فُرن نار

الأوضاع على حدودنا الجنوبية… هل من بوادر انتخابات دون مواجهات مسلحة؟؟

نشرت

في

محمد الزمزاري:

يبدو أن الاطراف الليبية كلت من الإرهاب و شظف الحياة و المواجهات المسلحة و عودة النعرات الجهوية و القبلية، وتظلل البعض تحت رايات جهات أجنبية لا يهمها الا توجيه الأحداث نحو مصالحها.

هذا بالإضافة إلى كلل المواطن العادي من شظف الحياة و غلاء المعيشة وانخرام الأمن… لكن العوامل الأكثر تاثيرا على محاولة استعجال انتخابات عامة، هي الرغبة في حسم الوضع المتعفن و إخراج البلد الجار من مأزق دام طويلا وقد يتواصل اذا ما فشلت الاطراف المتصارعة في “عقلنة” مواقفها ووضع مصلحة بلادها في اعلى هرم الأولويات… زد على كل ذلك ما يبدو من ضغوط خارجية تنادي بالعمل على تنظيم انتخابات.

كما سعت بعض الجهات ضمنيا و ربما مخابراتيا عبر اذرعها داخل التركيبات السياسية او العسكرية، إلى تقسيم البلاد و هو خطر قائم بالنسبة لكل ليبيا ..قوى متعددة تمثل الخطوط العريضة للانتخابات التشريعية او الرئاسية الليبية القادمة قد يقارب عددها العشر … لكننا سنذكر الأهم من بينها وربما اعتمادا على مكامن الدعم المستقرة او القابلة للتغير وإحداث المفاجأة لدى اللجوء إلى صندوق الاقتراع:

1) رئيس الحكومة: يتمتع هذا الشخص بدعم من بعض الفصائل المسلحة بطرابلس وفي عموم مدينة مسراطة المتميزة باحتضانها الأكثر للفصائل المسلحة اليمينية و المتطرفة. ويحظى كذلك بدعم الأتراك والغرب و كذلك قطر منذ انطلاق الرصاصات الأولى تجاه الراحل معمر القذافي… ويعد رئيس الحكومة أقرب طرف للغرب و للإخوان ولعدد محدود من الفصائل المسلحة وقد رفض أكثر من مرة التنحي و ساهم في استنزاف اي سعي جاد لانهاء الوضع المتردي هناك.

2) الجنرال خليفة حفتر: عسكري متقاعد صلب يمتلك شعبية لدى شريحة كبيرة من الليبيين بسبب مواجهته للإرهاب و لرئيس الحكومة الذي لم يتردد في القيام باتفاقيات يعتبرها حفتر مهينة مع تركيا، و رفضه التنازل عن كرسيه تجاوبا مع الدعم الغربي له .وقد وقعت مواجهات عسكرية بين الاثنين وكان بالإمكان ان يدخل حفتر إلى طرابلس لولا تراجعه أمام كم الضحايا المفترضة في حالة الحرب بالعاصمة ..

تدعم مصر حفتر انطلافا من قناعة بقدرته على ضرب الإرهابيين و الفصائل المسلحة التي تهدد حدودها… كذلك يجد حفتر دعما من روسيا املا في وصوله إلى رئاسة ليبيا، كما يستند إلى دولة الإمارات ولو ان العلاقة قد انكمشت خلال السنة الأخيرة من الطرفين بسبب الأحداث في غزة و تقليص الدعم القادم من هذا البلد الخليجي لخط حفتر ربما في إطار تأثير توجيهات جديدة

3) سيف الإسلام القذافي: إثر عودته لم يبق نجل الزعيم الراحل مكتوب الايدي بل واصل سعيه لاستجلاب الدعم من القبائل و من عديد الشرائح الليبية التي تتحسر على زمن معمر القذافي وما فيه من أمن و رفاهة لكل المواطنين رغم ما كان قد تشوب فترته من احترازات ..يجد سيف الإسلام الدعم أيضا من عدد كبير من العسكريين القدامى الذين كانوا يتمتعون ببحبوحة العيش في زمن الكتاب الاخضر.

و يمكن الخروج ببعض الاستنتاجات اعتمادا على عدد من الاحتمالات و الاحصاءيات الممكنة في صورة تنظيم انتخابات رئاسية او تشريعية في ليبيا:

اولا قد يفوز سيف الإسلام القذافي بنصيب الأسد وتتراوح توقعات انتخابه بين 30 و 38 بالمائة لكنه يبقى معرضا لخطر الاغتيال من عدد من الجهات الأجنبية… سيوسع القذافي الإبن شعبيته لدى القبائل و بعض المجموعات العسكرية.

ثانيا، حفتر : حسب التكهنات، سيهزم حفتر خصمه رئيس الحكومة و يحصد ما بين 4 و 7 بالمائة و تبقى إمكانية الائتلاف مع سيف الإسلام القذافي واردة في الانتخابات التشريعية.

ثالثا، رئيس الحكومة: سيفتك القذافي الصغير النصيب الأوفر من مدينة طرابلس التي يعول رئيس الحكومة عليها و ستبقى نسبة ضئيلة لصالحه بمدينة مسراطة و بعض الفصائل المسلحة، وقد قد يجمع ما بين 2 و3 بالمائة …

ملاحظة: هذا المقال لا يتعدى بعض التحاليل او الاستنتاجات الشخصية التي قد تغير معطياتها المفاجأت والأحداث القادمة

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version