لا أحد يستطيع أن ينكر أنه كان موسوعة ثقافية تمشي على قدمين، وعبقريا عندما يتعلق الأمر بتقصي الحقائق التاريخية وبشجاعته في الكتابة عنها.
استقبلته في بيتي اسبوعين، وقبل أن أعرفه عن كثب،احتراما للمعرفة التي يملكها ولشجاعته، يضاف إليه إيماني بحق كل إنسان في أن يُحترم!
راقبته ودرست سلوكياته بدقة، واصغيت بإمعان إلى كافة الأصدقاء الذين دعوتهم على شرفه، وخرجت بنتيجة أنه كان شخصية مهزوزة، غير متوازنة ومضطربة نفسيا.ألقى كلمة، وكنا عشرات الحاضرين، لم يتحدث خلالها إلا ماذا قال لبهجت سليمان وكيف التقى بعلي دوبا، وسقط فورا من أعين كل الحاضرين.
تابعته بعد عودته إلى سوريا، وكيف أساء إلى لقائنا عامدا متعمدا، وقدم تقريرا مفصلا عن ذلك اللقاء، ليس كما حدث،بل كما أرادته الطغمة المخابراتية أن يقول!
لقد كانت علاقته بتلك الطغمة انبطاحية ومشبوهة، وأساءت جدا لشهرته ولما قدمه من أفكار ودراسات نالت اعجاب جميع من قرأه!
نعم كانت علاقة واضحة إلى حد القرف،واستغلوه بطريقة رخيصة جدا، في زمن نال خلاله الشعب السوري منها فظائع التنكيل والتعذيب
قد يقول متفلسف إنه لا علاقة لسلوكياته بما قدمه،
وبهذا الخصوص أود أن أقول: الشخصية الاجتماعية المعروفة هي ملك للناس ويجب أن توضع تحت المجهر، لأنها – شاءت أم أبت- تصبح مع الوقت مثلا أعلى يُقتدى به.
الإنسان الذي تميز بانجازاته مسؤول أيضًا عن سلوكياته، وإلا لا قيمة لتلك الانجازات!
هناك فرق بين الاشاعات التي يكون القصد منها الاساءة إلى شخص ما، وبين سلوكيات ذلك الشخص الموثقة والمكشوفة على الملأ!
والكثير من مقابلات وتصريحات السيد فياض تؤكد تورطه!……
“بيت روز” واحد من أشهر أبطال لعبة البيسبول الأمريكية، ومن أكثر المحبوبين في زمنه.
عام 1991 صدر أمر بطرده من جميع فرق البيسبول المعروفة،ليس هذا وحسب، بل منعوا دخول اسمه الى ما يدعى(قاعة الشهرة) Hall of Fameلماذا؟لأنه نكر أنه يقامر، ثم اُثبتت التهمة عليه!
فخرج إلى جمهوره ليس مقامرا وحسب، بل كذابا!
نحن أتينا من ثقافة إما تؤله الشخص وإما تشيطنه،ولا نعرف كيف نعطي الشخص حقه سلبا أو ايجابا،لأننا محكومون بثقافة الأبيض والأسود!
كذلك عندما يتفوق انسان في بلادنا على صعيد ما،يظن أنه يملك كارت بلانش يخول له أن يفعل مايريد،بحجة أن تميزه يحميه.
لا أحد يستطيع أن يتميز على أي صعيد، مالم يتميز إنسانيا وأخلاقيًا أولا