جور نار

الأمن القومي الغذائي … أولوية مطلقة

نشرت

في

لعل الصدمة العالمية التي اثارتها الحرب بين روسيا و اوكرانيا قد اكدت ان الامر اخطر من “مجرد” حرب فاجات العالم بل هو زلزال معيشي أوشك ان ينشر المجاعات، كما كان درسا بليغا لكل من له عقل.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

فرغم ان عدد سكان روسيا يصل الى 146 مليون مما يمثل 1 , 6 (واحد فاصل 6) بالمائة من اجمالي سكان العالم ورغم ذلك فانه يحقق الاكتفاء الذاتي للشعب الروسي و يوفر المداخيل و العملة الصعبة … اما اوكرانيا التي لا يتجاوز تعداد سكانها 43 مليون نسمة (أي صفر فاصل 6 من اجمالي سكان العالم) و رقعتها الترابية تعد اقل ثلاثين مرة من مساحة روسيا فهي كذلك توفر غذاء سكانها و توفر ايضا العملة الصعبة لخزينة بلدها رغم اهوال الحرب الدائرة.

و قد مثل ذلك عبرة للعالم او على الاقل الجزء الاكبر منه لا سيما اذا تحدثنا عن الاقطار العربية و الافريقية التي لم تع لحد اليوم جدوى الاكتفاء الذاتي الغذائي !! فرغم شساعة اراضيها و جيوش البطالة التي تنخر الطاقات النشيطة بها، لم ترغب او لم توفق هذه الدول في وصع الفلاحة و غذاء شعوبها ضمن اولوياتها … و.هاهي ذي اليوم رهينة قمح بلدين في حالة حرب لكنهما يسيطران غذائيا على شعوب أخرى انزل عليهم الله لعنة مجسمة في حكام عاجزين عن ضمان قوت مواطنيهم !

ان الحرب بين روسيا و اوكرانيا تستوجب من الوطنيين منا وضع خطط ترتكز على العمل الجاد من اجل ضمان الاكتفاء الذاتي الغذائي بكل تفاصيله … لن يكون هذا اعجازا او شربا لماء المحيط الهادي مادامت تربة تونس الطيبة و مناخها المعتدل لا ينقصهما الا القرار السياسي الوطني، و التشمير عن السواعد و العناية الجادة بقطاع فلاحي كم تم تدميره من قبل مافيات الاسمدة و البذور ، ومحاولات القضاء على المشاتل التونسية الممتازة لصالح الواردات من تركيا أو اوكرانيا او غيرهما …

فأية وطنية هذه ؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version