جلـ ... منار

إيمان يفلق الصخر

نشرت

في

وفاء سلطان:

كانت امرأة تمارس رياضة الجري في أحد أدغال نيويورك عندما وجدت نفسها وجها لوجه مع وحش كاسر، ركضت بسرعة البرق باتجاه إحدى الأشجار وتسلقتها.

وصلت إحدى فرق النجدة إلى المكان، وأنزلوها من على الشجرة، ثم طلبوا منها أن تتسلق الشجرة مرة أخرى،

حاولت مرارا عديدة ولم تستطع!

قرأت مرة قصة عن فرقة عسكرية كانت في طريقها سيرا إلى إحدى المناطق، عندما تراءى لقائدها شبح وحش يتربص في إحدى الحفر على جانب الطريق.

استدعى القائد قناصا ماهرا في فرقته وطلب منه أن يصوب سهمه على الوحش، لم يكد السهم يصيب الشبح حتى تناثر شظايا هناك وهناك، اقترب القائد من الشبح ليكتشف بأنه كان صخرة كبيرة ولم يكن وحشا، وقد تحولت الصخرة بفعل السهم الذي أصابها إلى شظايا!

أمر القائد كل القناصين في فرقته أن يصوبوا سهامهم إلى صخرة مماثلة في محاولة لتفتيتها، فلم يتمكن أحد!

بناءا على الفلسفة المانوية التي وردت تلك القصة في إحدى كتبها، يجب على الإنسان، ولكي ينجح في حياته، أن يؤمن إيمانا قطعيا بأنه أكبر من الهدف الذي يصوب عليه، وبأن وصوله للهدف أمر محقق لا محالة!

هكذا آمن القناص الأول، لأنه اعتقد بأن الشبح كان وحشا،

وهو يدرك في أعماقه أن السهم يقتل الوحش!

بينما استطاعت المرأة في نيويورك أن تتسلق الشجرة لأن شغفها بالبقاء على قيد الحياة كان أكبر من صعوبة تسلق الشجرة!

…….

قد تبدو لك الحياة أحيانا وكأنها شجرة شاهقة،

ومن المستحيل بالنسبة لك أن تتسلقها،

أو قد تبدو لك بأنها صخرة كبيرة تعترض طريقها ومن المستحيل عليك أن تفتتها.

عندها تذكر:

أن القوة التي تمكنك من تسلق الشجرة الشاهقة،

أو من تفتيت الصخرة الصلبة، موجودة في داخلك،

ولكن عليك أن تكون شغوفا ومولعا جدا بالبقاء على قيد الحياة!

ليس هذا وحسب،

بل عليك أن تكون شغوفا ومولعا جدا بالوصول إلى القمة أيضا!

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version