لا يمكننا ان نستشرف أي تقدم مفترض أو مبادرة ثابتة على قوائم واضحة وجادة تتجه الى نبذ الحماقات و النرجسيات وبحث طرف و اخر عن سبل أو مسالك غير التي تهدف الى خدمة الذات أو ارضاء الرغبة الجامحة في التمسك بالراي ..
وهذا في حد ذاته أبلغ دليل على أن هذه المنظومة لم تفقه قطّ معاني الديمقراطية او حتى روح الدستور الذي تتم مناقشته هذه الأيام و نبش تفاصيله و حيثيات تاويله خاصة من قبل مجموعة من أساتذة القانون الدستوري .. عايشت البلاد جملة من المناكفات و حزمة من التلويحات و رياح تهديدات و صراعات و مواجهات و فتاوي و بلاوي و كلها بؤر لا تزيد صورة وطننا ألا تلطيخا وسوادا تواصل منذ اعتلاء منظومة الفشل التي اصابت البلاد في مقتل.
و الغريب الادهى من كل هذا أن جميع أو جل اغبياء الساحة الوطنية اليوم لا يقدرون مدى خطورة الاوضاع أو ما يمكن استنتاجه أو التكهن به من مصائب على المدى القريب :لنا شعب جائع واقتصاد منهار وتداين “احرق'”كل الخطوط الحمراء والسوداء وأنا. بحمد الله و شكره موسوعة تسيير وطن منهوك مقطع الاوصال عجز حتى عن ضمان تحصين و استمرار موارد البلاد الطبيعية.
ولا ادل على هذا من توريد الفوسفات من الخارج في حين ان ارضنا الطيبة تزخر باجود انواع هذه المادة و أغزها … ولكن الفشل طال كل مكان و قطاع تاركا التجارة الموازية تجتاح الساحة دون ضرائب أو موارد للبلاد وسموم المخدرات تنتشر في كل حي أو مكان من البلاد متحصنة بمنظومة تفوق قوة القوانين وتهزم اليات الدولة ذاتها … أو لربما هناك في الحكم من لايرغب في المس من هؤلاء الاباطرة لغايات في نفس يعقوب …
و هكذا عاد الغلاء مشطّا من جديد ضاربا بسياطه شعبا مقهورا كان ينتظر التخفيف مما يعانيه منذ ظهور “بدر” منظومة الامس و اليوم الفاشلة. والمتعاملة مع الناس بعقلية الراعي و القطيع …ولم يعد لنا ما يمكن ان نضيف سوى ؛”ما هكذا تساق الابل يا صانعي الفشل”