تعامل مع أفراده على أنّهم قصّر لا يفقهون شيئا و المرسوم الأخير المتعلّق بالحصول على قرض و هبة من الجزائر دون تحديد المبالغ و دون تحديد عدد سنوات تسديد القرض أو نسبة الفائدة الموظفة عليه، أبرز دليل على عملية الاستبلاه و الاستغفال هذه

هيئة انتخابات غير محايدة و منصّبة بطريقة مخالفة لدستور جويلية 2022 الذي ستجرى على أساسه هذه الانتخابات، تخلط بين التقني و السّياسي  و تحاول التّأثير على إرادة النّاخبين سواء بإرساليّاتها المتكرّرة  أو ببياناتها المعترضة على سخرية الشعب من بعض المرشّحين و تنبيره عليهم،  أو بتصريحات أعضائها و من بينها حديث أحدهم عن وجود “غوّاصات حزبيّة” ضمن المترشحين . إضافة طبعا إلى عديد النّقائص التنظيميّة التي ولّدها القانون الانتخابي من ناحية و الهيئة من ناحية أخرى … فبعض الدّوائر لا يمثلها أي مترشّح و البعض الآخر لا يمثلها إلاّ مترشّح وحيد …

انتخابات لا نرى لها امتدادا في الشارع التونسي و لا اهتماما كبيرا كما كان الشأن في السّنوات الأولى لما بعد 14 جانفي … فالتونسي اليوم اهتماماته معيشيّة اجتماعيّة بالأساس و بحثه عن القوت الهارب منه و ملاحقته للمواد المفقودة، أنسياه التّفكير في المسألة السّياسيّة أو الاهتمام بتفاصيلها

انتخابات ستفرز مشهدا هجينا و برلمانا ضعيفا مفتقرا  لوجود تكتّلات سياسيّة و متكوّنا من مجموعة كبيرة من المستقلين الذين سيركّزون على المحلّي  أكثر من تركيزهم على الملفّات الوطنيّة الكبرى، بعد إضعاف الأحزاب عبر القانون الانتخابي  بل التدمير الممنهج لصورتها

أسبوع واحد يفصلنا عن انتخابات  المقاربات الجديدة و العلوّ الشّاهق و الفتح غير المسبوق في التّاريخ ، الانتخابات التي أفسدت روزنامة العطلة و الامتحانات و أدخلت البلبلة على تلاميذ الإعدادي و الثانوي بسبب القرارات المرتجلة و سوء اختيار التّاريخ … الانتخابات التي تأتي في سياق وطني متوتّر بين شعب يعاني من الغلاء و حكومة تسعى للحصول على تمويلات بأي ثمن   ( و إن على حساب الشّعب ) و معارضة تتربّص في الطريق و منظمات شغليّة و حقوقيّة تدعو إلى الحوار و عدم الانفراد بالرّأي …

 فماهي الوجوه التي ستفرزها ؟ و كم ستكون نسبة الإقبال عليها ؟ و كيف سيكون موقف الرئيس و المعارضة و المنظمات الكبرى منها و من المشهد الذي ستنتجه ؟؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version