الانتخابات الإيرانية والتحديات الدولية و الإقليمية
نشرت
قبل 3 سنوات
في
علي أبو سمرة
تشهد ايران اليوم انتخابات رئاسية يتنافس عليها خمسة مرشحين..لا تخرج عن سيطرة ولاية الفقيه وهي الانتخابات الثالثة عشرة منذ نجاح ما عرف بثورة الخميني نهاية عقد سبعينات القرن الماضي، مع ما رافقها من حروب اقليمية وحصار غربي مبكر ،..
هذا وشهدت المنطقة تمددا ايرانيا في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغز، في خضم حرب طاحنة اجرامية تخوضها محميات الخليج بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني العنيد عالي الكرامة ونادر الشجاعة، والتي منيت فيها السعودية بخسائر فادحة امامقوة ارادة وشجاعة الشعب اليمني الحر . لا شك ان دول الخليج التي مهدت للقضاء على درع الامة قوة العر اق العسكرية وتآمرت عليه ادت الى استباحة ايران للعراق بل السيطرة عليه عبر مرتزقة محليين يحملون حقدا دفينا على مؤسسات الدولة العراقية.
علما بأن هؤلاء ساهموا في نهب خيرات العراق واستباحة مفاصله تحت وفع صدمة سقوط الدولة وحل الجيش وتولي الحكم من زلم ايران في غياب اي تدخل عربي الذي لا يهمّ حكّامه سوى الحفاظ على عروشهم ومصالحهم الشخصية دون اللجوء لاجراء اصلاحات على أنظمتهم امام عاصفةعاتية تستهدف كل ماهو عربي، وتفطنت دول الخليج لاغلاطها بعد ان بدات ايران بناء مفاعلها النووي وتخصيب الذرة لصنع قنبلتها.وحرضت الغرب على الجار الايراني لمنعه من امتلاك قوته وتطوره العلمي والعسكري.
فقامت السعودية و دول الخليج بمحاولات زعزعة قوة الدولة السورية واليمن وليبيا ومصر .وغرقت في جبال اليمن العصية على التطويع في حرب اجرامية تستهدف الشعب اليمني بدعوى دعم ايران لثورته وتصديه للغزو الخليحي الذي تقوده السعودية … و لكنهم أشعلوا نيران الحرب دون ان يخققوا اي انجاز وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة .
ونحن نرى بعين المراقب ان ايران تمارس نوعا من الديمقراطية باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، و في نفس الوقت اجرت سوريا انتخابات وجددت شرعية رئيسها بشار الاسد،و تزامن ذلك مع بسط سيادة الدولة على معظم الأراضي السورية بدعم من اير ان وحزب الله والعراق وروسيا، في حين تغيب مظاهر الديمقر اطية و لو في أدنى مستوياتها عن السعودية ومحميات الخليح، و تتواصل انتهاكات حقوق الانسان بهذه الدول القبلية.
ولا شك ان عودة الولايات المتحدة زمن بايدن لاحياء معاهدة تقنين التخصيبالذري لمنع صناعة سلاح نووي إيراني اثارت غضب دول الخليح التي مازالت مرعوبة تسلك سلوكها المذل المهين، معتقدة ان ترامب الذي ابتزهم بتريليون مليار اثناء ولايته بدعوى توفير حماية لعروشهم، معتبرا إياهم عبيدا ووكلاء للغرب دون اية كرامة او سبادة.
إذن اجرت سوريا انتخابات رئاسية جددت شرعية رئيسها، و هاهي إيران تنتخب أيضا، فيما اعطت معركة القدس الاخيرة دفقا جديدا وبارقة امل مزقت احلام الكيان الصهيوني واسقطت صفقة القرن وسباسات التطبيع … و لا عزاء لتهافت المتهافتين و تراكضهم المذل نحو العدو لدفن القضية، فللقضية القومية أصحابها الذين لم يتخلّوا عنها …