جور نار

الأزمة الروسية الأوكرانية أو دهاء الرئيس “بوتين”

نشرت

في

خلق فلاديمير بوتين زوبعة و ازمة هو الماسك بخيوطهما و ما يتبعهما من تفاعلات ومطبات..لقد نجح في تنفيذ خطته نجاحا صارخا و أكد انه داهية سياسي من النوع الرفيع … و ذلك بتحدي أمريكا و أوروبا و إجبارهما على مراجعة سياستهما المستفزة للعملاق الذي استيقظ …

<strong>محمد الزمزاري<strong>

الهدف الذي يرمي إليه بوتين لم يكن احتلال أوكرانيا التي حدد لها ساعات معدودة لاكتساحها. وهو يعلم علم اليقين انه لا الولايات المتحدة و لا أوروبا ستدخلان حربا غير محصورة النتائج من أجل اوكرانيا … هذه الأرض البعيدة عن قلب العالم و قلب أمريكا و حتى عن قلب أوروبا … و الموروثة هدية مسمومة من إرث اتحاد سوفياتي تفتت قبل ثلاثين سنة، و لم تجن من تفتيته القوى الغربية سوى حطام من الدول قليلة الانتاج كثيرة الكلفة … خاصة لتجديد بناها التحتية المهترئة، و تلبية طلبات شعوبها المتكالبة على السفر إلى بلدان غربي القارة، مستغلّة فتح الحدود و تسهيلات الاتحاد الأوروبي.

حرك بوتين الزوبعة و مددها الى اقصى مستوياتها و هو يعرف جيدا انه لن يغزو اوكرانيا، بل ليرغم أوروبا المسكونة ابدا بمآسي الحربين العالميتين، على أن ترفع يدها عن التدخل في مجال أمنه القومي: أوروبا الشرقية، أو ترتدع عن إقامة مراكز استراتيجية في مواجهة روسيا … و تنسى و لو مؤقتا، مشروع توسيع حلف الناتو لالتهام ما بقي من جيران روسيا و تهديد موسكو في عقر دارها…

في الولايات المتحدة حالة من القلق ايضا وكعادتها الاستعراضية دوما، هددت و توعدت، مرة بالحرب و مرة بمعاقبة روسيا اقتصاديا. وهي تعرف أن اجتياح اوكرانيا أو حتى باريس لن يجرها الى مواجهة روسيا عسكريا …

و مما زاد الأمور احتدادا، الزيارة الأخيرة التي أداها بوتين الى الصين وربما كوريا الشمالية المتحالفتين معه …. بهذه الزوبعة الثلجية القادمة من بلاد الدب الابيض، سيحقق بوتين جل اهدافه من أوروبا و حلفها الأطلسي …إذ لا أحد يرغب في حرب عالمية ثالثة طاحنة عشرات المرأت اكثر من الحربين السابقتين، وقد تدمر ثلثي الكرة الأرضية.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version