اخجلوا من أنفسكم … و انظروا إلى وجوهكم في المرايا !
نشرت
قبل 10 أشهر
في
محمد الزمزاري:
منذ يومين طلبت بعض الدول الانضمام إلى مشروع جنوب إفريقيا المتمثل في تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الكيان الغاصب، في ارتكاب جرائم حرب على الشعب الفلسطيني …
وتقدمت حكومة هذه الدولة الإفريقية المتخرجة من مدرسة مانديلا في شخص وزير عدلها، بملف مقنع قد يؤدي حتما إلى اصدار حكم لن يعجب الدولة الصهيونية النازية ولن يروق أيضا للولايات المتحدة و حلفائها المتواطئين دوما وبصفة مطلقة عمياء معالدولة المجرمة ، كإنكلترا والمانيا و بصورة مراوغة فرنسا أيضا… لان الخطة واحدة كما ذكرنا سابقا بجريدة جلنار والمصالح متشابكة وتواريخهم كلهم ملوثة بدماء الأبرياء …
الأكيد ان الامريكان و مجروراتهم من الدول المذكورة لن يقبلوا اي حكم قد يضعهم في حرج كبير أمام العالم و قد يساهم في كبح الدعم الامشروط للكيان الصهيوـ نازي .الذي ركزوه و سقوه بدماء الشعب الفلسطيني عبر المجازر المتعددة منذ ,الاحتلال سنة 1948 .. و كما أن الزمان يعيد نفسه فقد كانت مواقف الامريكان و الغرب طوال السنوات بين احتلال فلسطين و الاعتداء على غزة منذ شهرين، لم تحد عن مناصرة ارهاب الكيان الصهيوني… بل انهم كانوا شركاء في الخطط المتعلقة بالمجازر مثل دير ياسين وصبرا وشاتيلا و وغيرهما … وكذلك في توسيع الاحتلال عبر المستوطنات و تسليح المتطرفين لتقتيل الشعب الفلسطيني و تدنيس المسجد الاقصى أمام أعين من يعتبرون أنفسهم حماة الدين.
قلنا انه منذ يومين او ثلاثة. تقدم بعض الحكام العرب و المستعربة (حاشى اللي ما يستاهلش) إلى حكومة جنوب إفريقيا طالبين ودها و إمكانية انضمامهم إلى الشكوى التي تقدمت بها ..وهي لعمري مبادرة مضحكة ومخجلة ان لم نقل مشبوهة … وقد تذكرنا بحكاية التياس الذي كان البعض يدخلونه على زوجاتهم زوجا ليمضي معهن ليلة ثم يبادرون من الغد إلى اللحاق بالركب …مع فارق: فلسطين ليست طليقة أحد ولا زوجة لأحد، بل هي الأم الرؤوم لأبنائها الذين يذودون عن شرفها بأشرس مما يذود به حكام العرب على كراسيهم …
ورغم اني لا أعرف لحدود الساعة ما هي هذه الدول العربية التي تقدمت غير اني اعرف ان الأمر يفرض عديد الأسئلة : اولا لماذا لم تعبر هذه الدول عن رغبتها في معاضدة مشروع بريتوريا خلال يوم عرضه على المحكمة الدولية، عوض أن يحدث ذلك بعد اكثر من اسبوعين؟
ثانيا : تعرف هذه الدول ان الانضمام للشكوى سيؤدى حتما و قانونيا إلى تأجيل كبير قد يقود إلى تعويم القضية ..
ثالثا: هل ان مبادرة الانضمام هذه (التي رفضتها افريقيا الجنوبية) تؤكد للمرة الالف وضعية السياسات العربية الجبانة تجاه قضية الشعب الفلسطيني ؟ وهل كان سبب رفض حكومة بريتوريا يتجاوز التوجس من تأجيل وتعويم القضية، وإنما من القضاء عليها بأيدي العرب كالعادة، طبقا لاوامر أمريكية وصهيونية؟
ان مشكلة بعض العرب البائدة هي الخلط بين تكتيكاتهم السياسية و ثوابت المقاومة الفلسطينية ضد المحتل … هذه السياسات التي لو كانت صادقة لاستوجبت التغلب على كل الخلافات الايديولوجية و الانتهازية ..فمعاضدة المقاومة تتطلب وحدة صف وبُد نظر، والا غدا سنرى غدا اعتداءات مماثلة ضد اي من الفصائل بالضفة الغربية او لبنان … وذلك ابتداء من المقربين لإيران او الاخوان بغزة، وصولا إلى المقاومة بالجبهة الشعبية و غيرها من الفصائل المتعددة. …
وحتى إذا أخذنا في الاعتبار طبيعة حماس و أشباهها حين تورطت في دعم الدواعش المدفوعين من الغرب و الأتراك ودول خليجية قصد تدمير سوريا وازاحة السلطة القائمة لتركيز بديل على القياس، فإن أداء بعض الدول العربية في خصوص الحرب على غزة اليوم قد اتسم بخذلان هو توأم للخيانة و لاشيء سواها ..