وهْجُ نار

إن كان هذا إسلامكم… فأنا أول المرتدّين !

نشرت

في

Télécharger collection de mignon personnage de pomme de terre dans diverses poses gratuitement | Cute potato Potato drawing Cute

اقترحت مُدرسة على تلامذتها لعبة لمدة أسبوع واحد، فطلبت أن يأتي كل تلميذ منهم بكيس من البطاطا، ويكتب على كل حبّة اسم شخص يكرهه ويحقد عليه ويضع كل حبات البطاطا المسماة في الكيس…

<strong>محمد الأطرش<strong>

بعد يومين أحضر كل تلميذ كيسه بحبّات البطاطا المسماة بأسماء الأشخاص الذين يكرهونهم، بعضهم وضع في كيسه حبة واحدة…وآخر حبتين وآخر ثلاث حبات وآخر خمس حبات وبعضهم ملأ كيسه بأكثر من عشرين حبّة…التفتت اليهم المدرّسة وأخبرتهم بشروط اللعبة وهي: أن يحمل كل طفل كيسه من حبات البطاطا المسماة بأسماء من يكرههم ويمقتهم ويحقد عليهم  أينما يذهب ويجلس وينام لمدة أسبوع كامل… بمرور الأيام بدأ الأطفال يشعرون بالتعب وبدأت رائحة كريهة تنبعث من أكياس البطاطا، ورغم ذلك ورغم ثقل الكيس الذي يتزايد مع مرور الوقت بسبب تعفّن حبات البطاطا وتحللها، ورغم الرائحة التي أثقلت ولوّثت انفاس التلاميذ، وتبعا لشروط اللعبة لم يتركوا أكياسهم أينما ذهبوا وتنقلوا، مع مرور الأيام أصبحت رائحة الكيس لا تطاق وبدأ التلاميذ يشعرون بالغثيان والتعب والقلق مما يحملونه…

جاء موعد انتهاء اللعبة ففرح جميعهم وقصدوا المدرسة، والتقوا بمدرّستهم التي سألتهم عن شعورهم بما عاشوه خلال اللعبة واحساسهم وهم يشتمُّون تلك الرائحة العفنة والنتنة لمدّة أسبوع كامل؟ صرخ جميعهم في نفس الوقت بما عانوه وما شعروا به والوجع الذي أصابهم من ثقل ورائحة ما حملوه لأسبوع كامل…

فقالت لهم …هذا هو بالضبط ما ستعيشونه بما تحملونه من كراهية لشخص ما في قلوبكم فالكراهية ستلوث قلوبكم وتجعلكم تحملونها معكم أينما ذهبتم فإذا لم تستطيعوا تحمّل رائحة البطاطا لمدة أسبوع فهل ستتحملون ما تحملونه في قلوبكم من حقد وكراهية طول عمركم…؟؟

في تونس اليوم ارتفع منسوب الحقد في قلوب أغلب أفراد هذا الشعب…وأصبحت الكراهية تملأ قلوب الجميع على الجميع…وملأ كل مواطن كيسه بحبّات بطاطا بأسماء من يحقد عليهم ويكرههم…فكم من الوقت يا ترى سيتحمّل كل واحد منا مرافقة كيسه النتن، وكم من الوقت سيتحمّل الرائحة المنبعثة من الكيس؟ وكم حبّة بطاطا سيضع كل فرد من هذا الشعب في كيسه؟ الأكيد أن أسباب الكره تنوعت في هذا الوطن الموجوع، فهذا بنفسجي والاخر زلم…وغيره تجمعي فاسد…وهذا يساري والآخر إسلامي…وهذا خائن…وهذا عميل…وهذا إعلامي فاسد…وهؤلاء من الفلول…وهذا رجل أعمال فاسد…والآخر محتكر…والآخر يتآمر…والآخر متطرف ارهابي… والآخر معارض…والآخر خصم سياسي …خلاصة القول الشعب أصبح يكره الشعب…والأكيد أن أغلب الناس يكرهون ولا يعرفون سبب كرههم… فالحقد انتشر وأصبح موضة يتفاخر بها أغلبنا…

أحيانا وأنا أتصفّح ذلك الملعون “الفايسبوك” أسأل هل نحن حقّا مسلمون في هذا البلد…إن كان هذا إسلامنا…حقد وكراهية وثأر وتصفية حساب …فإني أعلن أني أول المرتدين… وأني لا اعبد ما تعبدون…لأني لست من الحاقدين…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version