جور نار

البحر والساقية

نشرت

في

ليتني أستطيع أن أضع بعض السم في فنجانها!

قالتها وأنا أمعن النظر في عينيها الجاحظتين والشرر يتطاير منهما.بينما لسان حالي يقول:لا شك أن الشيطان حقيقة وليس خرافة!

<strong>وفاء سلطان<strong>

لم تقل سعاد حرفا واحدا أقنعني من قول أرادت به أن تقنعني!

فزوجة ابنها شابة في ربيع عمرها، جميلة القد طيبة الروح أنيسة المعشر رخيمة الصوت، قدمت إلى أمريكا منذ حوالي سنتين.ولأنها – حسبما فهمت من سعاد – من اسرة فقيرة في سوريا، وسعاد تملك عشرة محلات لبيع الخمور،ولا تملك ما تحتاج إليه من عقل وخلق لتتواضع، سقطت بين أنياب حماتها!

راقبت سعاد وهي تتحرك ذهابا وايابا بين المطبخ والشرفة التي نجلس عليها، ونار طاقتها السلبية يزيد حرارة الجو لهيبا، فبدأت أحترق.

في تلك اللحظة بالذات مرّ قطها من أمامنا، فمدت يديها ثم انتشلته ووضعته في حضنها: (غوتشي) حبيب قلبي، أين كنت منذ الصباح؟ لقد افتقدتك.

طبعت قبلة على رأسه، ورفعت رأسها لتحدثني عن مدى حبّها له.لم أر عينيها الجاحظتين ولم أر شررا يتطاير منهما،ولم أر سعاد التي كانت منذ لحظات شيطانا بالمطلق،بل رأيت ملاكا مبتسما يفيض حنانا ورحمة، فشعرت ببرودة كنسمة الصباح تتسلل عبر مفاصلي!

…………

يقول مثل روسي: الإنسان كالنهر، تراه أحيانًا ضحلا كالساقية،وأحيانا أخرى عميقا كالبحر!

نعم هو يتراوح بين الساقية والبحر ، وطبيعة روحه تتوقف على تواتر وزمن المرات التي يمر بها في أحد الطورين!

وصلت إلى البيت لأحتضن بسبوس وأمرّ بيدي فوق جسده،ثم اتصلت بزوجة ابني لأشكرها على عشاء البارحة،ولأنها أم آدم ووليام.

وأنا أحاول بكامل وعي وبكلّ قدراتي أن لا أمرّ بطور الساقية

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version