محمود بن منصور
أسدل الستار على فعاليات الأيام المسرحية إبراهيم الأكودي في نسخة 2024.. نسخة اكتمل خلالها المشهد المسرحي وواصلت الأيام إشعاعها الثقافي رغم كل الظروف المادية والتنظيمية الصعبة، بتقديم عروض متنوعة الأفكار والأشكال و الطرح.
ثلاثة أيام من الفعل المسرحي واصلت خلالها هذه التظاهرة إشعاعها الفني و الثقافي في نسخة تميزت بعروض منتقاة بحدس فني راق لإدارة دار الثقافة بأكودة التي يشرف عليها الكاتب و المخرج المسرحي الصادق عمار ، عروض عبرت عن أفكار حداثية و أخرى كلاسيكية و ثالثة عبثية تضمنت أشكال المسرح ومدارسه في هذه الدورة كمسرحية “باي الأمة” لشركة مينيرفا للفنون الركحية بسبيطلة، ومسرحية “ملخر” لشركة قناديل للتكوين و الإنتاج بالمهدية، ومسرحية “حراك” لجمعية مواطنة للتنمية الثقافية بالفحص.
البعد الجماهيري
ما يحسب للجهة المنظمة لهذه الدورة الجديدة من الأيام هو نجاح التظاهرة في حشد عدد كبير من المتابعين رغم أن جمهور المسرح من أصعب الجماهير خاصة في الجهات حيث يعتبر تحديا جبارا رفعته دار الثقافة باكودة من أجل تكريس ثقافة الفرجة المسرحية حتى تكون أكودة قبلة لنجوم الفن و التمثيل، مما جعل الايام المسرحية إبراهيم الاكودي تجربة وجودية تدافع عن الإنسان و حقوقه الكونية و أبرزها الحق في الثقافة.
خصوصيات ثقافية و اجتماعية… ووطنية أيضا
المسرح في أكودة قلعة صامدة ضد التهميش و سلاح دفاع عن لامركزية الثقافة داخل الجمهورية، ولهذه الأيام خصوصية تاريخية بإعتبارها لمسة وفاء لأحد أبرز رواد الحركة المسرحية التونسية في سنوات تأسيسها الأولى مع محمود بوليمان و الحبيب المانع و أحمد بوليمان، مما يحتم دعوة سلطة الإشراف إلى ضرورة دعم هذه التظاهرة ماديا و لوجيستيا بما يتماشى و القيمة التاريخية و الفنية للمحتفى به (إبراهيم الأكودي) كشكل من أشكال التكريم و الوفاء و الاعتراف بما قدمه للفن الرابع في تونس وبمستوى راق، خصوصا ان مدينة أكودة تعرف بمدينة المسرح بامتياز ومن حقها ان يكون لها تظاهرة مسرحية كبرى تتكفل وزارة الثقافة بتمويلها و تكون أكودة قبلة نجوم التمثيل و الفن في تونس.. وللحديث بقية..