وهْجُ نار

إلى نواب مجلسنا الموقّر … من أين تأتون بالبذاءة كلها؟؟

نشرت

في

معركة في مجلس النواب

يعيش الشعب التونسي أكثر سنوات تاريخه بذاءة …فالانتخابات الأخيرة جاءت بمجلس نيابي “قليل تربية” فمع كل جلسة عامة تنقل مباشرة على الوطنية الثانية يعيش الشعب التونسي من شماله إلى جنوبه أحداث شريط ممنوع على من سنهم أقل من 12 سنة…

<strong>محمد الأطرش<strong>

مع كل بثّ مباشر يعيش المواطن التونسي أكثر المسرحيات السياسية التي تعيشها البلاد ركاكة وسقوطا…فلو طبقنا أرحم قوانين الصحافة على أعضاء مجلس باردو لدخل أغلبهم السجن…فهم بما يأتونه ويفعلونه يهتكون عرض من انتخبهم…ويتطاولون على الشعب بأسره…فهل انتخبناهم ليستعرضوا علينا طول ألسنتهم وفسادهم اللغوي وقبح كلامهم…وسقوطهم الأخلاقي؟؟؟…لا أظنّ ذلك…لكن اليوم وحين تستمع إلى بعض الحاقدين من نواب باردو يخيّل لك أنك تستمع إلى جماعة “الكو كلوكس كلان” في أواسط القرن الماضي ببلاد العمّ سام…

فبعد أن عاث إعلامنا المرئي والمسموع فسادا في البلاد من خلال نشره للخطاب العنصري الحاقد، قبل وخلال الحملات الانتخابية…التحق به نواب مجلس هذه العهدة ليعودوا بأكثر شدّة إلى خطاب الفتنة والحقد…فلا أحد يؤمن ويقبل بالاختلاف…ولا أحد يعترف بحق الآخر في الاختلاف…إلى درجة أن اختلافنا أصبح أميل إلى الحقد العنصري …فإعلامنا زرع روح الكراهية…ونوابنا يزرعون اليوم روح الحقد…ويزرعون بذور الفتنة…و ساستنا نجحوا في تحويل خطابهم المزيّف بكثير من وسائل الزينة كالحديث عن “الديمقراطية” و”حقوق الإنسان” إلى خطاب كراهية وحقد ورغبة في الثأر…

فاليوم وكل يوم ومع كل إطلالة نوابنا علينا من خلال التلفاز، وحين تستمع إلى مداخلة أحدهم يخيّل لك أنك تستمع إلى مريض نفسي لم يعثر له الأطباء إلى حدّ الساعة عن دواء يشفيه مما يعانيه …فنوابنا اليوم يعتبرون كل من ليس منهم أو معهم فاسدا وخائنا وعميلا، وله أجندات أجنبية وقد يصل الأمر إلى الدعوة ضمنيا إلى وجوب تصفيته من خلال خطاب ناسف يقطر حقدا…

وكأني بالأغبياء نوابنا أو لنقل أغلب نوابنا، فبعضهم يستحي حين يستمع إلى مداخلات زملائه…أقول وكأني بالفاشلين من نوابنا بدؤوا في توزيع مبررات فشلهم الآتي قبل البدء…وكأني بهم سيرمون بمسؤولية فشلهم القادم من اليوم على من سبقهم …هؤلاء الذين يستمع إليهم الشعب التونسي أسبوعيا وأحيانا يوميا لا يمكن أن يكونوا من أبناء هذا الشعب…ولا يمكن أن نعتبرهم من الساسة الذي نستأمنهم على مصير البلاد…فهم يلصقون الكلمات الحاقدة مع الكلمات الناسفة وكأنهم أُمِرُوا ليَخرجوا علينا بخطاب حاقد يقطر دما ورغبة جامحة في الانتقام ….

فهل أصبحت الديمقراطية خُدعة يستعملها السُذج وبعض الذين يعانون من ازدواج في الشخصية لتمرير خطابهم الحاقد…فما نراه وما نستمع إليه في مجلس باردو من أشخاص كُنّا نراهم سابقا غير ما نراهم اليوم، لا يرتقي أبدا إلى خطاب عقلاني ومتوازن…هؤلاء لا همّ لهم غير الظهور والجاه والسلطة والحصانة وما ملكت جيوبهم من هنا وهناك…ولا يهمهم إن زاد الفقر وجاع الشعب وتمزقت أوصال المجتمع…ونسوا أن الفقر والجوع هم البيئة التي يترعرع فيها الحقد والكراهية…لتصبح في الأخير حربا بين الذين لا يملكون والذين يملكون…فانتخب هؤلاء الأغبياء والحمقى وأصرّ على قولي…لا ليستأسدوا على بعضهم البعض ولا لينتصروا لأحقادهم…انتخبهم ليُصلحوا حال البلاد والعباد…فليحكموا…ولا يرموا بفشلهم القادم على من سبقهم..

.وكأنه كُتب على هذا الشعب ترديد نفس المقولة مع كل بداية عهدة سياسية…”ما أبركك يا راجل أمي الأول”…فوالله لم يكن القصاص ولا بن تومية ولا من جاء بعدهما بهذا السوء وبكل هذه البذاءة التي شاهدناها عند أغلب نوابنا اليوم…إن لم نقل جميعهم…ولهؤلاء أقول احذروا غضب الشعب…وأضيف من أين تأتون بالبذاءة كلها…؟؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version